|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
26-09-2005, 12:15 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2003
المشاركات: 211
|
حواري مع عتبة الباب ،، يوم الاأربعاء الماضي بعد وفاة أبا عبدالله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعزائي الأفاضل .. في يوم الأربعاء ودعنا أحد الأحباب .. رجل قد أعيته الشيخوخة .. أعيته من كل شيء إلا التسابق للصلاة .. رجل مسن لا يستطيع نزول السلم أو بعض السير إلا زحفاً .. نعم .. زحفاً على الأرض .. فيا حسرتا على الشباب .. حينما يسمعون النداء .. ولا يلبونه إلا بعد أن تفوتهم تكبيرة الإحرام .. ياحسرتا على الشباب .. حينما ينام عن الصلاة المفروضة وغيره يزحف قبل أن يشرع الأذان بساعة كاملة حتى لا تفوته تكبيرة الإحرام .. نعم يزحف .. يخرج من بيته قبل حين وقت الصلاة بساعة كاملة حتى يصل للمسجد .. وبصوته المنهك من السير .. يناااااادي المسلمين .. حي على الصلاة حيّ على الفلاح .. أعزائي .. هو يوم الأربعاء الموافق 17\8\1426هـ ودعنا أبا عبدالله خرجت من الدوام .. لأرى أهلي قد أعدوا واستعدوا للذهاب ......! لكن إلى أين ......؟! إن فلان قد فارق الحياة .... لا حول ولا قوة إلا بالله غيرت ملابسي ... وسافرنا إلى القصيم .. وعندما وصلنا إلى باب منزلهم .. رأيت عتبة الباب .. فحلق بي التفكير لأرجع للوراء ... فتذكرت يوماً قد رأيته وهو يزحف .. خارجاً قبل الفريضة بساعة كاملة .. فأخذ الصمت مني مأخذه ... وأحسست بكمد قد ألم بي . وأردت أن أخرجه ... فجيء لي بالورقة والقلم .. وها أنا أنقل لكم ما سطره الوجد الملتهب .. لا أعلم .. بأي خيوط الكَلِمِ أنظم.. لا أعلم .. ماذا حلّ بلساني .. إني أراه عن الحديث قد ألجم .. ألجم من هول المصاب .. فمشاعري بالكتمان تنبر .. فأخرجت صديقي .. .. قلمي .. ليبعث سيّالات من الآهات والأشجان .. على ورقة لترسل البث للخلان .. لتحكي حالي وشعوري الآسي .. حينما حاورت .. *&* عتبة الباب *&* نزلت من السيارة لأسمع أنين .. ترى من صاحب هذا الحداء الحزين ..؟! وبعد فترة من الصمت .. وبصوت خافت .. بعد تساؤلات مني .. أجابني .. فقال : يا صاحبي .. إني فقدت الحبيب ... إني فقدت أعز عزيز .. ودعت من يمسحني كل فرض صلاة .. يمسحني بجسده الطاهر .. لكن الآن ... من يمسح عتبة الباب ؟! كان حبيبي يسابق الفروض بساعة كاملة قبل وقتها .. ليفوز ويحظى بنداء المسلمين .. حي على الصلاة .. حي على الفلاح ودعت حبيب الروح .. آه .. ما أصعب الفراق .. *&*&*&*&* تأملت حديثه ودموعي على الخدين هتان .. فقاطعته .. عذراً .. أيا عتبتة الباب .. هل لي بسؤال ..؟ كيف تقول يمسحك بجسده الطاهر كل فرض صلاة ؟ فبعد تنهد وعبرات .. أجابت عتبة الباب وقالت لي مذكرةً : لقد رأيته أنت يا أخي ... فاستعد ذكراك .. لقد رأيته قبل أن يحين وقت الصلاة .. ينزل من عندي وهو عليلٌ متعب .. لا يستطيع الوقوف على الأقدام .. يزحف ... ويزحف .. وبشق الأنفس يجتازني .. ولم يتخاذل يوماً عن الآذان .. 45سنة متواصلة ... الله أكبر ... هنيئاً لك يا أبا عبدالله .. تبعث يوم القيامة بإذن الله وقد ميزت عن باقي الناس .. برقبة طويلة كالوسام ... تبعث بإذن الله تحت ظل العرش تُظل .. ياصحب القلب المعلق بالصلاة .. أتتك المنية بعد طهر .. ونافلة الضحى لتختم بها الحياة .. كنت حينها .. تباطأت خروجك أيها الشيخ الكبير .. انتظرتك .. وانتظرت جسدك الطاهر يمسح علي ... الساعة 11 صباحاً كالمعتاد .. وإذ بك محمول على الأكتاف ..! لا لا أستطيع إكمال البث والإرسال .. فحبال الوجدان تمزقت .. لهذا أختم حديثي ببشرى تمحوا الأحزان .. وتعيد الروح للكيان .. سمعت من شهود عيان .. بأن الرجل إزداد بياضاً ونظرة .. وفي الغسل كان تنظيفه يسر .. الله أكبر .. وداعاً يا أبا عبدالله .. الوداع .. إلى جنات الخلد برحمة الله .. اللهم اغفر له وارحمه واجعل قبره روضة من رياض الجنة اللهم آمين ..
__________________
اللهم سدد رمي شيخنا أسامه ورمي المجاهدين وفك أسرانا في كل مكان |
26-09-2005, 11:22 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 147
|
رحم الله أبي عبدالله ..
وأسكنه فسيح جناته .. وحوارك أخي رائع ..
__________________
هذا التوقيع هديه من أخي قنـــاص الروس حفظه الله |
27-09-2005, 02:42 PM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2003
المشاركات: 211
|
أخي الكريم الصاعق
على دعائك أقول آمين وعلى مرورك الكريم .. أقول بوركتِ وجزاك الله الفردوس الأعلى اللهم آمين
__________________
اللهم سدد رمي شيخنا أسامه ورمي المجاهدين وفك أسرانا في كل مكان |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|