|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2006
المشاركات: 51
|
القبيلة والمجتمع (2)
القبيلة والمجتمع (2)
د. عبدالله محمد الغذامي ليس في نيتي الاستهانة بالقبيلة كما ليس في نيتي إعطاء القبيلة قيمة ليست لها، ولا شك أن الحديث عن القبيلة في مجتمعنا يتطلب من الكاتب قدراً كبيراً من الحيطة العلمية والأخلاقية، وأنت إن أخذت في ذم القبيلة وتأثيمها فإنك ستغضب نصف المجتمع، وفي المقابل فإنك ستغضب النصف الآخر (وتهميشه أيضاً) فيما لو أنك جعلت القبيلة ميزاناً للتكافؤ بين الناس بحيث يتفوق القبلي على غيره بالفطرة والطبيعة. وهذا أمر خاطئ في المقياس الأخلاقي وفي المقياس العلمي والمعرفي معاً، ولذا فإن الباحثين ذوي الأصول القبلية تزداد مسؤوليتهم العلمية والخلقية لبحث هذه القضية بحثاً علمياً نقدياً، بما إن ذلك نقد للذات وكشف عن العيوب في تصور الذات لنفسها وللآخرين من حولها. ولذا فإن مقالاتي هذه هي سياحة ثقافية اجتماعية في أرض الأشواك، وهي نقد للذات، مثلما هي قراءة للأنساق، ومحاولة للتبصر، ولسوف يختلط فيها الفكري بالسردي والبحث بالسواليف وستتداخل التأملات مع الحكايات. وأبدأ بهذه الحكاية المفترضة، وهي أن رجلاً فاضلاً اسمه (سالف) نشأ في جو من الحياة العادية في جوع وخوف، ولكنه انتصر على جوعه وذله بشجاعة فؤاده وكرم يده، وقاد حياته بالسيف من جهة والأريحية من جهة ثانية وصار له ولد كثير، وبعد موته خلفه بنوه وكانوا أبناء عز وجاه سببه شجاعة أبيهم وكرمه، ولم يكونوا يعرفون عن ماضي أبيهم في الكدح والمكابدة، وكانت صورة الأب الشجاع الكريم هي المعنى الباقي في نفوسهم، ومع الزمن صار لديهم ولدى أبنائهم حس بأن الشجاعة التي اتصف بها أبوهم لم تكن نتيجة لعمل وكدح منه من بعد جوع وذل، ولكنها تبدت للأولاد وللأحفاد بشكل أشد، تبدت وكأنها ميزة في العرق والدم، وصار بنوه وسلالتهم يشعرون بأن دم جدهم الشيخ سالف هو دم نبيل وشريف وراق، ومن ثم فإنه يتفوق عرقا ونسباً واسماً وتاريخاً وذاكرة على كل من سواه، وصار لدى البنين تصور أنهم عرق الشجاعة والكرم - مع أنهم لم يكونوا كلهم على صفة واحدة عامة من حيث الكرم والشجاعة، ولكن اسم أبيهم ظل يحمي سمعة السلالة وظل ينمو مع نمو السلالة وتكاثرها لتكون له قيمة رمزية انتقلت إلى الأشعار والحكايات وصارت مادة للتباهي والتعريف الاجتماعي عن ذرية الشيخ سالف. ونسي الأبناء مع الزمن أن أباهم كان رجل كدح ونصب وأنه أدرك ما أدرك بعمله وبعرق جبينه ولم يكن ذلك وراثة عرقية عن سالفيه، كما أنه لم يورث خلفه دعوى شعرية، ولو بعث من قبره لتعجب من فعل ذريته، وكيف أنهم ميزوا أنفسهم بالدعوى وبالإدعاء وتوهموا أن المجد يورث وليس يصنع. إن حكاية الشيخ سالف هذه هي حكاية رمزية تدل دلالات معنوية ذات مفعول اجتماعي ملموس، ونحن نعرف أن صفتي الكرم والشجاعة هما صفتان اجتماعيتان لهما اعتبار اجتماعي وثقافي خاص جدا، يقال هذا في الأشعار وفي الحكايات، وكثيرا ما تصيران ميزة يبلغ التباهي بهما مبلغ التصور بأنهما خاصية تخص فئات ولا تبلغها فئات أخرى. وأنا لن أقول إن القبيلة كمفهوم وكنظام رمزي وثقافي تتقلص إلى