بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » مع النفس في غفلتها ! ( 2 - 4 )

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 01-08-2006, 05:58 PM   #1
الثائر الأحمر
عـضـو
 
صورة الثائر الأحمر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
مع النفس في غفلتها ! ( 2 - 4 )



قمت بزيادت السلسلة من ثلاثة إلى أربعة .

مع النفس في غفلتها ! ( 1 - 4 )

http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=61342

مع النفس في غفلتها ! ( 2 - 4 )


مسكينة من غفلت نفسه ، وجمحت به إلى سبل الشهوات ، ذكرت أن صاحب النفس الغافلة يكره الوحدة ، ويتجنب الإنفراد بنفسه ، إلا أنه - ورغما عنه - تأتي عليه ساعة ، ربما تمتد - رغما عنه كذلك - إلى ساعات وربما أيام يرجع فيها العقل إلى رشده ، ولكنه كمن أحس بخطورة المرض بعد أمدٍ من الإهمال ، وبعد أن تفشى المرض وانتشر في الجسم ، أي : لاينتج عن هذا الرجوع العقلي إلا الذهول و .... الذهول فقط ! ربّما يبكي ، لكن هذا البكاء ليس لتوبة وإنابة ، وإنما يبكي على ماوصل إليه ، يبكي ومافي باله تغيير حاله ، أيبكي وقد قيّد بقيود الذنوب الماضية ، مع إصراره عليها ؟!! هذا صعب عليه ، حاله كحال المسلمين يبكون على هذا الذل الذي هم فيه ، وأسباب النصر بأيديهم - بعون الله - ( إن تنصروا الله ينصركم ) لاتتغير الحال إلا بيد سيد الموقف ( إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ) .


ذل المعصية مختوم على جباه العصاة والغافلين من أمثالنا ، يلحظ غافل النفس أن الدنيا اسودت في وجهه ، وأن الناس قد تغيروا عليه ، قيل : من أصلح مابينه وبين الله - سبحانه - ، أصلح الله مابينه وبين الناس ... قلت : ومن أفسد مابينه وبين الله بالمعاصي والذنوب ، ذل أمام الناس وفسد مابينه وبينهم ، ( ومن يُهِن الله فما له من مكرم ) و " جعل الذل والصغار على من خالف أمري " رواه أحمد وقد ذكر عن أحد السلف أنه قال : إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق امرأتي ودابتي .


قلت : بل يتعدى الأمر إلى فساد الحياة كلها ، والشعور بالوحشة والضيق ، ياللمسكين ... يمشي بين الناس يسائل نفسه : كيف يضحكون ؟!! كيف حصلوا على السعادة وراحة البال ؟!! كيف طابت أنفسهم فرضيت ؟!! كيف ..... كيف لاينتحرون ؟!! ياللعجب ... انظروا مما يعجب ! من الغريب عنده أن يأتي عليه يوم وهو سعيد مرتاح البال ؛ لأنه اعتاد الكآبة وانعدام الأنس و الضنك .... نعم الضنك : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) . لقد أفسد بحماقة اقترافه للمعاصي وإصراره عليها حياته ونفسه ( وقد خاب من دسّاها ) قال ابن القيم - رحمة الله عليه - : قد خسر من أخفاها وحقرها وصغرها بمعصية الله .


ولماذا لايخيب وقد خسر السعادة الروحانية ، حتى المسمى تبدل ، من المؤمن إلى الفاسق ، ومن طالب علم إلى طالب شهوة ( بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ) سبحان الله ! رجل أحبه الله لعبادته وتقواه فأحبه جبريل والناس ، كيف يرضى الكره له بعد المحبة ، باعه بشهوة أو حتى بطلب الراحة .... آآه من طلب الراحة المزعومة، هي السكين الذي يُطعن به المرء على غفلة .


إن طاعة الله ومايقتضي العمل لها من ترك للشهوات ، والمجاهدة في الطاعات كطلب العلم وقراءة القرآن وآداء الصلوات وغيرها محفوفة - كما في هذه الواجبات التي ذكرتها وغيرها كثير - بالمكاره ، يالصعوبة ترك الدش والغيبة ، وقراءة القرآن وطلب العلم ... أليس كذلك ؟!! هذا خطاب الشيطان لنا ، إلى أن يأتي يوم يزعم فيه غافل النفس أن ارتضى بما اكتسبه وكسبه - كما يزعم - وحان الوقت الآن ليرتاح !! الراحة عنده بالتقليل من أعمال الخير والطاعة ، و ( الإنفتاح !! ) على المعاصي !!


ياغافل النفس ! مالراحة إلا في الجنة ، ذكر هذا إمامنا أحمد بن حنبل حين سُئل : متى الراحة ؟!! فأي راحة تزعمها يامسكين ؟!! أراحة باقتراف المعصية والإصرار عليها ، وتبديل نمط حياتك لتسير حيث سار بك الهوى وقادتك الشهوة ، فما موقفك إذًا إن حان وقت رحيلك ، وانتهت أيامك ، وانقضى عمرك وانت على ( راحتك!! ) ؟


أي خاتمة هذه ؟!!


ربنا اغفر لنا ذنوبنا وثبت أقدامنا ، ربنا أفرغ علينا صبرا ولاتجعلنا من الغافلين ، ربنا أعنا على ذكرك وعلى شكرك وعلى حُسن عبادتك . آمين

آخر من قام بالتعديل الثائر الأحمر; بتاريخ 01-08-2006 الساعة 06:02 PM.
الثائر الأحمر غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:10 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)