|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
05-02-2007, 10:11 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 165
|
فوائد منتقاة من كتاب إغاثة اللهفان لابن قيم الجوزية عليه رحمة الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم أما بعد: فهذه بعض الفوائد المنتقاة من كتاب :إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان لشيخ الإسلام ابن قيم الجوزية عليه رحمة الله تعالى , والكتاب لا تكاد تخلو صفحة من صفحاته من فائدة , فحاولت جمعها واستخراجها . وقد اعتمدت على طبعة دار ابن الجوزي , والتي هي بتخرج العلامة الألباني عليه رحمة الله تعالى , وتحقيق الشيخ علي الحلبي حفظه الله . وكل ما كان بين معقوفتين فمني , والفوائد التي نقلتها من الحاشية نبهت عليها ... هذا وأسأل الله أن يجعل هذه الفوائد حجة لي لا عليّ والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , والحمد لله رب العالمين ===== -لم يرد هذا الوصف [ الفرد ] لله سبحانه في شيء من نصوص الوحيين الشريفين.[1/34حاشية]. - إذا أُشرب القلب العبودية والإخلاص صار عند الله من المقربين وشمله استثناء [ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ] .[1/38]. - واختلفت عبارات الناس في معنى القلب السليم , والأمر الجامع لذلك : أنه الذي سلِم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه , ومن كل شبهة تعارض خبره , فسلم من عبودية ما سواه , وسلِم من تحكيم غير رسوله ...[1/41]. - [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ الله وَرَسُولِهِ ] أي : لا تقولوا حتى يقول , ولا تفعلوا حتى يأمر, قال بعض السلف: ما من فِعلة وإن صغرت إلا يُنشر لها ديوانان :لمَ ؟وكيف؟ أي لمَ فعلت ؟ وكيف فعلت؟[1/42]. - [ يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً ] أمرهن أن يلن في كلامهن , كما تلين المرأة المعطية اللِّيان في مَنطقها , فيطمع من في قلبه مرض الشهوة , ومع ذلك فلا يُخشن في القول بحيث يلتحق بالفحش , بل يقلن قولا معروفاً.[1/50]. - وأما استفراغ المادة الفاسدة: فإنه سبحانه أباح للمحرم الذي به أذى من رأسه أن يحلقه، فيستفرغ بالحلق الأبخرة المؤذية له، وهذا من أسهل أنواع الاستفراغ وأخفها، فنبه به على ما هو أحوج إليه منه . وذاكرت مرة بعض رؤساء الطب بمصر بهذا، فقال: والله لو سافرت إلى الغرب في معرفة هذه الفائدة لكان سفرا قليلا، أو كما قال.[1/56]. - وإذا عرف هذا، فالقلب محتاج إلى ما يحفظ عليه قوته، وهو الإيمان وأوراد الطاعات، وإلى حمية عن المؤذي الضار، وذلك باجتناب الآثام والمعاصي، وأنواع المخالفات، وإلى استفراغه من كل مادة فاسدة تعرض له، وذلك بالتوبة النصوح، واستغفار غافر الخطيئات.[1/57]. - فالغيظ يؤلم القلب، ودواؤه في شفاء غيظه، فإن شفاه بحق اشتفى، وإن شفاه بظلم وباطل زاده مرضا من حيث ظن أنه يشفيه، وهو كمن شفى مرض العشق بالفجور بالمعشوق، فإن ذلك يزيد مرضه، ويوجب له أمراضا أُخر أصعب من مرض العشق كما سيأتى إن شاء الله تعالى، وكذلك الغم والهم والحزن أمراض للقلب، وشفاؤها بأضدادها: من الفرح والسرور، فإن كان ذلك بحق اشتفى القلب وصح وبرئ من مرضه، وإن كان بباطل توارى ذلك واستتر، ولم يزل، وأعقب أمراضا هي أصعب وأخطر. وكذلك الجهل مرض يؤلم القلب , فمن الناس من يداويه بعلوم لا تنفع، ويعتقد أنه قد صح من مرضه بتلك العلوم، وهى في الحقيقة إنما تزيده مرضا إلى مرضه، لكن اشتغال القلب بها عن إدراك الألم الكامن فيه، بسبب جهله بالعلوم النافعة، التي هي شرط في صحته وبرئه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الذين أفتوا بالجهل، فهلك المستفتى بفتواهم (( قتلوه، قتلهم الله ، ألا سألوا إذ لم يعلموا؟ فإنما شفاء العي السؤال ))، فجعل الجهل مرضا وشفاءه سؤال أهل العلم.[1/60]. - قال ابن مسعود رضي الله عنه : هلك من لم يكن له قلب يعرف به المعروف , وينكر به المنكر.[1/ 62صححه الشيخ الألباني في الحاشية]. - وقد ذكرنا الكلام على أسرار هذين المثلين , وبعض ما تضمناه من الحكم في كتاب :المعالم وغيره.