هذا الحد ولا أقول إن مثال الشيخ سالف نموذج حصري لها، ولكني أقول إن حكاية أبناء الشيخ سالف ذات دلالة على تصور نمطي يجنح إلى حصر الصفات في العرق ويتناسى الدور العملي في كسب الصفات وعمومية هذا الدور في مقابل خصوصية مفترضة. هذه خاصية واحدة ولها أخرى تتعلق بكيفية التوالد الافتراضي بحيث يظن أبناء الشيخ سالف أن انتسابهم لهذا الرجل هوميزة كونية وأخلاقية وعرقية، ويجعلون سلسلة النسب المحفوظة والمدونة قيمة عضوية بحد ذاتها، بحيث لو جاء أناس لا يحفظون سلسلة نسب مماثلة، أو لايشهد لهم المجتمع بسلسلة نسب محفوظة فإنهم بهذا يصبحون خارج النموذج الفاضل ويكونون فئة مفضولة، ويخرجون تبعا لذلك عن منظومة الصفات التي يقول بها أبناء سالف وأشباههم. فهل هذا يعني أن القيم الفضلى تنحصر في نظام من النسب المدون، ومعه نظام من الصفات المفترضة لهذا النسب...؟؟؟!!!! هذا هو أصل الإشكال في تصور الفضل والتميز، ثم تبعه نظام ثقافي ترميزي، سوف أشير إليه في مقالة لاحقة - إن شاء الله-. المهم أن نبدأ هنا من التصور الذي يستطيع شرح البداية الافتراضية للتمايز في الأنساب وفي الصفات. ولايفوتنا أن نتذكر أن الأصل في الخليقة أننا كلنا أبناء آدم، ولذا فالجد الأصلي واحد، ولكن حركة الحياة - وهي حركة ظرفية بالضرورة - سارت بتبدلات متنوعة جعلت تنوع التبدلات الحياتية (الظرفية) تكتسب قيما رمزية لم تكن لها في الأصل، وإذا قلنا إن الشيخ سالف كان رجلا ذا معنوية عالية جعلته شجاعا وكريما، وهذه صفات عمل الشيخ من أجلها وحققها بجهده، إذا قلنا هذا وتأكدنا أن هذه الصفات هي من مجهود الشيخ سالف، من جهة، وأنها ليست خاصة به، من جهة ثانية، فهذا يعني أن كل إنسان من بني آدم لو وضع في ظرف مماثل لظرف الشيخ سالف فسيكون مثله في الصفات، وهنا يحصل التساوي الطبيعي بين البشر. ولكن..... ولكن... كيف يحدث التمايز....؟؟؟ إنه يحدث مع أبناء سيأتون لسالف، ويأتون للرجل الآخر الذي يماثله في الحدث، وسيرى الأبناء أن جدهم لم يكن يتماثل مع كل من تشابه معه في الظروف، ولكن الذي صار هو مزايا عرقية، وسيرون أنها مغروسة في الدم، وأنها ميزة تخصهم دون غيرهم ولذا فهي تميزهم. وسينسون أنهم هم وغيرهم من أبناء رجل واحد في الأصل، ولكن - وهم يشيدون بالأصل ويمجدون الأصول - ينسون الأصل الأول ليضعوا مكانه أصلا ثانويا يعطونه معنى رمزيا، وإذا قالوا بالأصل والأصول فإنهم في الحقيقة يحكون عن الفروع والتفريعات الثقافية،، ولو أخذوا الأصل بمعناه الأصح لكان الكل من أصل واحد، ولا وجود لشخص لا أصل له. يتغير الأصل كقيمة وكرمز، ويتغير النسب كقيمة وكرمز، وننسى أن الكل يشتركون في هاتين الصفتين، ولا يوجد أحد ليس له أصل ولا يوجد أحد ليس له نسب، ولا يوجد أحد ليس له صفات. إذن، كيف جاءت الفروق وكيف صارت التمايزات...!!!! فلنتحدث ولنسولف ولنفكر، وهذا ما تطرحه هذه المقالات، وإلى لقاء في المقالة الثالثة، وأنا أعي أن مقالي هذا ظل يردد كلمة (رجل) ولم أقل امرأة، ولهذا حكاية أخرى - إن شاء الله -، كما أعي أيضا أن القبيلة ليست كلها سلبا وخطيئة وأعي أن هناك إيجاباً كبيرا فيها، مثلما أعي أيضاً أن