|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
26-09-2006, 08:52 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 30
|
مقالات منهجيّة : كيف نتعامل مع أخطاء الشيخ سلمان العودة أو غيره ؟
مقال أكتبه لكم .. وقلبي معكم .. إخوة الدين والعقيدة .. سبب كتاباته .. نقاشٌ جرى بيني وبين أحد طلبة العلم .. بعد سماعنا لبعض آراء الشيخ سلمان العودة حبيُ قلوبنا .. في برنامجِهِ المتميّز .. (( حجرُ الزَّاويةِ )) .. لا شكَّ أنَّ الشّيخَ له آراء يخالفه فيها غيرُهُ .. وقد يتفقُ معه في بعضِها .. إلا أنني آثرت أن أُبيّن لمحدثي ومُناقشي أنَّ طريقته في الكلام عن آراء الشيخ أو بعض أخطائه ليست بسليمة .. فأجبرني أن أنقل له كلام الحافظ العلامة الإمام الذهبي .. حيث كان يترجم لبعض الاعلام في "السير" فإذا ذكر بعض ما وقعوا فيه من الخطأ قال : " أولئك أقوامٌ غَرِقَت سيئاتُهُم في بحورِ حَسَناتِهِم .. " ..
فأقول : من الإنصاف أن يغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه [align=justify]إنَّ من قواعدِ العدلِ والإنصافِ الذي تميَّزَ به أهلُ السُّنَّةِ والجماعةِ ، أنَّهم يغتفرونَ قليلَ خطأِ المرءِ أمامَ صوابِهِ الكثير ، فإنَّ أهلَ السُّنَّةِ والجماعةِ أبداً لا ينظرونَ إلى نقطةٍ سوداءَ في بحرٍ أبيضَ .. ولا يُفَخِّمونَ الأخطاءَ .. ولا يحكُمُونَ على كثيرِ الإصابةِ بيسيرِ الخطأِ .. بل المجتهدُ عندَهُم مغفورٌ له خَطَؤُهُ اليسيرُ .. فإنَّ هذه الأمةَ مغفورٌ لها خطؤُها في الاجتهادِ .. فزادَهَا اللهُ شرفاً ورفعةً ، فإيَّاك أخي أن تحكُمَ على كثيرِ الصوابِ بشيءٍ قد أخطَأَ فيهِ .. ومن الذي لا يَسلَمُ من الخَطَأِ .. فإنَّ المعصومَ مَن عَصَمَهُ اللهُ تعالى .. والأمَّةُ معصومةٌ فيما أجمعَت عليه ، وأمَّا بالنظرِ إلى آحادِها فإنَّه يجوزُ عليهم الغفلةُ والنسيانُ وقصورُ الفهمِ .. وفهمُ الشيءِ على غيرِ وجهِهِ أحياناً .. وإننا لو جعلنا شرطَ قبولِ كلامِ العالمِ سلامتُهُ من الخطأِ لما سَلِمَ لنا أحدٌ من العلماءِ .. ولَرُدَّت أقوالٌ هي في ذاتِها صوابٌ بسَبَبِ هذا الخطأِ اليسيرِ .. وهذا مسلكُ أهلِ البدعِ ، ولا يفهم ذو فهمٍ محدودٍ هذا الكلام على أنَّنا نقبلُ الخطَأَ الذي جاءَ به ذلك العالمُ !! فإنَّ هذا فهمٌ مخلوطٌ منكوسٌ ، بل الذي أُريدُ إثباتَه هنا هو أنَّنا نبحثُ عن المعاذيرِ لهذا الخطأِ .. ونُخَرِّجُهُ التَّخريجاتِ التي تَتَوافقُ مَعَ منهجِ الأدبِ مع أهلِ العلمِ .. ونغضّ الطرفَ عن هذه الهفوةِ اليسيرةِ من بين ألفِ صوابٍ ولا نجعلَ من الحبَّةِ قُبَّةً ، ولا نتعاظَمُ صدورَ الخطأِ من أحدٍ .. كائناً من كانَ ، بل نَسعى في علاجِ ذلك الخطأِ بالطُّرُقِ الشَّرعيَّةِ ، والمناهجِ المرعيَّةِ ، بالأدبِ ، ومراعاةِ المصالحِ والمفاسدِ ، ولا نكون أبواقاً ينفُخُ فيها أعداءُ الشريعةِ ، ولا آلاتٌ تحركنا أيدي عدوِّنا ، ولا نفتحُ بابَ الشَّرِّ على الأمَّةِ بنشرِ أخطاءِ أهلِ العلمِ فإنَّها واللهِ الطامَّةُ ، فإنَّ العامَّةَ إذا ذَهَبَت هيبةُ العلماءِ من قلوبِهِم اهتَزَّت هيبةُ العلمِ في باطِنِهِم ، فلا يُقيمونَ لعالمٍ وزناً ، ولا لشيخٍ قدراً ، ويصدُرُونَ من عندِ أنفسِهِم ، وهذا بابُ فسادٍ وشرورٍ وفتنةٍ ، نعوذُ باللهِ أن نكونَ ممَّن يفتحُهُ ، وإنه لا يُفتحُ إلا بزَعزَعَةِ هيبةِ أهلِ العلمِ من قلوبِ العامَّةِ ، فلنحذر إخوتي جميعاً من تتبُّعِ أخطائِهِم ، والتنقيبِ عن هفواتِهِم ، فإنَّه مسلكُ الهالكين المفسدين في الأمة بعد إصلاحها ، ويُخشى عليه أن يكون من الذين يذادون عن حوضِهِ صلى الله عليه وسلم يومَ القيامةِ ، فليكن مبدؤُنا العفو ، والتجاوز ، وحب الستر ، وصفح الهفوة ، حتى يعاملنا اللهُ بذلك ، قال تعالى : (( وَليَعفُوا وَليَصْفَحُوا أَلا تحِبُّونَ أَن يَغفِرَ الله لَكُم وَالله غَفُورٌ رَحِيم )) فالجزاءُ من جنسِ العملِ ، فمن عَفَا وغَفَرَ وصَفَحَ عَفَا اللهُ عنهُ ، وغَفَرَ له ، وتجاوَزَ عن زللِـهِ ، فلنـَتـَنَاصح ولا نَتَفَاضـح ، و لنَتَّفِق ولا نَفتَرِق ، ولنـَتَآلف ولا نَختَلِف ، ولنُحَقِّق قوله صلى الله عليه وسلم : ( وكونوا عباد الله إخوانا ) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) وإنَّ المقصودَ هو القيامُ بواجبِ الدعوةِ إلى اللهِ تعالى ، فإذا قَصَّرَ مُقَصِّرٌ أو أَخطَأَ مخطيءٌ ، فلا نُصَفِّقُ لخطأِهِ ، أو نضربُ له الدفوفَ ، ونزُفُّ خطَأَه إلى الأعداءِ والعامَّةِ ، فإنَّنا لا تستفيدُ شيئاً ، بل علينا وزر هذه الفضيحةِ ، وإن أخرجناها في ثوبِ نصيحةٍ ؛ فإنَّ الأمَّةَ بل الدنيا بأسرِها لا تَزَالُ بخيرٍ ما عُظِّم العُلماءُ ، وأُعليَ قدرُهُم ، وغُفِرَت أخطاؤُهُم ، وسُتِرَت معايبُهُم ، لا لذواتِهِم أو لأنَّهم أبناءُ فلانٍ ، وإنما لهيبةِ ما يحملونَهُ في قلوبِهِم من علمِ الكتابِ والسُّنَّةِ ؛ فإنَّ احترامَ العالِمِ احترامٌ للعلمِ ، وتعظيمُ العالمِ تعظيمٌ للعلمِ ، فلنستغفر اللهَ ونتوب إليه إن أخطأنا في حقِّ أحدٍ منهم ، أو صَدَرَت زلَّةُ لسانٍ ، أو هفوةُ بنانٍ على مقامهم الشريف ، ويا عجباً من قومٍ سَلِمَ منهم اليهودُ والنَّصارى وأصنافُ الكفرةِ .. ولم يسلَم منهم ساداتُ المسلمين ، وأعجبُ من ذلك ما سمعتُهُ عن بعضِ هؤلاء إنه لا يجيز لعنة اليهود والنصارى والدعاء عليهم لعدم الدليل – هكذا زعم – وتراهُ يُمزِّقُ لحومَ أهلِ العلمِ ويدعو عليهم بالويلِ والثُّبورِ ويكتُبُ فيهم التَّقاريرَ السِّرِّيّةَ ، ويسبُّهُم ويهزءُ بهم على أوراقِ الصحفِ ووسائل الإعلامِ ، فإذا أصابهم أذى بقَدَرِ اللهِ ، فَرِحَ قلبُهُ واطمَأَنَّت نفسُهُ وطابَ عيشُهُ ، مسكينٌ مثلَ هذا !! نسأل الله جل وعلا أن يردّهُ إلى جادَّةِ الحقِّ والصَّوابِ ، وأن يعفو عنَّا وعنه زَلَلَنا وتقصيرَنا في العلمِ والعملِ والدعوةِ ، وعلى كلِّ حالٍ فنقول كما قال الإمام ابن عساكر – رحمه الله – تعالى : " إنَّ لحومَ العلماءِ مسمومَةٌ ، وعادةُ اللهِ في منتهكي أعراضِهِم معلومةٌ ، ومن وَقَعَ في أعراضِهِم بالثَّلبِ .. عاقبه اللهُ قبلَ موتِهِ بموتِ القلبِ " ، نعوذ بالله تعالى من موتِ القلوبِ ونسألُهُ جَلَّ وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يحميَ العلماءَ من كلِّ من أرادَهم بسوءٍ ، وأن يجعَلَ كيدَهم في نحورِهِم ، وأن يحميَ شريعتَه من عبثِ العابثين ، وإفسادِ المفسدين ، بحفظِ أهلها الذابّينَ عنها ، آمين إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه ..