|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
03-03-2006, 10:01 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 434
|
إنما أنا خادم ..
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله .. في هذه الحياة ، تختلف مراتب الناس ، ومستوياتُهُم ، ومؤهِّلاتُهُم .. فمنهم أميرٌ ومأمور ، ورفيعٌ ووضيع ، وهذه سنةُ الله في الحياة : ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء ﴾ . ولأجل ذلك كان لزامًا على كلِّ أحدٍ أن يعرفَ قدرَهُ ، ويلزمَ حدَّهُ ، ولا يتعدى على حقٍّ ، ولا يتجاوزَ إلى ما ليس له . فمن آتاه الله سلطةً - صغيرةً أو كبيرة - ، كان عليه حتمٌ أن يفي بما تلزمُهُ به تلك السلطة ، بتسيير أمورها ، وإمضاءِ شؤونها، ونفعِ رعيته في سلطته ، وحفظِها عن الفساد والمفسدين ، وصونِها - قدر الطاقة - عن الخطأ والخلل ، ومحاسبةِ من قصَّر في أمرٍ من أمور هذه السلطة ، ممن له ولايةٌ عليه ، كل هذا في حدود شرع الله - تعالى - ، بلا تعدٍّ ولا تفريط . ومن قدَّر الله أن يكون فردًا من أفراد مجتمعٍ داخلٍ ضمن سلطة ذي السلطة ، فإن الواجبَ عليه القيامُ بما ألزمه الله به ، من طاعةٍ بالمعروف لذلك السلطان ، وتوقيرِهِ ، والنصيحةِ له ، وغير ذلك مما ليس هذا محلّ تعدادِهِ ، والمناقشةِ فيه ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ﴾ . والأولى بذي السلطان - مهما صغر سلطانُهُ - أن يتمثّل في نهجِهِ ، وطريقةِ أمرِهِ ونهيِهِ = نهجَ النبي صلى الله عليه وسلم وطريقتَهُ في حكمه وإمارته ، فإنه كان حاكم الدولة الإسلامية الكبيرة وأميرها ، ولا نهجَ خيرًا من نهجِهِ ، ولا حكمَ أعدلَ من حكمه صلى الله عليه وسلم . ونهجُهُ صلى الله عليه وسلم عظيمٌ ، يطول شرحُهُ ووصفُه ، وتصعب الإحاطةُ به ، لكني سأقتصر على جانبٍ منه مهمٍّ . - كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله ( أي : خدمتهم ) ، كما قالت عائشة - رضي الله عنها - . - كانت الجارية تأخذ بيده صلى الله عليه وسلم فتنطلق به في حاجتها ، كما قال أنس - رضي الله عنه - . - وجاءته صلى الله عليه وسلم امرأةٌ كان في عقلها شيء ، فقالت : يا رسول الله إن لي إليك حاجة ، فقال : «يا أم فلان انظري أي السكك شئت حتى أقضي لكِ حاجتكِ» ، فذهب معها وقضى لها حاجتها . هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ، مع ما كان لَهُ من السلطة ، فقد كان باستطاعته صلى الله عليه وسلم أن يأمر أقربَ أحدٍ ، أو ينتظر أحدًا يقوم بخدمة هؤلاء ، ومساعدتهم ، لكنه بادر صلى الله عليه وسلم بنفسه ، وقام هو لخدمتهم ، وقضاء حوائجهم ، ليُرسيَ مبدأً عظيمًا ، وليرسمَ صورةً رائعة ، وليرسلَ درسًا مهمًّا إلى كل من ولاَّه الله رعيةً ، وآتاه الله سلطانًا ، أن لا يجعل من هذه النعمة سبيلاً إلى ظلم الناس ، أو الترفُّع عنهم ، أو التعالي فوقهم . هذه رسالة إلى كل مسؤول ، فإنه مطالبٌ بالكثير ، ويكفي أن اسمه ( مسؤول ) ، فإنه إن لم يُسأل في الدنيا عن حقوق الناس ، فإن أمامه سؤال من لا تخفى عليه خافية . فليت كلّ مسؤول يستشعر مسؤوليته ، ويتخذ له شعارًا من كلمةٍ مباركةٍ لأحد مشرفي هذا المنتدى المبارك ، إذْ قلتُ له : إن أحدهم يطلب منك طلبًا في منتداك . أجابني : ( مهب منتداي ... إنما أنا خادم فيه ... ) . ثم ذهب ، وقضى حاجة ذي الحاجة ، بارك الله فيه ، وزاده توفيقًا وفضلاً . والحمد لله رب العالمين . النادم
عشاء الجمعة 3/2/1427
__________________
كثرت ذنوبي ، فلذا أنا نادم . أسأل الله أن يتوبَ عليَّ ، ويهديَني سبيل الرشاد . وما أملي إلا ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم ﴾ . أبو عبد الله
|
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|