[شاكر الحصني]

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد :
فقد جاء في الحديث قال صلى الله عليه وسلم ( مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة )
فالصداقة مطلب نفسي واجتماعي لا يستغني عنه الإنسان
وهذه الصداقة هي مصدر من مصادر المساندة العاطفية التي يتخلص بها الإنسان من همومه ومشكلاته وينفس عن انفعالاته
فهي اما صداقة صالحة تقوده الى الجنة
وإما صداقة سيئة تقوده الى النار
فالجليس الصالح كل أحواله خير وبركة ونفع لأن من الصالحين والأخيار من رؤيته تذكر بالله تعالى كما قال صلى الله عليه وسلم أولياء الله تعالى الذين إذا رُأُوا ذُكِر الله تعالى
مجالسهم تهابها شياطين الأنس والجن
تنتفع بدعائهم لك بظهر الغيب في حياتك وبعد مماتك
ويكسبُ مُجالِسهم خيراً بعلمهم وعملهم وسلوكهم ومنهجهم قال صلى الله عليه وسلم المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل
الجليس الصالح يبصرك بعيوبك ويدلك على اوجه الضعف عندك
الجليس الصالح يحول بينك وبين المعصية
ويرشدك ويدلك على أمور الخير
فلا يفشي لك سرا ولا ينتهك لك حرمة
أنس لك في الرخاء وعدة في البلاء وخير معين لتخفيف همومك وحل مشكلاتك
يقبل عذرك و يسامحك أذا أخطأت و يسد مسدك في غيابك يظن بك الظن الحسن و أذا أخطأت بحقه يلتمس العذر
يرعاك في مالك وأهلك وولدك وعرضك
يكون معك في السراء و الضراء ويتمنى لك الخير دائما ويعينك على العمل الصالح
يوسع لك في المجلس و يسبقك بالسلام اذا لقيك ويسعى في حاجتك يحبك بالله و في الله دون مصلحة
يرفع شأنك بين الناس و تفتخر بصداقته و لا تخجل من مصاحبته ويسعى لخدمتك دون مقابل ويتمنى لك ما يتمنى لنفسه
يعاملك باحترام وكرامه
ينصحك ويساعدك لتصبح إنسان ناجحاً ولا يشعر بالغيرة من نجاحك
فاالجليس الصالح كله منفعة للمسلم في كلوجه في دينه ودنياه
كما قال صلى الله عليه وسلم المرفوع المؤمن إن ماشيته نفعك وان شـاورته نفعك وان شاركته نفعك وكل شيء من أمره منفعة
هذه هي بعضٌ من صفات الجليس الصالح امتثالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي).
فهذا يعني أن تختار التقي من الناس وتجالسه والتقي هو من يخشى الله تعالى ويطيعه والمتقي هو الذي يخاف الله ويتبع أوامره ويجتنبه نواهيه.
اما بعد : فيقول أحدهم وهو يعظ ابنه قائلاً : إياك وإخوان السوء، فإنهم يخونون من رافقهم، ويفسدون من صادقهم، وقربهم أعدى من الجرب، والمرء يعرف بقرينه
ولهذا فإن جليس السوء يقود صاحبه إلى التهلكة ولا يدعو إلا إلى كل خبيث فجميع أحواله سيئة
انه قد يشكك في معتقداتك الصحيحة ويصرفك عنها
يدعو جليسه إلى مماثلته في الوقوع في المحرمات والمنكرات ويخفف وقع المعصية في قلبك ويهون عليك التقصير في الطاعة .
يصلك بأناس سيئين يضرك الارتباط بهم وقد يكونون اشد انحرافا وفسادا
أنه يخفي عنك عيوبك ويحسن لك خطاياك
تحرم بسببه من مجالسة الصالحين وأهل الخير لانهماكك معه في الشهوات والملذات
أن صحبته ومؤاخاته عرضة للزوال عند وجود أدنى خلاف أو تغيير مصلحة
أن غالب مجالس أهل الفسق لا يذكر الله تعالى فيها فتكون حسرة وندامة عليهم يوم القيامة
جليس السوء لانفع فيه ولامنه بعد الممات
فالمسلم أمام هذين الخيارين لابد أن يختار من صحبته نافعة له في الدنيا والآخرة ويبتعد عن من صحبته فيها ضرر عليه في الدنيا والآخرة
فليختار كل منا جليساً صالحاً لأن المرء يوم القيامة مع من أحب
اللهم هيئ لنا جلساء صالحين يعينوننا على الخير ويدلوننا اليه
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فااستغفروه وتوبوا اليه انه هو التواب الغفور الرحيم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
الشيخ / فهد عبدالرحمن السرداح

[انا اذكى الاغبياء]

صدقت فيذا ^^

[معلم مغترب]

تكثر هذه الإيام المنقولات مع أن القسم رافع لافته مكتوب فيها يمنع المنقول


عموما بوركت أخي

[ام الوريدات]

جزاك الله خير

[شاكر الحصني]

اللهم أمين بارك الله فيكم
وجزاكم الله خير الجزاء
على المرور القيم