ولعلَّ المقصودَ من هذه القاعدة التي ذكرتُ في التعاملِ مع العلماءِ قد اتَّضَحَ ، فلا نجعَلُ هفواتِ أهلِ العلمِ لنا بضاعةً نتَوَصَّلُ بها إلى مقاصد نعرفها ، ولا بدَّ أن نستعيذ باللهِ من شهواتِ النّفوسِ ، ونجعَلَ همَّنا وصولَ الحقِّ للنَّاسِ ، سواءً أوصلناه نحنُ ، أو أوصَلَهُ غيرُنا ، ولا نُنَصِّبَ أنفسنا حُكَّاماً بين العلماءِ ، ونعرفَ قدرَ أنفسِنا ، ونمدّ الألحفةَ على قدرِ أقدامِنا ، وندعَ العلماءَ للعلماءِ ، ولا نُداهنُ أحداً ببثِّ شيءٍ من هفواتِ بعضِ أهلِ العلمِ ، أو القدحِ فيهم عنده ؛ ليعطينا عرضاً من الدنيا ، أو يُنَصِّبنا منصباً يكون فيه عطبنا وغضب الله علينا ، فأهلُ العلمِ الصادقون لا يجعلون علمَ الكتابِ والسُّنّةِ تابعاً لذلك ، بل يجعلون الدنيا بأسرِها تابعةً للكتابِ والسُّنَّةِ ، حاشا أهل العلم وطلابه من هذه الأخلاق الفاسدة .. والمقصود أنَّ الخطأَ اليسيرَ في الصوابِ الكثيرِ ليسَ بشيءٍ .. ولا نحكُمُ على أحدٍ بيسيرِ خطأِهِ وكثرةِ صوابِهِ ، عامَلَنا الله وإياكم برحمتِهِ ، ووَفَّقَنا وإياكم لسلوك سبيل مرضاته ، والله أعلى وأعلم ..[/CENTER] |
26-09-2006, 09:20 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 163
|
سبحان الله قاضي المظالم
لابد من التحزب والأنقسام في الأراء لمجرد عدم توافق تشدد الفكر مع التسامح العقلاني الصحيح الذي ينشده الشيخ سلمان العودة وكيف أذا تريد أن نتعامل مع أخطاء الشيخ ابن باز ؟؟؟ وكيف أذا تريد أن نتعامل مع أخطاء الشيخ ابن عثيمين ؟؟؟ وكيف أذا تريد أن نتعامل مع أخطاء الشيخ ابن تيمية ؟؟؟ وغيرهم هل هو بنفس المنطق الذي ذكرت ؟؟؟ صدقني لقد فتحت باباً يدخل منه الريح !!! |
26-09-2006, 11:04 PM | #3 | |||||||||||||||||||
تاريخ التسجيل: Jun 2002
البلد: الريـــاض
المشاركات: 3,864
|
سلمت يداك أخي قاضي المظالم , ولكن للأسف عندما تطبق هذه القاعدة سالفة الذكر يباغتك الجاهل المُغلق لعقله وقلبه ويقول هذا اتباعٌ للهوى وحب للشيخ أعمى ! وياليت شعري لو استمع أؤلئك النفر إلى كلام العلامة محمد بن عثيمين حينما سئل عن سيد قطب وعن بعض أخطائه قال لعله يقصد كذا وكذا ... فخرج القول على مخرج جميل لا كما نراه اليوم للأسف من تقوّل على الشيخ وجرأة على الحق ورجاله .. سبحان الله يتلاقون مع الجامية في كثير من اطروحاتهم .. أليس حريا بهم ملاحظة ذلك؟ وعزائنا أن أغلب هؤلاء من الجهلة الصغار التي تأخذهم الحماسة وقلة العلم إلى هذه المنحدرات التي أسأل الله أن يقيهم شر قادمها , فأولها إسقاط عالم ومن ثم تكفيرٌ له وبعد ذلك تكفيرٌ لأتباعه وبعد ذلك تكفيرٌ للمجتمع ثم إلى أبوزعبل أو تنتهي حياته كما يريد!
