|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2006
البلد: بريدة حرسها الله
المشاركات: 337
|
تزبب قبل أن يتحصرم !!
تزبب قبل أن يتحصرم !!
مثال عربي قديم ، معناه أن ثمر العنب أصبح زبيب - والزبيب آخر مراحل العنب - قبل أن يحصرم - والحصرم - أول مراحل طلع ثمر العنب - . هذا المثال ينطبق حقيقة على كثير من سموا أو تسمو بالمشايخ وطلاب العلم والمدربين !!! فتجد احدهم كل مؤهلاته أنه يقراء على الشيخ في الدرس ! أو أن كل مؤهلاته صوت جميل !! وهذا واقع ملموس في دنيا الواقع ، بل لا أبالغ أن قلت أن بعضهم ينطبق عليه المثال وإن كان قد تقلد منصباً إسلامياً - إن صح التعبير - فمثلاً القاضي والخطيب والمحاضر والواعظ ورجل الحسبة والأستاذ الجامعي في الشريعة وأصول الدين وكذلك الدعاة الرسميين في وزارة الشؤون الإسلامية ، بل وحتى من حصل على الدرجات العليا كالماجستير والدكتوراه !! قد يقول البعض أو يضمر في صدره أنني متحامل أو إنسان قد ملئ صدره حسداً !! فأقول أخي بارك الله فيك : قديماً قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : " إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " رواه البخاري . فتأمل أخي قبل أن تحكم على الموضوع فيمن حولك تجد العجب العجاب !! لقد كنت مع أحدهم في الأيام القليلة الماضية فسأل عن قراءة المأموم الفاتحة ؟ فتحذلق المسكين وتحملق ، ونظر أيمن منه فلم يرى إلى شهادة الدكتوراه !! ونظر أيسر منه فلم ير إلا منصبه الإسلامي !! ونظر أمامه فلم يرى إلا وجوهاً قد تسمرت فيه تنتظر الإجابة !! فحار المسكين وخار ، وقال في بلادة وحماقة واستخفاف بالعقول : في نظري أن المسألة لا يجب أن يبت فيها لكي يجد المرء فسحة إذا صلى مع إمام يطيل أن يقراء الفاتحة ، وإذا صلى مع إمام يخفف يجد عذراً في تركها !!! لله درك !! فكم غيب هذا الجواب المسدد عن أئمة العلم كأحمد والشافعي وابن تيمية وغيرهم .
__________________
من جميل كلام ابن القيم -رحمه الله - :
ومن الناس من طبعه طبع خنزير ، يمر بالطيبات فلا يلوي عليها ، فإذا قام الإنسان عن رجيعه قَمَّه . وهكذا كثير من الناس ، يسمع منك ويرى من المحاسن أضعاف أضعاف المساوئ ، فلا يحفظها ولا ينقلها ولا تناسبه ، فإذا رأى سَقْطة أو كلمة عوراء وجد بغيته وما يناسبها ، فجعلها فاكهته ونُقْله . مدارج السالكين - ج 1 - ص 695 - ط طيبة |
![]() |
![]() |
#2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
|
كلام جيد ومهم جدا أخي المحب4006
وهناك عدة محاور لابد من أن ينظر فيها : 1ـ شروط الاجتهاد التي يذكرها الأصوليون قال شيخ الإسلام ابن تيمية :لاتنطبق حتى على الصحابة. 2ـ هل الاجتهاد قابل للتجزؤ يعني يستطيع أن يجتهد في باب من أبواب الفقه و في غيره يكون مقلدا أم لا؟ القول الراجح صحة تجزؤ الاجتهاد . 3ـ لاتخصص إلا بشمولية وهو مايعنى به بالتأصيل العلمي .(يضبط في كل فن من العلم مختصرا فيه معتمد عند أهله ) 4ـ لايشترط ألا يدعو احد ولا يتكلم أحد في أنواع العلم إلا بتحصيل علمي واسع فكل مسلم له أن يتحدث بالعلم ويتذاكر به مع زملائه وإخوانه لكن لايجوز له أن يفتي أو يقضي قاله شيخنا يوسف الغفيص . 5ـ وهو مبني على ماقبله : يجوز أن يدعو الداعية والخطيب ووو .. لما يعلمه ولايلزم أن يكون كل خطيب وكل داعية مفتيا . 6 ـ بعض (زبيبنا ) صنعناه بأنفسنا حيث يستفتي كثير من الناس كل من يقوم واعظا أو داعية أو خطيبا في الناس بل كل من عظمت لحيته أو لبس البشت أو اشتهر بزهد صار علما للفتوى فهذا خلط كبير . أخي المحب : ألا ترى الناس يميزون من يسألونه عن الرؤى ولا يميزون من يستفتون ؟. |
![]() |
![]() |
#3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2002
المشاركات: 331
|
النخب المزورة كثيرة..وللأسف
أخوكم:الـ غ ض ن ف ـر
__________________
أنت الزائر رقم |
![]() |
![]() |
#4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2006
البلد: بريدة حرسها الله
المشاركات: 337
|
أخي تأبط رأياً :
أشكر لك هذه الإضافة الرائعة والتي أثرة الموضوع ، فلك الشكر . أخي الغضنفر : صدقت ، لكن أخشى أن أكون أنا منهم لتطاولي على هذا الموضوع !!
