من تفسير سورة الكهف للشيخ ابن عثمين رحمه الله :
( فسجدوا ) امتثالا لأمر الله ( إلا إبليس ) لم يسجد 0 وإبليس هو الشيطان ولم يسجد ، بين الله سبب ذلك فلى قوله : ( كان من الجن ) فالجملة استئنافية لبيان حال إبليس أنه كان من الجن إي: من هذا الصنف وإلا فهو أبوهم0
( ففسق عن أمر ربه) أي : خرج عن طاعه الله تعالى فى أمره ، وأصل الفسوق الخروج ، ومنه قولهم فسقت التمرة إذا انفرجت وانفتحت 0
فإذا قال قائل : إن ظاهر القرآن أن إبليس كان من الملائكة ؟
فالجواب : لا ، ليس ظاهر القرن ، لأنه قال : ( إلا إبليس ) ثم ذكر أنه ( كان من الجن ) نعم القران يدل على أن الأمر توجه إلى الملائكة ، ولكن لماذا ؟ قال العلماء إنه كان -أي : إبليس - يأتي إلى الى الملائكة ويجتمع إليهم فوجه الخطاب إلى هذا المجتمع من الملائكة الذين خلقوا من النور ومن الشيطان الذي خلقوا من النار ، فرجع الملائكة إلى أصلهم والشيطان إلى أصله ، وهو الاستكبار والإباء والمجادلة بالباطل لأنه أبى واستكبر وجادل ، ماذا قال لله ؟ ( قال أنا خير منه ) فكيف تأمرني
أن أسجد لواحد أنا خير منه ؟ ثم علل بعلة هى عليه قال : ( خلقتنى من نار وخلقته من طين ) وهذا
عليه فإن المخلوق من الطين أحسن من المخلوق من النار ، خلق من نار محرقة ملتهبة فيها علامة الطيش تجد اللهب فيها يروح يميناً وشمالأ ، مالها من قاعدة مستقرة ، ولقد ذكر ابن القيم - رحمه الله -
فى ( إغاثة اللهفان ): فروقاً كثيرة بن الطين وبين النار ، ثم على فرض أنه خلق من النار وكان خيراً من آدم أليس الأجدر به أن يمتثل أمر الخالق ؟ بلى ، لكنه أبى واستكبر0
|