__________________
أعاذل ذرني وانفرادي عن الورى *** فلست أرى فيهم صديقاً مصافيا
نداماي كتبٌ أستفيد علومها *** أحباي تغني عن لقائي الأعاديا وقد جلت في شرق البلاد وغربها *** أنقب عمن كان لله داعيا فلم أجد أر إلا طالباً لوجاهةٍ *** وجمّاع أموال وشيخاً مرائيا قبضت يدي عنهم وآثرت عزلـــةً *** عن الناس واستغنيت بالله كافيا |
|||||||||||||||||||
26-09-2006, 11:58 PM | #4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2001
البلد: السرداب
المشاركات: 1,487
|
شكراً أخي
لكن ليتك جعلت العنوان هكذا: ( مقالات منهجيّة : كيف نتعامل مع أخطاء المشائخ والعلماء ) ؟ لأن تخصيص الشيخ بالعنوان يفتح باباً للتأويل والفهم الخاطئ للموضوع كما رأيت رد الشيخ ( الادريسي ) |
27-09-2006, 12:17 AM | #5 |
مجرد عضو ..
تاريخ التسجيل: Nov 2002
البلد: في بريدة دار العز ,,
المشاركات: 5,389
|
أؤيّد ماذهب إليه أخي البارع
لإن الأخطأ لاتعرف بشخص واحد , ولاتختصر به كما هو العنوان , مع أننا ندرك أن الحديث هنا عام لكل أحد ,, ولعلي هنا أسأل هنا ,, هل الشيخ العلامة سلمان العودة يتقصد الخطأ - كما يقال - ,, ويتذمم الأمة في فتاويه !! إن للشيخ إجتهاده وآراؤه ,, وقدمة الرسخة في العلم ومثل هذه الأشياء من مثل هذه التخطئآت لايخوض فيها آحاد الناس , بل الراسخون في العلم هم من يستطيع ذلك ,, فلنقل خيراً أو لنصمت ,,
__________________
.
. كلن يحب اللي يود ويريدة // والقلب مايآخذ من الناس واجـد وانا الحبيبة عندي اسمه بريدة // أحبها والله على الحب شاهد . . |
27-09-2006, 12:18 AM | #6 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 30
|
[align=justify]أخي الإدريسي .. وكذلك أخي الطير أشكركما على هذين الردّين الجميلين .. وأُعظِمُ فيكما أن أعطيتماني شيئاً من وقتكما لقراءة الموضوعِ ..