[يعني إعلام الموقعين 1/65]. - قال تعالى : [ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِله وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ] , فأخبر سبحانه وتعالى أن حياتنا إنما هي بما يدعونا إليه الله والرسول من العلم والإيمان , فعُلم أن موت القلب وهلاكه بفقد ذلك. وشبه سبحانه من لا يستجيب لرسوله بأصحاب القبور , وهذا من أحسن التشبيه , فإن أبدانهم قبور قلوبهم , فقد ماتت قلوبهم وقُبرت في قلوبهم , فقال تعالى : [ إِنَّ الله يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ ] ولقد أحسن القائل: وفي الجهل قبل الموت موتٌ لأهله = وأجسامهم قبل القبور قبور وأرواحهم في وحشة من جسومهم = وليس لهم حتى النشور نشور .[1/65]. - فإن الإله هو الذي تألهُهُ القلوب محبة , وإنابة , وإجلالاً , وإكراماً, وتعظيماً , وذلاً , وخضوعاً, وخوفاً , ورجاءً, وتوكلاً, والرب هو الذي يربي عبده , فيعطيه خلقه , ثم يهديه إلى مصالحه , فلا إله إلا هو , ولا رب إلا هو , فكما أن ربوبية ما سواه أبطل الباطل , فكذلك إلهية ما سواه.[1/72]. - أن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق لعبادته، الجامعة لمعرفته والإنابة إليه ومحبته، والإخلاص له، فبذكره تطمئن قلوبهم، وتسكن نفوسهم، وبرؤيته في الآخرة تقر عيونهم، ويتم نعيمهم، فلا يعطيهم في الآخرة شيئا خيراً لهم ولا أحب إليهم، ولا أقر لعيونهم، ولا أنعم لقلوبهم: من النظر إليه، وسماع كلامه منه بلا واسطة. ولم يعطهم في الدنيا شيئا خيرا لهم ولا أحب إليهم، ولا أقر لعيونهم من الإيمان به، ومحبته والشوق إلى لقائه، والأنس بقربه، والتنعم بذكره. وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين هذين الأمرين في الدعاء الذي رواه النسائي والإمام أحمد، وابن حبان في صحيحه وغيرهم، من حديث عمار بن ياسر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو به (( اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفنى إذا كانت الوفاة خيرا لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضى والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضى بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، وأسألك الشوق إلى لقائك في غير ضراء مُضِرَّة، ولا فتنة مضلة. اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين )). فجمع في هذا الدعاء العظيم القدر بين أطيب شيء في الدنيا، وهو الشوق إلى لقائه سبحانه، وأطيب شيء في الآخرة، وهو النظر إلى وجهه سبحانه. ولما كان كمال ذلك وتمامه موقوفا على عدم ما يضر في الدنيا. ويفتن في الدين قال: (( في غير ضرّاء مضرة ولا فتنة مضلة )). [1/72- 73 والحديث صححه المحقق]. - قال بعض السلف: لا تكن ممن إذا رضي أدخله رضاه في الباطل , وإذا غضب أخرجه غضبه من الحق.[1/74]. - التُكلان : بضم التاء وسكون الكاف أي :الاتكال , كما قال النووي في شرح مسلم .[1/77حاشية]. - والله سبحانه إنما رفع من رفع : بالكتاب والإيمان , ووضع من وضع :بعدهما.[1/78]. والبقية تأتي إن شاء الله منقول |
06-02-2007, 02:28 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
المشاركات: 7,209
|
رحم الله ابن القيـــم رحمةً واســــعة جزاك الله خير ومن أقواله الجميلة يقول رحمه الله من أعجب الأشياء: أن تعرف الله ، ثم لا تحبه ! وأن تسمع داعيه ، ثم تتأخر عن الإجابة ! وأن تعرف قدر الربح في معاملته ، ثم تعامل غيره ! وأن تعرف قدر غضبه ، ثم تتعرض له ! وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ، ثم لا تطلب الأنس بطاعته ! وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه، ثم لاتشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته ! وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه، والإنابة إليه ! وأعجب من هذا علمك أنك لابد لك منه وأنك أحوج شيء إليه، وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب !
__________________
يــــارب يــــارب يــــارب اشـفـي والـدتـي عـاجـلاً غـيـر آجـل |
06-02-2007, 02:57 AM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2003
البلد: مُجرَّدُ غُرَبَـاءْ ..!!
المشاركات: 11,482
|
أسأل ربي سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى .. أن يفيض على قلبك من نوره .. وأن ينير لك قلبك وعقلك ودربك وقبرك .. وأن يرضى عنا وعنك .. ويغفر لنا ولك .. وتقبل تحيتي وتقديري .. وخالص دعواتي .. |
06-02-2007, 07:44 AM | #4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 2,705
|
رحم الله ابن القيم
وجزاك الله خيرا على النقل الجيد
__________________
أشكر بريدة city على هذا التوقيع الجميل |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|