أخي أسد نعم إن ماحصل من هؤلاء الأشخاص من التفجيرات وقتل لرجال الأمن لهو ضرب من ضروب الفساد والإجرام حيث يقصدون ويخيل إليهم بعقولهم القاصرة وأفهامهم المنحرفة أنها باب إصلاح أوباب نفع أو نحو ذلك .فقاموا بهذا الأمر وفجروا أنفسهم مع غيرهم . فلا بد من عرض هذه الأعمال على ميزان الإسلام التي توزن به كل الأعمال والأقوال . فإن من يعرف الإسلام ويعرف هذا الدين بقواعده العظيمه وأسسه المتينة يعرف علم يقين لا شك فيه أن هذا العمل ليس من الإسلام وليس في دين الله تبارك وتعالى بل هو مخالف لدين الإسلام بل يعد جريمه فهم أجرموا في حق أنفسهم وأجرموا في حق أناس كثيرين وأجرموا في حق أموال معصومة جرائم متعدده . بل ليس في دين الإسلام مايدعوا إلى ذلك أبدا فإن الأسلام فيه أمر بالعدل والإحسان ونهي عن المنكر والبغي كما قال تعالى (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ..) فأي عدل في أفعال هؤلاء وأي إحسان فيهم بل إن هذا العمل بغي ولاعدل فيه ورحمه . وفي الإسلام تحريم للعدوان ونهي عن الظلم فالآيات والأحاديث في النهي عن العدوان والظلم لاتعد فإن الظلم قد حرمه على نفسه وجعله بيننا محرما . والظلم ظلمات يوم القيامة وهذا العمل الذي قام به هؤلاء هو عدوان وظلم لايحبه الله عزوجل . ثم إن الله حرم على عباده الفساد في الإرض قال تعالى ( وإذا تولى سعى في الإرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد) ولا يشك عاقل رأى هذا الأمر أنه من الإفساد في الأرض .ثم إنه من قواعد الإسلام العظيمه دفع الضرر قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا ضرر ولاضرار ) وعمل هؤلا قائم على الإضرار والإجرام . وفي الإسلام تحريم قتل النفس أن يقتل الإنسان نفسه أو يقتل غيره من الأنفس المعصومه وهؤلاء قتلوا أنفسهم وقتلوا غيرهم . فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من قتل نفسه بحديده فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلداأبدا .. الحديث ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يحل دم أمرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة )
فياأيها الأحبه لا تأخذنا العزة والكبر في أن نقول الحق بأن هؤلاء الشباب هداهم الله قد أخطأوا خطأً عظيما وجرما كبيرا وأفسدوا فسادا بليغاً . فإن بعض الناس مازال يؤيد بعض أعمالهم ومايقومون به من قتل وتدمير . فأي إنسانية عند هؤلاء المعتدين بأن يعتدوا على مصالحنا جميعا حيث أن الذي يصب في مصالح الدولة يصب في مصالحنا مثل منشآت النفط . فأقول لمن يؤيد هؤلاء الشباب لو أن بيتك بجوار مبنى فجروه ثم تضررت بيتك هل ترضى بذلك . فوالله لن ترضى بصوت طلقات النار فكيف بتضرر بيتك . حمى الله بلادنا من كل مكروه وفتنه .
|