أخي الإدريسي .. إنَّ التحزُّبَ والانقسامَ أمرٌ قديمٌ ليس بحديثٍ .. فعندما فُتِحَ بابُ الفتنةِ بمقتلِ ثاني الخلفاءِ الراشدينَ ؛ تتابعتِ الفتنُ مِن بعدِهِ ، وظَهَرَت فرقُ الابتداعِ ، الذين خالفوا منهجَ الرسولِ صلى الله عليه وسلم وصحابتِهِ الكرامِ ، وتَمَـزَّقَ شملُ الأمَّةِ بعدَها ، وأصبَحَت شيعاً وأحزابا ً؛ وكان الأمرُ كما أخبر به النبيُّ صلى الله عليه وسلم . فعن الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليأتينَّ على أمّتي ما أَتَى على بني إسرائيلَ ، حَذوَ النّعلِ بالنّعلِ ؛ حتى إِن كانَ منهم من أَتى أمَّه علانيةً لكان في أمّتي من يصنعُ ذلك ، وإنَّ بني إسرائيل تفرَّقَت على ثنتين وسبعين ملَّة ، وتفترقُ أمّتي على ثلاثٍ وسبعينَ ملَّة ؛ كُلُّهم في النَّارِ إلا ملَّةً واحدةً " . قالوا : مَن هي يا رسول الله ؟ قال : " ما أنا عليه وأصحابي " .. [ رواه الترمذيُّ وغيرُهُ بسندٍ صحَّحه جمعٌ من أهل العلمِ ] . وعندما حَدَثَت هذه الفرقُ في الأمَّةِ – كما أخبرنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم – لم يَعدم ولن يُعدم الخيرُ فيها ، إذ ظَلَّت فئةٌ منها مُتَمَسِّكةٌ بالهدى والحقِّ ، وهم ظاهرون إلى قيامِ السّاعةِ ، لا يضُرُّهُم من خَذَلَهم ، أو خَالفَهُم ؛ مصداقاً لبشرى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فيهم ، حيث قال : " لا تَزَالُ طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحقِّ ، لا يضرُّهُم من خَذَلَهم ؛ حتى يأتي أمرُ اللهِ ، وهم كذلك " [ رواه مسلم ] . ومن هنا وجَبَ على كلِّ مسلمٍ أن يَتَعَرَّفَ على عقيدةِ هذه الطائفةِ المباركةِ التي تلتزمُ الإسلامَ الصحيحَ . وعليه – أيضاً – أن يعرفَ الإيمانَ الذي آمنوا وعَمِلوا به معاً ، ويعرف حقيقةَ هذا الإيمانِ ، ومسمَّاه ، ومراتبَه ، وخوارمَه ، ونواقضَه ، وموانعَه ، وأركانَه التي هي : الإيمانُ باللهِ ، وملائكتِهِ ، وكتبِهِ ، ورسلِهِ ، واليومِ الآخرِ ، وبالقدرِ خيرِه وشرِّهِ . وكذلك عليه أن يعرف الحقَّ وأن يأخذه ممَّن جاء به ، والجماعةُ هي ما وافقَ الحقَّ ولو كنتَ وحدَك .. كما هو معلومٌ لديك .. والتحزُّبُ والانقسام .. أمرٌ ناتجٌ بلا شكّ عن الخلافِ والاختلافِ .. إلاَّ أنَّ الخلافَ سُنَّةٌ كونيَّةٌ .. خلقَ اللهُ النَّاسَ وجعلَ فيهم الاختلافَ .. الاختلافَ السَّائغَ المقبولَ .. إلاَّ أنه نهاهم عن بعض ما ينتجُ ربّما عنه .. فنهاهم عن التحزُّبِ والانقسامِ إلى الشَّيعِ التي يضربُ بعضُها بعضاً .. أما عن سؤالك بقولِك : ( وكيف أذا تريد أن نتعامل مع أخطاء الشيخ ابن باز ؟؟؟ .. ابن عثيمين .. ابن تيمية .. ) .. فأقول : نعم التعامل مع أخطاء جميع العلماء الذين يكثر صوابُهُم .. ويقلُّ خطؤهم هو بهذه الطريقة .. لأنَّها قاعدةٌ لم آتِ بها من كيسي .. وإنما هي قاعدةٌ ذَكرَها كثيرٌ من أهلِ العلمِ على أنها من صُلبِ منهجِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ في التعاملِ مع المخالفِ الذي يسعُ معه الخلاف .. وذكَرَها عددٌ من الأصوليّين وممَّن كتب في مقاصد الشريعة .. كالذّهبيِّ وابنِ القيِّمِ والشَّاطبيِّ .. وغيرِهِم .. أما عن قولك : ( صدقني لقد فتحت باباً يدخل منه الريح !!! ) .. فأقول : أنا آسف ، فلم أعلم أنَّ هناك مَن سيُدخلُ عليه هذا البابُ ريحاً ( مُريبة ) كأمثالِكم .. الموضوع لا يحتاج لما ذكرت .. عافاك اللهُ .. إلاَّ أن يكون من باب : " حدثوا الناسَ بما يعرفون " فلم أعرف أنَّ هناك مَن ليس لديه القدرةُ أن يعرف .. ( أقصد : يعرف مثل هذا الكلام ) .. أخي الطير .. أفدنا ببعضِ الأفكار والفوائد .. حول هذا الموضوع .. بارك اللهُ فيك .. الحمد لله أنك ممن يعرف .. وممن لا تزعجه الريحُ التي ستدخلُ بعد فتحي لهذا البابِ ..[/CENTER] |
27-09-2006, 01:58 AM | #7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 21
|
تكفى غير اسمك با قاضي المظالم
تراي عجزت أبلعه.. وانت واضح أنك شخص متعلم ... ولا له داعي التعالم .... ترى فيه غيرك مشائخ وأساتذة جامعات وقضاة...... هذا كان أنت بحق قاضي بديوان المظالم..... وإلا فالشكوى إلا الله... |
27-09-2006, 03:38 AM | #8 |
عبدالله
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
|
أخي بارك الله فيك ، كانت فكرة هذا الموضوع تراودني إلى اليوم و انا أفكر في مدى الحاجة إلى طرق هذا الموضوع بشكلٍ متكامل ، إلا أني وددت أن يكون العنوان خاليا من ذكر الأعيان ، و هذا أعم للبيان ، أخي الكريم ، في ظل التشعب الإعلامي و توسع القنوات و السبل التي تتيح التواصل مع المشايخ و الدعاة من هنا و هناكـ كان ذلك دافعا للبعض من علمائنا بأن يُحْدثوا بعض التغييرات في فتاويهم ، و نحن أحياناً ننزعج بعد سماعنا لبعض الفتاوى ، إلا أن هناك صنفان أمام هذا التغير ، فصنف يهوى التصنيف حسب عاطفته التي لا نشك أنها صادقة ، لكن هذا لا يشفع لعمله أن يكون صائباً ، و صنفٌ آخر يُحكِّم عقله ، بكل أناة و بصيرة ، يتلمس العذر أولاً إن كان هناك ثمة مسار يمكن توجيه القول إليه ، و إلا تروى ثم استجمع معاني الأدب مستصحباً قدر ذلك العالم و رد عليه بكل احترام و تقدير ، للأسف نشهد كثيراً من الردود في هذا المنتدى توقد نار الفرقة ، و تزيد الطين بلة ، انشغلت بالتصنيف و التبديع أحياناً و أحياناً نرى من يدخل في النيات ، من غير خوف من الله ولا خجل ولا وجل ، وهذا مما يفتت الأكباد ، و يتملكك العجب أكثر حينما تدقق و تمحص في عمر هذا المصنف للعلماء فإذا هو لا يزال في مراحل الفتوَّة و مراتع الصبى ، خالٍ من العلم ، بعيد عن الفهم ، لا يعقل ما يقول بل ولا حتى ما يسمع ، ثم يُنصب نفسه حاكماً على الأعلام ، فياتُرى ماذا قدم لأمته ؟ و بأي لسان يُقابل ربه وهم قد نخر في جسد أمته - شعر بهذا أو لم يشعر - أسأل الله أن يُصلح أحوالنا و ان يلم شتاتنا ...إنه قريب مجيب ...
