[| يحيــى فقيـــه |]

(( القرية المنسية ( خبت بن جبران ) في عهد التقدم والازدهار ))

بعد السفر والترحال والبعد عن الديار .. أخيراً قرر العودة إلى تراب أرضه وربوع قريته إلى قرية خبت بن جبران التابعة للشقيق .. استقبلته في المطار وركبنا في السيارة وطوال الطريق وهو يستجمع الماضي والحاضر ماضي الطرق الوعرة وحياة الظلام والتخطيط السيئ للمنازل وخطر السيول على القرية و عدم وجود مقومات الحياة الأساسية ، ثم بدأ يذكر ما وصله من أخبار عبر صحيفة تهامة وغيرها من وسائل الاتصال عن التقدم السريع لمدينة الشقيق وما تعيشه الشقيق من تغير في وقت وجيز خاصة بعد أن تقلد عبد العزيز الشعبي مهام البلدية ، سألني عن هذا الرجل !!!
قلت: بحق الرجل عمل في الشقيق ما يجعل أهالي الشقيق يذكرونه فيشكرونه ، ولا ينكر ذلك الا جاحد بل في وقت وجيز .
ولا زلنا نتجاذب أطراف الحديث حتى وصلنا مثلث الدرب فتعجب من التغير في الطرق والإنارة وجمال الشوارع والتقدم العمراني وتوسع المحلات التجارية .. حتى خرجنا من الدرب ولكننا لم نخرج من الإنارة المشتعلة على طول الطريق إلى أن وصلنا إلى مدينة الشقيق مروراً بالتحلية أخذته الأفكار بعيداً ..
قال: هل يعقل أن أشاهد الماضي الذي عشته في قرية خبت بن جبران ،،
قلت: له استمتع أنت في الشقيق .. ( وصلنا عند الإشارة )
قال : وإشارة بعد !!
حقيقة كنت أرى البشر والفرح في عينيه رفع يديه ودعاء لـ عبد العزيز الشعبي على ما قدم ، رأيت أن أخذه في جولة سريعة على البحر ، لم يصدق هذا التنظيم الجميل وأرصفة الشوارع مع جمال الإنارة ، ( وصلت به إلى الكرنيش )
قال : وكرنيش بعد ما شاء الله .
قلت:: ما رأيك أنت متعب و بحاجة للراحة والأهل ينتظرونك والوقت متأخر فأنت بعد الواحدة ليلاً .
قال: أعتقد أن عدوى المدنية قد وصلت إلى قريتي الخبت خاصة مع هذا التقدم والازدهار في ظل طموح شاب مثل الشعبي ، واصلنا المسير نحو قرية خبت بن جبران ، أصبح كبري الشقيق خلفنا ونزلنا مع تحويلة الخبت ,,
قال: متعجباً لماذا الكهرباء انقطعت اشوف الدنيا أظلمت ؟ ..
قلت: : لا أنت خارج مدينة الشقيق .. أنت خارج التغطية .. أنت في قرية الخبت ..
قال: لم أفهم .
قلت:: ليس الخبر كالمعاينة ، قام يلتقط صورة بعد أخرى .




قال: طيب أين الأسفلت .. أين الإنارة .. لا أرى شيئاً ..
قلت:: تعودنا على تخطي الحفر
قال : طيب ربما تجد شي مفاجأ كيف تتصرف ..
قلت:: ما عليك إلا أن تخفف السرعة
قال: ما ذلك النور القادم من بعيد ؟
قلت: : سيارة ربما يكن أحد اهل القرية لديه طفل يعاني من انيمياء منجلية يحتاج أن يذهب إلى الطواري في الدرب حتى يجد مهدي للألم خاصة ان احصائيات مستوصف الشقيق تؤكد أن قرية خبت بن جبران أكثر القرى تعرضاً لهذا المرض الوراثي .
قال: تحطمت الأمال وتكسرت الطموحات معقولة يا أبا أسامة قرية تبعد 3 كيلوا عن مدينة الشقيق تعيش ظلام لا نور فيه ،،





قال: لماذا القرية قليلة المنازل لا أشاهد بيوت منارة
قلت:: الكبار يخلدون للمنام ويمنعون اطفالهم ونساءهم من الخروج بعد العاشرة لشدة الظلام خوف عليهم من المجهولين والحيات والعقارب حيث لا يشاهدون شي من شدة الظلام .. ويقومون بتطفئة الأنوار حتى لا تزيد فاتورة الكهرباء ثلاثية الأشهر باهظة التكلفة .