الآخرين غير القبليين ليسوا أبرياء أيضاً وفيهم عيوب ثقافية مماثلة أيضا ولديهم أنظمة ذهنية في التفاضلات والتمايز الطبقي والعائلي، وكل ذلك أمر سيكون موضع بحث. سأكمل الحديث في المقالة القادمة حيث سيكون السؤال عن هذه الأفضلية التي ينسبها الأبناء لأنفسهم وراثة عن آبائهم، وسأسأل هل الفضل مرتبط بالصفات بما إنها صفات، أم هو مرتبط بالنسب...! ويترتب على السؤال سؤالان فرعيان هما: 1- ماذا عن رجل لاتتوفر فيه صفتا الشجاعة والكرم، هل يخرج من منظومة أبناء الشيخ سالف مثلا، وتسقط عنه صفة النسب الفاضل..؟ 2- ماذا عن رجل ليس من بني سالف وليس له نصب قبلي مدون، وصار شجاعا وكريما مشهوداً له بالصفتين، هل سيصبح من الفئة الفاضلة، أم أن النسب الافتراضي سيلاحقه ليمنعه من الأفضلية....؟؟؟ كل هذا لكي نتساءل، فنثبت (أو ننفي) علاقة الأفضلية ونموذج الصفات بالنسب المدون، أم أن الأفضلية قيمة إنتاجية بما في ذلك إنتاج الصفات وهل سنقول إن المزايا مثلها مثل العيوب، كلها أمور مشتركة....!!!. أترك الأمر للمقالة القادمة - إن شاء الله-. -------------------------------------------------------------------------------- |
![]() |
![]() |
#2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2006
المشاركات: 51
|
القبيلة والمجتمع (المقال الثالث)اليوم الخميس 4/2/1428هـ الرابطhttp://www.alriyadh.com/2007/02/22/a...0.html#comment
د. عبدالله محمد الغذامي انقطعت - دون أن يحبسني حابس، كما ظن بعض الأصدقاء - وانقطاعي كان لأسباب شخصية بحتة، ولقد أفدت من هذا الانقطاع لقراءة ردود الفعل، وهي ردود معظمها إيجابي بشكل استثنائي، وأقول ذلك لأنني سمعت تعليقات من رجال ونساء من ذوي الأصول القبلية، وفيها تصورات واعية لهذه القضية ونقد لاستفحالها وجعلها سبباً في التمييز الاجتماعي، خاصة في مجتمع مسلم يرى أن الإسلام هو جوهر كينونته، وفي الإسلام يقوم قانون (التقوى) على أنه العنصر التفضيلي الأعلى بين الأفراد. ولقد كانت التعليقات التي جاءتني تصب في هذا الاتجاه، ومن المهم أن نلحظ هنا أن أبناء القبائل هم من ينتقدون هذه الممارسة، ولكن يجب ألا يغيب عن البال أن هذه الاتصالات الشخصية معي لا يمكن أن تكون معياراً اجتماعياً، وأنا أدرك أن الذين اختاروا التحدث معي إنما فعلوا ذلك لموافقة هواهم مع المنطق العام للمقالات، ثم إن هؤلاء هم من عينة ثقافية واجتماعية تتماثل معي عقلياً وذوقياً، ولذا اختاروني لحديثهم وأنا اخترتهم لسماع قولهم، ومها كان قولهم إيجابياً وعلى درجة عالية من الوعي النقدي والنظري إلا أنني لن أسمح لهذا بأن يحجب عني الأصوات المعترضة. كما أنني لن أفرط بالحق الاجتماعي والأخلاقي باحترام القبيلة وتقدير قيمتها الثقافية والتاريخية. والقبيلة صيغة إنسانية مثلما هي مؤسسة ثقافية وكيان اجتماعي ضروري وطبيعي. ومما يجب ذكره هنا وهو ذو دلالة عميقة أن المتحدثين معي كانوا - فحسب - من أبناء القبائل، ولم يتحدث معي أحد من غير بني القبائل، وعن هذه المقالات تحديداً، ثم إنني تلقيت ملاحظة نقلها لي صديق متابع روى عن مثقف غير قبلي قوله إن إثارة هذا الموضوع