[فيتامين]

الأخ الفاضل السلال :
هو أحد الشخصيات المشاغبة والمزعجة والفكاهية والمثقفة في آن واحد , ماأن يكتب موضوعا حتى تنهال الردود والمداخلات أحيانا لحسنها أو لسوئها أو لجرأتها ؟

قد كان (السلال) في أيامه الماضية يشكل (أزمة) عند البعض (ومشكلة) عند آخرين بمواضيعه , التي لم يستطع البعض أن يتعامل معها فتنشب به وتنشب هو بآخرين عكروا عليه صفو مواضيعه ,

في الأيام الماضية وأثناء هذه التقلبات والطعنات والسخريات المتبادلة ، لم يضف أحد لأحد شيئا ( من خلال متابعتي , كحكما لنفسي ) سوى التمسك الأقوى بأرائهما , وأقامة مزيد من المسرحيات على الصفحات , ومزيد من الفرقة حتى أصبح الإختلاف بينهما عند كل صغيرة وكبيرة , أو أحيانا إفتعال الضجيج لصنع الإختلاف والصخب , بينما الواجب إفتعال الإتفاق لصنع الإجتماع والحب .
حتى أصبح كل مخالف في (حالة طوارئ) دائمة عند قراءة معرف لمخالفه ؟
كنت أتمنى أن أعرف المشكلة أو الخلل أوالسبب ؟لأنه من المهم دائما أن نجعل الخلاف الذي ينشب يننا واضحا في حجمه واسبابه وابعادهـ .
حتى أصبح الأمر يزداد الأمر سؤا وتعقيدا , وغموضا وإشكالا.

هنا لم أتمالك نفسي ألا بالبوح بهذا الموضوع بصراحة تامة , وصفاء نية أزعمها , أردت بذلكـ الإصلاح وأتمنى التوفيق والنجاح .

ـــــــــــــــــــ


دخلت لأستمتع (بموضوع السلال الجديد بموضوعه وعنوانه وكان خارجا عن عادة كتاباته ) فرأيت تعليقا لبعض الإخوان حول نقله وخط يراعه .
وهنا تألمت لأني أظنه أنه ليس من اللباقة بمكان ذلك التعليق .
لكونه فيه تنابزا بالألقاب مذموم .. وسخرية في الآخرين ثقيلة ثانيا.
ناهيكـ .. عن ماشهدناهـ في :
http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=53012
ولقد آلمني هذا الحوار الذي في الرابط أعلاه وربما آلم غيري كذلك
تلكـ الألفاظ البذيئة (والوسخة) التي وردت في ذلكـ .أنزه أسماعكم عن ذكرهاونقلها .
ولاحظنا< اللي > للموضوع والغير مناسب بالطبع ..
والسخرية التي في الكاتب (والشخص) بعيدا عن الفكرةوالمضمون .
ومن هنا نعرف أنه حينما تكون أهدافنا غامضة فإن موقفنا في كثير من الأمور كموقف الذي لايعرف ماذايريد !

ولعل هذا الفعل الذي يظن فيهـ البعض أنه في حالة انتصارونشوة وربما يستشهد فيها بأكثر من موقع أوموقف على (السلال بهزيمته) هو مخالف لشريعة الإسلام , قبل أن يكون مخالفا لسياسة الساحة المفتوحة التي سجلها الأخوة المشرفين ..والتي تنص اللائحة في البند الخامس (و) على :

اقتباس و/ تحرير الردود التي تحتوي على كلمات نابية أو تُغير مسار الموضوع من عبارات تهكمية أو غيره ..

ولقد إستغربت هذا التغافل من الإشراف (عن التحرير) وربما إذا أحسنا الظن نقول لعدم العلم بذلك ..وكلاهما بالنظرخطيئة ؟
وأظنه من الإنصاف الذي تعلمناه هو قوله تعالى (ولايجرمنكم شنئان قوم على ألاتعدلوا ..اعدلوا هو أقرب للتقوى) الآية


