بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » على السحور : كلامٌ بيني وبين أخي عن المُستهزئين .. المنافقين ..

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 28-09-2006, 10:24 AM   #1
قاضي المظالم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 30
على السحور : كلامٌ بيني وبين أخي عن المُستهزئين .. المنافقين ..

[align=right]

ترن .. ترن .. ترن .. ترن .. صوتُ السَّاعةِ الكبيرةِ الموضوعةِ على المنضدةِ التي تقع شمال السرير يُدوّي في أصداءِ الغرفةِ .. قرعَ صوتُها سمعي .. ففزِعتُ لهولِ ما سمعتُ .. وجزعتُ لاختراقِها طبلةَ أُذُني .. تلَمَّستُ تلك السَّاعة المستديرة بأطرافِ أناملي المتجمِّدةِ .. بسببِ برودةِ المكيفِ الإسبليت (LG) .. ساعةٌ قديمةٌ دخلت في ملكي بعد أن أوصت جدتي لي بها .. نظرتُ إلى عقاربِها .. فإذا بها تُشيرُ إلى الساعةِ الثالثةِ والنِّصفِ قبل الفجرِ .. استعذتُ بالله من الشيطان .. ذكرتُ اللهَ .. عزمتُ على القيامِ لغسلِ وجهي بالماءِ من أجلِ الاستعدادِ للسّحورِ .. نظراً لأنَّ وقت الأذان في الساعةِ الرابعةِ وأربع وعشرين دقيقة .. كنت نائماً في منزل أهلي في الرياض بالأمسِ .. نزلتُ للأسفلِ لأجدَ أخي أبي عزَّام قد جلَسَ على الأرضِ وأمامه سفرةٌ فيها من النِّعَم ما يستوجبُ الشُّكرَ لذي النِّعم مدداً طويلة .. سَلَّمتُ .. جلستُ أمامَه .. سمَّيتُ .. بدأتُ أشاركه الطَّعامَ .. أتى أخي الثاني .. فأخذوا يتحدَّثون عن موضوعٍ أرّقهم وأشغَلَهم .. تعوَّدوا أن ينقلوا لي ما يورِدُ على أفكارِهِم الحيرةَ والإشكالَ في أمورِ الشرعِ أو التعاملِ أو غيرِها مما يظنّون بي أنّي قادرٌ على إزالةِ الحيرةِ وحلِّ الإشكالِ .. تحدَّثوا عن المصائبِ التي تُعرضُ في الشاشاتِ .. أو البلايا والرّزايا التي تُكتبُ في الصُّحُف .. الصورُ والمواضيعُ تتشابهُ لكن الأسماءَ والأدوارَ تختلفُ .. حمَّاد السَّالمي .. المحمود .. ابن بخيت .. محمد بن عبد اللطيف .. طاش ما طاش .. ابن بجاد .. القصبي والسدحان .. بعض دكاترة جامعة الملك سعود – السياسة - .. أمورٌ تختلف وتتفق .. تبتعد وتقترب ..

مما جَعلَ أحدَهم يسألني سؤالاً أورثَ في قلبِهِ حُرقةً وألماً يعتصرُهُ منذ مغربِ الأمسِ .. يدلُّ على بقاءِ بل قوَّةِ فطرةِ التّديُّنِ في الشابِّ المراهقِ .. فقال بلهجتِنا الدارجةِ : ( وراه ذولا حقين طاش ما طاش إلى ها الدرجة حاقدين على المطاوعة ويستهزون بأسماء والقاب الصحابة .. ويهرجون بالحلقات .. ويتطنـزون باهل اللحى والثوب القصير .. من تالي زايدين .. ) .. والحَنَقُ يملأُ صدرَه .. والغيظُ يُحرقُ قلبَه ..

قلت : ما الذي فعلوا بالضَّبطِ ؟! .. فقام بذكرِ بعضِ الأمورِ التي رآها على شاشة (MBC) من تلك الشِّلَّةِ العفنةِ ..

قلتُ : العَتَبُ الأكبرُ واللَّومُ الأعظمُ عليكم .. أن جلستم تنظرون إلى هذا المسلسلِ السيّء الذِّكر .. وتتابعونه .. وتُضيّعون أفضلَ الأوقاتِ .. ليالي شهرِ الصيامِ .. لمشاهدةِ حُثالةِ حُثالةِ المُجتمعِ ..

