بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » المجاعة في النيجر مسؤلية من؟ لـ د. سليمان العودة

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 15-09-2005, 02:31 PM   #1
بريماكس
عـضـو
 
صورة بريماكس الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
البلد: buraydah city
المشاركات: 6,344
المجاعة في النيجر مسؤلية من؟ لـ د. سليمان العودة

المجاعةُ في النيجر..مسؤلية من؟


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واصلي الله وأُسلم على الهادي البشير والسراج المنير نبينا محمد وعلى أله وأصحابه أجمعين أما بعد..

هي الدنيا أفراح وأتراح, وأحزان ومسرات , لهو ولعب وزينة وتفاخر في الأموال والأولاد

مركب ذلول لكنها سريعة التقلب ,كثيرة التغير, تبدو أوراقها خضراءُ جميلة لكنها سرعان ما تصفّر وتيبس وتتساقط ,وربما سقطت أوراقها الخضراءُ فجأة على غير توقع.
تنام بالليل على حال وأخبار.. وتستيقظ على حال وأخبارٌ أخرى .
قولو لي من سلم من عواديها ..ومن اطمأن في مركبها, ومن نجا من خدوشها ومَن تجاوز حٌفرها أو كان بمعزل عن ُكدرها..
إنها الدنيا ..متاع الغرور,سريعة العبور,
يبتلي الله فيها أقوماً بالأسقام والأمراض- فيحصد المرضُ جماعاتٍ يغيّبون في اللحود.. ويُؤخذ أقوام على حين غرة وهم مكتملون في صحتهم ساربون في معاشهم.. فتحل بهم الكوارث.. زلازلٌ وبراكين وفيضانات مدمرة تقف أمامها قدرات البشر مهما كانت قويةً ضعيفةً عاجزة.
سبحان الله هل من مُدكر.. موتٌ بالآلاف نتيجة إعصار مدمر أوفيضانات عظيمة.
والماء مصدر حياة ونما - لكنه يعود بقدرة الله وسيلة تدميرٍ وفناء..

كم في هذه الأحداث من نُذر (( وما يعقلها إلا العالمون))
كم في الكون من ظلم وظلمات, وراءها الظلوم الجهول, ورَّبك يغار, ولا يرضى الظلم ولا يحب الظالمين, وينتقم للمظلومين
يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم ؟ الست في كل يوم تنام وتقوم على قوارع وعظائم مالها من كاشف إلا الحيُّ القيوم!
يا ابن آدم انك كادح إلى ربك كدحاً وملاقيه .. فهل ستأخذ كتابك بيمينك .. أم سيكون الكتاب وراء ظهرك؟
هل تٌذكرك النوازل بغيرك .؟ مايمكن أن يقع لك؟ أم تراه يكفيك أن تتسلى بسماع الأحداث ورؤية المشاهد .. وكأنك بمعزل !! فلا عاصم من أمر الله إلا من رحم.

إن الله يبتلي عباده بالسراء ليرى شكرهم ,ويبتليَهم بالضراء ليرى صبرهم(( ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون)) ((ولنبلونكم بشيْ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون,أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة و أولئك هم المهتدون))

عباد الله دولةٌ مسلمةُُ وشعب ُ مسلم,وإخوانٌٌ لنا في العقيدة يعانون اليوم من جفافِِ قاتل ومسغبة , مؤلمة,جفافٌٌ وتصحروقلة في الأمطار وهلاك في الزروع والضروع, وموجات من الجراد تقضي على الأخضر واليابس ,وزحف في الرمال في بيئة صحراوية ساهمت كذلك في إهلاك الكثير من المحاصيل..
إنها حالة بؤس يعيشها إخواننا المسلمون في النيجر وما أدراك مالنيجر؟

دولة أفريقية يحدها من الشمال ليبيا والجزائر , ومن الجنوب نيجيريا وبنين ومن الشرق تشاد , ومن الغرب مالي وبوركينا فاسو , وعدد سكانها يزيد على أحد عشر مليون (حسب تعداد 2003م)
ويدين بالإسلام ثمانٌ وتسعون بالمائة 98% من السكان , وضعها الاقتصادي متدني .. ويزيد في حالات الجفاف وقلة الإمطار كما هو الحال.حيث يعمل معظم سكان النيجر في الزراعة والرعي , ويؤكد البنك الدولي في تقريره عن النيجر أن أكثر من ستين بالمائة منهم يعيشون بدولار واحد في اليوم.!

