[ناصرالكاتب]

[align=right]أشرعُ الآن في الكتابة، ولستُ ألوي على شيء؛ إذ لم يختمر في صدري كلامٌ يصلُح أن يُكتَب، ومع هذا فالنفسُ منجذبةٌ إلى الكتابة لدوافعَ منها: تلك الحالة التي تصيب الشاعر حين تثور نفسُه بأشجان لا تندفع إلى مرغوب بعينه أو تستوحش من مرهوب بذاته؛ بل تتصاعد من لظى قلبه لتغطي مركزَ تفكيره، فتهيج نفسُه إلى البوح، وهو لا يدري بماذا يبوح! وعمَّا يتحدث!

جمالُ الجو مع تعكّر المزاج، حصول محبوب مع فوات آخر، لقيا الأحباب دون الارتواء من عذْبِ الألفة، الذكريات حلوها ومرها، أشياء .. وأشياء تجتمع في النفس -في ساعات من الزمن- فتكوِّن خليطاً من المشاعر، يتشوف الإنسان إلى إخراجِها؛ فيكشف –إن استطاع التفسيرَ- لصديق له عن دخيلة صدره، أو ينفث أبياتاً من الشعر أو سطورا من النثر أو يرسم صورةً على لوح؛ تطفي بعضَ ما به وتشجي غيرَه.

وبعد؛ فقد هدأ بعضُ ما بي! وكنتُ أنوي أن أشرح لكم دافعاً آخرَ يدفعني إلى الكتابة؛ لكنَّ مساقَه لا يناسب مساقَ الأول؛ إذ الأول وهجُ نفسٍ ومحاولةُ بوح، أما الثاني فمطلبُ عقلٍ وشرارةُ فكر؛ ففي عقلي صوتٌ ينادي بأن: روِّض قلمَك على البيان، ولا تهجر ما وصلَك منه؛ فلعلَّه إن هجرك ألا يعودَ أبد الدَّهر!.[/CENTER]

ناصر الكاتب
ليلة الأربعاء: 11/ 12 / 1426هـ.

[السمو]

أستاذي الفاضل : ناصر
...
لعل الهجر في الكتابة كهجر الدلال حيث تقول جدتي
حينما تُهجر الدلة لايصلح أن يصنع بها قهوة
وهي كما في الكتابة فتحتاج إلى مداومة وتكريس ذهن
لكي يستطيع الإنسان إخراج مااختزل في جعبته من أفكار وهواجس
وخواطر واحاديث نفس إن لم تكن جميعها واحدة ، وأنت الآن جلست تخرج
شيء ما في داخلك لم تكن تعلم أثره فلقد أوغلت الجرح في الصدر حيث قلت :
(جمالُ الجو مع تعكّر المزاج، حصول محبوب مع فوات آخر
لقيا الأحباب دون الارتواء من عذْبِ الألفة، الذكريات) .
سأكون سطحي التفكير وأبدأ بأفكار بسيطة شرح لهذين السطرين فأقول /
قرب الاختبارات مع حسن الجو ، كُثُر هم الأحباب لكن لن يُنالوا جميعاً ، وكما لن نلقهم جميعاً
فكذا لن نستطيع أن نفي العين بمرادها من رؤية الأحباب ، وأخيراً للذكرى ألم .
...
أستاذي لطرحك إحساس ، تابع نفث قلمك لعلنا نجد دواء لجرح قد أصبح وشيكاً وقوعه .

[سميّة بنت خياط]

[align=justify]

الأخ ناصر الكاتب ...


لم أنت مقلٌ مع أني أرى في قلمك الذي يجب أن يسيل أكثر وأكثر ...

تحمل كتاباتك التي قرأتها شيئاً من الفن الكتابيِّ ...

لا تكثر الإعذار لنفسك بالتقليل من تحريك القلم... أرغمه _ أخي _ رغم أنفه وهات ماعندك فإن لقرائك عليك حقاً ...


نحن بانتظارك أيُّها المبدع ....


