|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jun 2009
البلد: جوار ضريح أمي .
المشاركات: 623
|
إلى زوجةِ أبي .. إني أحبكِ .
*
في صِبايَ .. حدثوني كثيرًا عن كيدِ زوجةِ الأبِ .. عن قسوتِها , وظلمِها , وأنّها من الراسخين في الذنبِ .. وعن أشياء موجعةٍ ومفزعةٍ لقلبٍ غضٍ كقلبي ! خالتي .. كل قصصِهم تتحطمُ عندَ عتباتِ كيانِك .. لتصبحَ خرافاتٍ تتلاشى وتضمحلّ من عقلي الصغير .. تمثلين أمامي , وينسلُّ إليّ هدوؤك .. فتهمسين لي , ودونَ أن تشعري : أيّ بنيّ لا تصدقـْهم , فليست النساء سواء .. حينها أكذبهم , وأومن بما تقولين , بل بما تفعلين .. رغم أني لم أحضَ بحضنِك يومًا , لكنّني شعرتُ به .. لم توبخيني إلا عند تقصيري في الصلاةِ , وبعضِ حماقاتي .. ولم تـَشِي بي يومًا عند أبي , لخوفِك عليّ من بطشِه . لازلتِ كما أنتِ حييّة أبيّة , ترفضين مساعدتنا .. حتي في مناولتنا إيّاك فنجانِ القهوةِ .. كتومةٌ تغورُ فيكِ الأسرارُ , كأنك لم تسمعيها ! لا أنسى يا خالتي عنما رسبتُ في الثانوية أخبرتك دونَهم , حتى أمي لم أخبرْها , رُغمَ أنها تعلم ُ .. يُخيّل إليّ أن مَلـَكـًا يتبعني , يرقبني , ويخبرُ أمّي .. فقد كانت ( رحمها الله ) تعلمُ كلّ شيْءٍ عني .. حتى عددَ الركعاتِ التي لم أدركْها خلفَ الإمامِ ! أتذكرين حينَها ياخالتي أيام امتحاناتِ الدورِ الثاني .. كنتِ توقظيني لصلاةِ الفجر , وعندما أعودُ أجدُ مكانَ فراشي .. قهوتي , وإفطارِي , وكتبي , ودعواتِك .. أسمع ابتهالاتِك , وتسابيحِك في الغرفةِ المجاورةِ .. كنتِ تناديني بين الفينةِ والأخرى , لتتأكدِي من صحوي .. لم أكن حينـَها أقول لك ( سَمّي ) فقد كانت حِكرًا لـ ( أمّي ) ليتني قلتُها , فلا امرأة تستحقها بعدَ أمّي سواكِ , وأخرى .. في تيكَ اللحظةَ أمّي هناك , بنفسِ هيأتِك .. كلاكُما في أحضانِ سجادتين , تبادلتاهما إهداءً وربّما دعتْ كلٌّ منكما للأخرى .. خالتي .. أجل أنتِ خالتي , ليس لأنكِ زوجة أبي .. بل لأني كثيرًا ما سمعتُ أمّي تقولُ عنكِ : هذه أختي . *َ
__________________
. . . ما أقربك يا الله ! . آخر من قام بالتعديل معاني17; بتاريخ 20-05-2012 الساعة 10:22 AM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|