ردَّ عليَّ محدِّثي : أنا لا أحبهم ولكن أنظر من باب التَّسلية ..

قلتُ : هذا ما نهيتُك عنه من قبل .. فالخطيرُ هو التَّسليةُ .. وانظر كم جَلَبَ عليك المسلسلُ من الهمِّ .. أوجدتَ التَّسليةَ التي تنشُد .. فواللهِ إنَّ الذي يضحك من فعلِهِم لراضٍ به !!

قال مُحدِّثي : لا .. أنا لستُ براضٍ !! واللهِ إنّ استمرّيت أشاهد لأجلِ أن أرى الشرَّ كيف أعرفه ..

قلتُ : هذا بابُ شيطانٍ لا تلجه .. اترك الأمرَ لغيرِك .. تنجو وتَسلَم ..

قال مُحدِّثي : طيب وش السبب أنهم يمثلون بالطريقة هذي ؟؟!! وراهم يعني هم عايشين بالغرب ؟! طيب وين حريمهم وعيالهم وبزارينهم ما يستحون منهم ؟؟

قلت له : إيهٍ يا محمَّد .. هؤلاء لم يدرسوا في الغرب .. بل درسوا هنا وعاشوا حياتَهم هنا .. لكن ما ذا تنتظر من جلساءِ السَّافراتِ .. وخلطاءِ المُتبرِّجاتِ .. أنصافِ الرِّجالِ .. لا واللهِ ليسوا ولا بأنصافِ الرِّجالِ .. بل هم المُتشبِّهون من الرِّجالِ بالنِّساءِ كما تواتَرَ ذلك عنهم .. وثبَتَ لدى الكثير بشهادةِ الاستفاضةِ التي يحكُمُ بها القاضي إذا شَهِدَ بها الشاهدُ ولو لم يَرَ أو يعلم بنفسِهِ وقوعَه ..

قلتُ أخيراً : بل .. هم المُتَخَنِّثون .. نعم المُتخنِّثون ..

قال مُحدِّثي : تدري وش أخاف ؟؟

قلت : ما الذي تخافه ؟؟

قال : أخاف ان الناس يكرهون المطاوعة .. والآباء يبدون يمنعون عيالهم من المراكز الصيفيّة والحلقات .. أخاف بعد يحسبون الناس ان الجهاد ارهاب وذبح بس ..

قلت : أتقصد أنهم يُشوِّهون الصورةَ ويؤثرون في القناعات ؟

قال : إيه ، أنا أخاف كذا .. لكن أبسأل هل هم ينطبق عليهم أنهم استهزوا بالله وآياته ورسوله .. يعني هم كفار ؟!!

قلت له : هذا مقامٌ طويلٌ .. يحتاجُ لتفصيل .. يتولاَّه أهلُ العلمِ .. فالتَّكفيرُ بالعينِ يحتاجُ إلى توفر شروطٍ وانتفاءِ موانعٍ .. ولا يُطبِّقُها آحادُ الناسِ .. بل مردُّها إلى العلماءِ .. وتطبيقُها يستلزمُ أحكاماً وأموراً تترتَّبُ .. لا بدَّ لها من قاضٍ يُعمِلُها ..

قال : وشو التكفير بالعين ؟؟

قلت له : ألم تدرسوها في المرحلةِ الثانويَّةِ ؟ أنت الآن في الصف الثالث ثانوي ..

قال : نسيته ..

قلت : هو تكفير نفس الشخص .. بأن تقول : فلان من الناس بعينِهِ كافر ..

قال : طيب آآآآآ ..

قلت : بس .. الظاهرُ أنَّ المؤذنَ أَذَّنَ .. فتوقّف عن الأكلِ .. ولا تُكثر من الكلامِ ..
لكن يا محمد اعلم أنَّ كَثيراً من الأمورِ التي تُنشرُ في الإعلامِ والصُّحفِ .. من كتابات أو مسلسلات وراءها فئةٌ تتربّصُ بكلِّ ما له علاقةٌ بالدِّينِ .. وإني أُسمّيهم كما سمَّاهم أحدُ المشايخِ الفضلاءِ : ... المنافقين الجُدُد ...

