بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » عبدالله بن بخيت .. على خطى تـركي الحمد .. دعــوه للأنحطاط

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 20-05-2002, 02:12 PM   #1
مدحت شوقي بريده
.. وللشطوب نكهة و نكهة ..
 
تاريخ التسجيل: Feb 2002
البلد: هناك
المشاركات: 16,085
عبدالله بن بخيت .. على خطى تـركي الحمد .. دعــوه للأنحطاط

Saturday 18th May,2002






يارا
كرت أحمر
عبدالله بن بخيت


عندما أطلق الفنان محمد عمر أغنيته «كرت أحمر» ضج الصحفيون والإعلاميون والملحقون بالفن بكافة أشكالهم احتجاجا على الإسفاف في الكلمة والانحطاط في الذوق. فكلمة كرت أحمر ليست من الكلمات التي تستحق الدخول في الفن. فالفن الراقي يجب أن يترفع عن مثل هذه الكلمات. فليس من المعقول، حسبما تقول الأغاني، أن يقوم أحد الطرفين بإعطاء الطرف الآخر أي كرت كان. لكن لو تتبعنا حالات العشق المستعصي لرأينا أنه قائم على الكروت الحمر. فأصحاب القلوب الرقيقة والرطبة يعيشون في حالات شكوك وتوتر وصراعات وبالتالي تراهم دائما «يا طارد يا مطرود».
أول كرت أحمر تلقيته في مراهقتي كان كرتاً ظالماً لا أستحقه ولكن مظالم العشاق والعذال لا تقل عن مظالم حكام الكورة في تضييع ضربات الجزاء.
بعد أن عرفت أن تلك الفتاة تحبني أو تميل إلي قررت أن أكون على مستوى المسؤولية. فبدأت بالتركيز على الأغاني كي أتزود بأهم النصائح والتوجيهات الضرورية. وبعد أن سمعت أهم الأغاني في ذلك الزمان اكتشفت، وليتني لم أكتشف، أن الصد والهجران هما العاملان الأساسيان في العلاقة بين المحبين. لكن المشكلة أن الصد والهجران لا يأتيان إلا بعد علاقة وثيقة وأنا بالكاد أعرفها.. فوازنت بين المنطق والإرشادات التي تجود بها الأغاني. فقررت أن أنحاز للأغاني ضد العقل والمنطق. فالحب كما نعلم جميعاً له منطقة الخاص.
كنا نلتقي في صباحات المدرسة ونرفع أيادينا بالتحايا الحيية من بعيد لبعيد. لم نتبادل بعد الأسماء أو العناوين. كل ما في الأمر غمغمتان وإشارتان والتفاف حول الحارات لتطويل المسافة بين البيت والمدرسة. كنا في الأسبوع الأول أو منتصف الأسبوع الثاني من الاستلطاف على أبعد تقدير. فقررت عدم الظهور بشكل منتظم لتسخين شوقها. فصرت أظهر يوماً وأغيب يومين وقد أبدت تذمرها من ذلك بطريقة خجولة. فاعتبرت ذلك، بغشامتي المعهودة، نصرا لوجهة نظر أصحاب الأغاني. فتماديت في الصد والهجران. يبدو أن فتاتي الصغيرة لا تأخذ بوجهة نظر أصحاب الأغاني وتريد حبا مستقيماً يستمد وجوده من الواقع المعاش. فعندما اختفيت لمدة ثلاثة أيام متتالية وعدت إليها واقتربت منها على أمل أن أسمعها تقول لي بكل شوق «ايه ذنبي ليه بس يا أسمر لحظك بحبك رماني» إذا بي أسمعها تقول «فارق بس عن وجهي». كنت مستعداً لسماع أي كلمات عتاب إلا كلمة «فارق بس عن وجهي». ذهبت إلى المدرسة مهزوماً محطم الفؤاد. ألعن أبو الأغاني ومرجعيات الحب كلها. لم أبح لأحد بمصيبتي لأنني لم أعرف بالضبط كيف أصفها للآخرين. فالكلمة المناسبة لم توجد بعد في وعي. ومع صيرورة الحياة واندمال الجرح عدت مرة أخرى إلى سماع الأغاني ومتابعة الحياة من بينها الكورة. فتوصلت بعد معاناة إلى أن ماجرى في ذلك الصباح ليس إلا حالة طرد بالكارت الأحمر. فهرعت إلى سكيك شارع العطايف أبحث عن مراهقتي الصغيرة فاكتشفت أنها استبدلتني بشاب صغير آخر.
فأعلنت غضبي عليها، لأنها خالفت قواعد اللعبة. فالمطرود بالكرت الأحمر لا يستبدل .



ارعــــــــــص فـيــذا
__________________
.
.
.

.. قلب البحطلة ينبض ..
ينبض ينبض ينبض ..







.
مدحت شوقي بريده غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:52 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)