|
|
|
![]() |
#8 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2010
البلد: طيبة الطيبة
المشاركات: 431
|
حين يسألني أحد أصدقائي المقربين من خارج المملكة عن أحوالنا في شبه الجزيرة العربية فإنه يظن أني سأنظُم له قصائد عن الترف الباذخ والحياة الرغيدة التي يعيشها المواطن السعودي!! ولكني عادة الْزم جانب الصمت في هذا الشأن ؛ لأني لو تحدثت لذكرت حقيقة مايجري في بلاد ما وراء ( الشبوك ) ولقُلتُ له إن ملايين الناس يقبعون فوق بحيرات النفط و تحت خطوط الفقر تنقُصهم ضرورات الحياة ولوازم العيش الكريم!! تحيط بهم شبوك علية القوم من كل جانب ولا يجد أحدهم بضعة أمتار يسْتُر فيها نسائه وأطفاله بينما نجِدُ الهوامير قد تأبط كُلٌ منهم شبكاً وشيخاً وساح في الأرض يقتطِع أراضي المُسلمين ويأكلُ أموالهم بالباطل ، نعم هذا جزء بسيط مِن عجائب بلاد ما وراء الشبوك حيث يُسام المواطنون الهوان والفقر والحرمان. إنَّ هذه الشبوك ورائها أجهزة حكومية لا تتورع عن إدخال يدها في جيوب البسطاء لتسلبهم أقوات أطفالهم!! ورغم تريليونات النفط فإنك لن تجد في أنظمة الجباية فرقاً بيننا وبين الدُول الفقيرة والمعدمة! وراء هذه الشبوك حيواناتٌ أهمُ من المواطنين!! بل إن جملاً فيما وراء الشبوك يساوي عشرات المواطنين!!! وراء تِلك الشبوك يموت المواطن السعودي ببطء ولا يملك أهلُه إلا أنْ يستجدوا وزير الصحة علاج مريضهم كرماً لا فرْضاً!! نعم هكذا أصبحت حياة المواطنين رخيصة عند أصحاب الشبوك ، ومِن عجَبٍ لا ينقضي أنَّ هذا الوزير لا يجِدُ غضاضة في التشدق بإنجازاته ومُعجِزاته بينما تشهد بكذبه وفشله حتى الحشرات في المستشفيات.ماذا وراء الشبوك؟! ورائها ادعاءات حكومية ووعود وهمية وتنمية عرجاء ، ورائها وزارات جُلُ عملها مُخاصمة المواطنين ومواجهتهم في المحاكم الشرعية! بل إنَّ شريعة الغاب أصبحت سارية دون استحياء فيما وراء الشبوك وكُل ذلك بأختام شرعية ولِجان نظامية ، فقط فيما وراء الشبوك تحصُل المُخالفات الشرعية والتجاوزات الأخلاقية وفق الضوابط الشرعية!!!.إنَّ من عجائب ما وراء الشبوك المساجدُ المعطلة والقصور المُشيَّدة ، بل هُناك ما هو أسوء مِن ذلك وأمَرْ حيثُ تُصرف على أندية اللهو مئات الملايين من الريالات بينما بيوت الله جاثمة على عروشها تنتظر صدقات المُحسنين وأوقاف الصالحين!! وإننا فيما وراء الشبوك لنُعطي الجاهل الذي لا يُجيد إلا الركض كالبغال مئات الآلاف من الريالات بينما أئمة المساجد ومؤذنوها يعملون مجاناً أو بدراهم معدودات!!! إن المواطنين في بلاد ما وراء الشبوك ليتراءون الهامور كما يتراءى أحدُكم الكوكب الغابر في السماء من شدة ما سرق وبطش وطار!! وإنك لتعجب أيضاً من أحوال المنافقين خلف الشبوك إذْ تُفتح لهُم أبواب المجالس وتُرفع لهم أعواد المنابر ويكادُ أحدهم أن يقول لك: إنَّ أجداده قد فتحوا القسطنطينية وجالدوا الرُوم فوق جبال البرانس ، ولولا فضله على الناس لكانوا يعبدون الأصنام حتى الآن !!! (وهل هو إلا لُكعٌ بن لُكعٍ يجترُ ماضيه كالدواب؟؟؟) بينما نجِد عباد الله الصالحين وخيرة أبناء الوطن في الأقبية تُغلق دونهم الأبواب وتُنتهُك حقوقهم ويُعاملون مُعاملة المُجرمين!!! ، فكيف لي أن أفاخر ببلادي وقد شُبِّك أغلبها وعُطِّل شعبُها وتسلَّط عليها سُفهائها؟! خِتاماً : وراء تلك الشبوك قصص يندى لها الجبين من العوز والبطالة والضياع وشح الموارد وكثرة الأزمات وانتشار الفساد فالله المستعان على ما وراء الشبوك. ( د.حسن العجمي )
__________________
|
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|