قمنا إلى الصلاةِ فتوضَّأنا ، ونحنُ في الطريقِ للمسجدِ عادَ ليسألني نفس السؤال لكن بصياغتي أنا : هل نجح المنافقون الجُدُد في تشويه صورةِ الصالحين ؟ وهل أثَّرَ ذلك في قناعاتِ النَّاسِ ؟

فكتبت للتوِّ عن الذين يكتبون في الصُّحُفِ والمنتدياتِ بكلِّ جرأةٍ في استهزاءٍ صارخٍ ونقدٍ مجحفٍ لأهلِ التَّديُّنِ ، لكبارِ العلماءِ ، لطلبةِ العلمِ ، لأهلِ الحسبةِ والهيئاتِ ، للقضاءِ ، لحلقاتِ التحفيظِ ، للمناهجِ :
أقول عن هؤلاء : لو كان القصدُ هو الإصلاحُ لعدلوا ولأنصفوا في الطرحِ ، إلاَّ أنَّ الحملةَ الشَّعواءَ تدلُّ على أنَّ الأمرَ ليس كذلك ..

( المستهزؤون بأهلِ الدِّينِ )


إنَّ سَبَّ الرسولِ صلى الله عليه وسلم وتنقيصَه وعيبَه ، كُلُّ ذلكَ لا يقولُهُ إلاَّ مَن هو فاسدُ القلبِ ، وكثيراً ما يصدُرُ ذلك عن المنافقين ، وإنَّ مِن سبِّ الرسولِ والاستهزاءِ به تنقُّصُ سُنَّتِهِ ، ومظاهرِ السُّنَّةِ ، وانتقاصِ أتباعِهِ لما ظَهَرَ عليهم من اتباعِهِ وتطبيقِ سُنَّتِهِ ، والاستهزاءِ بأهلِ الدِّينِ لما يظهرُ عليهم من الاقتداءِ بسُنَّةِ المرسلين ، يقول شيخُ الإسلامِ بن تيميَّةَ رحمهُ اللهُ -: " الإيمانُ ، والنفاقُ أصلُهُ في القلبِ ، وإنما الذي يظهرُ من القولِ والفعلِ فرعٌ له دليلٌ عليه ، فإذا ظَهَرَ من الرجلِ شيءٌ من ذلك تَرَتَّبَ الحكمُ عليه ، فلمَّا أخبرَ سبحانه أنَّ الذين يلمزونَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم والذين يؤذونه من المنافقين ، ثبَتَ أنَّ ذلك دليلٌ على النِّفاقِ وفروعٌ له ، ومعلومٌ أنه إذا حصَلَ فرعُ الشيءِ ودليله ، حصَلَ أصلُهُ المدلولُ عليه ، فثَبَتَ أنه حيث ما وُجِدَ ذلك كان صاحبُهُ منافقاً ، سواء كان منافقاً قبل هذا القولِ ، أو حَدَثَ له النِّفاقُ بهذا القولِ " ) ) .
[ انظر : الصارم المسلول ( ص 35 ) ] .

إذاً حيثما وُجِدَ العيبُ واللَّمزُ دَلَّ ذلك على فسادِ قلبِ صاحبِهِ ، فهذا الفسادُ الظاهرُ دليلٌ على فسادِ الباطنِ ، لأنَّ المؤمنَ مأمورٌ بتعظيمِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم وتصديقِهِ فيما أخبَرَ ، وطاعتُهُ فيما أَمَرَ .. " والسَّبُّ إهانةٌ واستخفافٌ ، والانقيادُ للأمرِ إكرامٌ وإعزازٌ ، ومُحالٌ أن يهين القلب ، من قد انقادَ له وخَضَعَ واستَسلَمَ ، أو يَستخفّ به ، فإذا حَصَلَ في القلبِ استخفافٌ واستهانةٌ ، امتَنَعَ أن يكون فيه انقيادٌ واستسلامٌ ... وهذان ضِدَّانِ ، فمتى حَصَلَ في القلبِ أحدُهُما ، انتفى الآخرُ ، فعُلِمَ أَنَّ الاستخفافَ والاستهانةَ به ينافي الإيمانَ منافاةَ الضِّـدِّ للضِّـدِّ " ) ) .
[ انظر : الصارم المسلول ( ص 521 – 523 ) ، وانظر : ( ص 527 ) ] .