وإن هذه المواقف المتجددة والعدائية (بين السلال ومخالفيه) وبين بعضنا البعض وتصفية الحسابات عند كل موضوع , لأمر مؤلم بحق , ومخزي في نفس الوقت , أن نفوسنا إذا لم تستطع ان تروض نفسها مع المخالف فستعيش في ألم واظطراب , وحسرة وعتاب وسؤ ظن , وشكوك متناهية لن تنتهي .
وإن إفراغ الطاقات على مصالح نفسية وأشياء شخصية لن تخدم الأمة ولاالدين ..
ولهي دليل في نظري على تخلف في التفكير عندالبعض مزعج وأنانية مفرطة ..
وخواء في السلوك الحواري والتعايش الثقافي بيننا واضح ..
وستظل طريقة حواراتنا منفرة ومنتنة للقراء والزوار معا , إن دامت على هذه الطريقة ..
وحينها بالطبع ستتلاشى كثيرا من الهتافات التطويرية التي نتغنى فيها للمنتدى وأتباعه.
وثقوا أني لم أكتب هذا الكلام إلا بعد ملاحظة دامت شهور بين (السلال) ومخالفية ..وليست خاطرة عاطفية عابرة وإنما لأنها أصبحت مواضيع (السلال) حلبة للصراع , يجلب عليها الشيطان بخيله ورجله , وينفخ فيها يريد إشعالها , وإحراق كل من طل عليها , ولربما لاحظ الجميع هذا الشئ المقلق والتلاسن المقزز .

ويجدر كذلك أن أنبه إلى أنني أقبل الخطأ من العضو الجديد أو الصغير ..
ولانقبله من غيره من من كان له سابقة في العلم والدعوة والعمل والتسجيل كذلكـ !
فليس الخطأ من المبتدئ كما هو من السالكـ .,. وأن تجد ضوضاء( غير مؤدبة ) بين أصدقاء وأعضاء جدد أمــر هين وصدورها من مثلهمـ مستساغ , ولكن الذنب حين يكون من الكهولة وأهـل الرجولة .
كما لاينبغي أن نجعل اؤلئك (الصغارأو الجدد) هم الذين يسيرون حواراتنا وافكارنا وفق مايريدون , ويشعلون النار بيننا كيفما يشاؤن .

وكما أنني أسر بكل ( مشاغبة انترنتية مهذبة وصاخبة ) تلتزم بحدود المعقول , من الإستفزاز أوالنقد والحوار.. لكنني في الوقت نفسهـ أرفض كل الرفض الأسلوب التهكمي الذي ينبئ عن شئ بالنفوس مدفون ومستتر .
أني وانا أرى مشاهد الصراع (المحتدم والدائمـ ) بين بعض الأخوة الفضلاء مع الأخ
( السلال) أتألم أشد الألم على حد الفرقة والإختلاف التي وصلت لها الأمة والشباب , وأعجب أشد العجب وأقصاه على( بعد مواطن ) الأتفاق بيننا , ونقاط الألفة فينا !!

أنني على ثقة أن( الأخ السلال ) رجلا مسلما ليس (خنزيرا ولاحيوانا) كما وصفه البعض فيـ (موضوعه الأخير) , يعبد الله ولايشرك به شيئا , يحب الخير ويكره الشر, يتمنى لأمته النصر والتمكين , و العز والقوة , وهو معنا وضد عدونا وهو اخي وصديقي , وربما أخطأ مرة أو مرات ولكن كل ذلك لايعني أن نلفظه اونرفضه , فنحن بحاجة إلى الوحدة , أكثر منها في أي وقت مضى , بحاجة إلى التكاتف والتغاضي عن الأخطاء(إن كان قد أخطأ) ’ إلى الألفة , الى التناصح برفق , إلى النقاء إلى الضم ، إلى الحب إلى الصداقة !

أن الأمر الذي يواجه به (الأخ السلال) امرا صعبا ومزعجا , وهو مما يزيد الفجوة بينه وبين مخالفية بدهــا ، ولقد علمنا الإسلامـ أن الرفق ماكان في الشئ إلا زانه , ومانزع من شئ الا شانه وهانهـ .. (ولو كنت فظا غليظ القلب لنفضوا من حولك , فعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر )
كما ينبغي أن يعرف الأستاذ : السلال وخصومه أن الصراخ والسخرية يجيده كثير من الناس ولكن الذي لايجيده الا القيل والكبار .. هو الحوار ولا غير الحوار , هو الهدؤ ولاغيرهـ , هو الحلم والنقاش بعلمـ , هو السكوت عند الغضب , هو الرجوع إلى الصواب, وهنيئا لأولي الألباب , والعظمة في الشخص لاتكتفي بمايملك وإنما بمايصدره من جمال الروح وسمو النفس.
ولقد قال الله عزوجل لرسوله حين أمرنبيه بمخاطبة الكفار : (وجادلهم بالتي احسن) فما بالك بنا نحن كأخوة وأعضاء , ولقد أصبح البعض يعاند الآية ويعكسها ولسان حالهـ (وجادلهم بالتي هي أقوى اللعنة والشتم ثم القنبلة أوالقتل ) والعياذ باللهـ .

