|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2002
البلد: خب بريده
المشاركات: 193
|
طليعة التنكيل
طليعة التنكيل
بما في (بيان المثقفين) من الأباطيل والذي نشر في موقع (الإسلام اليوم) ويتلوه كتاب (التنكيل) – وهو الرد المفصل – قريباً إن شاء الله تعالى كتبه ناصر بن حمد الفهد شهر صفر من عام 1423 تحذير إن البيان المسمى بـ(ببيان المثقفين) والذي تبناه ونشره موقع (الإسلام اليوم) بيان خطير على التوحيد ، قادح في عقيدة الولاء والبراء ، معطل لأحكام الجهاد ، مخالف للكتاب ، والسنة ، وإجماع المسلمين ، محرف للنصوص ، منحرف عن الشريعة ، متبع سبيل غير المؤمنين ، لهذا : فإنه يحرم نشره ، وتوزيعه ، وتوقيعه ، ويجب التحذير منه ، والبراءة مما فيه ، وعلى من كتبه ، أو نشره ، أو وقعه ؛ التوبة ، والإنابة .. والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ... ومن أراد زيادة علم في هذا فليسأل أهل العلم المعروفين بالدين والصدق والورع عن حكم هذا البيان ، مثل : الشيخ عبد الرحمن البراك ، والشيخ سليمان العلوان ، والشيخ علي الخضير ، والشيخ بشر البشر ، والشيخ سعد الحميد ، والشيخ عبد الرحمن المحمود ، والشيخ عبد الله السعد ، والشيخ عبد العزيز الجليل ، والشيخ محمد الفراج ، وغيرهم. اللهم هل بلغت .. اللهم فاشهد .. ناصر بن حمد الفهد خلاصة (طليعة التنكيل فيما ورد في بيان المثقفين من الأباطيل) (1) اعلم أخي المسلم أن (الكفر بالطاغوت ) و (البراءة من الكفر) و(أهله) و (معاداتهم) ركن التوحيد وأصله ، كما قال تعالى (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى) ، وقال تعالى (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) ، وقال تعالى عن إبراهيم (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إننا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) ، فانظر إلى قوله (وبدا) يعني (ظهر) وليس موجوداً في (القلب) فقط ، وقوله (بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ) فجمع بين (العداوة) و (البغضاء) وقدم العداوة لأن من الانهزاميين من قد يقول : أنا أبغضهم ، ولكنه لا يعاديهم ، أو لا يظهر عداءهم ، ثم قال (أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) فجعل العداء قائماً بين المؤمنين والكفار إلى الأبد ولا غاية لانتهائه إلا أن (يؤمنوا بالله وحده) . وهذا البيان المسمى ببيان المثقفين ناقض لهذا الركن (الكفر بالطاغوت والبراءة من الكفر وأهله) قائم على التودد إليهم ، وإظهار ذلك لهم ، وأنهم لا يعادونهم ولا يريدون صدامهم ، ويرغبون في الحوار معهم من أجل (التعايش ) ، وهذا كله على قادح في عقيدة الكفر بالطاغوت والبراءة من الكافرين والذي هو أصل التوحيد . (2) واعلم أخي المسلم أن الجهاد في سبيل الله من الأحكام التكليفية العملية التي يختلف حكمها باختلاف الحال فقد يكون فرض عين ، وقد يكون فرض كفاية ، وقد يسقط عند العجز فينتقل إلى البدل وهو الإعداد ، وهذا كله يخضع لاجتهاد أهل العلم الموثوق بهم ، أما اعتقاد وجوبه وشرعيته وفرضيته وبقائه إلى يوم القيامة فهذا أمر عقدي وأصل من أصول الإسلام ، وعليه الإجماع القطعي ، لا يخضع لاجتهاد ، ومن أنكره ، أو تبرأ منه ، أو سعى لإلغائه ؛ فقد كفر بالله ؛ إذ يوجد في القرآن أكثر من مائة آية في (الجهاد) و (القتال) في سبيل الله ، هذا غير أحاديث الجهاد ، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسيرة أصحابه ، ومن بعدهم ، وهذا البيان المسمى ببيان المثقفين تبرأ من (الصدام) ، أو (العنف) ، أو (التطاحن) ، أو (الإرهاب) ، وأن هذا ليس من دين الإسلام ، وادعى أن (الإسلام) لا يلزم غير المسلمين في الدخول فيه ، والله سبحانه يقول (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) ، ويقول (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد) ، وقال تعالى (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ...إلى قوله : حتىيعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) فلم يجعل للقتال غاية ينتهي عندها إلا عندما يدخل الكفار في (حكم الإسلام) ويعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ، وهذا ما سعى البيان لإنكاره والبراءة منه ، وفرق شديد بين أن يقال : الوقت وقت ضعف لا يصلح للقتال ، أو يقال : لن نذكر الجهاد مطلقاً بخير ولا شر ، فهذه مسألة قد تخضع للاجتهاد ، وبين إنكار الجهاد والقتال في سبيل الله لنشر الإسلام والبراءة منه بطريقة أو بأخرى فهذه مسألة عقدية إنكارها مؤداه إلى الانسلاخ من الدين والعياذ بالله!!. (3) واعلم أخي المسلم أن غاية شبهة هؤلاء الانهزاميين هو قولهم (إن هذا من أجل كسب هؤلاء الكفار) أو على الأقل (تحييدهم) من أجل ضعف المسلمين ، وهذا قول باطل ، فإن إبراهيم عليه السلام قال لقومه مع (قلة أنصاره) و (ضعفه بينهم) حتى رموه في النار : (إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) ، ولو سعى لكسبهم بمصانعتهم أو مداهنتهم كما جاء في هذا البيان الممسوخ لسلم من أذى قومه. ولما كان الرسول صلى الله عليه وسلم في (مكة) وكان المسلمون في (ضعف) و (قلة) وتحت سلطان المشركين ، ومع ذلك نزل عليه قوله تعالى (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين) وقيل : إنها نزلت وعدد أصحابه لا يتجاوز الأربعين ، ولم يصانعهم حتى يدرأ أذاهم عن نفسه وأصحابه ، ثم إن أصحابه لقوا صنوفاً من العذاب : فقتل فريق كآل ياسر ، وعذب فريق كبلال وعمار وخباب ، وأخرج فريق كمهاجرة الحبشة ، وحوصر فريق وسجنوا كالرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه في (الشعب) ، ولقوا من الأذى ما هو معروف معلوم لمن قرأ السيرة ، ولو كان معه أحد هؤلاء (الانهزاميين) لقال : إن (بعد النظر) و (الرأي السديد) يقتضي أن (يكسب كفار مكة) أو على الأقل (يحيدهم) وذلك لرفع العذاب عن المسلمين ، فالمسلمون بين قتيل ومعذب وطريد ومسجون ، والسلطة والقوة لكفار مكة ، و من أجل مصلحة الدعوة ، ولحماية الأقلية في (مكة) التي لو فنيت فني معها الإسلام ، فلا بأس بمداهنة هؤلاء وكلامهم بلغة لا يفهمها إلا (المثقفون من كفار مكة ) ، كما قد جاء مثله في هذا البيان الممسوخ المسمى (بيان المثقفين) ، ولكن الله سبحانه قال في ذلك الوقت (فلا تطع المكذبين ، ودوا لو تدهن فيدهنون) والادهان : اللين والمصانعة كما ذكره أهل التفسير ، فنهاه الله سبحانه عن نقض أصل الكفر بالطاغوت والبراءة من الكفار ومعاداتهم كما جاء في هذا البيان . فمسألة (الكفر بالطاغوت) و (البراءة من الكفر وأهله) و (عداوتهم ) و (بغضهم) مسألة عقدية ، هي أصل من أصول التوحيد ، وركن من أركان الشهادة القائمة على أصلين (الإيمان بالله وحده ، والكفر بالطاغوت) . فجاء هذا البيان ليهدم هذا الأصل ، ويداهن الكافرين ويصانعهم ويتولاهم ، ويبين لهم براءة من كتبه من (الجهاد) و(أهله) ، وأنهم ضد (الصدام) و (الصراع) ، وأنهم يؤيدونهم في ضربهم للإرهابيين ولكنهم عتبوا عليهم أنهم قصروا الإرهابيين بالمجاهدين فقط !!!! . (4) وفي هذا البيان من التحريف للنصوص ومسخ الشريعة ما يطول بذكره المقام – وعليك بأصل الطليعة وهو كتاب (التنكيل) تجد التفصيل في ذلك إن شاء الله تعالى – ومن هذا : - دعواهم عدم الإكراه في الدين مطلقاً ، وأن الإسلام لا يلزم غيره بشريعته ، وهذا تحريف ، فالإكراه المنفي هو الإكراه العقدي ، فلا يلزم الكافر بالدخول في الإسلام ، ولكن يلزم في الدخول في أحكامه فيؤدي الجزية ، وإلا فالسيف ، وهذا بالإجماع . -دعواهم أن الأصل في معاملة المسلم للكافر هو (البر والإقساط) ، وهذا كذب وتحريف ، فهذا هو الاستثناء ، وإلا فآيات القرآن كلها تدل على أن الأصل قتال الكافر حتى يلتزم بأحكام الإسلام ، فيكون مسلماً ، أو ذمياً يؤدي الجزية ، أما (البر والإقساط) فهذا في معناه اختلاف شديد بين العلماء لأنه خرج عن الأصل ، وآيات السيف جاءت بعد هذه الآية . - دعواهم أن الأصل في بني آدم التكريم – وهم يخاطبون الكفار – وهذا تحريف ، فالتكريم في أصل الخلقة وتفضيله على (كثير مما خلق تفضيلا) كما يوضحه آخر الآية ، أما الكفار فقال تعالى عنهم (إن هم إلا كالأنعام بل أضل سبيلا) ، وفي الحديث (وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري) ، فأي تكريم لمثل هؤلاء ؟!! . وفي البيان من التخليط ومسخ الشريعة ومخالفة العقيدة ما سوف تراه مفصلاً إن شاء الله في (التنكيل). فاحرص أخي المسلم على أصل الدين ، والبراءة من الكافرين ، ولا يهولنك كلام المنهزمين ، فانظر إلى آيات القرآن تجد رد بيانهم في أكثر آياته ، ولله الحمد والمنة . وصلى الله وسلم على نبينا محمد . مقدمة لا بد منها بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله القائل في الآية المدنية (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه) ، والقائل في الآية المكية (فلا تطع المكذبين ، ودوا لو تدهن فيدهنون) ، وصلى الله على رسول الله القائل ( بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري) ، وعلى أصحابه الميامين ، الذين جاهدوا المرتدين ، وقاتلوا اليهود والنصارى والمشركين ، وفتحوا مشارق الأرض ومغاربها بسيف التوحيد ، وقادوا كثيراً من الناس إلى الجنة بالقيود والسلاسل ، ولم تأخذهم في الله لومة لائم ، وعلى من اتبعهم من الأئمة والعلماء والقادة الذين جاهدوا في الله حق جهاده ، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله من (قرح) أو (سجن) ، وسلم تسليماً كثيراً : أما بعد: فإن المصائب على هذه الأمة قد توالت ، والفتن تتابعت كقطع الليل المظلم ، فلا نكاد ننتهي من واحدة إلا وتتلوها الأخرى ، حتى صدق في هذا قول الشاعر : أتـاني الدهـر بالأرزاء حتى *** فـؤادي في غشـاء من نبال فـصرت إذا أصابتني سهـام *** تكسرت النصال على النصال فلم يجف القلم بعد عن التحذير من مخاطر التطبيع والسلام المزعوم مع اليهود ونحوهم والذي تبناه السياسيون ، حتى خرج مشروع تطبيع آخر مع الصليبيين تبناه (بعض الدعاة المنتسبين إلى الشرع) ، فظهر في هذا ما (طم الوادي على القرى) ، مرققاً ما سبقه من مصائب ، وأعني به (البيان الكارثة) المسمى ببيان (المثقفين) ؛ الذي نسب توقيعه إلى ما يقرب من مائة وخمسين من (المشايخ والدعاة وطلبة العلم والعصرانيين والأكادميين والعلمانيين (!) وغيرهم) ، ونشره موقع (الإسلام اليوم) ، فكان هذا البيان فاقرة من الفواقر ، ورزية من الرزايا ، فوامصيبتاه على التوحيد ، وإنا لله وإنا إليه راجعون . ويعلم كل من عرفني عن قرب أنني – والله – كنت أتحاشى الرد على أي داعيةٍ ممن يسمون بـ(مشايخ الصحوة) – عند مخالفتي لهم في ما يطرحون – ، وأبتعد عن ذلك ما استطعت إليه سبيلاً ، على الرغم من إلحاح كثير من الإخوة ، فلم أخطّ - قبل الساعة - ورقة واحدة في الرد على أحدٍ منهم ؛ لأمور أحسبها من المصلحة ، وسعياً في وحدة الكلمة ، فلا أريد أن أرمى بأنني ممن يسعى في شق الصفوف ، أو تصيد الأخطاء ، في زمن فوّق فيه الأعداء سهامهم على المسلمين من كل جانب. إلا أنهم بعد أن أظهروا هذا البيان الممسوخ ، وقرأت ما فيه ، علمت أن الحزام قد بلغ الطُّبيَيْن ، و أن الأمر قد عظم عن التلاقي ، وأن الداء قد أعيى على الراقي ، فلم يسعني إلا أن أقول : قربا مربط النعـامـة مني *** لقحت حرب وائل عن حيالِ لم أكن مـن جـناتـها - علم الله - وإنني بحرّها اليوم صالِ فقد جل الأمر – بعد هذا البيان – عن العتاب ، وطاولت (تخبيطاتهم) السحاب ، ووصل سيلهم الزبى ، وجاوزوا المدى ، فلم يبقوا خياراً لمستخير ؛ حيث بلغ بهم الانهزام والتخاذل والذلة إلى : تغيير الشرع ، والعبث بأصول الدين ، ومسخ عقيدة الولاء والبراء ، والبراءة من الجهاد والمجاهدين ، ومداهنة الكافرين ، وتحريف النصوص ، في سبيل إرضاء حفنة من الصليبيين. وقد كنا سابقاً نسمع (شائعات) عن (بعض) من ينتسب إلى الدعوة وأن لديهم مشاريع للتقريب بين أهل السنة والروافض ، ألا أننا لم نعلم أن همتهم أعلى ؛ وأن لديهم مشاريع أيضاً للتقريب بين الإسلام والنصرانية ، كما أظهره هذا البيان ؛ الذي هو أشبه ما يكون بورقة عمل في مؤتمر للتقريب بين الأديان ، نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإسلام والسنة حتى نلقاه . ومن العجيب أن من الكفار من سجن لأجل مبادئه ما يقرب من الثلاثين عاماً ، فلم يتزحزح - على كفره - عنها حتى خرج ، بينما تجد من (الدعاة) من سجن بضع سنين فانقلب رأساً على عقب من : (حتمية المواجهة) إلى (حتمية الحوار) ، ومن (صناعة الموت) إلى (صناعة العيش) أو (التعايش) ، ومن (لماذا يخافون من الإسلام؟) إلى (لماذا يحارب الإرهابيون الكفار؟) ، هذا وهم في (سجن) يأتيهم رزقهم فيه بكرة وعشياً ، فكيف لو كانوا محاصرين في (كهوف أفغانستان) أو (جبال كشمير) أو (غابات الشيشان) أو (مخيمات جنين) ؟!! ماذا تراهم سيصنعون ؟!!. وهذا – أخي المسلم – يوجب عليك – والله – دوام المراقبة ، والخوف الشديد من الله سبحانه ، والتضرع إليه ، وكثرة الوقوف بين يديه ، واللجوء إليه ، وسؤاله التثبيت ، والتوفيق ، والهداية ؛ فإن القلب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ، والعبد مهما بلغت حاله ، أو علت منزلته : فهو فقير ، مسكين ، محتاج ، لا غنى له عن رحمة ربه ، وتوفيقه ، وهدايته ، نسأل الله سبحانه أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك ، وأن يتوفانا وهو راض عنا . واعلم – أخي في الله – أن البيان المذكور: متهافت ، ساقط ، مليء بالعظائم ، يعرف بطلانه العامي من أهل التوحيد ، مؤسس على شفا جرف هار ، مخالف للكتاب ، والسنة ، وإجماع المسلمين ، بل ولإجماع أهل البدع : سواء من الوعيدية : كالخوارج ، والمعتزلة ، أو المرجئة : كالأشاعرة ، والماتريدية ، ومصادم لعقيدة الولاء والبراء ، و منحرف عن ملة إبراهيم ، ومعطل للجهاد في سبيل الله ، ومغير لشريعة رب العالمين ؛ ومداهن للكافرين ، ولهذا : فلا عجب أن وقعه بعض المحسوبين على العلمانيين !! فأين لهم بمثله من (طلبة علم ودعاة) ؟!! . ولا عجب أن قامت جريدة الوطن بنشره ، ثم أثنت عليه !! ولا عجب أن خصصت قناة الجزيرة وقتاً خاصا لذكره ، وللمقابلة مع أحد من تولى كبره !! ولا عجب أن ذكرته بعض الإذاعات وأثنت على صاحبه بقولها (فضيلة الشيخ الداعية المعروف ) بعد أن كان إذا ذكر اسمه سابقاً قيل (المدعو) !! ولا عجب أن قرأنا بعض مقالات للعلمانيين يثنون فيها على هذا البيان ، ويمجدونه ، ويستبشرون بترك (المشايخ ) للمنهج السلفي (المتشدد) بزعمهم !! بل ولا تستغرب لو سمعت أن هذا البيان تبنته أمريكا بقوة ، وجعلته ورقة لضرب جميع المجاهدين في العالم ، واتخذته طريقاً للقضاء على عقيدة (معاداة الكفار والبراءة منهم وجهادهم) من مناهج المسلمين وتعاليمهم !! ولا تستغرب لو تبنى هذا البيان أحد مؤتمرات التقريب بين الأديان !! فإنهم قد لا يجدون له مثيلاً!! فأحسن الله عزاءنا بمن رضي بما فيه ، والله المستعان . وحيث إن هذا البيان الساقط مليء بالعظائم ، والرد عليه سيطول ، وسيأخذ وقتاً لاستيفاء ما فيه من المخازي والرد عليها بالتفصيل ؛ فقد رأيت أن أجعل بين يدي الرد التفصيلي (طليعة مختصرة) : فيها رد عليه ، و تحذير منه ، وبيان ما فيه من مزالق ، وكل هذا على وجه الإجمال ، وهو هذا المختصر ؛ للمسارعة في تحذير من لا علم عنده ممن قد يغتر بالأسماء المذكورة فيه ، وأما التفصيل فتجده في كتاب (التنكيل بما في بيان المثقفين من الأباطيل ) الذي استوفيت فيه بيان الأصول والأدلة والأقوال والنقول والرد على الشبهات وسأخرجه حال الانتهاء منه إن شاء الله تعالى . وقبل أن أتكلم على ما ورد في هذا البيان ؛ أريد أن أذكر بعض الأمور : الأمر الأول : أن هذا البيان تولى كبره وتحريره ونشره وجمع التواقيع عليه أحد المنتسبين للدعوة و (بعض) مريديه ، وإنما أراد أن يتترس بتواقيع أهل الخير والعلم والصدق حتى لا ترشقه سهام الموحدين ؛ لهذا فمن العدل أن لا ينسب ما فيه من (المخازي) إلا له ومن أعانه عليه ، أما بقية الموقعين فهم على ثلاثة أقسام : القسم الأول : بعض المشايخ ، وطلبة العلم ، والدعاة ، والداعيات ؛ الذين لهم فضلهم ، وسبقهم ، و جهودهم في الدعوة ، ونشر العلم ، ونعلم عنهم : صدقهم ، وحبهم للخير ، والرغبة فيه ، فهؤلاء هم الذين صعقنا لما رأينا أسماءهم ، وقد ثبت لدينا بالدليل القطعي : أن منهم من (لم يقرأ البيان) وإنما وثق بمن كتبه وحمله إليه .. ومنهم من (لم يوقعه) وفوجيء بوجود اسمه بعد النشر .. ومنهم من (طلب حذف اسمه) بعد تدقيقه لما ورد فيه .. ومنهم من (أرسل تعديلاً) لهذا البيان ؛ فوضع اسمه دون التعديل .. ومنهم من نبُه إلى ما فيه من مزالق فاسترجع واستغفر وتراجع .. وبعضهم كتب تراجعاً ، وبعضهم وعد بكتابة ذلك .. و هؤلاء أعرفهم بأسمائهم ، ولعلي أنشرها في (التنكيل) إن شاء الله بعد استكمالها ، وكلمت بعضهم ، وكلمهم غيري ، وقد كان هذا ظننا فيهم من أول الوقت ؛ إذ هذا البيان لا يقبله العامي من الموحدين ، ويناقض أبجديات (ملة إبراهيم) ، فمثل هؤلاء لا يمكن أن يتواطئوا على هذا البيان الكارثة . القسم الثاني : من عرف عنهم : الدين ، والرغبة في الخير ، والصدق ، ولكنهم ليسوا من أهل العلم الشرعي ، فهؤلاء قد وثقوا بمن (خط ) البيان وحمله ووقعه من المنتسبين للعلم الشرعي فوضعوا تواقيعهم بناء على هذا ، دون تصور لما فيه . ومع هذا كله ؛ فإن أهل هذين القسمين – مع تنصل كثير منهم مما فيه – لا يعفيهم أيضاً من المسئولية ، بل يجب عليهم وجوباً عينياً إظهار البراءة منه ، وبيان ذلك للناس. القسم الثالث : خليط من (العصرانيين) و (الانهزاميين) و (العلمانيين) و (من لا أعرف محلهم من الإعراب) ، فهؤلاء لا أدري ما سبب وجود تواقيعهم إلا أن يكون للمكاثرة بهم ، فهم كما قيل : طلبت بك التكثير فازددت قلة *** وقد يخسر الإنسان في طلب الربح وهؤلاء لهم أصلاً من (المصائب) ما هو أعظم مما ورد في البيان ، ولو كان لا يوجد في البيان إلا أسماؤهم ما خطننا سواداً في بياض . لذلك فما ورد في هذا الرد من تشنيع وقسوة فلا يقصد به (أصحاب القسمين الأول والثاني) لمعرفتنا بصحة قصدهم ، ورغبتهم في الخير ، وحرصهم عليه ، ولأنه قد دُلِّس الأمر عليهم ، وقد تراجع كثير منهم لما خوطب ، – إلا من كان منهم موافقاً لما فيه بعد معرفته لفساده – . الأمر الثاني : أن موقع الإسلام اليوم قال في مقدمة هذا البيان[1] : (قام موقع "الإسلام اليوم " بخطوة جريئة في هذا المجال من خلال