المنافقونَ الجُدُد يقذفون غيرَهم بالنِّفاقِ والكذبِ .. وهم للنِّفاقِ أقربُ .. وهم والله أكذبُ .. تعرفهم في لحنِ القولِ .. وإليك صفاتُهُم :

* أنَّهم يَتَلَوَّنونَ بلونِ المجتمعِ ؛ حتى يكونون مقبولين بين الناس ، فلو قُدِّرَ أنّه كان في عهدِّ النبي صلى الله عليه وسلم فإنَّك لن تجده يحلقُ لحيتَه ، ولن يسبلَ إزارَه ، ولو رأيتَه إذا ذهَبَ إلى الغربِ اليومَ فكثيرٌ منهم يرتادُ بيوتَ الدَّعارةِ ، ونوادِ القمارِ ، والخمَّاراتِ والباراتِ ، وإذا كان بيننا ويكتبُ في صحفِنا فإنه يقولُ : تحريمُ الاختلاطِ رأيٌ فقهيٌّ لا يُناسبُ حالَ المجتمعِ ، مع أَنَّ الشرعَ ينهى عن الاختلاطِ إلا للحاجةِِ وبضوابطَ شرعيَّة .

* أنَّهم يصفون غيرَهم بالنِّفاقِ والعمالةِ – عدم الوطنيَّة - ، ويبرِّؤون أنفسَهم من ذلك ، مع كونِ النفاقِ من أعمالِ القلوبِ التي لا يعلمُها إلا اللهُ وحدَه ، فلا يعلمُ ما في القلوبِ إلا علاَّم الغيوبِ .

* أنهم يفرحون لغلبةِ أهلِ الباطِلِ والمنكَرِ على أهلِ الصَّلاحِ والحقِّ .

* أنهم لا يتَقَبَّلونَ النَّصيحةَ ولا يُذعنونَ لطاعةِ اللهِ ، يقول الحقُّ : (( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم )) .

* أنهم مع كونهم يعصونَ اللهَ فإنَّهم يَستَصغِرونَ ما يصدُرُ منهم ، ويستعظمونَ ما يصدُرُ من غيرِهِم .

* أنهم يستهزؤونَ بالصالحين الذين يجاهدونَ أنفسَهم في متابعةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وسلوك الاستهزاءِ دأبُ سلفِهِم من قديم .

* أنهم يدَّعونَ الإصلاحَ مَعَ أَنَّ ما يفرزونهُ هو الباطلُ ( من ثمارِهِم تعرِفونَهم ) ، ( وإنَّكَ لا تجني من الشَّوكِ العِنَبَ ) .

* أنهم يَتَتَّبَعون الرُّخَصَ ولو كان من قولٍ مرجوحٍ لا ينهضُ به الدليلُ ، فمنهجُهُم الفقهيُّ ليس نابعاً من جهةِ التعبُّدِ للهِ ، بل حَسَب الرغبةِ والهوى .

* تجدهم موغلينَ في صنوفِ النِّفاقِ العَمَليِّ ، كَعَدَمِ ذكرِ اللهِ ، وكراهَةِ قراءةِ القرآنِ وسماعِهِ ، وعدَمِ حضورِ الصَّلَواتِ ، وكراهَةِ الجهادِ والمجاهدين ، والكذبِ وغيرِ ذلك مما ورد على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم .

* تجدهم ميَّالينَ للغربِ ، وهم اليهود والنصارى .. يقول الحقُّ سبحانه : (.. لا تَتَّخِذوا اليهودَ والنَّصارى أولياءَ ... ) الآيةَ .