الأزمة المتداعية في النيجر وما حولها – تعتبر من أكبر الأزمات في البلاد وتعد المجاعة الحالية من أسوا المجاعات التي تواجه شعب النيجر منذ عام 1984م. لقي مجموعة من الأطفال حتفهم ,ولا تسأل عن هلاك الزروع والمواشي – أما عامة الشعب النيجري فقد بات يُنافس الحيوان على أكل أوراق الشجر- وإن كان بعضها ساماً ومُرا ! لكنهم يعمدون إلى غليه حتى تخف ّ سمومه ومرارته!
وينافسون النمل في أخذ الحبوب المُدخرةِ في بيوت النمل.
إنها أزمةٌ متفاقمة, تشير الإحصاءات إلى أن ثمانمائة ألف طفل يعانون المجاعة , منهم أكثر من خمسمائة ألف في حالة خطره , ولا تسأل عن انتشار الأمراض هناك كالكوليرا والسل والإسهال والحصبة والملاريا مما زاد عدد الوفيات .
ولقد بلغ إجمالي القرى المتضررة قرابة ثلاثة ألاف قرية من أصل عشرة آلاف قرية تحتويها الدولة , ويسكن هذه القرى قرابة أربعة ملاين نسمه , أي أكثر من 40% من سكان البلاد .
ونظراً لخطورة الوضع فقد وجه رئيس الوزراء في النيجر في 28 مايو 2005م نداء الاستغاثة للمجتمع الدولي للحصول على عون غذائي عاجل ¸كما وجهت منظمات الأمم المتحدة تحذيراً للمجتمع الدولي من احتمال وقوع كارثة صامته في النيجر . ويصف مدير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في النيجر مايحدث هناك بأنه ( واحده من أسوأ المجاعات التي رأيتها في حياتي )
وتقول منظمة أطباء بلا حدود أن ثلاثة أطفال يموتون يوميا في بعض مراكزها بالنيجر بسبب المجاعة أو سوء التغذية .
أنها أزمة تتفاقم وشبح مخيف ليس للفقر والمرض بل وللموت أيضاً..... والسؤال أين المسلمون عن إخوانهم المسلمين؟؟
عبادة الله ( إن الأبرار لفي نعيم ) ومن صفات الأبرار إنهم ( يطعمون الطعام ...)
ويروعك الأمر حين تعلم تواجداً سريعاً للمنظمات الغربية , ويروعك الأمر أكثر حين تعلم شيئاً من أهداف هذه المنظمات والجمعيات الغربية – إنهم يغيثون ويُنَصِرون ويُساهمون في صنع الأزمات حين يُحاصرون المؤسسات الأخرى ويجمدون أرصدتها ........
وهل تعلم أن جزءً من أزمة النيجر الواقعة نتيجة تغييب أدوار الجمعيات والهيئات والمنظمات الإسلامية الاغاثية والدعوية , وهكذا يهلك الناس بدعاوى الإرهاب وكذلك تبدُ نتائج الحصار للقطاع الخيري.
انها جرائم يموت لها الأطفال الرضع .. ويتهاوى مرضى الشيوخ الرٌّكع , ولا تسلم منها المرأة والشباب فضلاً عن الشجر والحيوان .
كم يٌجرمُ أولئك الذين يمنعون الخير في الإنسانية و بشكل عام وفي حق المسلمين على وجه الخصوص .
ولكن المسلمين لا يسلمون من مسؤولية الإغاثة والنصرة والله يقول لهم (( واطعموا البائس الفقير ) ( الحج / 28)
والمصطفى صلى الله عليه وسلم يناديهم يقول لهم (( فكو العاني واطعموا الجائع وعودوا المريض )) رواه البخاري ح 3046(الفتح / 167) ولا يُعذرون بسياسات القوم الكافرين الذين يحاولون عزلهم عن إخوانهم المسلمين والله يقول (( إنما المؤمنون إخوة ))


وعجب ولا عجب ونحن في زمن العجائب, شعوب ترمي زوائد المحاصيل الزراعية كالحبوب والثمار في البحر حتى تحافظ على قيمتها دون انخفاض..
وشعوب أخرى لاتجد ما تأكله حتى يضطرها الجوع و الإبلاس إلى أكل ورق الشجر ,بل ومزاحمة النمل على طعامها ..
شعوب تموت من الجوع وأخرى تصيبها الأمراض من التخمة ! إنها مُفارقات عجيبة .. وفي زمن الوعي والمعرفة والعولمة والدعوات الإنسانية الجوفاء
آهٍ على أزمنة الصدق.. وآهٍ على مجتمعات الرحمة..
وسلام على الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة..
وتحية لدينٍ يٌعلم أصحابه أن رجلاً سقى كلباً يلهث من شدة العطش فغفر الله له,
ياأمة المليار أو تزيد أليس عيباً أن يوجد فينا معدم أو بائس أو محاصر أو مظلوم؟
أي بلاءٍ يعيشه إخواننا المسلمون في النيجر فأين نحن منهم؟
يُحدث أحد شهود العيان الذين زاروا النيجر ووقفوا على المجاعة هناك :
ويقول لقد رأيت بنفسي قدور القوم وهي خضراء من طبخ الأعشاب حيث أصبح طعام الحيوانات طعاماً للإنسان .. والغنيُّ من القوم من يجد مِلحاً يضعه مع الماء؟والملحُ فقط!
ويقول ولقد حملت بنفسي أطفالاً على هيئة هياكل عظمية من الجوع وسوء التغذية .. والحال أشد مع الأطفال الرضع .. فلا أهلوهم يجدون قيمة الحليب الصناعي فيشترونه ولا في ثدي أمهاتهم حليباً يُرضِعن منه الأطفال .. وأين يتكون اللبن في ثدي أم لا تجد ماتأكل سوى الحشائش !!

