|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#11 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 355
|
حوار د. حسن الهويمل: لدينا مئات الأديبات والناقدات
لها أون لاين الدكتور حسن بن فهد الهويمل، رئيس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية، والناقد الأدبي المعروف، واحد من المرابطين على ثغر اللغة العربية، يعتبرها قضيته الأولى؛ في الوقت نفسه لا يهاجم العامية والشعر الشعبي هجوماً مطلقاً، فهو يعي أنَّ العامية منتشرة منذ ألف عام، لكنَّه لا يريد لها التمدد وتجاوز المشافهة إلى التدوين. التقيناه فحدثنا عن رأيه في الشعر الصوفي وأسباب تخلُّف النقد عن الإبداع، وعن فترة تكوينه الأدبي، وبمن تأثَّر خلال مسيرته منذ البداية، فماذا قال؟ كثر حديثي عن بدايتي وتكويني الأدبي حتى كدت أملّ هذا الموضوع، وبدايات كلّ إنسان تكون متواضعة، وغير ملفتة للنظر، وقد تعمل الصدف ـ بتقدير الله عز وجل ـ على تحديد اتجاهاته، وتشكيل المؤثرات في مساراته. بدأت كأيّ إنسان بداياتٍ متواضعة وغير واعية. طفلٌ دخل المدرسة، وأخذ طريقه من الابتدائي إلى المتوسط فالثانوي فالجامعة، ولكنني أحسست منذ الابتدائية بميل للقراءة، وحبٍّ لاقتناء الكتاب، مِلتُ إلى كتب الأدب، وبالذات التاريخ الأدبي والمختارات، والموسوعات الأدبية، وأُعجبت بعبَّاس محمود العقَّاد، وبالزيَّات، وبأسلوب طه حسين، وعلي مستوى الشعر بالمتنبي، وشوقي، ثمَّ عدَّلت عن الارتباط بأيّ كاتب أو شاعر، وأصبحت قارئاً لكلّ ما يقع في يدي. الدين والأدب.. أين يلتقيان وأين يفترقان؟ الدين مهيمنٌ، والدخول فيه هو مطلب رئيس ومقتضى إسلامي، والأدب أداة ووسيلة لخدمة الدين، ولا يمكن تصوُّر افتراق بينهما بالقدر الذي يتصوَّره بعض الناس، هناك أولويات بالمهمّات، فالأدب لا يكون مجال وعظ ولا إرشاد ولا رقائق، ولكن لا بدّ من أن يحمل الهمّ الإسلامي وهمّ الإصلاح وتقديم المشروع الإسلامي. الأدب فن، وهدفه الإمتاع, ولكن يجب أن يكون الإمتاع في حدود المباح، ولأنَّ الأدب اليوم لم يكن للإمتاع فقط، لقد "أدلجه" الماركسيون والعقليون والماديون والوضعيون أدلجوه في الفكر، فإنَّ من حقّ الإسلاميين أن يجعلوا الأدب إسلامياً يبلِّغ رسالة ويهدي أمَّة ويمتع المتلقي بالقدر الذي يوفِّر أدبية النص وفنية الإبداع. من أبرز تجليات الشعر الذي يُنسب إلى حركة دينية، ذلك التراث الشعري للحركة الصوفية، فهل نعتبر ذلك أدباً إسلامياً؟ التصوُّف: سلوك أو عقيدة، زهد أو خرافة, اتكال أو توكل، ولا يجوز أن نحكم على ظاهرة التصوُّف حكماً عاماً، إذ هناك مستويات مختلفة، وإذ نقطع بأنَّ التصوُّف فكراً ليس من عنديات الإسلام فإنَّ التعامل معه يجب أن يكون دقيقاً وحذراً وعادلاً، والشعر الذي أنتجه المبدع متصوفاً كان أو غير متصوف، نعرضه من جانبه الفني واللغوي والشكلي على ضوابط الفن واللغة والعروض، فما قبله قبلناه, ونعرضه من جانبه الدلالي على مقتضيات الإسلام فما قبله قبلناه. إذاً المسألة ليست مسألة تصوُّف أو سلفية أو غيرها، المسألة مسألة ضوابط فنية وإسلامية, يضع المبدع والناقد أهمية للمرجعية والرد. والقول بنسبة تجليات الشعر إلى أية حركة قول فيه تضييق لفضاءات الشعر وآفاقه، فالحركة الصوفية واحدة من المثيرات، فهي ليست الأهم فضلاً عن أن تكون المثير الوحيد والأشمل. ويقيني أنّنا أحوج ما نكون