__________________
من جميل كلام ابن القيم -رحمه الله - :
ومن الناس من طبعه طبع خنزير ، يمر بالطيبات فلا يلوي عليها ، فإذا قام الإنسان عن رجيعه قَمَّه . وهكذا كثير من الناس ، يسمع منك ويرى من المحاسن أضعاف أضعاف المساوئ ، فلا يحفظها ولا ينقلها ولا تناسبه ، فإذا رأى سَقْطة أو كلمة عوراء وجد بغيته وما يناسبها ، فجعلها فاكهته ونُقْله . مدارج السالكين - ج 1 - ص 695 - ط طيبة |
![]() |
![]() |
#5 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2006
البلد: -- القلب بيتك وأنت وحدك سكنها --
المشاركات: 1,149
|
كلام رائع وجميل
ليتنا نهتم بعباداتنا مثلما نهتم بامور دنيانا
__________________
![]() |
|||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#6 |
عبدالله
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
|
جزاك الله خيراً أخي ، أنت بهذا المقال تحاول الإشارة إلى خلل مشترك بين العامة و الساسة لا أقصد الساسة في المجال السياسي فقط و لكن كل من كان وجيهاً أو قائداً أو شيخاً أن صاحب مكانه ، أحياناً نصنع -لجهلنا بالحقائق و تركيزنا على المظاهر- نصنع قادة و ننصب قدوات ليسوا على قدر ما أُهلوا إليه ، و لذلك قال عمر -رضي الله عنه - تعلموا قبل أن تسوَّدوا أو تسوُدوا . ربما قدم شخص لأنه يحمل حرف ( د ) على شيخ عالم جهبذ ، و هذا يحصل .. الحاصل أن الخلل مشترك بين طرفين ..إلا من رحم الله .. شكرا لك أخي الكريم ..
__________________
ياربي ..افتح على قلبي .. و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك .. [عبدالله] من مواضيعي : آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات ) ::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة) |
![]() |
![]() |
#7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2003
المشاركات: 151
|
نعم هذه مصيبة عظمى لأن المجتمع _إلى الآن_ لا يفرق بين الفئات التالية في من يتحدثون بشرع الله في زماننا:
1- فالعلماء الأئمة المجتهدون: وهم من جمع بين الحفظ والفقه في النصوص وعرف مقاصد الشرع وأصوله وقواعده؛ استحضرها وفَقِهَهَا وملك أهلية الاجتهاد والتوقيع عن رب العالمين. 2- والحفاظ: وهم من حفظوا الكتاب والسنة ووهبهم الله سرعة في استحضار النصوص والاستدلال على المسائل. 3- والمتخصصون ويدخل فيهم الأكاديميون: وهم من أبحروا وتعمقوا في فن من فنون الشريعة عرفو خباياه وتشربوا مسائله مع إلمامهم بالحد الأدنى من غيره من العلوم الشرعية . 4- والمثقفون من طلبة العلم : وهم من ملكوا أهلية البحث والتقصي في أقوال العلماء ومآخذهم في أي مسألة تعرض أو تستجد؛ وكذا لو راجعوا بعض المسائل وإن لم تكن نازلة. 5- والخطباء وأصحاب الصوت الأجش: وهم من يراجعون أقوال العلماء وما يدور حول المسألة أو النازلة؛ وهم بدورهم يبلغونها للناس ويوصلون المراد بأبسط أسلوب. 6- والدعاة : وهم من عنده الحد الأدنى من علوم الشرع؛ ويسأل أو يراجع العلماء فيما لم يتبين له الحق فيه. 7- والوعاظ (وهم القُصَّاصُ في عصور السلف) وهم من يستعطفون الناس ويذكرونهم وينصحونهم ويجلون الصدأ من قلوبه؛ عرفوا نصوص الوعد والوعيد فبلغوها للناس ووهبهم الله عواطف جياشة وألسنة جميلة تؤثر في الناس وتدخل الآذان فما تلبث أن تستقر في القلوب.. 