|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#11 |
فاصبر إنّ العاقبة للمتقين
تاريخ التسجيل: Nov 2009
البلد: . . تَحتَ ظِلّ رَحمةِ الله !
المشاركات: 5,426
|
مشهدٌ لنْ يُنسَى !
مشهدٌ لن يصدّقه إلاّ من رآه . لم أستَطع عرضَه لوجوده وجه " الخنساء الشاميّة " رغم أنّها عجوزٌ كبيرة في السنّ , لعلّي أسرد موقفها العجيب على عجل ! أمسكوا بيدها وأخذوا يمشون عبر ممرات البيت الضيقة ليسوقوها إلى الغرفة التي توجد فيها جثمان ابنها الشهيد الطاهر في الطريق وخطواتها الثابتة تهزّ القلوب , وصمتٌ قطعه أحده : مبروك ألف مبروك ! تجيب عليه وبكل ثبات : الله يبارك فيك الله يرضى عليك ! ومن ممرٍّ لآخر , ومن غرفةٍ لأخرى , دخلت على ابنها وفلذّت كبدها , جلست بكل هدوء وحولها جماعةٌ من الشبّان منهم من هو على ثباتٍ من الله ومنهم من هو ممسكٌ برأسه وآخر ألآم المصيبة تلف بوجهه . كنت أنتظر بكاءها حينَ رؤية ابنها ممداً على الأرض لا حِراكَ فيه ! لكنها فاجأت الجميع بجلوسها الهادئ ثم بدأت بتقبيل قدميه قبلات حارّة أوجعتني وحرقت قلبي , احتضنت فلذة كبدها وقبلت عينيه ووجهه وضمته إلى صدرها , وحينها فعلاً انتظرت بكاءها , واللهِ ماذرفت دمعةً واحدة . كان لسانها لا يتوقف عن الدعوات على | طاغوتٍ أحرق قلبها | ومن حولها يؤمنون بحرارة . وكأني أرى فيهم خجلاً من قوتها وصبرها وهي المرأة العجوز الضعيفة . الله أكبر ! تخلّل الموقف كلامٌ تحاكي به روحه الغائبة ! تحاكي به جثته الطاهرة التي لا ترى و لا تسمع ماتقولْ ! هكذا طأطأت برأسي خجلاً من عظمتها وقوتها . اللهم أرنا في بشار وزمرته ماشفيتَ به قلوبنا من طاغوت ليبيا وأشدّ ياحي ياقيوم اللهم أرِح البلاد والعباد منه ومن طغمته . اللهم عجل بهلاكه وانصرنا ياحي ياقيوم
__________________
. •
إنّ هٓذهِ الأمّة وإنْ استُركِعت .. فإنّ ظَهرهَا لنْ ينكَسِر ! والعَاقبة للمتّقين ، وسيرَى المُنافقِينْ هذا بأمّ أعينهـم العَورَاء . • |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|