طرح ورقة جوابية يخاطب بها الطبقة المثقفة في المجتمع الغربي ، وتبناها أهل العلم والفكر والثقافة في المملكة العربية السعودية). وهذا كذب ، فقولهم (وتبناها أهل العلم والفكر والثقافة في المملكة العربية السعودية) ، افتراء ظاهر ، وأتحدى كاتب هذا البيان أن يثبت أن هذه (الورقة) يتبناها (أهل العلم ) في (بريدة) فقط – التي هي مصدرها – فضلاً عن أن تنسب (لأهل العلم والفكر في المملكة العربية السعودية) ، بل إن هذه الورقة ثبت عندنا أنه لا يتبناها كثير من الذين وقعوها – كما سبق – ، فهي لا ينبغي أن تنسب إلا إلى (الكاتب) و بعض (مريديه) ، وإن أراد أن يستكثر بالعصرانيين والعلمانيين فشأنه وما أراد. وهذا (شيخ بريدة) و ( شيخ صاحب البيان) الشيخ سليمان العلوان حفظه الله تعالى قد عرض عليه هذا البيان فأنكره ، وشنع عليه ، وحذر منه ، وبين ما فيه من خلل ، ونقضه في مجالس متعددة ، و هذا الشيخ علي الخضير والشيخ محمد الفهد الرشودي والشيخ إبراهيم الدبيان وغيرهم من المشايخ - الذين في (بريدة) فقط - يعارضونه ويحذرون منه . أما في غيرها فهم كثير لا يحصون من المعارضين من العلماء وطلبة العلم : كالشيخ عبد الرحمن البراك ، والشيخ عبد الرحمن المحمود ، والشيخ بشر البشر ، والشيخ سعد الحميد ، والشيخ حمد الريس ، والشيخ محمد الفراج ، والشيخ عبد الله السعد ، والشيخ عبد العزيز الجليل ، وغيرهم من المشايخ الأفاضل وهم كثيرون ، وكلهم معارضون لما ورد فيه ، منكرون له ، ومن هؤلاء من عرض عليه البيان قبل خروجه فرفض التوقيع عليه ، وحذر منه ، فكيف ينسب بيان إلى (أهل العلم في السعودية) مع معارضة أمثال هؤلاء وأضعافهم له ؟!! . الأمر الثالث : وقال الموقع أيضاً في مقدمة البيان (هذه الورقة الجوابية ـ كما يقول معدو الورقة ـ ليست موجهة للمثقف المسلم أو حتى الرجل العادي في الغرب، بل كتبت بلغة يفهمها المثقف الغربي ) . قلت : وقد وضعت هذه العبارة من أجل أن تكون (مخرج طواريء) إذا رشقتهم السهام لجأوا إليها ، وقالوا : أنتم لا تفهمونها ، وهذا الكلام مردود من وجوه : الوجه الأول : أن أصول الإسلام وأركانه وعقائده لا تمسخ في حوار سواء كان مع (مثقف) أو (عامي) أو (ملك) . وبالنسبة لإلغاء (الولاء والبراء) ، والتنكر (للجهاد) ، والدعوة (للحوار من أجل التعايش) و (السلام العادل) ، ومداهنة الكفار ، والإكثار من التودد إليهم ، في الوقت الذي يرسلون فيه أطنان القنابل فوق رؤوس المسلمين ، فهي لغة نفهمها ، ويفهمها كل سليم الفطرة ، وهي لغة (الانهزاميين) ( المتخاذلين) ، تنسب إليهم ، ويرمى بها في وجوههم ، ولا تنسب إلى الشريعة ، والشريعة منها براء ، وفرق شاسع بين أن يسكت العالم عن أشياء من الحق ولا يبينها ، وبين أن يقلب الحق فيجعله باطلاً ، ويجعل الباطل حقاً ، كما فعلوا في (الولاء والبراء) و (الجهاد) وأشياء أخرى يأتي تفصيلها إن شاء الله !!. الوجه الثاني : أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا إلى الإسلام ملوكاً وعامة وسوقة وغيرهم ، فلم يغير من أصول دعوته لما دعا الملوك ، بل دعاهم إلى التوحيد وحذرهم من الشرك ، كما فعل مع غيرهم ، وهكذا الرسل جميعاً صلوات الله وسلامه عليهم ، وعقيدة الإسلام قد كملت ، وانقطع الوحي . الوجه الثالث : أن الإسلام ليس ديناً كهنوتياً يحتوي على طلاسم لا يفكها إلا (المتخصصون) ، بل معرفة الحق من الباطل متيسرة ولله الحمد ، خصوصاً في أصول التوحيد كالولاء والبراء . الوجه الرابع : أن يقال : إذا كان هذا البيان لغته لا يفهمها إلا (المثقفون الغربيون) فكيف وقع عليها مشايخ ودعاة وطلبة علم و (عوام) من المثقفين (العرب)!!! إذا كانوا قد فهموها فقد فهمناها ، وإن كانوا لم يفهموها فكيف يوقع (المثقف) على شيء لم يفهمه !! . الوجه الخامس : أن يقال : ما الفائدة من نشر هذا الخطاب باللغة العربية ، والدعاية له بين المسلمين ، والسعي لجمع التواقيع عليه ، فهلاّ جعلوه - لما كان (طلسماً) لا يفكه إلا (المثقفون الغربيون) - بينهم وبين أولئك !! . أم أنهم يريدون مسخ البقية الباقية من دين الناس ؟!! . الأمر الرابع : أن الحق لا يعرف بالكثرة ، بل بموافقة الكتاب والسنة ، ومن أوضح الأدلة على هذا الشيء أن هذا البيان وقع عليه جملة من (الدعاة وطلبة العلم وغيرهم) ، ومع ذلك فبطلانه وفساده واضح لكل ذي عينين ، لأن كلامهم ليس في مسألة قد تختلف فيها الاجتهادات ، ولا في مسألة عقدية خفية ، بل في أصل دعوة الأنبياء والمرسلين ، وفي أصل يتفق فيه عامة أهل البدع مع أهل السنة ؛ وهو الولاء والبراء والكفر بالطاغوت . الأمر الخامس : اعلم أنه ليس بيننا وبين من كتب هذا البيان عداء شخصي ، بل – والله – إننا كنا نحبه لما فيه من الخير ، وهو يعلم ذلك جيداً ، ووالله إنه لمن أسعد الأوقات لو علمنا أنه تراجع وتاب واتقى الله فيما ينشر ، نسأل الله تعالى أن يهديه ، وأن يوفقه لما يحب ويرضى ، وأن يكفيه شر نفسه وشر الهوى والشيطان ، وأسأل الله سبحانه أن يغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان وأن لا يجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ، والله المستعان. وفيما يلي ذكر ما في البيان من مخالفات على وجه الإجمال : -------------------------------------------------------------------------------- [1] وفي مقدمة البيان هذا أشياء أخرى تجد ردها إن شاء الله تعالى في (التنكيل) . انتهى القسم الأول |
![]() |
![]() |
#2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2002
البلد: خب بريده
المشاركات: 193
|
القسم الثاني
طليعة التنكيل أولاً : مقارنة بين بيان (المثقفين) وبين كلامهم في السابق : من الظاهر جداً أن هذا البيان مملوء بلغة الهزيمة والتخاذل والذل والاستجداء والتودد إلى الكفار ، ولو قرنته ببعض كلام من (تولاه) و (نشره) في السابق لأخذك العجب : فقد كانت له محاضرة قبل (سجنه) بعنوان (لماذا يخافون من الإسلام؟) قرّر فيها بكلام جميل (دور الجهاد) في (إخافة أعداء الله من الكفار) ، ثم رد (وبالغ في الرد) على من سماهم بـ(السذج) من (المفكرين الإسلاميين) ممن يظنون أن الإسلام سينتصر بـ(الكلمة) و (الدعوة ) و (الحوار) ولن ينتصر بالسيف والجهاد ، فانظر كيف بلغ به الحال ليس إلى مجرد ترك الدعوة إلى الجهاد أو تمجيده أو تقريره ، بل إلى إنكار (الصدام) و (الصراع) و (لغة القوة) - وهذه كلها تعني (الجهاد) - والتبرؤ منها ، وأنها لا تبني (أجيال المستقبل) و لا (الخير للبشرية) ، بل الذي يبني هذا (الحوار)!! وزعم بأن هذه شريعة الإسلام!!! . وكانت له محاضرات عن الجهاد وقتال الكفار منها (صناعة الموت) و (حتمية المواجهة) ، ولكنها انقلبت الآن إلى (حتمية الحوار) و (صناعة التعايش) !! . كما كانت له محاضرة بعنوان (التطبيع) تكلم فيها على دعاة (التقارب بين الأديان) وطريقتهم في (إزالة العداء من نفوس المسلمين) وكسر الحاجز النفسي عندهم للقبول بالتعايش مع اليهود وغيرهم ، وهذا البيان الممسوخ إنما هو في حقيقته ورقة من ورقات التقارب بين الأديان كما سيأتي إن شاء الله تعالى . وهناك آخر ممن وقع على هذا البيان كانت له محاضرة بعنوان (القدس بين الوعد الحق والوعد المفترى) طبعت في كتاب عام 1414 – قبل سجنه – يقول فيها بالحرف الواحد ، وانتبه جيداً لكلامه كما في ص 8 : "إن الحديث عن الحقوق المشروعة ، والقرارات الدولية ، الذي استنزف ، ويستنزف ؛ من الإعلام العربي ما يملأ البحار لم يجد أذناً – ولا عشر أذن – كتلك التي أحدثها انفجار مشاة البحرية في بيروت ، والهجوم على ثكناتهم في مقديشو ، بهذه اللغة وحدها يسحب الكفر أذيال الهزيمة ، وتنحني هامات الخواجات العتية أمام مجموعات طائفية ، وعصابات قبلية ، وليست جيوشاً دولية ، وإن استرداد بضعة قرى ومدن في البوسنة قلب المؤشر الصليبي وأرغمه على إعادة حساباته . إن أي خطاب للكفر لا يستخدم هذه اللغة : هو لغو من القول ، وزور من العمل) قلت : فقد حكم على نفسه بنفسه ، وأن بيانه هذا (لو كان سالماً من المخالفات الأخرى): لغو من القول ، وزور من العمل !!. واحمد الله على العافية ، وسل الله الثبات والتوفيق والهداية [1]. ثانياً : مقارنة بين بيان (المثقفين) و بيان (الكفار) : عندما تقرأ بيان الكفار الأمريكيين وهم الذين ضربت عليهم الذلة كما في الحديث (وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري) : تجد في لغتهم الاعتزاز بقيمهم ، وتراثهم ، وفي لغتهم التعالي ، والتهجم على الإسلام (الراديكالي) – وهو الإسلام الصحيح لا الممسوخ – . بينما إذا قرأت بيان من يسمون بالمثقفين والذين يتكلمون باسم الإسلام والله تعالى يقول (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) : وجدت في كلامهم التخاذل ، والاستحياء ، والهزيمة ، والاستجداء ، والتودد إليهم ، واستعطافهم ، والرغبة في الحصول على الاعتراف ، وسأذكر فيما يلي مقارنة سريعة : 1- عنوان بيان الأمريكيين (على أي أساس نقاتل؟) . وعنوان المثقفين (على أي أساس نتعايش؟!) . فانظر إلى مبلغ الذلة والهوان ، والرغبة في (التعايش) ، وكأن لهم شرعاً غير شرع الإسلام الذي من أصوله (الجهاد والقتال في سبيل الله ) ، في الوقت الذي تصب فيه القنابل على المسلمين في كل مكان !! . فهلاّ – لما استحوا من ذكر الجهاد – قالوا (على أي أساس نقاوم؟!) . ولكن : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله !!. 