8- والمتعاطفون والمتحمسون لشرع الله من الشباب الصالح الذي حمل هم هذا الدين وبلَّغ ما سمعه من العلماء لعامَّة الناس. ومن هنا فأن هذه الأصناف الثمانية وما يتفرع منها يجب أن لا يتعدى كل منهم حدوده.. فالكلمة الفصل هي للأئمة المجتهدين ولا شك أن من كمالهم أن يستعينوا بالحفاظ في ما يغيب عن أذهانهم ويدارسوهم المسائل كما أن من كمالهم استعانتهم ببحوث المختصِّين أو بالباحثين ممن يعينونهم في طرح رأيهم في المسألة؛ وهذا واقع فأنا أعرف أن عدداً من طلبة العلم كان الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله يحيل عليهم عدداً من المسائل يدرسونها ويفتي على ضوء دراساتهم. فإن عارض الإمام المجتهد قول إمام مجتهد آخر وكان قول أحدهما مبنياً على بحوث ودراسات كان أولى ممن أفتى بها بناء على ما استقر عنده فقط. وكذا إذا كان أحد المجتهدين أكثر اختصاصاً من غيره في باب من الأبواب فقوله مقدَّم على غيره لأنه أعرف من غيره وليس في هذا انتقاص لمن لم يؤخذ قوله: فقول الشيخ محمد بن عثيمين قد يرد ولا يؤخذ في مسألة دقيقة في علم مصطلح الحديث إذا عارض بعض المختصين ولو كان هذا المختص يغرق في بحر علم ابن عثيمين ولو كان الشيخ حياً وراجعه هذا المختص لرجع إلى قوله ؛ وتذكرون مراجعات الشيخ سعود الشريم للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في بعض مسائل المناسك. ولذلك فالقول الفصل في المسألة هو قول من بحثها حديثاً وراجعها ومن حق العلماء عليه أن يراجعهم ويبين لهم رأيه ودراسته؛ ومن حق العلم عليهم أن يرجعوا إلى رأيه إن تبين لهم الصواب. أما بقية الفئات فليس لأحد منهم أن يتجاوز مقامه في الشرع ولا أن يعطى فوق حقه: فلا يصح أن أسأل مختصَّاً في العقيدة عن مسألة في الفرائض لأنه ليس إماماً في كل الفنون. ولا يصح أن أقدِّم رأياً عارضاً لإمام من الأئمة على دراسة لمختص بحث المسألة من جميع جوانبها وسبرها وبين رأياً مبنياً على الأدلة وفهم السلف لهذه المسألة. ولا يصح أن أطلب من كل مختص أن يكون مجتهداً _فإن اعتقد باختصاصه في علم أنه مجتهد في كل العلوم فتلك طامَّة الطوام_. كما لا يصح لي أن ألزم كل خطيب من الخطباء أن يكون عالماً شرعياً ومفتياً وموقعاً عن رب العالمين؛ فإن اعتقد ذلك فتلك مصيبة وطامَّة أكبر من سابقتها. والمشكلة في مجتمعنا أنهم سمَّوا الجميع شيخاً واستفتوهم وأخذوا رأيهم على أنه رأي الشرع؛ فإن اعترض أحد على رأي فلان فهموا ذلك انتقاصاً وحطَّاً من قدره لأننا قصَّرنا في توضيح مقام كل عالم من العلماء وحدوده ، ولأن عدداً من الفضلاء تجاوزوا حدودهم وتكلموا فيما لا علم لهم به فوقعت المصائب والتناقضات.. ولذا كان لزاماً علينا نحن الشباب المتحمس الغيور فهم مقامات العلماء وإنزال كل شخص منزلته التي يستحقها.. وهذه فهمها السلف فقد كان الشافعي يسأل الإمام أحمد عن الحديث ؛ وكان يقول "إذا ثبت الحديث عندكم فأعلمونا به" وليس هذا نقصاً في الشافعي لكن أحمد أكثر منه إلماماً في الحديث.. والأمثلة على هذا كثيرة ؛ فقد كثر القصاص في عصور السلف ولم يكونوا ينهونهم إلا عن التوقيع عن رب العالمين ولذا ذمهم العلماء لمَّا انبهر ببعضهم العامَّة وظنوهم علماء.. وهذا ظاهر في زماننا فإن العالم الكبير إذا تكلم في دقائق من فن لم يتعمَّق فيه وقع منه الخطأ والتناقض؛ ولذا لما تكلم أحد علمائنا الكبار في مسألة لغوية صرفة وأتى بما لم يُسبق إليه لامه أهل اللغة لأنه تكلم في غير فنه. أختم بعبارة جميلة قالها ابن حجر في أحد الأئمة لما تكلم في مسألة ليست من اختصاصه قال ابن حجر ((من تكلم في غير فنِّه أتى بالعجائب)) أعتذر عن الإطالة محبكم/ صالح أبو