وأكرر أننا لانرفض المخالفة كيف وهي سنة الله في خلقة وطبيعة البشر من أنسه وجنه , ولكن نرفض (التكشير عن الأنياب , والهجوم بالأسنان , والعظ , واللكمـ وأساليب القوة والعنف) الذي قد تورثه تلك الأشياء , حتى يتبادر للذهن سؤال ترى لو تقابل الأثنان كيف سيتحواران إذا كان هذا من خلف الشاشة ؟

وإذا لم يستطع ( العضو والفرد ) أن يغير (أسلوبه) في التعامل مع الآخرين ومع نفسه قبل ذلك فسيكون الحديث عن تقدم الأمة ضربا من الخيال بعيد , ومن الأحلام جميلة !

السلال .. تعجبني كثيرا من مواضيعه , ولكن تنقصها احيانا الهدؤ والإقناع وتتصف بالتهجم الذي يمكنه الإستغناء عنه , و اني على يقين أنه يستطيع أن يستغني عن ذلك كله ,خصوصا أنني ألمح منه قدرة على الكتابة مميزة , وأسلوبا رائعا , ولكن ربما يكون لسان حاله (الجمهور عايز كذا)ولذا ألاحظ ـ كما يلاحظ غيري ـ أن اكثر المواضيع تواجدا وقراءة ونقاشا مواضيع (الأخ السلال) بينما كتب بعض الإخوة مواضيعا ولربما أجود ولكنها لم تواجه بالترحاب , كمضوع مؤمن آل فرعون ـ رده الله سالما غانما ـ (رفقا بالتكفيرين) .
وهذا يقودنا إلى أمر مهم وهو أننا نريد أحيانا الجرئ والشجاع والذي يطرح (بنرفزة ووضوح) بعيدا عن الموضوعية , لأننا بذلكـ يمكننا ان نرميه بالجهل وغيره , من غير محاسبة أو تدقيق أو ربما لأنه هو سيواجهنا بذلكـ .
ومن هنا هل أستطيع ان ابرر (لأخي السلال) فعله , لأقول أنه لم ير تفاعلا جميلا مع الحوارالهادئ حول التكفير فأراد أن (يكسر) بعض القناعات بالضرب المبرح , بدلا من اللمس الناعم
ربما ؟

أخيرا أنا لست مع أو ضد أحد من المتحاورين ولكني مع الشخص المحترم الذي يقدر خصمه وقراءه ولايعني ذلكـ (الهروب عن الحوار ) , نحن مع المحاور الناجح الذي ينتصر بهدوئه وليس بصراخه .
مع الذكي الذي يكسب الموقف وأن لم يقتنع غيره , مع الواثق من نفسه ومبادئه . مع المتغير للأفضل , مع المرن , مع الباحث عن الحقيقة والحق ,
لااكتـمكم سرا أني في كثيرا من الحوارات اللتي تطول في صفحات كثيرة متعددة لاأكتشف فيها أحيانا سوى أمران هما :
1/جهالة المتحاورين أو صفاقتهما وذلكـ برمي كل واحد منهما التهمة على خصمه وغيره , ثم آخذ برأي كل واحد منهما في خصمه حتى لاإغضب أحدا منهما وتوفيقا بين آرائهما ؟!
2/التعلم من حوارهما ان الثبات على الخطأ أمر مقزز للمشاهدين وللقراء !

وقبل الوداع :
هل ياترى سنرى تغيرا للأفضل في تقارب وجهات النظر بيننا , وتكيف في آرائنا يجعلنا نتججد من خلالها .. بدلا من الشتائمـ المتبادلة سيما أن التكيف أحد السمات الأساسية للإنسان وماالموت سوى عجز الجسد عن التكيف مع الطوارئ والتغيرات الجديدية
شكرا لكم.

محبكم:
فيتامين