أنها نازلة تحتاج من المسلمين عامة إلى التفاته وإغاثة .. وبلادنا في قائمة الركب عادةً تغيث الملهوف وتطعم الجائع وتعين المتضررين والأمل أن نسمع قريباً تحركاً رسمياً و شعبياً لإغاثة هذا الشعب المسلم والرأفة بالأطفال والنساء والشيوخ بل وبعامه من به حاجة للغوث والنصرة .
وإذا بالغ الغرب في حملته الإعلامية في إغاثة هؤلاء المنكوبين وكان ضجيجاً إعلاميا أكثر منه واقعاً ملموساً كما يقول أهل النيجر فينبغي أن يكون واقع المساعدات الإسلامية كبيرا , وينبغي أن يكون الأعلام الإسلامي حاضراً ومصوراً دقيقاً لحجم هذه الكارثة .. وحين تتواجد المنظمات الغربية هناك فالمنظمات والهيئات والجمعيات الإسلامية أولى وأحرى بالوجود والمساندة .
يحتاج أهل النيجر ويتطلعون إلى فتح جسر جوي لهم ينقل حاجتهم من الطعام ويُوفرُ لهم المعونات الأخرى .. ويحتاجون إلى دعم ومساندة من الموسرين لحفر آبار تعوضهم عن نقص الأمطار .

كما يحتاجون إلى فتح مراكز للتعليم والدعوة هناك , فكارثة النيجر ليست هي الجوع والجفاف والتصحر فحسب , فثمة كوارث في الجهل والأمية , وثمة جفاف وتصحر في جوانب العلم والمعرفة وإذا كانت الفرنسية هي اللغة الرسمية , فينبغي أن يساهم الخيرون والموسرون بفتح معاهد لتعليم العربية, لغة القران لأبناء وبنات المسلمين, وفتح مدارس ومعاهد وكليات لتعليم المسلمين هناك لأمور دينهم ودنياهم وحمايتهم من المخاطر المحدقة بهم كالتنصير والعلمنة والانحراف الفكري ....
وتشير بعض التقارير أن ثمّة مخططات للغرب بتقسيم النيجر وإيجاد دول نصرانية هناك .. إننا نهيب بالمسلمين عموماً والقادرين خصوصاًً على مد يد العون لهؤلاء المتضررين .... وحمايتهم من مخاطر الآخرين ونهيب بالجمعيات والهيئات والمنظمات الإسلامية لتواجدها وممارسة دورها الفعال ولا ننسى أن نقدم تحية عطرة للجمعيات والهيئات والمنظمات الإسلامية العاملة هناك ¸وان كانت قليله والشكر والتقدير للرجال الذين زاروا تلك المناطق المنكوبة وقدموا للمسلمين خبراً وتقريراً عنها .
وإذا كانت الأزمة تتفاقم والمستقبل لأهل النيجر مخيف فلا تزال الفرص مواتيةً للإغاثة والدعم والمساندة.. وبارك الله في كل جهد يبذل , وخلف الله على كل منفق , وهيئة الإغاثة , والندوة العالمية ,ولجنة الأعمار ,وجمعية د.السميط لمسلمي أفريقيا, وجمعية العون المباشر .. ونحوها.. كل أولئك يستقبلون تبرعاتكم لإيصالها للمستحقين.. ومن عمل صالحاً فلنفسه ... ((ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغنيُ وأنتم الفقراء وإن تتولو يستبدل قوماًغيركم ثم لا يكونو أمثالكم))

اللهم أطعم جياع المسلمين, وكن لهم عوناً ونصيراً
اللهم أصلح أحوال المسلمين, وألّف بين قلوبهم, واجمع كلمتهم على الحق,وأهدهم سُبل السلام
اللهم من أرادنا أو أراد بلادنا أو بلاد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره ,وتدبيره تدميراً عليه يا حي ياقيوم .
اللهم نفّس كرب المكروبين من المسلمين , واشف مرضاهم , وعاف مُبتلاهم , واهد ضالهم , وثبت هُداتهم على الحق إلى أن يلقوك يارب العالمين,
ربنا ظلمنا أنفسنا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا إنك سميعٌ قريبٌ مُجيب




أ.د.سليمان بن حمد العودة
جامعة القصيم
5/8/1426هـ
__________________
بريماكس غير متصل  


قديم(ـة) 15-09-2005, 04:01 PM   #2
بريماكس
عـضـو
 
صورة بريماكس الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
البلد: buraydah city
المشاركات: 6,344
لمحة :

يمكن الإستفاد منها .. لخطبة الجمعة ..
لأنها هي أصلا خطبة الشيخ سليمان .. الجمعة الماضية و كان لها الأثر الكبير ..

.
.

.
.

شكرا للجميع
__________________
بريماكس غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:10 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)