إلى الخلوص من العموميات والإطلاقات المرتجلة وغير الموفَّقة. v المبدعون يحمِّلون النقاد مسؤولية ضعف حركة الإبداع، فيما يرى كثير من النقاد أنَّ عنصر الإبداع الحقيقي قد انتهى؟! عملية التنافي وتقاذف الإشكالية كما الكرة أسلوب غير حضاري، والجادُّون في البحث عن الحلول ينكبون عن تبرئة الذات في سبيل إدانة الغير. والضعف قائم ولكنَّه ليس بدعاً وليس قصراً على مرحلة دون أخرى، فالمؤرِّخون للأدب عبر العصور يقفون على مستويات متباينة، والضعف جزء طبيعي من هذه المستويات . والنقد والإبداع ـ كما قلت في مناسبة سابقة ـ وجهان لعملة واحدة, يتداعيان وقد يسبق أحدهما الآخر وقد ينعكس أثر أحدهما على الآخر. والمشهد الثقافي يتعرَّض لحالات من الضعف والفوضى، وتلك موجات يطول أمدها ويقصر، ويستفحل ضعفها وينحسر، وأحسبّ أنَّ ما يعانيه المشهد الأدبي من ارتباك وفوضى مردُّه إلى استشراء التبعية وكثرة الأدعياء وإباحة المجال لمن لا يتوفّرون على موهبة ولا ينطوون على ثقافة أصيلة، وما أضرَّ بالأمَّة إلا المداهنة والمجاملة والمسايرة. والإبداع لا يكون شيئاً مذكوراً إلا إذا توفَّر صاحبه على موهبة ودراية وثقافة وموقف وتجربة عميقة وأجواء تقدِّر الفن وتوفِّر الحرية المنضبطة، وناقد متمكن متخصص أو موهوب لا تأخذه في الحق لومة لائم. وإذا تفشَّى الضعف وتخلَّف النقد فإنَّ في المشهد من يرصد ويعرف الداء وسبيل الشفاء، وإذا كان هناك ضعف وتخلُّف فإنَّ مردَّه لأنساق وسياقات وظروف قد لا يكون النقد هو السبب . v بعض المبدعين تحوَّلوا بالنص الأدبي من الرمز إلى الغموض والطلاسم.. مارأيك؟ الغموض، والرمز، والأسطورة، والقناع حين يمارسها المبدع دون وعي يتحوَّل النص إلى الطلسمة والغنوصية، والافتعال غير الفعل، هناك غموض فني يتعلَّق بالمفردة أو بالجملة أو بالعبارة أو بالأسلوب، أو بالفكرة، وهذا الغموض يُكسب النص قيمة أسلوبية أو فنية أو معرفية، ولكنَّه لا يكون بالتعمل والافتعال.. الغموض سمة فنية قد يتصف بها المبدع. والرمزية مذهب تتنازعه عدّة اتجاهات، وهو نظرية قائمة عالجها النقاد المنظِّرون والتطبيقيون، فهناك الرمز الصوفي والرمز الأسطوري، وهناك الإشارات والثغرات، والناقد الحصيف هو الذي يحدد القيمة. والرمز مستويات، ودخول الرمز أو الغموض مرحلة الطلسمة دليل على عدم الوعي، فالفن القولي رسالة يجب أن تحمل فكرة محدَّدة وأن تراعي أحوال المتلقي، وعند البلاغيين مصطلح ![]() v وصفك أحد كُتَّاب العامية بإحدى الصحف المحلية بأنَّك وآخرين ثلاثي الرعب، وأنَّكم بملاحقة العامية والشعر الشعبي تنفخون في الرماد.. فهل أضاف الشعر الشعبي جديداً؟ ولماذا لا نعتبره أحد وسائط الإبداع؟ الخصوم يحرِّفون الكلم عن مواضعه ويتعمَّدون تقويلي ما لم أقل؛ لأنَّهم لا يحققون الانتصار بالصدق والموضوعية، ولا تُنْجيهم إلا المغالطة والكذب والخروج من الموضوعي إلى الشخصي. فأنا لست مرعباً، ولست ضد الشعراء الشعبيين، وأعرف أنَّ العامية ظاهرة منذ ألف عام، وأنَّها لغة التخاطب، والشعر الشعبي من مفردات هذه الظاهرة، ولا يمكن القضاء عليه، وموقفي فقط من لغة هذا الشعر ورفضي أن يَحْتفي به النقد الأدبي والأقسام الأدبية في الجامعات، يكون عامياً كما اللغة العامية، شفهياً كما اللغة العامية. لا يكون لغة أدب ولا لغة فكر، ومن حقّ شعراء العامية أن يبدعوه، ومن حقّ المتذوِّقين له أن