__________________
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً***بالطوب يرمى فيرمي طيب الثمر آخر من قام بالتعديل صالح أبو; بتاريخ 21-01-2007 الساعة 08:42 AM. |
![]() |
![]() |
#8 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2003
المشاركات: 151
|
نعم هذه مصيبة عظمى لأن المجتمع _إلى الآن_ لا يفرق بين الفئات التالية ممن يتحدثون بشرع الله في زماننا:
1- فالعلماء الأئمة المجتهدون: وهم من جمع بين الحفظ والفقه في النصوص وعرف مقاصد الشرع وأصوله وقواعده؛ استحضرها وفَقِهَهَا ، وملك أهلية الاجتهاد والتوقيع عن رب العالمين. 2- والحفاظ: وهم من حفظوا الكتاب والسنة ، ووهبهم الله سرعة في استحضار النصوص والاستدلال على المسائل. 3- والمتخصصون ويدخل فيهم الأكاديميون: وهم من أبحروا وتعمقوا في فن من فنون الشريعة ؛ عرفو خباياه وتشربوا مسائله ، مع إلمامهم بالحد الأدنى من غيره من العلوم الشرعية . 4- والمثقفون من طلبة العلم : وهم من ملكوا أهلية البحث والتقصي في أقوال العلماء ، ومآخذهم في أي مسألة تعرض أو تستجد؛ وكذا لو راجعوا بعض المسائل وإن لم تكن نازلة. 5- والخطباء وأصحاب الصوت الأجش: وهم من يعتمدون أقوال العلماء وما يدور حول المسألة أو النازلة؛ وهم بدورهم يبلغونها للناس ، ويوصلون المراد بأبسط أسلوب. 6- والدعاة : وهم من عنده الحد الأدنى من علوم الشرع؛ ويسأل أو يراجع العلماء فيما لم يتبين له الحق فيه. 7- والوعاظ (وهم القُصَّاصُ في عصور السلف) وهم من يستعطفون الناس ويذكرونهم وينصحونهم ويجلون الصدأ من قلوبهم؛ عرفوا نصوص الوعد والوعيد فبلغوها للناس ، ووهبهم الله عواطف جياشة وألسنة جميلة تؤثر في الناس ، تدخل عباراتهم الآذان فما تلبث أن تستقر في القلوب.. 8- والمتعاطفون والمتحمسون لشرع الله من الشباب الصالح الذي حمل هم هذا الدين وبلَّغ ما سمعه من العلماء لعامَّة الناس. ومن هنا فأن هذه الأصناف الثمانية وما يتفرع منها يجب أن لا يتعدى كل منهم حدوده.. فالكلمة الفصل هي للأئمة المجتهدين ؛ ولا شك أن من كمالهم أن يستعينوا بالحفاظ في ما يغيب عن أذهانهم ويدارسوهم المسائل . كما أن من كمالهم استعانتهم ببحوث المختصِّين أو بالباحثين ممن يعينونهم في طرح رأيهم في المسألة؛ وهذا واقع علمائنا : فأنا أعرف أن عدداً من طلبة العلم كان الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله يحيل عليهم عدداً من المسائل يدرسونها ويفتي على ضوء دراساتهم. فإذا عارض الإمام المجتهد قول إمام مجتهد آخر وكان قول أحدهما مبنياً على بحوث ودراسات كان أولى ممن أفتى بها بناء على ما استقر عنده فقط. وكذا إذا كان أحد المجتهدين أكثر اختصاصاً من غيره في باب من الأبواب فقوله مقدَّم على غيره لأنه أعرف من غيره وليس في هذا انتقاص لمن لم يؤخذ قوله: فقول الشيخ محمد بن عثيمين قد يرد ولا يؤخذ في مسألة دقيقة في علم مصطلح الحديث إذا