* دائماً يسعون إلى البَلبَلَةِ ويستغِلّونَ الأحداثَ لتحميلِ الأخطاءِ على غيرِهِم ، فعند ظهورِ بعضِ الشباب الذين بغوا ، وتأوَّلوا فخرجوا عن طاعةِ وليِّ الأمرِ ، فحملوا السِّلاحَ ، قالوا : إنَّ ذلك بسَبَبِ التّطرُّفِ الذي غذَّته المناهجُ ، والمراكزُ ، والجمعيّاتُ الخيريَّةُ ، والمكتباتُ ، والمخيَّماتُ ، وحلقاتُ تحفيظِ القرآنِ .

* أنهم يسعونَ لشَقِّ الصفوفِ باسمِ الإصلاحِ ، وباسمِ بثِّ روحِ التَّسامُحِ ، فتَجِدُهُم يُدافعونَ و يُبرزونَ ويُلَمّعونَ باسمِ الحُرّيـَّةِ والأَدَبِ أشخاص أو طوائف مع الاختلافِ بين تلك الطوائفِ ، ويُطالبونَ باسمِ الحرّيَّةِ بحقوقِ الشّيعةِ الجَعفَريَّةِ ، أو الصُّوفيَّةِ الذين ينسبونَ أنفسَهم إلى الشَّافعيَّةِ في السعوديَّةِ ، وفي أفغانستانَ للحنفيَّةِ ، وفي السودانِ للمالكيَّةِ ، يزعمون أنهم أتباع مذاهب فقهيَّة ، بينما الإمامُ أحمد أخَذَ عن الشافعيِّ ، والشافعيُّ أخَذَ عن مالك ، وكل هؤلاء من أهلِ السُّنَّةِ ، فهذه الطوائفُ تُضَلِّلُ النَّاسَ مدعومةً بالمنافقين الذين ليسوا منهم ، فيقولون : إنهم أتباعُ مذاهبَ مُعتَبَرَة ، فلا بدَّ من الاعترافِ بالتّعدُّديَّةِ ، ومن الأدلّةِ على أنهم لا يُريدون الإصلاحَ ولا ردَّ الحقوقِ لأهلِها كما يزعمون .. فأينَ هم عن أهلِ السُّنَّةِ في إيرانَ ؟؟ هل يُعطى أهلُ السُّنَّةِ عُشرَ ما للشيعةِ في السعوديَّةِ ؟! بل الشيعةُ في السعوديَّةِ أفضلُ حالاً بكثيرٍ من إخوانِهم الذي يؤخذُ منهم الخمسُ إضافةً إلى الزكاةِ ، فلماذا لا يُدافعون عن السُّنّةِ في إيرانَ بينما إيرانُ تَتَدَخَّلُ في شيعةِ السّعوديّةِ ؟! وأين هم عن المناهجِ المتطرِّفةِ التي تُدَرَّسُ في أمريكا بينما هم لا همَّ لهم سوى المناهج الدينية في السعودية .. فهؤلاء المنافقين تجد أنَّ كلَّ مَن يسبحُ عكسَ التّيَّارِ شخصاً أو طائفةً هم معه ليس حبّاً فيه ، بل لشَقِّ وخَلخَلَةِ الصُّفوفِ .

* أنهم يستغلونَ أخطاءَ من ظاهِرُهُمُ الصَّلاحَ ويُطَبِّلونَ ويُزَمِّرونَ حولَها ، كحادثةِ مَن قَتَلَ ابنتَـه في الكويتِِ ، فلكونِهِ شخصٌ ظاهرُهُ الصَّلاحُ ( مطوع ) كما يُقال ، أخذوا فترةً من الزّمنِ يوظِّفونَ الخَبَرَ لشهواتِهِم ، و لو كان غيرُهُ لكانَ مُجرَّدَ خبرٍ يُكتبُ في الصُّحُفِ و يزولُ كغيرِهِ من الأخبارِ ، لكن هذا الخبر كيف لا يُستَثمر ؟! فمن قائلٍ : إرهابيّون .. ومن قائلٍ : متعطِّشونَ للدِّماءِ .. و آخر يقول : هذه نتيجةُ التَّربيةِ الدِّينيَّةِ و تحفيظ القرآن ، وغير ذلك .. وقد تَكَتَّلوا من كُلِّ حَدَبٍ وصَوبٍ من أقطارِ العالمِ العربيِّ وصُحُفِهِ للكلامِ في مثلِ هذا الأمرِ ، وفي نهايةِ المطافِ اتّضَحَ أَنَّ مَن يَتَحَدَّثونَ عنه مَريضٌ نفسيٌّ ، يَسمَعُ هَلاوِسَ تُحَدِّثُهُ ، نسألُ اللهَ أن يجبرَ كَسرَ أهلِهِ فيه ، وفي ابنتِهِ .