__________________
ياربي ..افتح على قلبي .. و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك .. [عبدالله] من مواضيعي : آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات ) ::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة) |
27-09-2006, 05:14 AM | #9 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 30
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شكراً لكِ أخي البارع .. أنتظر مشاركتك بفارغِ الصَّبرِ .. وأتمنى أن تكون مشاركةً موفَّقةً أيضاً بعضَ الشيءِ .. لأنَّ البارعَ لا يأتي منه إلا البراعة .. الأخ حفيد اعقيل .. جزاك الله خيراً أن أعطيتني شيئاً من وقتك لقراءة حروفي .. أتمنى أن أوفق في الكتابة معكم .. وكلامك جميل إلا أنه مجمل .. نُريد المُبين .. أخي النورس .. شكراً لك .. آسف إن كان اسمي ما ناسب ذوقك .. لولا اختلاف الأذواق لبارت السِّلع .. أخي الصمصام .. بورِكَ فيك .. صدقت والله .. ليتني لم أذكر أسماء أعيان ( أشخاص ) .. لأنَّ ذلك في غيرِ محلِّهِ .. وليتك تكتب ما نويتَ أن تكتب .. أنا مُتحمِّس جدَّاً لأن أقرأَ حول هذا الموضوع .. كنت أقرأ لك قديماً وقبل مدَّة تابعت بعض مشاركاتك المُفيدة .. وكانت كتابات بعض الأخوة هي التي أجبرتني على خوضِ غمارِ هذا المنتدى الطيّب المبارك .. إنَّ الخلافَ كما هو معلومٌ .. نوعان : خلافُ تنوُّعٍ وخلافُ تضاد .. ومنهما الخلاف الذي يسوغ .. والخلاف الذي لا يسوغ .. فالخلاف غير السائغ ، زلَّةٌ من العالم .. خصوصاً إذا خالفَ إجماعَ مَن قبله الإجماع المنعقد .. فكيف بالخلافِ الذي يُقابلُ النَّصَّ .. إذا لا تحتاج الزلَّة من العالم إلى جر الويلات والويلات .. بل يكفي أن يخالفَ فيما ليس فيه خلاف .. والله أعلم .. فزلَّةُ العالمِ عظيمةٌ .. كما يقول زياد بن حدير : قال لي عمر رضي الله عنه : " هل تعرف ما يهدم الإسلام ؟ قلت : لا ، قال يهدمه زلة العالم ، وجدال المنافق بالكتاب ، وحكم الأئمة المضلين " رواه الدارمى . لكن هذه الزَّلَّة يختلف النَّاسُ خصوصاً طلبة العلم في التعاملِ معها .. وهذا ما أردتُ أن أنبه عليه .. وأستمع لكلام الإخوة .. وما أحسن قول الإمام مالك رحمه الله : " كُلٌّ يؤخذُ من قولِهِ ويُرَدُّ إلا صاحب هذا القبر ، ويُشيرُ إلى قبرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم " . وهذه نقولٌ عن جماعةٍ من أهلِ العلمِ جمعتها في تقريرِ وتوضيحِ اغتفارِ خطأِ العالمِ في صوابِهِ الكثير : قال سعيد بن المسيب (93هـ) رحمه الله : " ليس من عالم ولا شريف ولا ذي فضل إلا وفيه عيب ، ولكن من كان فضله أكثر من نقصه ذهب نقصه لفضله ، كما أنه من غلب عليه نقصانه ذهب فضله . وقال غيره : لا يسلم العالم من الخطأ ، فمن أخطأ قليلاً وأصاب كثيراً فهو عالم ، ومن أصاب قليلاً وأخطأ كثيراً فهو جاهل " [ جامع بيان العلم وفضله ، لابن عبد البر (2/48) ] . وقال عبد الله بن المبارك (181هـ) رحمه الله : " إذا غلبت محاسن الرجل على مساوئه لم تذكر المساوئ ، وإذا غلبت المساوئ على المحاسن لم تذكر المحاسن " [ سير أعلام النبلاء للذهبي (8/352) ط. الأولى ] . وقال الإمام أحمد (241هـ) رحمه اللهُ : " لا يعبر الجسر من خراسان مثل إسحاق (يعني ابن راهويه) ، وإن كان يخالفنا في أشياء ؛ فإنَّ النَّاسَ لم يزل يخالف بعضُهُم بعضاً ". [ سير أعلام النبلاء (11/371) ] . وقال أبو حاتم ابن حبان (354هـ) رحمه اللهُ : " كان عبد الملك – يعني ابن أبي سليمان – من خيار أهل الكوفة ، وحفاظهم ، والغالب على من يحفظ ويحدث من حفظه أن يهم ، وليس من الإنصاف ترك حديث شيخ ثبتٍ صحت عدالته بأوهام يهم في روايته ، ولو سلكنا هذا المسلك للزمنا ترك حديث الزهري وابن جريج والثوري وشعبة ؛ لأنَّهم أهلُ حفظٍ وإتقانٍ ، وكانوا يحدثون من حفظهم ، ولم يكونوا معصومين حتى لا يهموا في الروايات ، بل الاحتياط والأولى في مثل هذا قبول ما يروي الثبت من الروايات ، وترك ما صح أنه وهم فيها ما لم يفحش ذلك منه حتى يغلب على صوابه ، فإن كان كذلك استحق الترك حينئذ " [ الثقات (7/97-98) ] . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (728هـ) : " ومما ينبغي أن يُعرف أنَّ الطوائفَ المنتسبة إلى متبوعين في أصول الدين والكلام على درجات ، منهم من يكون قد خالف السنة في أصول عظيمة ، ومنهم مَن يكون إنما خالف السنة في أمور دقيقة . ومن يكون قد رد على غيره من الطوائف الذين هم أبعد عن السنة منه ، فيكون محموداً فيما رده من الباطل وقاله من الحق ، لكن يكون قد جاوز العدل في رده بحيث جحد بعض الحق وقال بعض الباطل ، فيكون قد رد بدعة كبيرة ببدعة أخف منها ، ورد باطلاً بباطل أخف منه ، وهذه حال أكثر أهل الكلام المنتسبين إلى السنة والجماعة . ومثل هؤلاء إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولاً يفارقون به جماعة المسلمين يوالون عليه ويعادون كان من نوع الخطأ ، والله سبحانه وتعالى يغفر للمؤمنين خطأهم في مثل ذلك . ولهذا وقع في مثل هذا كثيرٌ من سلف الأمة وأئمتها لهم مقالات قالوها باجتهاد وهي تخالف ما ثبت في الكتاب والسنة ، بخلاف من والى موافقه وعادى مخالفه ، وفرق بين جماعة المسلمين ، وكفر وفسق مخالفه دون موافقه في مسائل الآراء والاجتهادات ، واستحل قتال مخالفه دون موافقه ، فهولاء من أهل التفرق والاختلافات " [ مجموع الفتاوى (3/348-349) ] . وقال رحمه الله (19/191-192) : " وكثيرٌ من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة ، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة ، وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها ، وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم ، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله تعالى : (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) ، وفي الصحيح أن الله قال : (( قد فعلت )) " . وقال الإمام الذهبي رحمه الله (748هـ) : " ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه ، وعلم تحريه للحق ، واتسع علمه ، وظهر ذكاؤه ، وعرف صلاحه ، وورعه واتباعه ، يغفر له زللـه ، ولا نضلله ونطرحه ، وننسى محاسنه ، نعم ! ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ، ونرجو له التوبة من ذلك " [ سير أعلام النبلاء (5/271) ] . وقال أيضاً : " ولو أنا كلما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له قمنا عليه وبدعناه وهجرناه ، لما سلم معنا لا ابن نصر ولا ابن منده ولا من هو أكبر منهما ، والله هو هادي الخلق إلى الحق ، وهو أرحم الراحمين ، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة " [ السير (14/39-40) ] . وقال أيضاً : " ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده – مع صحة إيمانه وتوخيه لإتباع الحق – أهدرناه وبدعناه ، لقل من يسلم من الأئمة معنا ، رحم الله الجميع بمنه وكرمه " [ السير (14/376) ] . وقال أيضاً : " ونحب السنة وأهلها ، ونحب العالم على ما فيه من الإتباع والصفات الحميدة ، ولا نحب ما ابتدع فيه بتأويل سائغ ، وإنما العبرة بكثرة المحاسن " [ السير (20/46) ] . وقال ابن القيم (751هـ) : " معرفة فضل أئمة الإسلام ومقاديرهم وحقوقهم ومراتبهم وأن فضلهم وعلمهم ونصحهم لله ورسله لا يوجب قبول كل ما قالوه ، وما وقع في فتاويهم من المسائل التي خفي عليهم فيها ما جاء به الرسول ، فقالوا بمبلغ علمهم والحق في خلافها ، لا يوجب اطراح أقوالهم جملة ، وتنقصهم والوقيعة فيهم ، فهذان طرفان جائران عند القصد ، وقصد السبيل بينهما، فلا نؤثم ولا نعصم .. " إلى أن قال : " ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعاً أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة ، وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور ، بل ومأجور لاجتهاده ، فلا يجوز أن يتبع فيها ، ولا يجوز أن تُهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين " [ إعلام الموقعين (3/295) ] . وقال ابن رجب الحنبلي (795هـ) : " ويأبى الله العصمة لكتاب غير كتابه، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه " [ القواعد في الفقه (ص 3) ] . هذا والله أعلم وأحكم .. وصلى الله على نبيه وسلم .. |
27-09-2006, 08:34 PM | #10 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2001
البلد: السرداب
المشاركات: 1,487
|
قاضي المظالم
أنت مكسب كبير للمنتدى .. هذا ما استطيع قوله في هذه العجالة .. |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|