عارض بعض المختصين ولو كان هذا المختص يغرق في بحر علم ابن عثيمين ولو كان الشيخ حياً وراجعه هذا المختص لرجع إلى قوله ؛ وتذكرون مراجعات الشيخ سعود الشريم للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله قبيل وفاته في بعض مسائل المناسك. ولذلك فالقول الفصل في المسألة هو قول من بحثها حديثاً وراجعها ، ومن حق العلماء عليه في هذه الحال أن يراجعهم ويبين لهم رأيه ودراسته؛ ومن حق العلم عليهم أن يرجعوا إلى رأيه إن تبين لهم الصواب. أما بقية الفئات فليس لأحد منهم أن يتجاوز مقامه في الشرع ولا أن يعطى فوق حقه: فلا يصح أن أسأل مختصَّاً في العقيدة عن مسألة في الفرائض لأنه ليس إماماً في كل الفنون. ولا يصح أن أقدِّم رأياً عارضاً أو فتوى ولو كانت لإمام من الأئمة على دراسة متكاملة لمختص بحث المسألة من جميع جوانبها وسبرها وبين رأياً مبنياً على الأدلة وفهم السلف لهذه المسألة. وفي المقابل : لا يصح أن أطلب من كل مختص أن يكون مجتهداً _فإن اعتقد هو باختصاصه في علم أنه مجتهد في كل العلوم فتلك طامَّة الطوام_. كما لا يصح لي أن ألزم كل خطيب من الخطباء أن يكون عالماً شرعياً ومفتياً وموقعاً عن رب العالمين؛ فإن اعتقد ذلك فتلك مصيبة وطامَّة أكبر من سابقتها. وأطم منها إن استفتوا أحداً من الوعاظ أو الشباب الصالح المتحمس. ومصيبة المصائب: أن تكون الفتوى من مسائل الأمة الكبيرة التي تحتاج إلى فهم دقيق وتأنٍّ في الفتوى فيها. والمشكلة في مجتمعنا أنهم سمَّوا الجميع شيخاً واستفتوهم وأخذوا رأيهم على أنه رأي الشرع؛ فإن اعترض أحد على رأي فلان فهموا ذلك انتقاصاً وحطَّاً من قدره!! وسبب ذلك:أننا قصَّرنا في توضيح مقام كل عالم من العلماء وحدوده ، كما أن عدداً من الفضلاء تجاوزوا حدودهم وتكلموا فيما لا علم لهم به فوقعت المصائب والتناقضات.. ولذا كان لزاماً علينا نحن الشباب المتحمس الغيور: فَهْمُ مقامات العلماء ، وإنزال كل شخص منزلته التي يستحقها.. وهذه المسألة فهمها السلف رحمهم الله وعملوا بها: فقد كان الشافعي يسأل الإمام أحمد عن الحديث ؛ وكان يقول "إذا ثبت الحديث عندكم فأعلمونا به" وليس هذا نقصاً في الشافعي لكن أحمد أكثر منه إلماماً في الحديث.. والأمثلة على هذا كثيرة ؛ فقد كثر القصاص في عصور السلف ولم يكونوا ينهونهم إلا عن التوقيع عن رب العالمين ولذا ذمهم العلماء لمَّا انبهر ببعضهم العامَّة وظنوهم علماء.. وهذا ظاهر في زماننا : فإن العالم ولو كان كبيراً : إذا تكلم في دقائق من فن لم يتعمَّق فيه وقع منه الخطأ والتناقض؛ ولذا لما تكلم أحد علمائنا الكبار في مسألة لغوية صرفة وأتى بما لم يُسبق إليه لامه أهل اللغة لأنه تكلم في غير فنه. أختم بعبارة جميلة قالها ابن حجر في أحد الأئمة لما تكلم في مسألة ليست من اختصاصه ، قال ابن حجر : ((من تكلم في غير فنِّه أتى بالعجائب)) أعتذر عن الإطالة محبكم/ صالح أبو
__________________
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً***بالطوب يرمى فيرمي طيب الثمر |
![]() |
![]() |
#9 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بريدة ، دومة الجندل
المشاركات: 1,457
|
بارك الله فيك وجعل في موازين حسناتك أستاذي المحب 4006 هذا الموضوع الجميل الذي زانه تعليقات الإخوة الأفاضل وفقهم الله .