* أنَّ مِن سماتِهِم النَّفعيَّة ، فهم مُتذَبذِبونَ بين الأطرافِ حَسَب ما تَقتَضيهِ مصالحُهُم .

* أنَّهم مُتَسَلِّقونَ ولو على حسابِ غيرِهِم ، ينسبونَ الفَضلَ في كلِّ نجاحٍ لهم ، ويتجاهلون غيرَهم ، بل ينكرون جهودَهم .

* أنهم يُعاملون الرجلَ المستقيمَ ( المتديّنَ ) كَمَن لا يجوزُ عليه الخطأُ ، و فرقٌ بينَ ( يجوز عليه ويجوز له ) فإذا أخطَأَ وُسِمَ مُباشَرَةً بالنِّفاقِ ، مع كونِهِم يقعونَ في مثلِ تلكَ الأخطاءِ ، ولا يُسَمّونَ مَن وَقَعَ فيها بالنِّفاقِ إذا لم يكن ممَّن ظاهرُهُم الصلاحُ ، والصالحون بشرٌ لهم غرائزُ كغيرِهِم ، وخيرُ الخطَّائينَ التَّوابونَ .

* أنَّهم لا يدعون النَّاسَ للصَّلاحِ والإستقامةِ ، بل يدعونهم لعكسِ ذلك بقولِهِم وفعلِهِم .

* أنَّهم يُحِبّونَ ويُمَجِّدونَ من يدعوا للباطلِ أو يدعوا هو إليه .

* أنَّهم لا يجدونَ في قلوبِهِم الرّهبةَ لشعائرِ الدِّينِ وتعظيمِها .

* أنَّهم لا يقنعونَ بكلِّ ما شَرَعَهُ اللهُ ولا يرضونَ ويُسَلِّمون بِهِ ، بل بعضُهُم يعترضُ عليه ، ومن المعلومِ أنَّ مَن أَشكَلَ عليه شيءٌ من شرعِ اللهِ فيجوزُ له السؤالُ ويحرُمُ عليه الاعتراضُ ؛ لكونِ الشَّريعةِ من عندِ اللهِ ، وهو أعلمُ بكلِّ شيءٍ ممَّن لا يعلمُ شيئاً ، فكيفَ يكونُ مسلماً من يَعتَرِضُ على شرعِ الله (( وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى اللهُ ورسولُهُ أمراً أَن يكون لهُمُ الخيَرَةُ من أمرِهِم )) .

* أنهم لا يخشعون ولا يحبون سماع القرآن ولا يسعونَ لتَعَلُّمِهِ .

* أنهم لا يحملونَ هَمَّاً للدِّينِ وأهلِهِ والأمَّةِ الإسلاميَّةِ .

* أنهم يُثَبِّطونَ عزائمَ المصلحين والمربّين الأخيار ، انظر لنشاطِهِم ضِدَّ الجمعيَّاتِ الخيريَّةِ ، والمراكزِ ، وتحافيظِ القرآنِ .

* أنهم يتلوّنونَ حَسَبَ الظروفِ والزَّمانِ والمكانِ ، فعلى سبيلِ المثالِ : لم يعد المنافقُ بحاجةٍ لتربيةِ اللِّحيةِ ، و تقصيرِ الثّوبِ ، والمحافظةِ على الصلاةِ .

* أنهم يتقوَّلون على أهلِ الصَّلاحِ ما لا يقولونه ، ويُلصِقونَ بهم تُهَمَاً لا يفعلونها ، كقولهم : أهلُ السُّنَّةِ ، أو السّلفيّين ، أو الصَّحويّين يُكَفِّرون غيرَهم من الفِرَق ؛ تشويهاً لهم ولمنهجهم ، وتحذيراً منهم ، بينما يغُضّونَ الطَّرفَ عن الطوائفِ الأخرى التي تُكَفِّرُ المسلمينَ مَعَ أَنَّ جمهورَ أهلِ السُّنَّةِ والسلف يُفَرِّقونَ بينَ توصيفِ الكفرِ وتعيينِ الكفرِ ، بخلافِ أغلبِ الطوائفِ الأخرى .