يسمعوه. وأنا ضد العامية ومفرداتها التي تهيمن على الفصحى وتتفشَّى على حسابها، لا أريد لها أن تتخطى من المشافهة إلى التدوين، ولا من التمتُّع إلى الدرس, ولا من الشارع إلى المحافل الأدبية، أريدها أن تظل مع العامة فقط، وهذا حقٌّ لا مراء فيه. v بعد تولِّيكم رئاسة المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي خلفاً للفريق المعلمي رحمه الله، ماهي خطتكم في الأيام القادمة، وهل هناك أنشطة ثقافية وأدبية تعتزم الرابطة القيام بها؟ خروج الرئيس بالموت أو بالإعفاء لا يعني انقلاب الفعل، مات المعلمي رحمه الله، وجئت أنا, أعانني الله، وكلّ واحد منَّا يحمل هموماً كثيرة، قد تخدم أحدنا الظروف والإمكانات فيكون أكثر حضوراً وأكثر طموحاً. ويبدو لي أنَّ مجيء رئيس جديد يتطلَّب التحرُّف لأسلوب جديد، وهذا ما أفكِّر فيه، وتعويلي على زملائي وإخواني فما أنا الفاعل وحدي، ولن أحقق ما أطمح إليه إلاَّ حين أجد الدعم والمساندة، ولا أكتمكم الحديث، ففي النفس حاجات كثيرة والله أسأل أن أجد الإمكانات المادية والمعنوية لأسعد بتحقيقها، وكما قلت من قبل فالرابطة لها مشاريعها ورسالتها، والمكتب سوف يعمل في إطار تلك المشاريع. v لكن من المعروف أنَّ المسابقات السنوية التي تعقد في الإبداع الأدبي من شأنها تقديم أقلام جديدة ودفعها للساحة الأدبية.. ما هو دور الرابطة في تفعيل هذه الخاصية إذا جازت التسمية؟ الرابطة تخطط في كلّ عام لمشروع ثقافي، تضع في اعتبارها: المحاضرات، والندوات، والأمسيات والمسابقات، والمؤتمرات، وطبع الكتب، وإصدار المجلات. وفي أعقاب ذلك تقوِّم عملها وتستعرض نتائج فعلها وتستشير المهتمين، وتطلب افتراع فعاليات مفيدة والمسابقات حين تعقدها للرجال والنساء في الشعر والنثر، وقد تخصُّ العنصر النسائي متى قامت الحاجة إلى ذلك. كلّ الذي نتمناه من الخيِّرين والخيِّرات أن يمدُّوا أيديهم إلينا بالدعم المادي والمعنوي، أن يشتركوا في مطبوعاتنا، أن يشتروها، أن يُسهموا بالكتابة، أن يحملوا زملاءهم ومعارفهم لدعم هذه الرابطة التي تعلِّق آمالها على الرجال والنساء على حدّ سواء. v تستقطب الحركات النسوية المشبوهة الكثير من الأفلام النسائية الباحثة عن قنوات لنشر ابداعاتهن، فأين اهتمام رابطتكم بالأقلام النسائية؟ رابطة الأدب الإسلامي لها إمكاناتها وطاقاتها، وهي لم تتوان في استغلال أكبر قدر من إمكاناتها، وهي مهتمة بالعنصر النسائي، وقد انضم للرابطة مئات الأديبات والناقدات والمبدعات الإسلاميات، وهن يشاركن في بث القيم الإسلامية من خلال النقد والإبداع، وإذا استفحل الشر وطغت وسائل التدمير الأخلاقي، فإنّ مسؤولية الرابطة في حدود إمكاناتها تمارس مسؤوليتها بالحكمة والموعظة الحسنة والدفع بالتي هي أحسن، محترمة نظام الدولة وضوابطها. وليس لدينا سوط ولا زنزانة نتخطَّف المنحرفين وتنفيهم من الأرض (ولو شاء ربَّك لهدى الناس جميعاً) . مهمتنا العمل وليس علينا الهداية، ونحن ماضون بهذا السبيل, ونسأل الله أن يهدي بنا الضالين، ولسنا وحدنا في الميدان، هناك مؤسسات وأفراد وحكومات إسلامية.
__________________
ولي فرس للحلم بالحلم ملجم × ولي فرس للجهل بالجهل مسرج
فمن شاء تقويمي فإني مقوم × ومن شاء تعويجي فإني معوج وما كنت أرضى الجهل خدناً وصاحباً × ولكنني أرضى به حين أحرج |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|