سوف يعزز من الحس القبلي، وتمنى لو أنني تركت الموضوع، ويرى القائل ان هذه المعضلة مشكل عويص، وغير قابل للحل. وهذه ملاحظة تكشف عن حجم الانشطار الاجتماعي من جهة، كما تكشف عن تصورنا لأسلوب تعاملنا مع إشكالياتنا من جهة أخرى، ولقد أشرت من قبل إلى أن النسق المحافظ يرى أن الستر على العيوب شرط سلوكي، ثم يرى أن الزمن هو حلال المشاكل، ويرى أن الحديث عن مشكل ما هو إشاعة له وإحياء للداء، وسيكون الستر هنا ضرورياً مع تجاهل المشكل وتركه يذوب عبر تناسيه أو عبر التسليم به. هذا قانون نسقي عريق، ولقد تعاملنا بموجبه مع موضوع القبيلة ومع موضوعات أخرى مثلها، ولذا يشعر المرء منا أنه محتاج إلى قدر كبير من التشجيع الذاتي، مثلما يشعر بالتردد والتخوف من ملامسة أي موضوع يوصف بالحساس، حتى ليبلغ الأمر بنا حد الهوس فيصير كل شيء حساساً حتى نقد الأفراد أو ابداء الملاحظات، وهذا مظهر ثقافي هو من أبرز مظاهر النسق المحافظ، وهذا ما يجعل المشاكل تعمر طويلاً وتستفحل حتى لتستعصي على الحل. ولو تذكرنا قصة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مع أبي ذر حينما قال له: إنك امرؤ فيك جاهلية، بسبب تعييره لرجل بأمه الأعجمية، وسأخص القصة بحديث واف لاحقاً - إن شاء الله - ولكني أشير هنا إلى أن الرسول الكريم لم يراع شروط النسق وضروراته، وبادر إلى تصحيح الغلط الأخلاقي، وبلغة صريحة ودقيقة في تشخيص المشكل ووصفه بصفته الحقيقية، من حيث هو خلق جاهلي وغير إسلامي. ولم يكن الستر هنا ولا ترك الأمر للزمن هو الحل، وإنما الكشف والمصارحة ومواجهة الحدث، وفي السيرة النبوية دروس كثيرة تحسم هذه القضية لمصلحة التناسب الاجتماعي والإنساني إيجابياً وعملياً. ولكنني هنا أشير - فحسب - إلى ردود الفعل الأولى على المقالات الثلاث الماضية، وأركز على امتناني لكل من أسهم برأي، ولن أجادل صاحب رأي في رأيه، والأمر كله دعوة للرأي ولفتح صندوق الأسرار، والسباحة في حوض الأشواك، غير أنني سأشير إلى ملاحظتين وردتا في موقع "الرياض" على الانترنت، أولاهما للزميل الدكتور صالح معيض الغامدي، وفيها يعلق على مقالتي الثالثة عن الجزار والوجيه ويرى أن الوجيه قد جامل صديقه الجزار ولم يذكر له (كل) الفروق الجوهرية بين القبلي وغير القبلي، واكتفى بصفتي الشجاعة والكرم وسكت عن أشياء أخرى، والحقيقة أنني ممتن للدكتور صالح على متابعته على الانترنت وعلى أحاديثه معي في الجامعة حول الموضوع، وكم أتمنى أن لو تمكن الدكتور من كشف الورقة بكامل أسطرها وقال صراحة ما هذه الفروق لكي يتسنى لي وله ولغيرنا أن نناقشها ونتمعن فيها، هذا إن كان أبناء القبائل يميزون أنفسهم بغير صفتي الشجاعة والكرم، ويجعلونهما في أعلى السلم القيمي النفسي والاجتماعي، ولست أرى في كل ما اقرأ وفي كل ما ألمسه وألاحظه غير هاتين الصفتين مما هما صفتا تميز وتفاضل حتى بين قبيلة وأخرى، وتعلو أي قبيلة في السلم الاجتماعي والثقافي كلما تعالت في هاتين الصفتين، ولقد بذلت جهداً ووقتاً للكشف عن صفات ذات قيمة تعميمية وصريحة ومقننة فلم أجد غيرهما، ولا بد أن أركز هنا أن الصفات المطلوبة في البحث هي الصفات التي