* أنَّهم يَتَلَبَّسونَ بشعاراتٍ برَّاقةٍ تُضَلِّلُ الآخرين ، كاللِّبراليَّةِ والعقلانيَّةِ ، أو التنوير والتَّطويرِ ، وما رَأَى العَرَبُ منهم خيراً مذ تَرَبَّعوا مدفوعينَ من الغَربِ في المناصِبِ الحسَّاسةِ للدّولِ العَرَبيَّةِ ، وكل فشل ينسبونه للدين ، ومُذ أمسكوا بزمامِ الإعلامِ لدينا ، وتسنَّموا رئاساتِ تحريرِ الصُّحُفِ والجرائدَ والمجلاتِ لينشروا فيها فكرَهم الغثّ ، ومُذ ظَهَرَوا على شاشاتِ التِّلفازِ ، وأَثيرِ الفَضَاءِ ، كتَّاب وممّثلين ومخرجين .

* أنهم قليلي الاحترام لعلماءِ الأمَّةِ ، ورثةِ الأنبياءِ ، بينما نجدُ بعضَ مُقَدِّمي البرامجِ يقومونَ بأسلوبِ التحقيقِ الجنائيِّ مع علمائِنا ، لكن حينَما يستضيفُ أحدُهُم قِسَّاً أو حَبراً من اليهودِ تَتَغَيَّرُ اللَّهجةُ ، ويخفض الصوتُ ، ويظهر الاحترامُ .

* أنَّ بعضَهم ضَلَّلَ في قضايا المرأةِ ، فتجدهُ يُغَرِّدُ في غيرِ سِربِهِ ، وعلى سبيل المثال : تجدهُ يُطالبُ بحقوقِ المرأةِ مُتَّبعاً الأصواتِ النّشازِ ( التي تسعى لإفسادِ المرأةِ ) وهو لا يعلم بما يريدون وما يرمون إليه ، بينما المشكلةُ ليست في المطالبةِ بحقوقِها ، فالإسلامُ سَبَقَهم في بيانِ ذلك ، لكنَّ المشكلةَ في إيجادِ الكيفيَّةِ التي تكفل لهم تلك الحقوق ، بتسهيلِ الأنظمةِ ، وتسهيلِ الوصولِ إليها ، والتغلُّبِ على المشاكلِ الإداريَّةِ ، بإحداثِ وسائلَ جديدة وفعالة ، وهذا كُلُّنا نسعى إليه .

وكل ما سبق هو من لحن القول ومن سمات النفاق الذي عرف بها المنافقون .


وأخيراً : لقد تأوَّلَ لهم بعضُ النَّاسِ بأنهم ينتقدون الممارسةَ دون التَّديُّن .. إلاَّ أنهم اليوم انتقدوا التَّديُّن .. فلا أشدَّ من الاستهزاء بكلمة ( الله أكبر ) ، وهاهم اليوم يحاربون الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

ويستهزؤون بالدين وبمن تمسك به .

وقصة النفر في غزوة تبوك معروفة حين قالوا : مارأينا مثل قرآنا هؤلاء أرغب بطونا ، ولا أكذب ألسنة ، ولا أجبن عند اللقاء ، فقال الله سبحانه وتعالى : (( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم )) فالأمر خطير ، وماهؤلاء ومَن سبقهم من المستهزئين عنهم ببعيد ، فهم والله يريدون الإفساد ، وفرقة الصف ، فنرجوا من العلماء والدعاة أن يدحضوا كيدهم علما أنهم لا يضرُّون الدين ، كما لم يضره ابن أبي والجد ابن قيس ، والذين إنسحبوا من ميدان القتال يوم أحد ، وصلى الله على معلم الناس الخير ..