قال: وهذا منزل من ؟
قلت: : هذا منزل شيخ القبيلة يترك هذا النور حتى الصباح من اجل أن يعرف منزلة من بين البيوت فربما جاءه ضيف خاصة أنه واجهة القرية .
قال: طيب والبلدية لم تعمل سفلته داخليه ولا إنارة شوارع
قلت:: لا داخلية ولا خارجية ولا نور ولا أبسط مقومات الحياة ،
قال: طيب وعبد العزيز أين هو من هذا .
قلت:: الرجل مشغول حقيقة بواجهة الشقيق ونسي من يعيش في الظلام .. ومع جهده المشكور إلا أننا لا نعفيه من مسئولية قريتنا .
قلت:: ما رأيك نذهب إلى المنزل ..
قال: لا لا .
قلت: : لماذا ؟ لا تقتل فرحتك بلقاء أهلك ..
قال: لا . دعهم ينامون .. ونحن سننتظر حتى الصباح فوق هذه التلة
( جلسنا نكمل حديثنا عن مأساة قرية تقبع في عصر النهضة والتقدم في عصر خادم الحرمين الشريفين الذي لا يرضى بهذه المأساة )
قال: هل هناك من مشاريع تعليمية صحية تنموية شي في القرية مضادات للسيول ..
قلت: : ولا شي .




بدأ الصباح ينشق وتظهر القرية المنسية بعد أن غطاها الظلام الدامس وكأننا لنسنا في قرن التقدم العمراني الذي وصل القرى والهجر في أنحاء المملكة . بدأت الحياة تعود بعد أن سطع نور الله على أرضه بشمسه المشرقة على الكون أجمع . ذهبنا لنشترى إفطار وعدنا للمنزل وأثناء الطريق استوقفني أمام هذا المنظر .





قال : ماذا هذا السور .
قلت:: هذه مقبرة من ضمن طلباتنا المقدمة ، لم تنفذ الدولة إلا هذا المشروع وبعد تعب .
قال : أيييه .. ليصبح اهالي القرية بين مطالب الحياة وتذكر الموت .
قلت:: صدقت هذا هو واقع قريتنا المنسية بين مطالب أبسط الحياة المعيشية وتذكر الموت عبر صور هذه المقبرة التي وضعت على الطريق العام .
ختاماً إنها مناشدة لمن حملوا الأمانة من خادم الحرمين الشريفين أن يتقوا الله في هذه القرية المنسية فهي القرية الأهم للشقيق وتعتبر متنفس سياحي من خلال منتزة المزيرعة الطبيعي .





أنها رسالة لكل مؤتمن على المشاريع التنموية سواء كانت تعليمية او صحية او بلدية او غيرها أن يتقوا الله تعالى فيما نقلته هنا عبر هذا الموضوع الذي حرصت فيه أن أغير في الأسلوب المعتاد وهو الخطاب المقالي إلى مقال حواري قصصي لعلي من خلاله قد أوصلت رسالتي ليطلع عليها كل مسئول ، ليخفف عن عاتقه مأساة أسر وعوائل منسية داخل القرية المنسية . في زمن التقدم والرقي والمشاريع التنموية من هنا وهناك .
( كل الصور ألتقطها بتاريخ 1432/4/12 ، أي انها جديدة وليست قديمة ، عدا صورة منتزه المزيرعة الطبيعي )
اللهم أني قد بلغت اللهم فشهد .

( ملاحظة : من المعاناة سفلته الطريق تبع شركة السويلم بالقصيم فهل سيسمع صوتي )

[ـالتُفاحة الورديّة]

حوار مؤلم جداً

من المؤسف أن نرى مثل هذة الأشياء و إلى الحد وصل الاستهتار وبأرض خادم الحرمين الشريفين

اتق الله يامن حٌملت الأمانة

[جيهان]

))ليست فقط هي القريه المنسيه للاسف يوجد الاف القرى في المملكه منسيه ..
ضاعت الامــــــــانه.
والجميع يعلم مافيه شي يخفى على المسؤلين ابدا ...
للاسف المملكه كل ماله تدهور ....!
...,,
بارك الله فيك..عسى الله ينفع في مقالك ..,,

[قائد المجد]

البطانه الفاسدة هي السبب

[ونـاسه]

ياهي معاناة .. داخل بلد يصل خيره الى بلاد اخرى..

مشكور اخي يحيى على الموضوع الرائع ..

لي عوده باذن الله ..