[غربة غريب]

جلسة أخوية على ضفة وداي الرمة 1429بالقرب من قرية البندرية ،
مجرى الماء قريب خلف الرمْثة أعلى الصورة يسار .

أيها الأحبة ،،،
إن نثرتُ بين يدي القارئ بعضاً من الوصف الذي أصفُ به تجوالي في ضيف مُقبل فسأقولُ لكم :-
أني لستُ من عُشّاق الساحات البلدية ، وأكره المخيمات التسويقية ، ولستُ من روّاد الأرصفة الشبابية التجمُعية ،
ففصل الشتاء إذا حل وأنا في ربوع قصيمنا المأنوس ، فله من الأُنس مكانه ، ومن الراحة لبرده وناسة ،
أُنسي الشتائي ليس بين بنيان المدينة ، ولا بين جدرانها المديدة ،
فأرض الثويرات أعشقها ، ورمال صعافيق وغضاها المرتفع ألفتها ، وأرض المِسْتُوى وقربها على عُجالة أمرها ،

لَإِشعالُ نار في برد قارص ،،،
أحبُّ إليّ من آلة كهربائية تصطنعُ لي الدفء ولستُ بدافئ !

ولَتجاذب أطراف مسألة شرعية أو واقعة سياسية في تلك الديار قرب النار،،،
أحبُّ إليّ من نظرات مطلُوقة وكلمات معسُولة في الأماكن العائلية !

ولَشُربُ حليب ناقة يكسوه الدفء بعد حلبه من ضرعها المِدرار ،،،
أشهى إليّ من مشروبٍ غازي مكسبُهُ لغربيٍ حربيٍ !

أما إن ربطنا حالنا مع حال أصحاب الأرواح الملائكية فشأنه ذو شأن ، أُنْسِي الشتائي و أُنْسُهُم شتان شتان * ،
أُنْسُهُم إذا حل تباشروا بقولهم ( ربيع المُؤمن طال ليلُه فقامه وقصر نهارُه فصامه )
سمّوه ربيعاً لأن قلوبهم تخضر وصدورهم تُزهر ، بالإيمان العالي والشوق لله ولقائه الآتي ،

فبقدر المُستطاع نتشبّه ، ...إن التشبه بالكرام فلاحُ ؛
وأُحبُّ صلاحهم ولستُ منهم ، ... لعلّي أن أنال بهم شفاعة ؛

فقيامُنا الليل بقدر حلب شاة على الأقل إن كان هناك قيام !!
وأحياناً يجفٌّ ضرعُها فلا قيام وأحياناً يكون بولٌ في الأُذن من وسواسٍ خنّاس ،،، واللهُ المستعان

أسأل الله أن يغيث البلاد والعباد وأن ينبت الأرض من كل خير وينثر عليها بركته للبهائم والعباد .


أخوكم
غربة غريب
17 - 12 - 1432 هـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أي : اُنس السلف الصالح عليهم رضوان الله تعالى .