2- في بيان الأمريكيين يؤيدون (بوش) في حملته على المجاهدين ويقولون كلاماً معناه (سر يا بوش ونحن وراءك) حيث قالوا ما نصه (باسم المبادئ الأخلاقية الإنسانية العامة ، وبوعي كامل لقيود ومتطلبات الحرب العادلة نؤيد قرار حكومتنا ومجتمعنا باستخدام حد السلاح ) وقالوا (نرفع صوتا واحداً للقول إن انتصار أمتنا وحلفائها في هذه الحرب حاسم ، إننا نقاتل للدفاع عن أنفسنا ، ولأننا نؤمن أيضاً ، أننا نقاتل من أجل حماية تلك المبادئ العامة المتعلقة بحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية والتي تشكل الأمل الأفضل للنوع الإنساني) . وفي بيان المثقفين تبرؤوا فيه من المجاهدين وأعمالهم ، وأنهم أفراد ، وأنهم لا يتحملون مسئولية أعمالهم ، وأن كثيرا من المسلمين ساءهم فعلهم ، في لمز ظاهر وخفي في مواضع من بيانهم ، والمجاهدون حتى لو أخطأوا خطأ قطعياً فإن لهم حق النصرة والإخوة خصوصاً في الوقت الذي يقاتلهم الكفار ، ولا عجب فقد جاء هذا البيان بطامة أعظم من هذه عندما أيدهم في (حملتهم على الإرهاب) كما سيأتي !. 3- في بيان الأمريكيين يطالبون فيه بفرض ما يسمونه بـ(القيم الأمريكية) على المجتمع المسلم ولو بالقوة ! . وفي بيان المثقفين يقولون ما نصه (وليس من شريعتنا أن نلزم الآخرين بمفاهيمنا الخاصة، هذا هو خيارنا الشرعي) . وقد كذبوا في هذا إن كانوا يقصدون بالشريعة شريعة الإسلام ، فإن الله سبحانه يقول (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) ويقول (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ..الآية) ، وغيرها من آيات السيف ، مع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الجهاد ، وسيرته ، وسيرة الصحابة ، وعلى ذلك أجمع العلماء إجماعاً قطعياً قبل ظهور هذه الشريعة الممسوخة ، وهذا هو الإلزام بالمفاهيم ؛ فإما الإسلام ، وإما أن يؤدي الجزية وهو صاغر ، وإما السيف ولا كرامة له. 4-في بيان الأمريكيين يطالبون فيه أن يضرب (الإسلام الراديكالي) يعني الحقيقي القائم على (الولاء والبراء) و (الجهاد في سبيل الله) . وفي بيان المثقفين يدعون الكفار و (المفكرين الأحرار) إلى (الرحمة) و (العطف) و (التعقل) وفتح (باب الحوار) من أجل (التعايش) و (السلام العادل) و (التعاون) لما فيه (خير البشرية)!!.[2] ثالثاً : البيان والسياسة : إن الذي يقرأ بيان المثقفين لا يشك لحظة أنه كتب ، ووضعت حدوده ، وصرفت طرقه ؛ بحيث يتوافق مع (سياسة ومواثيق هيئة الأمم المتحدة) القائمة على مباديء (الحرية والمساواة والعدل) ، حيث يبدأ البيان ويكرر عدم التفريق في (العدل) و (الظلم) و(القتل) بين الناس (مهما اختلفت أديانهم) ، فيحرص على ذكر (الأديان) وعدم التفريق بينها في مواضع ، وهذا موافق لميثاق هيئة الأمم ، وليس موافقاً للقرآن إلا بتحريف لنصوصه كما يحرفه أهل الأهواء ، كما أنهم يوافقون على نبذ الصراع والصدام ، ويريدون (السلام العادل) ، و (التعايش السلمي) ، ولا يعارضون (الحريات)[3] ، و يطلبون (الحوار) من أجل (التعاون) لما فيه (خير البشرية) و (الإنسانية) ، إلى آخر ما تفوهوا به ، وقد سمعت من غير واحد أن هذا البيان روجع من قبل بعض السياسيين . ولم يلتفتوا في هذا إلى الشرع الذي من أصل الأصول فيه (الكفر بالطاغوت ) و(البراءة من الكفر وأهله) ، بل أنكروا هذه العداوة تلميحاً في مواضع ، وأنكروا (الجهاد) في مواضع ، ولم يذكروا ملة (إبراهيم) ، بل ولم يدعوهم (إلى الإسلام) ، فقد استحوا من ذلك ، فهذه الورقة لا يستبعد أن تتبناها هيئة الأمم المتحدة في (تقرير ضرب المجاهدين) في كل مكان لأنهم يمثلون (الصدام والصراع) الذي أنكره (مثقفو المسلمين) ، و في (إنكار مقررات ومناهج وكتب المسلمين ) التي تقرر عداء الكفار وجهادهم ، وكل هذا بناء على ما كتبه هؤلاء (المثقفون) !!. رابعاً : البيان والتقريب بين الأديان : يخطيء من يظن أن الدعوة إلى (تقريب الأديان) تعني إحداث دين جديد ، أو الدخول في دين آخر ، فهذا يندر من يفعله ؛ لثبوت فشله ؛ لذلك لجأ كثير من كفار العالم إلى الدعوة إلى (تقريب الأديان) ، ويسمى (حوار الأديان) ، أو (حوار الحضارات) ، أو (نبذ التعصب الديني) ، أو (الحوار الإسلامي المسيحي) ، ونحو هذا ، ولا يطالبون فيه إلى أن يغير أحد دينه ، بل الكل على دينه ، وزعمه بأنه على الحق ، ولكنهم يبحثون عن الأهداف المشتركة لتحقيق (التعاون) من (أجل التعايش) و (نبذ الصراع) ، والتقريب بين الأديان يقوم على ثلاثة أسس : الأول : الحوار من أجل التعايش والتعاون. الثاني : الانطلاق من الأهداف المشتركة ، وترك القضايا الشائكة (التي تحتلف عليها الأديان) . الثالث : نبذ التعصب الديني [4]. وقد قام هذا البيان على هذه الأسس ، فبدأ بذكر الأهداف المشتركة التي ينبغي الانطلاق منها في (الحوار من أجل التعايش) ، و كرر وأعاد أن المسيحيين قريبين من المسلمين ، و تبرأ من الجهاد أو (الصدام) أو (الصراع) أو (لغة القوة) ، كما تودد إلى الكفار وبين أن الإسلام جاء لاستقرار (المؤمنين وغير المؤمنين) ، وأنه يحرم قتل (المسلمين وغير المسلمين) ، في لغة يفهم منها البليد أن الإسلام قد أتى بشريعة لا يعادي فيها الكفار ، وأنهم لا يفرقون بين (المسلم) و(غيره) حتى لو قالوا: إن (الإسلام حق) ، ويكون (الولاء والبراء) في هذا الحوار على أمر آخر ، فالولاء لأصحاب (التعايش السلمي) على اختلاف أديانهم ، والبراء من (أعداء التعايش السلمي) على اختلاف أديانهم ، فالجامع هو (التعايش) ، والمفرق هو (الإرهاب) ، وقد قرّره أصحاب هذا البيان الممسوخ أبلغ تقرير حين زعموا أنهم (ضد الصراع) و (الصدام) وهم مع (التعايش) و (التعاون) ويرغبون في (فتح حوار لأجل خير البشرية) و (مستقبل الأجيال) ، وأن إقامة العلاقات الإنسانية على الأخلاق الكريمة ، فهذا معقد (ولائهم) . كما قرروا مساندتهم للأمريكيين ضد الإرهابيين – أعداء التعايش السلمي – (سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين ) ، وهذا معقد (براءتهم) . فليس ولاؤهم للمسلمين مطلقاً ، ولا برءاتهم من الكفار مطلقاً ، كما قرره القرآن ، والسنة ، وعليه إجماع أهل الإسلام من (سنة) و (أهل بدع) ، بل الولاء (لأصحاب التعايش) ، والبراء من (أعداء التعايش) من الإرهابيين وغيرهم ، بغض النظر عن دينهم . وبطلان كلامهم ، وما سعوا إليه ظاهر لكل من عرف التوحيد والإسلام ، ولو كان من (عامة الناس) ، والكلام في نقض هذه الأباطيل تجدها بالتفصيل في كتاب (التنكيل) إن شاء الله تعالى . خامساً : البيان والافتراء على الشريعة وتحريف النصوص : قام كاتبو هذا البيان في سبيل (التودد) للكفار و (استرضائهم) بالافتراء على الشريعة في مواضع ، ولعلك لا تجد نصاً ذكروه إلا وحرفوه ، وإليك بيان هذا باختصار : 1- من ذلك أنهم كرروا أنه (لا إكراه في الدين) وأن هذا أصل من أصول الإسلام ، وهذا تحريف وكذب ، فالمقصود بهذه الآية أنه لا يكره الكافر على تغيير معتقده ، ولكن يكره على الدخول في حكم الإسلام ، فإما أن يسلم ، وإما أن يؤدي الجزية ، وإما أن يقتل ، وهذا بإجماع المسلمين ، والآيات والأحاديث الواردة في ذلك تفيد العلم الضروري ، وقد تواتر على ذلك عمل الأئمة والعلماء والقادة . 2- ومن ذلك أنهم زعموا أن الأصل في معاملة الكافر (البر والإقساط) ، وهذا كذب وتحريف ، بل هذا هو الاستثناء ، وأما الأصل فهو قتالهم حتى يسلموا أو يدخلوا في حكم الإسلام ويؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون كما دلت على ذلك النصوص المتواترة ، وأجمع عليه المسلمون ، وأما هذه الآية فهي استثناء خاص في معاملة بعض الكفار بشروط مذكورة في نفس الآية ، فكيف يجعل الاستثناء أصلاً ، وهو مذكور في آية واحدة ، بينما آيات القتال والجهاد أكثر من مائة آية ، فكيف تهمل وكأنه لا وجود لها !!!. 3- ومن ذلك أنهم ذكروا أن النصارى أقرب الأديان إلى الإسلام وذكروا آية المائدة وفيها قوله تعالى (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى) ثم تركوا باقي الآية ولم يكملوها ، وباقيها مفسر لهذا وهو قوله تعالى (ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون ، وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين ..الآيات) فهذا يبين أن المقصود بهم الذين آمنوا من النصارى لأن هذا الكلام لا يقوله إلا مؤمن ، وقد ذكر ذلك المفسرون ، بل ذكر بعض أهل العلم كالقاضي أبي يعلى وغيره إن مقالة النصارى أقبح من مقالة اليهود ، وقد ذكر الله سبحانه كفر النصارى وقبح مقالتهم قبل الآية المذكورة بآيات يسيرة ، وقال تعالى عنهم (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ) فقد جعلهم أولياء لليهود على المسلمين وهو الحاصل اليوم ، وقال تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) وغيرها من الآيات . 4- ومن ذلك أنهم ذكروا في سبيل (استعطاف الصليبيين) أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل بعض (الصحابة) من مكة إلى أحد الملوك المسيحيين في الحبشة !! ، وهذا من التلبيس ؛ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبعث الصحابة إليهم لأجل اتصافه بالنصرانية ، بل لأنه عادل لا يظلم عنده أحد – كما ثبت في الصحيح – ولذلك لم يبعثهم إلى هرقل وهو نصراني ودياره أقرب من ديار الحبشة بكثير !!. 