شكراً لك ![/CENTER]

[الــنــهــيــم]

كأنك والله تتكلم بلساني ، وتبوح بما يكن جناني !
إي وربي ، إن المشاعر والأحاسيس لتجتاح قلبي فلا أستطيع البوح بها والكتابة عنها .. !
بل إنني لا أستطيع التعبير عن بعض ما أشعرُ به ِ .. !
فيا للمصيبة .. !

حينما أريد نظم قصيدة ٍ ما .. !
لا أستطيع .. لأنني كلما كتبت ُ بيتاً .. أجدهـُ أقل بكثير مما أشعرُ به .. !

فأمزق الورقة بكل حرقة وألــم .. !

لله تلك الأقلام السيالة ، التي لا يوقفها شي .. !

بورك فيك يا صاحبي العزيز ..

للتثبيت
ولي عودة

[المتحرك]

[font=Traditional Arabic][size=5][align=right]

رائع شكرا لك ..

[/CENTER]
[center]

[المتحرك]

شكرا لك ولي عودة ..

[ناصرالكاتب]

[align=right]أخي السمو، صدقتَ وشكرا لك.
أختي سمية، أختي الكريمة أنا لا أكتب عادة حتى يحرك قلبي أحدُ داعيين: الأول: داعٍ خارجي يأمرني بالدعوة إلى الإصلاح.
والثاني داع نفسي؛ كهذه المشاركة.

ولعل في الإقلال سلامة من أن أقع فيما يقع فيه المسرفون، ولم أسلم لكنني أرجو أن أسلم -رحمني الله وإياكم-.

أخي النهيم، أنتَ إذن شاعر، والشعرُ «فمُ الشعور» كما يقول الشابي؛ فلعلك أن تصل –إن لم تكن قد وصلتَ- إلى جودة التعبير الشعري بعد أن تعبُرَ جسر الشعر، وهو تمزيق ما لا أدري كم! من القصائد.

أخي النجدي، يروى عن الفرزدق أنه قال: يمر عليَّ ساعات يكون قلعُ الضرس فيها أهون علي من قولِ بيت.

أخي أسد، وأخي المتحرك، شكرا لكما.

وشكرا لكم جميعا، وعندي بقية من أدخنة الأشجان، وأصوات العقل..[/CENTER]

[ناصرالكاتب]

- 2 -

[align=right]لقد حاورَ الشعراءُ القمرَ والليلَ والبحر، واستحضروا في أشعارهم الكهوف والخناجرَ والدمَ ومعانٍ يصعبُ حصرها... وأظنُّ أن الذي يحملهم على إنشاء تلك الحوارات واستدعاء الصور والخيالات هو ما يجدونه في أنفسهم من حاجة إلى البوح ووصف المشاعر الثائرة في النفس؛ فكان القمرُ مثابةً للعاشق الولهان! والليلُ سجنا للحزين الكسير،
والبحرُ نافذة على عوالم لا يستقرُّ المتفكِّر فيها على حال..
والكهف رمزُ عزلة، والخنجر يحضر في خيال النادم، والدم آية صراع مصابر مع الأهوال.

وبعدُ أيها القارئ الكريم؛ فإنَّ نفس الإنسان متقلِّبَةٌ بالطبع؛ يرِدُ عليها من جواذب الجدِّ والهزل، وثورة الشجن وركود العاطفة ما يصرفها عن أمرٍ جمعَتْ نفسَها عليه إلى أمرٍ آخر. فمن أغرق نفسَه ببحر العواطف ودفنها بـ«غيَابَة الشجن» فهو بالخبال أليق، وبالغواية ألصق.
وقد أشار ابن حزم رحمه الله [رسائل ابن حزم: 68] إلى أن ذلك الضرب من الانشغال: ينقضُ بِنيَةَ المرء الرائض لنفسه حتى يحتاج إلى إصلاحها ومعاناتها برهة، لا سيما ما كان يعنى بالمذكَّر وصفة الخمر والخلاعة، فإنَّ هذا النوع يسهِّل الفسوقَ ويهوِّن المعاصي ويُرْدِي جملةً. اهـ.

فلا ينبغي أن تحجبنَا «غيَابَةُ الشجنِ» عن «صَوْتِ العقلِ».[/CENTER]