تقول بها الثقافة بوضوح وبتعال تكشف عنه الأشعار والحكايات ومجالس المفاخرة، وخطب البلغاء في المحافل والمواجهات الترحيبية. إن كل ما في الخطاب الثقافي يشير بوضوح قاطع إلى صفتي الشجاعة والكرم بوصفهما القيم التفضيلية العليا، وما عداهما فإننا قد نسمع كلاماً هو أشبه ما يكون بالهمس، يرى أفضليات وتمييزات غير معلنة في الخطاب ولا متناقلة بين الناس لا في شعر ولا في خطابة ولا في قصص. وهذا يحصر بالضرورة موضوع تعريف النظام القيمي القبائلي في صفات يقول بها الخطاب ويتصدر الوجه الثقافي ويصر عليه. ولكي نمتحن هذه القيمة علينا أن نسلب صفتي الشجاعة والكرم عن أي قبيلة.. فماذا سيجري من القبيلة تجاه المعتدي على صفاتها، ثم ماذا سيجري على القبيلة لو سلمت بالوصف ورضيت بأنها غير شجاعة وغير كريمة..؟! نعرف أن هذا غير ممكن وغير مقبول. هذا هو ما يثبت الصفات ويجعلها ذات قيمة بحثية تداولية، أما ما عداها فإنه غير وارد لا بحثياً ولا اجتماعياً، ومسألة صفاء الدم هي مسألة لاحقة بهاتين الصفتين ولا بد من الوقوف عليها في مقال لاحق. أما الملاحظة الثانية فكانت من أحد القراء الذي أقر بأن الأصل البشري هو التساوي فطرياً وطبيعياً بوصف الجميع أبناء آدم، ولكن التفاضل في رأيه جاء بعد ذلك حينما اختار نوح قومه في سفينته وهم عينة منتقاة بشريا ولذلك فهي متميزة. هذا ما يراه القارئ الكريم غير أن ما يلاحظ هنا أن سفينة نوح عليه السلام قامت على معيار إيماني ومن كفر غرق، وهذا هو معيارها، أي معيار التقوى، وليس معيار النسب، ثم إن ابن نوح خرج من السفينة ومن النسب أيضاً (ليس من أهلك) بما انه عمل غير صالح. وأخيراً فإن من لم يركب في السفينة قد غرق ومات. ومن هنا فالنسل البشري كله من ركاب السفينة، ولذا تنتفي فكرة القياس التفاضلي هنا، ومثله زواج إسماعيل من عرب مكة، وهو في رأي القارئ وجه من وجوه التفاضل المتجاوزة للتساوي الأصلي، ولكن هذا المثال لا يغطي الظاهرة البشرية في التناسل ولا أحد يقول إن القبائل (كلها) من نسل إسماعيل، ولذا لا سبيل إلى جعل هذا الزواج سبباً للتفاضل القبلي. هذا مقال تواصلي لربط ما انقطع، ولشكر كل من علق ولكل من سأل عن المقالات واهتم بأمرها. |
![]() |
![]() |
#3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 6
|
أعتقد أن الغذامي -(المنبوذ) من مجتمعنا - استطاع أو سيستطيع-بدهائه- جلب الكثير من الذين ينبوذنه إلى صفه من خلال هذه المواضيع التي تؤرق الكثير وهي لا تحتاج إلى كل هذه الضجة , فلو ترك الأمر وسار كل في طريقه لكان أفضل , من أن يثار الموضوع ويحصل الشقاق ولا حل << وهذا مايريده الغذامي -وأصحابه- ومع ذلك يكسب شريحة كبيرة من المجتمع إلى صفه .
|
![]() |
![]() |
#4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 76
|
فلنكن وسطاً...
حقيقةً أبدع الغذاميُ في مقاله هذا ، وإن كان البعض يجد عليه بعض المآخذ ولكن...(الحكمة ضالة المؤمن أنَى وجدها أخذها) وعلى هذا لانكون إما اسودَ أو أبيض ، بل نقطف من الثمر أطيبه ، ومن الكلام أحسنه.
تحياتي لكم...... |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|