5- ومن ذلك إنكارهم أن شرع الإسلام يلزم غيره في الدخول فيه ، وقد كذبوا فآيات وأحاديث القتال والجهاد ترد عليهم ، فالدخول في الإسلام شيء ، والدخول في حكم الإسلام شيء آخر ، فالأول هو المنفي ، أما الثاني فلأجله شرع الجهاد في سبيل الله حتى يكون الدين كله لله . 6- ومن ذلك زعمهم أن من أساس رسالة الإسلام إقامة العلاقات الإنسانية على الأخلاق الكريمة ، وهذا في خطاب الكفار ، وهذا كلام مجمل ، ملبس ، بل الأساس في العلاقات الإنسانية هو (الكفر) و (الإيمان) . 7- ومن ذلك زعمهم أن من قتل نفساً (هكذا بإطلاق) فكأنما قتل الناس جميعاً ، وهذا باطل . 8- ومن ذلك تسويتهم في مواضع بين المسلمين وغيرهم في (العدل) و (الظلم) و ونحو ذلك ، وهذا الكلام بهذا الإطلاق كذب . 9- ومن ذلك قولهم إن الإسلام جاء لاستقرار المؤمنين وغير المؤمنين ، وهذا الكلام بهذا الإطلاق كذب. والكلام على تحريفاتهم هذه وإبطالها يطول ، وستجد ذلك مفصلاً إن شاء الله تعالى في (التنكيل)[5] . سادساً : البيان وموالاة الكفار : وهذه هي الداهية الدهياء ، والقاصمة للظهر ، وإن كان بيانهم أصلاً يسير في مداهنتهم والتودد إليهم ومحاولة استرضائهم بشتى الوسائل ، فإنهم هنا صرحوا بتأييد حملتهم على الإرهاب ، فقد جاء في البيان ما يلي : 1- (إن الغرب يتحدث كثيراً عن مشكلة الإرهاب والتطرف، ومن وجهة نظرنا فإن هذه مشكلة جادة في العالم، ويفترض أن تكون هنالك مشاريع متعددة لمعالجتها) . 2- (وأيضاً فإن التطرف الديني ليس مرتبطا بديانة معينة وإن كنا نعترف بأشكال متطرفة مرتبطة ببعض المسلمين كغيرهم) . 3- (إننا على إدراك أن كثيراً من التجمعات الإسلامية المتشددة -كما توصف - لم تُرِدْ أن تكون كذلك في أولى خطواتها.. قنواتها في التعبير السلمي،و تمتلك إلغاء فرص الاعتدال[6]) . 4- (إننا معنيون بالحملة على الإرهاب سواءً أتى من مسلمين أو غير مسلمين لكن ما دام الأمر مستنداً إلى قيم وأخلاقيات) . 5- (إن الإرهاب بالمعنى الاصطلاحي الشائع اليوم إنما هو صورة واحدة من صور الاعتداء الظالم على الأنفس والممتلكات) . فمن مجموع ما سبق – وغيره مما تركته – يتبين لك أخي الموحد ما يلي : أن الإرهاب بمعناه الاصطلاحي عند الكفار (صورة من صور الاعتداء الظالم) فالمثقفون يقرون بهذا ، وإنما ينكرون قصره عليه ، ومن المعلوم للجميع علماً ضرورياً أن المخاطبين بذلك اصطلاحهم في الإرهاب يعنون به في المقام الأول المجاهدين في (الأفغان) و (كشمير) و (الفلبين) ونحوهم . وعلى ذلك فالمثقفون يرون أن (الجهاد في سبيل الله ) مشكلة جادة في العالم ، وأنها أشكال متطرفة ، بناء على إقرارهم بالإرهاب الاصطلاحي لدى الكفار . بل وزادوا ذلك فقالوا : إنهم معنيون بهذه الحملة على الإرهاب سواء أتى من مسلمين أو غير مسلمين ، إلا أنهم يرفضون قصره على حرب (الإرهابيين الاصطلاحيين) عند الغرب وهم (المجاهدون) . بل يريدون تعميمه عليهم وعلى غيرهم كاليهود . فإقرارهم (الإرهاب الاصطلاحي) نسف كل تأويل وحجة ؛ إذ الإرهاب الاصطلاحي عند الأمريكان معروف لكل ذي لب . وبهذا يظهر للقاريء أن (هؤلاء الدعاة) صاروا – شعروا أو لم يشعروا – يساندون (الحملة الصليبية) في حربها (ضد الإرهاب) ، ورحم الله التوحيد وأهله . -------------------------------------------------------------------------------- [1] وقد وضعت ملحقاً في آخر هذا المختصر وهو عبارة عن مقال لأحد الإخوة في الإنترنت ويرمز لاسمه بـ(لويس عطية الله) وقد ذكر فيه جملة من تناقضاتهم . [2] والمقارنة التفصيلية في (التنكيل) إن شاء الله . [3] انتبه أخي الموحد : فالخطاب موجه إلى الكفار ، والكلام الذي يفهمونه أن الإسلام لا يعارض (عدلهم) ولا (حرياتهم) ونحو هذا ، وهذا من أبطل الباطل ، ومن أعظم الكذب على الله وعلى الإسلام ، ونقض هذا بالتفصيل في (التنكيل) إن شاء الله . [4] وتجد في (التنكيل ) إن شاء الله تفصيل هذه الأسس ، والمقارنة التفصيلية بين ما جاء في هذا البيان الممسوخ وما جاء في مؤتمرات التقريب بين الأديان ، مع مقارنتها بشريعة الإسلام الحقيقة . [5] ومن العجيب أنهم لم يستدلوا بنص تقريباً إلا وحرفوه عن وجهه كما سبق ، ومن العجيب أنهم لا يستدلون بنص إلا وكان فيه ما يبطل استدلالهم به ، وقد بينت ذلك في (التنكيل) ، كما ذكرت فيه الإجماعات التي خرقوها بهذا البيان الممسوخ . [6] الاعتدال عند هؤلاء هو ترك الجهاد !!!. انتهى القسم الثاني اقسام الكتاب : 1 - 2 - 3 |
![]() |
![]() |
#3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2002
البلد: خب بريده
المشاركات: 193
|
القسم الثالث
طليعة التنكيل سابعاً : إنكار الجهاد والبراءة منه : إن الذي يقرأ هذا البيان الممسوخ من أوله إلى آخره يخرج بنتيجة واضحة مؤداها إلى أن الإسلام ليس فيه جهاد في سبيل الله ، ولا قتال للكفار حتى يكون الدين كله لله ، كما تقرأ في كلامهم إنكار (الصراع) أو (الصدام) أو (الإرهاب) و (التطاحن) ، كما تقرأ في طياته لمزاً للمجاهدين في مواضع والبراءة منهم . و قد زادوا البلاء حينما نسبوا هذه (الانهزامية) إلى الشريعة حيث قالوا : (وليس من شريعتنا أن نلزم الآخرين بمفاهيمنا الخاصة، هذا هو خيارنا الشرعي) ، وقد كذبوا في ذلك على الله وعلى الشريعة ، فالله سبحانه يقول (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) ، ويقول (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ...) ، وقوله تعالى (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم) ، وغيرها من آيات السيف الكثيرة ، وهي من آخر ما نزل من القرآن ، وكما جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله ) ، وقال صلى الله عليه وسلم كما في حديث بريدة في الصحيح (اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله) ، وغيرها من الأحاديث ، كما أن سيرة الصحابة ترد هذا القول ، وعليه إجماع المسلمين ، قال الشوكاني رحمه الله [1]: "أما غزو الكفار ، ومناجزة أهل الكفر وحملهم على الإسلام ، أو تسليم الجزية ، أو القتل ، فهو معلوم من الضرورة الدينية ، ولأجله بعث الله رسله ، وأنزل كتبه ، وما زال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ بعثه الله سبحانه إلى أن قبضه إليه جاعلاً لهذا الأمر من أعظم مقاصده ، ومن أهم شئونه ، وأدلة الكتاب والسنة في هذا لا يتسع لها المقام ، ولا لبعضها ، وما ورد في موادعتهم أو تركهم إذا تركوا المقاتلة فذلك منسوخ بإجماع المسلمين". وإنما ذكر هؤلاء المثقفون الجهاد فيما يشترك فيه جميع البشر مع الحيوانات أيضاً وهو الدفع للمعتدي حيث قالوا : (لكن حينما يفضل طرف أن يصنع الصراع مع المسلمين, أو يتجاهل حقوقهم ؛ فإن الإسلام يقابل ذلك بالمقاومة والمدافعة التي هي أحد مقاصد الجهاد) . والكلام في الجهاد على قسمين ، فقهي ، وعقدي : أما القسم الأول : وهو الفقهي ، فأعني به حكمه ، وهل هو فرض عين ، أو كفاية ، وهل المسلمون يستطيعون الجهاد ، أو ينتقلون إلى البديل وهو الإعداد لضعفهم ، ونحو هذا ، فهذه مسألة عملية فقهية تكليفية قد تختلف فيها الاجتهادات ، والأمر فيها قد يكون متسعاً. وأما القسم الثاني : وهو العقدي ، وهو اعتقاد مشروعيته ، فهذا أمر قطعي ، ضروري ، ثبت بالتواتر في القرآن والسنة ، وعليه أجمع العلماء ، فإنكاره ، أو البراءة منه ، كفر وردة . ففرق بين من يترك ذكر الجهاد مطلقاً في حواره مع الكفار لمصلحة معينة، أو يبين أن الجهاد لا يمكن في هذا الوقت للضعف . وبين من ينكر الجهاد أصلاً ، وينسب هذا للشرع ، ويقرر مراراً إنكاره لـ(التصادم) و (الصراع) و (التطاحن) ، والسعي لـ(التعايش) مع الكفار ، وأنه ليس من (شريعته) إلزام الغير بمفاهيمه ، وأن أساس التعامل مع الكفار (البر والإقساط) ، وأن الأصل في (الدماء والعدل ) المساواة بين المسلمين وغيرهم ، ونحو هذا ؛ فهذا إنكار لقطعيات الدين وضرورياته . ثامناً : لغة الاستجداء والذلة والمهانة : سبق أن ذكرت في المقارنة بين بيان الأمريكيين ، وبيان المثقفين ، الفرق بين الفريقين في (اللغة) التي يخاطبون بها الناس ، وأن لغة المثقفين قائمة على (الانهزامية) و (التخاذل) ، و(الاستجداء) ، ولكني سأنقل عبارات فيما يلي ، وأظن - والله تعالى أعلم - أن أبا جهل (فرعون هذه الأمة) ، لا يرضى أن تنسب إليه لما فيها من ذلة ، فمن ذلك قولهم: 1- (و تعاليم الإسلام تصف النصارى بأنهم أقرب للمسلمين من غيرهم ...)الخ كلامهم وتملقهم للصليبيين في الوقت الذي يصبون فيه العذاب صباً على كثير من المسلمين !!. 2- (ونحن المسلمين ننظر إلى إشكالية العلاقة بين الدين والدولة نظرة أخرى تختلف عن هذا التصور، وتصورنا يحمي إرادة الأكثرية، ويحفظ حقوقها، ويحمي كذلك حقوق الأقلية ...) ثم ردوا على طلب المثقفين الأمريكيين بفرض العلمنة ، بأن الأكثرية مسلمون ، فقالوا (و نرى أنه لا يمكن تطبيقه في المجتمع المسلم لأنه يحرم أفراده من حقهم في تطبيق أحكام حياتهم العامة ويتعدّى على إرادتهم بحجة حماية الأقلية ولا يصح عقلاً أن نحمي حقوق الأقلية بحرمان الأكثرية من حقوقها) ، فالمثقفون يقولون : لماذا تظلمون يا (أمريكا) الأكثرية بفرض العلمانية (يا حرام!!) . 