أرجو من الجميع التعليق والمشاركة ..
[/CENTER]

آخر من قام بالتعديل قاضي المظالم; بتاريخ 28-09-2006 الساعة 10:34 AM.
قاضي المظالم غير متصل  


قديم(ـة) 28-09-2006, 06:38 PM   #2
خالد400
عـضـو
 
صورة خالد400 الرمزية
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 56
جزاك الله خير ياقاضي المضالم
فعلا منتالي صايرين يدقون على اهل الدين بزود
ولهي غريبه مادام هناك من يبارك ويدعم هذه التعديات....!!!!!!
خالد400 غير متصل  
قديم(ـة) 29-09-2006, 04:55 AM   #3
أبو عمر القصيمي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بريدة ، دومة الجندل
المشاركات: 1,457
( قاضي المظالم ) : كاتب قدير ومحلل كبير .
أستحي أن أقول لك شكراً أخي بل سأقول : { شكراً أستاذي الفاضل } أتمنى أن لا تبخل علينا بهذه الكتابات النافعة والأسلوب الجميل قرأته مع قرب السحور فكأني معكم أسمع حواركم .
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية .
أبو عمر القصيمي غير متصل  
قديم(ـة) 29-09-2006, 05:00 AM   #4
إكسير
عـضـو
 
صورة إكسير الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 2,619
كلام رائع ... أتمنى أن يصل إلى المعنيين بالكلام من أنصاف الرجال .
__________________
إكسيــر الحياة ,, رغم انكســـرها
إكسير غير متصل  
قديم(ـة) 29-09-2006, 05:06 AM   #5
الـصـمـصـام
عبدالله
 
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705

كل هذا يا أخي الكريم يحدث
تحت أغطية نصبوها ذريعة مبررة لأعمالهم ( الهدَّامة )
الإصلاح ، النقد ، التسلية ، الكوميديا ، وقد فضحهم أحد أفراد الطاقم
حينما قال أن هدفنا هو تفيير فكر ، و نحن نسميه ( انحراف )
لكن مهما فعلوا إلا أن العقلاء يعرفون مقصدهم و غايتهم أسأل الله إلم يُرد بهم هداية أن يهتك أستارهم و أن يكشف أسرارهم ..
للأسف ، كثيرٌ من السذج لا يعون ذلك ، و إن وعوا فهم يتساهلون ..
إلى الله نشكوا حالنا ، لقد بتنا على ظمأ ، والمورد قريب ، و مع ذلك صددنا عنه ..


شكراً أستاذي قاضي المظالم ..
__________________




ياربي ..افتح على قلبي ..
و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك ..
[عبدالله]

من مواضيعي :
آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات )
::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة)

الـصـمـصـام غير متصل  
قديم(ـة) 29-09-2006, 05:24 AM   #6
ولد المريدسية
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2003
المشاركات: 659
أخي قاضي المظالم :
تحيــة طيبـة إليـك ، وإلى قلمك المعطـاء ..
.
.
* المنافقونَ الجُدُد هم الذين يُريدون أنْ تكون
إســلامياً .. ولكن على طريقتـهم ..
* المنافقونَ الجُدُد هم الذين تعـرف في وجوههم المنكـر ..
لأنهـم يكادون يسطـون بالذين آمنـوا ..
* المنافقونَ الجُدُد - يا صـاحبي - أسماؤهم كأسمائنا ..
وألسنتهم كألسنتـنا .. وملابسهم ومشاربهم ومساكنهم مثلنا ..
غيــر أنهم يقلبـون لنا ظهـر المجـن ..
فنـرى مقالاتٍ ، ونشاهد مسلسلاتٍ ، ونسمع إذاعاتٍ ..
هم القيّـمون عليها درايـة وروايـة ..
.
.
أســأل الله لهم قاصفاً من الريح يبيـدهم عن بكرة أبيهم ،،،
====(( أخـوك : ولد المريدسيـة ))====
ولد المريدسية غير متصل  
قديم(ـة) 01-10-2006, 07:49 PM   #7
ابو عبد العزيز
عـضـو
 
صورة ابو عبد العزيز الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2003
المشاركات: 924
..... ننتظر مقالاً آخر .........
__________________


ابو عبد العزيز غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 04:11 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)