وكلمات الأخ الفاضل ( صالح أبو ) تكتب كما يقال بماء الذهب ، فهي تعليقات نفيسة جداً جداً وتم حفظها للإستفادة منها في ما يستجد ، فشكراً أستاذنا الفاضل ( صالح أبو ) ولا تحرمنا من هذه التعليقات . وشكراً مرة أخرى لصاحب الموضوع ولجميع من أفادنا فيه .
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية . |
![]() |
![]() |
#10 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2003
المشاركات: 151
|
أعتذر عن تكرار الرد
لأني في الرد الثاني أردت تعديل بعض الأخطاء لكن انقطاع الاتصال عندي جعلني أتأخر ولا أستطيع التحرير.. أرجو من المشرفين حذف الرد الأول لأن الثاني أكثر تحريراً..
__________________
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً***بالطوب يرمى فيرمي طيب الثمر |
![]() |
![]() |
#11 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2003
المشاركات: 151
|
أخي عمر55
أنت شيخنا ومنكم نستفيد محبك/ صالح أبو
__________________
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً***بالطوب يرمى فيرمي طيب الثمر |
![]() |
![]() |
#12 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2001
البلد: السرداب
المشاركات: 1,487
|
موضوع رائع جداً ..
وأقولها والله حقيقة لا مجاملة .. لكن عندي ملاحظتان على الموضوع والتي أرى أنها لا تذهب بجماله ولكن بد من ذكرها لمصلحة أخي : الملاحظة الأولى : الأخطاء الإملائية والتي للأسف أحياناً تحيل المعنى منها : ( أنه يقراء ) : يقرأ ( فسأل عن قراءة المأموم الفاتحة ) : فسئل ............ ( إلى شهادة الدكتوراه ) : إلا .......... ( يقراء الفاتحة ) يقرأ ............ ( والتي أثرة الموضوع ) : أثرت ((( إذا أردت معرفة التاء المربوطة من المفتوحة فقف عليها فإن نطقتها تاءً فهي مفتوحة ، وإن نطقتها هاء فهي مربوطة ))) الملاحظة الثانية : لو كان العنوان غير هذا لكان أفضل ،، حيث يبدوا لي أن الموضوع لا يتطرق إلى مسالة قلة العلم لدى المنتسبين إليه وإنما يقصد أخي ( المحب ) أن يُنسب الرجل - بظم الياء -إلى زمرة ( العلماء ) بمجرد حمله شهادة الدكتوراة أو كونه داعية أو خطيب جمعة فتراه يتصدر المجالس ويفتي ويسبق اسمه بفضيلة الشيخ إلى غير ذلك من الأشياء التي لا ينبغي أن تعطى إلا لمستحقها ممن عرفوا بثني الركب عند كبار العلماء هذا وأجدد الشكر لأخي ( المحب ) على هذا الموضوع واتمنى منه إتحافنا بمثل هذه المشاركات فهو حقيقة مبدع ومثقف وباحث جيد |
![]() |
![]() |
#13 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2006
البلد: بريدة حرسها الله
المشاركات: 337
|
الأخوة الأفاضل الأعضاء :
أبو ثامر الصمصام صالح أبو عمر 55 شكراً لمروركم وإضافاتكم الرائعة . أخي البارع : البارع أشكر لك ملاحظاتك وتنبيهاتك ، أما ألأولى فأصبت وأما الأخرى فأظن أن المثل مطابق لما أقصده . شكراً لمرورك ولا تحرمني من توجيهاتك .
__________________
من جميل كلام ابن القيم -رحمه الله - :
ومن الناس من طبعه طبع خنزير ، يمر بالطيبات فلا يلوي عليها ، فإذا قام الإنسان عن رجيعه قَمَّه . وهكذا كثير من الناس ، يسمع منك ويرى من المحاسن أضعاف أضعاف المساوئ ، فلا يحفظها ولا ينقلها ولا تناسبه ، فإذا رأى سَقْطة أو كلمة عوراء وجد بغيته وما يناسبها ، فجعلها فاكهته ونُقْله . مدارج السالكين - ج 1 - ص 695 - ط طيبة |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|