3-( إن المسلمين من حقهم أن يكونوا متمسكين بدينهم وقيمه وتعليماته ، هذا خيار من الصعب محاولة تعويقه ؛ لكننا نقدم المفهوم الوسطي المعتدل) . 4-( وسيجد العالم الغربي فيه فرقاً كبيراً عن المفاهيم والتصورات التي يحملها عن الإسلام، هذا إذا كان جاداً في الاعتراف بنا وبديننا ومقدراتنا) . 5- (حين نؤمن أن العالم يواجه مشكلة الإرهاب والتطرف بالمفهوم الشامل الذي ذكرناه, فكذلك ينبغي أن نقدر أن ثمة مجموعة من المشاكل يواجهها العالم في: الحقوق، والحريات، والأوليات الإنسانية (التعليمية، والصحية، والغذائية، والأخلاقية) يفترض أن تحظى باهتمامنا) فهذه المشاكل والأولويات ، ولا مكان للإيمان بالله ورسوله !!! . 6- (إننا ندعو إلى انفتاح جاد من الغرب على الإسلام، وقراءة مشاريعه، والتعامل بهدوء مع الواقع الإسلامي ) . 7- (ولئن كان الغرب يعتبر أحداث الحادي عشر من سبتمبر تتجه لزعزعة الأمن المدني في الغرب فمن الممكن أن نشاركه الشعور وحتى الموقف في رفض ضرب الأمن المدني في العالم) . 8- (ولذا فإن إيجاد مساحة أوسع للحوار، وتبادل الرأي يلتقي فيها أهل الفكر والعلم والثقافة هي – من وجهة نظرنا – البديل للغة العنف والتدمير) . وأنا أقول لهؤلاء الذين استكانوا وذلوا للكفار رجاء أن ينظروهم (بعين الرحمة) ، أنا أخبركم بنتيجة هذا الخطاب مقدماً : (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) . (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسداً من عند أنفسكم). فيا ضيعة التوحيد ، والعلم ، والدعوة ، والابتلاء ، والله المستعان . خاتمة الطليعة وأختم هذه الطليعة ببعض التنبيهات : أولاً : أن عمدة شبهة أصحاب هذا البيان الممسوخ هو قولهم : إن المسلمين في (ضعف) ونريد أن نكسب هؤلاء ، أو على الأقل (نحيدهم) فنكف شرورهم ، والإجابة على هذه الشبهة[2] وما ماثلها يطول إلا أنني أختصر الجواب بذكر قاعدة تعينك أخي الموحد على نسف شبههم كلها ، وهي كما يلي : أن تعلم أن أصل الدين وقاعدته الإيمان بالله سبحانه والكفر بالطاغوت ومنه البراءة من الكفر وأهله ومعاداتهم وبغضهم ، فلا يصح الإيمان بالله إلا مع الكفر بالطاغوت ، وهذا معنى الشهادة ، وعليه قوله تعالى (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى) ، وقوله تعالى (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) ، فإذا علمت أن هذا أصل من أصول التوحيد وركن من أركانه فتركه والتخلي عنه لا يحوز إلا في حالة الإكراه . وفي حالة الضعف فإن المسلم قد يجوز له التخلي عن الجهاد ، ولكن لا يجوز له بحال ترك الكفر بالطاغوت : فقد قال تعالى عن إبراهيم (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إننا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) ، هذا وإبراهيم عليه السلام كان في (ضعف) و (قلة من الأنصار) حتى ألقوه في النار ، ومع هذا صدع بالكفر بالطاغوت والبراءة منهم ، وانظر إلى قوله (وبدا) يعني (ظهر ، و بان) ، وقوله (العداوة والبغضاء) فقدم العداوة على البغضاء لأن ذلك آكد ؛ فإن الرجل قد يقول : أنا أبغضهم ، ولكنه في الحقيقة لا يعاديهم ، وقوله (أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) فجعل هذه العداوة و البغضاء أبدية لا تنتهي إلا بـ(الإيمان بالله) وحده . ولم يدع قومه إلى (حوار) في سبيل (التعايش) ينطلق من (الأهداف المشتركة) ؛ فإنهم من بني آدم ! ، وكلهم من أمة واحدة ! ، وقد قال تعالى (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه) . وفي مكة : كان النبي صلى الله عليه وسلم في (ضعف) و (قلة من الأنصار) و (الأعوان) تحت تسلط (كفار قريش) وفي بلدهم ، ومع ذلك نزل قوله تعالى (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين) وقد قيل إن عدد الصحابة لما نزلت – في السنة الثالثة للبعثة – لا يزيد على الأربعين ، ثم إن المسلمين لاقوا صنوفاً من العذاب والأذى : فمنهم من قتل كآل ياسر ، ومنهم من عذب كبلال وخباب ، ومنهم أخرج وهاجر كمهاجرة الحبشة ، ومنهم من حوصر كالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في (شعب أبي طالب) . فهم مستضعفون ، قلة ، بين يدي عدو كافر لا يرحم ، منهم من مات وقتل ، ومنهم من ارتد عن دينه بسبب ما يلقاه ، ومنهم من عُذِب عذاباً شديداً ، ومنهم من خرج وهاجر ، وكأني بأحد (الانهزاميين) لو كان معهم لقال : لا بد من (بعد النظر) و (سعة الأفق) و (الواقعية) و (العقلانية) ، فلا بد من (دعوة جادة) لجميع (المفكرين الأحرار من كفار مكة) لـ(الحوار) من أجل التعايش ، ولا بد من كتابة بيان لا يفهمه إلا المثقفون من (كفار مكة) لعقد حوار مثمر ، بناء على الأهداف المشتركة فيما فيه صالح (قريش) و (مكة) و (البشرية) . ولكن هيهات ، هيهات : فقد نزل قوله تعالى ( فلا تطع المكذبين ، ودوا لو تدهن فيدهنون) يعني : لو صانعتهم ولاينتهم ، ولو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كتب بياناً فيه أقل من عُشْر ما في هذا البيان من مهانة وذلة – وحاشاه – لجعلوه أميراً عليهم ، ولكن هذه عقيدة الإسلام ، وملة إبراهيم عليه السلام ، وأصل التوحيد . واعلم أنه لولا أصل (الكفر بالطاغوت) و (البراءة من الكفر وأهله) ما حصل على الرسل ولا لأتباعهم ما حصل من القتل والتشريد والابتلاء ، فإن مجرد إقامة الشعائر والعبادات لا يجعل الكفار يعادونهم هذا العداء ، أفلم يكن لديهم (بعد نظر) كما عند هؤلاء فيكسبونهم بالمداهنة ، أو على الأقل يحيدونهم؟!! تعالى الله سبحانه وتعالى . وهناك فرق بين ترك الجهاد عند الضعف ، وبين ترك (عقيدة الولاء والبراء) ، فالأول مسألة عملية فقهية – مع الإقرار بمشروعية الجهاد – تخضع لاجتهاد ذوي النظر ، أما المسألة الثانية فمسألة عقدية ، فهي ركن من أركان التوحيد ، وأصل من أصول الدين وقواعده . ثانياً : أن الله سبحانه قد قال (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) ، ألم يسمعوا بهذه الآية ، فما لهؤلاء القوم لا يفقهون حديثاً ؟!!. ثالثاً : أن الموقعين على هذا (البيان الممسوخ) لا للكفر كسروا ، ولا للإسلام نصروا ؛ بل على العكس ، سيتضرر منه المسلمون ، وسينتفع به الكفار . أما انتفاع الكفار به : فإن أعداء الله من كفار أمريكا وغيرها يعلمون دين الإسلام جيداً ، ويعلمون عقيدة الولاء والبراء فيه ، وأصل شريعة الجهاد في سبيل الله ، فلن يغرهم هذا البيان وهم الذين يعرفون القرآن وآياته ، ولديهم مراكز دراسات متخصصة في هذا الباب ، ولكنهم سينتفعون به من جهة جعله أداة لضرب (المجاهدين) في شتى بقاع العالم : (بفتوى مشايخكم ودعاتكم) الذين أقرونا على الإرهاب الاصطلاحي ، و أنكروا الصدام والصراع ، ودعونا إلى التعايش !!، وسيجعلونها أداة لمسخ تعاليم المسلمين التي تؤصل (الولاء والبراء) . وأما مضرته على المسلمين فكونه سيمسخ البقية الباقية من عقيدة المسلمين في (الولاء والبراء) و (الجهاد في سبيل الله) . رابعاً : أن الجهاد في سبيل الله – الذي استحى المثقفون منه – ما شرعه الله إلا رحمة للعالمين ، فإن نجاة الأمم بسببه ، فلم ينتشر الإسلام من الأندلس غرباً وحتى الصين شرقاً خلال قرن من الزمان إلا بالجهاد في سبيل الله ، فبالجهاد حرّر المسلمون الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، وفي هذا سعادتهم في الدنيا والآخرة . وأخيراً : فهذه (الطليعة) التي بين يديك إنما تخبرك ببعض ما في هذا البيان من مزالق عقدية خطيرة ، وتفصيلها سيكون في (التنكيل) إن شاء الله ، يسر الله سبحانه إتمامه . |
![]() |
![]() |
#4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2002
البلد: خب بريده
المشاركات: 193
|
ملحق :
قرأت مقالاً لبعض الإخوة في أحد منتديات (الإنترنت) وقد رمز لنفسه باسم (لويس عطية الله) وكان مقاله رداً على هذا البيان ، وقد أعجبني ما فيه ، لأنه ركز على مسألة التناقض من الموقعين ، فرأيت أن ألحقه بهذه (الطليعة) : هزيمة الإسلاميين (رد على بيان المثقفين) قبل أن تقرأ هذا المقال ضع في اعتبارك أنني أصبحت أفرق بين نوعين من العاملين في المجال الإسلامي.. الأول هم المجاهدون .. والثاني الإسلاميون الآخرون أصحاب النظريات الكلامية في الدعوة .. كلامي في هذا المجال موجه لهذه الطائفة .. نشر بيان المثقفين والجميع قرأه .. وهذه بعض النظرات في البيان .. ------------------------------ لدي قناعة راسخة أن هناك إفلاس يعاني منه من صاغ وكتب البيان .. سأتجاوز عن ( لغة ) البيان وضعفه .. بحيث صيغت عبارة : (إن لغة الحوار هي لغة القوة ، ومن الخطأ أن نجعل القوة هي لغة الحوار .. ) بطريقة مشكلة .. فكلمة لغة في الجملة الأولى مفسدة للمعنى .. والمفترض أن يقال ( إن لغة الحوار هي القوة ، ومن الخطأ أن نجعل القوة لغة للحوار ) ، لأن للقوة لغات كثيرة أولها السلاح وآخرها العفو ، وليس الحوار لغة من لغات القوة بل هو بديل لها .. ولا أدل على الفرق بين ( الحوار ) و ( القوة ) من هذا البيان الضعيف ! لن أتوقف عند هذه النقطة فآخر ما أهتم به في هذا الوقت الصياغة اللغوية ، وإن كنت أتمنى الاطلاع على النص الانجليزي .. للبيان .. يجب أن يدرك الذين كتبوا البيان أننا قرأنا مقدمتهم التي قالوا فيها إن البيان إنما صيغ بتلك الطريقة لمخاطبة عقلية أكاديمية محددة .. نحن ندرك ذلك .. لكننا نملك الحق في التساؤل والنقاش في نفس الوقت مع الموقعين .. ويحق لنا أن نكون شهودا حضروا الحوار ومراقبين يراقبون كلمات وأفكار من نصبوا أنفسهم ممثلين لنا ، مع احترامنا لهم واعترافنا بصحة تمثيلهم في الجملة .. وعليه يحق لنا أن نعترض ونقول .. لا هذه الفكرة لا تمثلنا ، ودعني أبتعد عن استخدام ضمير الجمع ، فلأتحدث عن نفسي وأقول إنه يحق لي أن أطلع وأعترض على ما أعتقد أنه لايمثلني خصوصا وأنني أعتبر نفسي جزءا من هؤلاء الذين وقعوا البيان في الجملة أيضا .. لقد قرأت البيان ، وفي البدء فإن هناك مكاسب مثل اعتراف بعض من اعتبروا ضمن التيار العلماني برفض العلمانية كمنهج في بلاد الاسلام .. هذا مكسب تحقق في البيان .. لكن أغلب نقاشي سيكون مع الاسلاميين الذين اختاروا الفكرة الاسلامية كمنهج للحياة ، وسألونا يوما ونحن صغار بسؤالهم ( من يحمل هم الدعوة ! ؟ ) .. فحملنا هم الدعوة ، ودخلنا معهم المعترك واعتبرنا أنفسنا جنودا مجندين من أجل الدعوة .. وأخبرنا أولئك الأساتذة أن الاسلام مستهدف من الغرب الصليبي واليهود .. وجلسنا في مجالسهم وحلقات العلم التي عقدوها وظللنا سنوات نعتقد أن الغرب هو ( عدونا ) الأول ، وأنه يجب أن نعمل كل ما بوسعنا من أجل جهاده والقضاء عليه أو على الأقل دفع ضره عنا ، ورد كيده في نحره ودفع غائلته .. وحاربنا وكلاءه ( العلمانيين ) حربا ضروسا كنا فيها أتباعا وجنودا مخلصين لشيوخنا الذين كانوا يقودون تلك الحروب .. فأصبحت هذه المفاهيم أسسا قامت عليها حياتنا وبنينا عليها أن دين الله يقتضي البراءة من الكفر أولا ، ثم منابذته العداوة ثم جهاده .. وقيل لنا إن هذا هو التوحيد .. فقلنا نعم وهذا ما دل عليه القرآن .. ومرت السنوات ونحن نعتقد أن هذا هو الدين .. وأن الله خلقنا لهذه الغاية .. أن نقيم دينه بالبراءة من الشرك ثم تحقيق التوحيد في أنفسنا وفي حياتنا وكل شيء يتعلق بنا .. وخرج منا رجال تشربت نفوسهم بمبدأ ( حتمية المواجهة ) .. فحملوا رؤسهم على أكفهم يطلبون الشهادة في سبيل الله والموت من أجل ماذا ؟ من أجل ردع الكفر وإخراجه من بلاد المسلمين ، ودفع تسلطه وطغيانه علينا .. وكان من نتيجة هذا كله أن حدثت غزوات نيويورك وواشنطن المباركة .. فباركناها كما تعلمنا من شيوخنا ودعونا لمن نفذها وقلنا .. رحمهم الله يا أرشد الله من غزاة وقد رشدوا .. أليس هذا هو القرآن الذي تعلمناه من شيوخنا ؟ أليس الله قال ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم ) .. ؟ أليس النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبه من النفاق ) ؟ فإذا لم نحدث أنفسنا بالغزو فلا أقل من الدعاء للغزاة والقنوت من أجلهم .. أليس هذا هو الإسلام الذي علمنا إياه شيوخنا .. أليس الله يحب أن تسفك الدماء في سبيله وإقامة شرعه ودينه ؟ أليس هذا الدين الذي تعلمناه من هؤلاء الشيوخ حسنا نحن عملنا بمقتضاه ودعونا لمن سفك الدماء في سبيل الله .. وخرج الكفر وأجلب على المسلمين بخيله ورجله ، وحمل معه الخمر والقيان ( ماريا كاري المغنية زارت الجنود الأمريكيين في طاجكستان وغيرها وغنت لهم هنا) .. فكتب شيوخنا بيانات خاصة يعلنون أن الفئة المسلمة التي غزت أمريكا في عقر دارها إنما هي فئة ( مفتئتة ) على الأمة ، وأنها شرذمة لا تمثل الأمة .. ! عجبا !! ثم كتب مفكرو الأمريكان وفلاسفتهم بيانا قالوا فيه ( على أي أساس نقاتل ) ! ؟ قالوا فيه ما قالوا وخلاصته أنهم برروا لحكومتهم ما تفعله بنا .. وأننا بما نحمل من فكر ( التوحيد ) و ( الولاء والبراء ) و( الجهاد ) مجرد حثالات يجب تخليص البشرية منها .. فقلنا كافر ونطق كفرا فكان ماذا ؟ لكننا صدمنا .. بأن شيوخنا الذين علمونا كل شيء عن المواجهة وحتميتها تغيرت مواقفهم .. وأصبحوا يتحدثون أن كلام أولئك المفكرين مجرد ( وجهة نظر ) وأنهم أي شيوخنا يقدمون ( وجهة نظر بديلة ) فلم يتحدث شيوخنا عن شيء اسمه ( الحق ) .. و ( الباطل ) ، ولم يقولوا إننا على حق ، بل إن الأمر لا يعدو أن يكون ( وجهات نظر).. هذه ليست مشكلة فلنفرض أنها وجهات نظر وإن شيوخنا يعتقدون أن وجهة نظر الامريكيين (باطلة) .. ولكنهم يتنزلون مع المخالف .. حسنا لكن ماذا عن التطلع ( لتأسيس أجواء تفاهم مشترك تتبناها الحكومات والمؤسسات ) ؟ أين ذهب الكلام عن المواجهة وحتميتها وأين اختفت مبادئ ( المدافعة ) ؟ لقد افتقد هؤلاء الشيوخ أبسط المعايير ( البشرية ) دعك من مبادئ الشجاعة والحمية ! إن هؤلاء الأمريكيين كانوا صادقين مع أنفسهم .. فحكوماتهم تخوض حربا ضد عدو نال منها فقالوا لها إنك على الحق فأنت تدافعين عن نفسك ! وأتحفوها ببيان عن الأسس التي يقاتلون عليها ! فماذا فعل شيوخنا ؟ كتبوا بيانا عن ( التعايش )!! . مدجج بالسلاح يقف على رأسك قتل أبناءك وينتهك حرماتك ، ثم يتلو عليك بيانا لماذا يقاتلك ! ما أنت صانع ؟ تقول له تعال إلى الحوار ؟ تعال لنتعايش ؟ لو لم أكن مسلما ووقفت في هذا الموقف لكانت طبيعتي البشرية تحتم علي أن أقول له أضعف الإيمان : سأقاتلك..أضعف الإيمان أن أقول له إنني سأقاومك بما أستطيع .. سأدافع عن نفسي وعن أمتي.. فكيف وإسلامي يقول لي إنني لو قتلت في الدفاع عن ( حذائي ) أكرمكم الله فإنني شهيد سأدخل الجنة فورا ! ( من قتل دون ماله فهو شهيد )! . لكن شيوخنا في الوقت الذي خرجوا علينا ببياناتهم في نقد ( الفئة التي ناصبت الغرب العداء بنفس طريقته)وسارت علي هدي قوله تعالى ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ) خرجوا علينا في نهاية الأمر ببيانهم عن التعايش وأسسه .. حسنا نحن وإياكم على مفترق طريقين .. أولا : إما أنكم مخطئون فيما سبق من دعوتكم لنا .. وما علمتمونا إياه كان خطأ وأن المعارك التي خضناها سابقا على ذمتكم ضد العلمانية مثلا .. كانت باطله ، والدماء الفكرية التي سفكت فيها كانت هدرا .. وإذا كنتم على قدرة للتعايش مع الغرب الكافر الآن فإنه يلزمكم التعايش مع العلمانية العربية والاعتراف بها .. فالعلماني يفترض أن يكون أدعى لقبول التعايش معه إذا كنتم قادرين على التعايش مع الغرب الذي يعتدي عليكم ، فالعلماني وأعني به من يعتقد أن هناك تفسير آخر للإسلام غير التفسير الذي علمتمونا إياه .. أقرب لكم من اليهودي أو النصراني الكافر يقينا .. بينما العلماني يشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لكنه يقول إن كلامكم عن الإسلام مغلوط.. وإن كنتم مخطئين سابقا فما الذي يضمن لنا أنكم على صواب هذه المرة أيضا ؟ وما فائدة رفض العلمانية الآن إذا كنتم على استعداد ( لقبول مبدأ التعايش مع الغرب ) علما أن الغرب لا يتعايش معكم بل هو يتعيش فوقكم ويستولي على ثرواتكم وينتهك أبسط حقوقكم .. حق أن تكونوا من الإنس الأحرار ! ، أما العلماني ، فمسكين هو العلماني ! لا يفعل بكم كثيرا مما يفعله الغرب ، بل كل ما يطلبه تفسير آخر للإسلام .. بحيث يخرج من المأزق الذي وضعتم الأمة فيه عندما جعلتموها تعيش هاجس المواجهة ثم تراجعتم الآن .. إنني بعد بياناتكم سأنظر بعين العطف للعلماني الذي يطالب بإلغاء مبدأ الولاء والبراء .. فدعوى العلماني ومطلبه يعطي نفس النتيجة التي توصلتم لها أخيرا في بيانكم لكن العلماني لا يعيش التناقض الفكري الذي تعيشونه ولا تحسونه .. فالعلماني يرفض مبدأ المواجهة من أصلها ولذا هو يطلب تفسيرا جديدا لمبدأ الولاء والبراء في الإسلام.. أما أنتم .. وأنتم أنتم ! .. فتقبلون مبدأ الولاء والبراء بل وتعتبرونه من أصول الدين . ثم تطلبون تعايشا مع الغرب ! ألا تشعرون بتناقضكم ؟ نحن مضطرون للاعتراف بواحد من مواقفكم .. إما القديمة وإما الجديدة .. لا نستطيع رفضها كلها لسبب واحد ، أننا وجدنا نموذجا عمليا ما زال متمسكا بما كنتم تتحدثون به سابقا عن الإسلام .. وأعني بهم من وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم ( لا يزالون على الحق منصورين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ، يقاتلون في سبيل الله ) وقد علمنا مما سبق من بياناتكم أنكم خذلتموهم .. وقد سمعت أحدهم في قناة الجزيرة يقول .. إننا أمرنا بالقتال فقاتلنا وأدينا ما علينا إبراء للذمة ، لكن الأمة خانت نفسها وخذلتنا وأكثر من خذلنا العلماء .. الذين كتبوا في بوش زعيم الكفر كلاما لينا ، وكتبوا فينا ما يسفه أحلامنا ويجعلنا مفتئتين على الأمة ، قلت : ونسي ذلك العالم أنه قبل سنوات افتأت هو على علماء الأمة عندما عارض فتواهم في الاستعانة بالقوات الكافرة ، فما الذي جعل افتئات أولئك الشباب مرفوضا وجعل افتئات هذا الشيخ مقبولا ؟ والأدهى والأمر أن هذا الشيخ بالذات ورفضه لوجود القوات الأجنبية كان من ركائز وأساسيات فكر تنظيم القاعدة حاليا .. أخرجوا المشركين من أرض العرب .. لكن هذا الشيخ يتنصل منهم الآن .. فمن الذي يجب أن يحاسب أسامة بن لادن ؟ أم ذلك الشيخ المتنصل من مسئوليته ؟ إن صاحب النظرية يتحمل نفس القدر من المسئولية التي يتحملها من طبق النظرية .. أليس كذلك ؟ لا ؟ طيب بقدر أقل ألا يتحمل جزءا من المسئولية ؟ أظنك ستقول نعم هذه المرة! أم أن هذا الشيخ يظن أن الإسلام ( مجرد كلام في كلام ) .. وينسى أن فتوى يقولها أو كلام يطلقه ينسى أن هناك شباب مؤمن وإيمانه في العمل ، فهو عندما يسمع كلاما يعمل جاهدا على تطبيقه .. وقد سمعوا منه رفض وجود القوات الأمريكية في البلد ، وعدم شرعية إحضارها وعدم شرعية بقائها وأن وجودها احتلال للبلد .. أم أن هذا الشيخ الفاضل يتنصل الآن مما صاغه وكتبه بيده قبل سنوات ؟ وثانيا : إن الخطأ ليس منكم بل من الإسلام وهذا لا تقولونه ولا يقوله مسلم بحال من الأحوال .. فلزمكم ما سبق . والله المستعان . أمر آخر .. إن كل بياناتكم ، وكل ما كتبتموه أثبتم به أنكم كما يقول العلمانيون عنكم ( مجرد ظواهر صوتية) فأنتم لم تقدموا أي حلول عملية للأمة .. إنني أشعر بالأسف الشديد أنكم أكثر الناس معرفة بحقيقة الغر ب وطبيعة صراعه معنا ، وأغراضه من التحكم بنا وبمصالحنا .. لكن الأنكى من ذلك أنكم تستبعدون تماما الخيار البسيط والصحيح .. خيار الجهاد والقتال في سبيل الله .. إنكم لم تستطيعوا أن تفتحوا عيونكم على أن الأمة تعيش أزمة ومشكلة أنتم جزء منها ، وتعرفون الحل لكنكم لا تريدون أن تدفعوا الأمة باتجاهه .. كونكم جزء من الأزمة .. يكمن في أنكم دفعتم الشباب عبر محاضراتكم ودروسكم وندواتكم ، وكتاباتكم في مواجهة الثور ، فلما حصلت المواجهة وغرس الشباب رماحهم في رأس الثور وهاج الثور على الجميع جئتم تتحدثون عن ( التعايش ) ! وتأسيس أجواء تفاهم مشترك ؟ وإن كان وصلكم لهيب الحرب مع الأمريكان وأتباعهم فإن أولئك الشباب قد أحرقتهم تلك النار ، واسأل الله أن يبدلهم بردا وسلاما في الجنة .. يجب أن تدركوا أيها الشيوخ أن الغرب والأمريكان صادقون جدا مع أنفسهم ، وأنتم الذين تغالطون أنفسكم .. وتكذبون عليها .. فأسامة بن لادن خرج من تحت عباءتكم ، وخطاب رحمه الله وأسكنه فسيح جناته من الذين يستمعون دروسكم ، وأحمد الحزنوي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته من تلاميذكم وكل الغزاة السعوديين رحمهم الله أجمعين وجمعنا بهم في جنات النعيم ، كانوا من تلاميذكم ، وممن جثوا على ركبهم في مجالسكم .. فلماذا اليوم تتنصلون منهم ؟ ولماذا تتبرأون منهم وتبدون للغرب أن ليس لكم علاقة بهؤلاء الشباب ؟ لماذا لا تتحملون مسؤولياتكم أمام الدين الذي تصديتم لهمّ حمله والدعوة إليه ؟ لماذا لا تصدقون مع أنفسكم وتقولون إن هؤلاء العظماء منكم وإليكم .. إن تنصلكم منهم لن يزيدهم إلا رفعة في نظرنا ولن يزيدكم في نظري إلا تخبطا كما تخبطتم وتخبطت بياناتكم أول وقوع الغزوات .. يجب أن تدركوا أن كل ما يحدث الآن أنتم أحد صناعه ، وأنتم الذين ( شكلوا الصحوة ) في بداياتها وصبغها بصبغتها الحالية .. لا تقولوا لقد كنا نرفض الذهاب لأفغانستان ونحذر الشباب منه.. هذا لا ينفعكم شيئا ، لأنكم عندما تزرعون في عقول الشباب أي فكرة عن حماية الإسلام وحمل هم الدعوة ، ووجوب مدافعة أعداءه ثم يتجاوزكم هؤلاء الشباب وينفذون عمليا ما قلتموه نظريا .. فلا تلوموهم ولوموا أنفسكم .. واعتذروا لهم عن خذلانكم لهم .. إن كاتب هذا المقال واحد من الذين كانوا يهتمون بحضور دروسكم .. وكثير من مواقفي تجاه الغرب والأمريكان واليهود إنما تشكلت بعد الاستماع لمحاضراتكم .. وحضور مجالسكم .. فأصبحت هذه المواقف جزءا من تكوين شخصيتي وحياتي .. فماذا تتوقعون أن يكون شعوري عندما أقرأ لكم أنكم الآن تطلبون التعايش مع الغرب ؟ أشعر بالقرف الشديد من بياناتكم .. وأشعر أنكم أفلستم حقا .. وأنكم أقل من أن تستطيعوا معالجة أزمة الأمة التي كنتم أحد مظاهرها .. أشعلتم نيران حروب ثم انسحبتم الآن بعدما حمي الوطيس وبدأت تلك الحروب تحرق الأخضر واليابس .. واعلموا أنها ستحرقكم يوما فلا تستعجلوا .. لقد نكصت على عقبي فيما مضى من سنوات عندما رأيت أنكم وضعتمونا في طريق ثم اكتشفنا أنكم أعجز الناس عن إكمالها.. فرجعنا وقلنا هذه طريق ليست بسالكة .. لا يمكن عبورها .. كيف لا وشيوخنا وقفوا في وسطها ! لكن رجلا واحد فقط أثبت لكم ولكل العالم الإسلامي .. أن هذه الطريق سالكة وأنها توصل إلى الجنة لكنها مفروشة بالموت في كل جانب من جوانبها .. ذلك الرجل هو أسامة بن لادن .. هذا الرجل أعاد ثقة الآلاف من المسلمين الضعفاء مثلي بأن هذا الدين حق بعدما ضاع هذا الحق في النسبيات التي لا أول لها ولا آخر عندكم .. ولئن أسلم الكثير من الغربيين بعد 11 سبتمبر فإنني واحد من الآلاف من المسلمين الذين رجعوا يؤمنون بأن هذا الدين يمكن تطبيقه كاملا كما أنزله الله .. لا على سياسة المراحل التي خدعتمونا بها في السنوات السابقة .. تلك السياسة التي لم تورث سوى حسرة وحرقة ومصائب إصابتكم قبل أن تصيبنا نحن من بعد .. أيها الشيوخ إننا معاشر تلاميذكم .. نعيش أزمة حضارة وهوية .. وقد عجزتم عن تعبيد الطريق الصحيح للنهضة أريتمونا الداء ولم تعطونا الدواء .. فاتركوا المجال لغيركم .. وعلى أقل تقدير لا تخذلوهم .. لقد سقطت نظرياتكم وأطروحاتكم ، فلم تقدموا للأمة سوى حلول خيالية .. لا تصلح للتطبيق .. واعلموا أن الميكافيلية لا تصلح لكم ، وإخفاء المبادئ ومحاولة تهميش أصول الإسلام الكبرى كالجهاد بكل أنواعه ، لن يجديكم نفعا ولن يجعل الغرب ينظر لكم بعين الرضا ، فالغرب يعرف حقيقة دينكم ولن يقبل منكم بغير الطاعة العمياء له وبقاء استعباده للأمة كلها ، وعندما يقرأ لكم تلك اللغة المتهالكة ومحاولة إرضائه وإظهار أنفسكم بمظهر ( المتحضر ) .. الذي يحسن التحدث بمصطلحات السياسة ويتحدث عن ( الأوراق ) و ( الأدوار ).. ويقول في معرض كلامه ، لدينا أوراق لم تنفد بعد ! ويستخدم عبارات مثل ( يمارس دورا ) .. هذا كله لا يجديكم نفعا .. وهذا اللباس لا يصلح لكم بل هي لغة من يعتقد أن الحياة مجرد ( لعبة ورق ) قائمة على الحظ .. قمار .. أو أن الحياة عبارة عن مسرحية تمارس فيها الأدوار بعبثية .. أنتم أصحاب رسالة قائمة على التدين والعبودية لله .. فابتعدوا عن هذا المستنقع الآسن من مخلفات الفكر الليبرالي .. والغرب لن يرضى عنكم حتى تتبعوا ملته فأفيقوا من نومكم واخلعوا عنكم كل لباس ليس من لباسكم .. وابحثوا عن الحل البسيط الواضح .. أيها الشيوخ .. تعلمنا منكم أن الإسلام بسيط .. وأن الإسلام ليس بذلك التعقيد الذي يتخيله من لا يعرف الإسلام ، فلماذا كلما سألناكم عن طريق الحل رغتم وتخبطتم ؟ ألا تستطيعون فهم حقيقة قول النبي صلى الله عليه وسلم ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا ؟ ألا تشعرون بالذلة ؟ ألا يدل بيانكم على حجم المذلة التي دفعتكم إلى كتابته ؟ ما الذي جعل بيان الأمريكيين قويا وتبريريا للحرب علينا وشجاعا ، وجعل بيانكم بتلك الدرجة من الضعف ؟ أليس قوتهم ؟ وهواننا عليهم ؟ إذن كيف نتخلص من هذا الهوان ؟ إذا لم تقنعكم أقوال نبيكم صلى الله عليه وسلم عن أهمية الجهاد والقتال فا قرأوا في تاريخهم هم وانظروا كم من الدماء الغربية النجسة سفكت حتى تخلصت أوربا إبان الثورة الفرنسية الأولى وما تلاها من ثورات ثم ثورات في كل أوربا .. تخلصت من الذل والاستعباد الذي كان يمارس عليها من بني جلدتها ؟ فكيف وأنتم يستعبدكم عدو صليبي حاقد وكافر تعرفون أن مصيره جهنم ..! وتعرفون أنكم إذا متم في المواجهة معه فإن مصيركم الجنة ؟ أشعر بغصة .. وصدمت عندما قرأت في أسماء الموقعين واحدا كان يقول لنا : إن من يعادي أميركا سيد لنا .. فهل تغيرت الموازين الان أيها اللبيب ، وأصبحنا نستطيع التعايش معهم ؟ العبيد لا ينتصرون فتحرروا .. أعتذر عن شدتي معكم .. لكني قلت هذا لأني أعلم أننا سنلتقي يوما ما نتخاصم عند ربنا سبحانه وتعالى فآثرت أن أكون مخاصما في الدنيا عن الحق لا خصيما له في الآخرة .. (لويس عطية الله) . الفهرس 2 تحذير 3 خلاصة الطليعة 6 مقدمة لا بد منها 14 أولاً : مقارنة بين كلام المثقفين وبين كلامهم سابقاً : 16 ثانياً : مقارنة بين بيان المثقفين وبيان الكفار : 18 ثالثاً : البيان والسياسة : 19 رابعاً : البيان والتقريب بين الأديان : 21 خامساً : البيان والافتراء على الشريعة وتحريف النصوص : 23 سادساً : البيان وموالاة الكفار : 25 سابعاً : البيان وإنكار الجهاد والبراءة منه : 27 ثامناً : لغة الاستجداء والذلة والمهانة : 29 خاتمة الطليعة : 32 ملحق : هزيمة الإسلاميين (لويس عطية الله) : 40 الفهرس -------------------------------------------------------------------------------- [1] السيل الجرار : 4/518 ، 519 ، وانظر : المحلى 5/341 ، المغني 9/165 ، وجميع كتب الفقه في أول باب الجهاد أو السير ؛ فإن هذا متفق عليه. [2] قد فصلت الشبهات والرد عليها في (التنكيل) . انتهى القسم الثالث اقسام الكتاب : 1 - 2 - 3 الكتاب على ملف الورد |
![]() |
![]() |
#5 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2002
البلد: خب بريده
المشاركات: 193
|
|
![]() |
![]() |
#6 |
كاتب و أديب
تاريخ التسجيل: Apr 2002
المشاركات: 756
|
بصدق ..
أتمنى ألا يكون ذلك من نشرة الفتنة بين العلماء .. لهم من الدعاء .. وكان الأجدر أن تصلهم تلك بأنفسهم لا أن تنشر بين العامة .. هذا رأيي ولكم رأيكم .. وما ضلنا غير ارائنا .. وللذكرى الم
__________________
إذا كنت تقرأ ما يعجبك فقط .. فثق أنك لن تتعلم
|
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|