|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
18-07-2002, 04:42 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2001
المشاركات: 2,290
|
عندما يفقدوا آدميتهم حتى مع أهلهم
عندما يفقدوا آدميتهم حتى مع أهلهم
مجرمو الشاباك يعترفون باساليب التحقيق القذرة وفرصة الانتصار عليهم كبيرة خاص-قسام تناولت إحدى الصحف العبرية بعض أساليب التحقيق التي يستخدمها محققو الشاباك الاسرائيلي من خلال حوارات قصيرة مع ثلاثة من اولئك المجرمين الذين يمارسون ابشع وسائل التعذيب لانتزاع الاعترافات من معتقلينا ومجاهدينا الابطال ورغم ان هؤلاء المحققين المجرمين لم يبوحوا بكافة وسائلهم الخبيثة واساليبهم القذرة الا انه يمكن الوقوف واستخلاص بعض النتائج من هذه الاعترافات. وبحسب التقرير الذي نشرته الصحيفة العبرية فإن عمل محققي "الشباك" يجري بطبيعة الحال من دون تغطية اعلامية. وفي هذا التقرير وافق ثلاثة محققين على التحدث عما مروا به في غرف التحقيق وحول اسلوب عملهم وتأثير عملهم في التحقيق على حياتهم الخاصة. ويوقول المجرم (ن) وهو محقق في بداية الثلاثينات من عمره أنه استطاع حتى الآن التحقيق مع مئات المعتقلين الفلسطينيين في اطار عمله في "الشباك"، وهو يقول "أنا لا أعرف اشخاصا كثيرين كان حلم صباهم ان يصبحوا محققين. في العادة يقومون بتحديد مسارك خلال الدورة التي ينظمها الجهاز، قسم منهم يتحولون الى مركزين والبعض الآخر الى محققين، حيث يجب ان تكون قادرا على القيام بمهمة التحقيق وان تلعب الآلاعيب وان تكون قاسيا متصلبا. بامكانك ان تطور هذه القدرات، ولكن يجب ان يكون الأساس متوفرا لديك. ويشير الى البداية "الاحتكاك مع الاشخاص الذين يخضعون للتحقيق يبدأ من خلال زيارات للسجون الامنية. منذ الدخول من بوابة حديدية تغلق من خلفك. وتضع السلاح على الباب. وترى الاشخاص الذين يخضعون للتحقيق في زنزانات في وسطها حمام. ويضيف أنا لم أتعود على ذلك في أي وقت من الاوقات، هناك بعض الاشخاص الذين يعملون في هذا المجال منذ سنوات طويلة، وحتى لو لم يتعودوا عليه فانه يتحول الى جزء من الروتين. وعن بداية التحقيق يقول "من لحظة دخول المعتقل يتحدد هدفك في كسر الجليد، والا فلن تحطم جدار مقاومته. كيفية القيام بذلك تتحدد من خلال دراسة المواد المسبقة التي توجد حوله. ويضاف الى ذلك انطباعك عن الشخص مع دخوله الى الغرفة: هل هو مجروح المشاعر، مضروب، مرهق، ذقنه غير محلوقة. أنت تقوم بتبادل عدة كلمات معه حتى تختبر نبرة صوته وكيفية اندفاعه للاجابة. في البداية يجري الحديث عن امور عامة، العائلة، ومثل تفضيله للعيش في ظل السلطة أم اليهود، رأيه حول شارون وبيرس واوسلو. ومن خلال هذه الاجابات أنت تحاول دراسة وضعه في البيت وحالته المزاجية. عليك ان تعرف كيف تسأل فهناك امور يحظر طرحها على العربي بصورة مباشرة والا فانه سيوصد أبوابه أمامك:. ويتابع المجرم "خلال التحقيق يتوجب عليك ان تفكر بألف أمر وأمر، عليك ان تصغي له جيدا وان تواجهه ببعض الامور عندما تكتشف انه يكذب. فلا يتوجب ان تسأله عن اسمه الرباعي من دون ان تعرف ذلك سلفا، يجب ان تهز ثقته من خلال ابراز اطلاعك على تفاصيل تفاصيل حياته وحياة عائلته منذ سنوات بعيدة سابقة. يجب ان تنتبه للغة الجسد وان تفكر بلعبتك أنت ولغة جسدك أنت وان تشخص اللحظة المناسبة للضغط ومتى يتوجب عليك ان تصمت وان تتركه يقول كل ما عنده. عليك ان تكون قادرا على التغير والتبدل خلال التحقيق دفعة واحدة حتى تزعزع ثقته مثل ان تنتقل من لعب دور الشخص اللطيف فجأة وان تضرب له على الطاولة وان تصرخ في وجهه. عليك ايضا ان تسيطر على مشاعرك وان لا تظهر له أنك مضغوط أو خائف والا فانك ستضيع. عليك ان تعرف كيف تستخدم ما تشعر به نحوه، احيانا يكون أمامك شتى الاشخاص الجامدين الذين يضيع وقتك معهم هباء، نتنون لم يخلقهم الله. لذلك عليك احيانا ان تخفض من مشاعر القرف واحيانا عليك ان تستخدمها. هذه حرب أدمغة متواصلة". في حالات كثيرة تبدأ حرب الأدمغة التي يتحدث عنها محققو "الشباك" وتنتهي بالامور الصغيرة بالتحديد. بعض اللفتات الصغيرة مثل تقديم سيجارة وفنجان قهوة ذات تأثير كبير في غرفة التحقيق. أما المجرم (ف) محقق قديم فيقول: "تقديم المشروب هام جدا فبعضهم لا يقبل بالمرة الشرب معك حتى وان كان ميتا من العطش. والبعض الآخر ينتقل على مراحل، في البداية شرب ماء بارد، ولكنه لا يشرب القهوة لان شربها يعتبر عند العرب شيئا بين الاصدقاء والأقارب. وعندما يصل الى مرحلة شرب القهوة فان الحديث يصبح في العادة أكثر انطلاقا، وتبدأ هنا ديناميكية جيدة. طريقة تقديمها هامة ايضا ويجب ان تتلاءم مع حركاته وردود فعله، فهل تقدم له علبة السجائر مباشرة مثلا أم تدخن واحدة وتضع العلبة بجانبه". ويضيف هناك عدد متنوع من الاشخاص الذين يخضعون للتحقيق، الفرق بين المتشددين دينيا وغير المتشددين كبير في العادة حيث يكون التحقيق مع غير المتشددين أسهل بكثير. فنظرة المتشددين للحياة ضيقة جدا، عكس العلمانيين ذوي الآفاق الأوسع وطريقة التفكير المغايرة. طريقة الاجابة عند المتدينين قصيرة ومقتضبة وغامضة ومليئة بالعبارات الدينية القرآنية. عليك كمحقق ان تبرز له معلوماتك الدينية حتى تكسره، وفي احيان كثيرة نستخدم نصوصا دينية في مواجهة العلمانيين ايضا من اجل اهانتهم، هذه الوسيلة حاذقة جدا. ويعترف المجرم: "في بعض الاحيان توجد اوضاع لا يكمن التحدي فيها في المعلومات أو المواهب التي تملكها وانما في امور لامنطقية. احيانا يجلبون لك اشخاصا نصف مخبولين أو مرضى وهذا يصعب التحقيق عليك، ولكن من الاتجاه المعاكس. كانت هناك حكاية مع عجوز كان ابنه مطلوبا، الابن خبأ السلاح والمناشير في ساحة منزل أبيه وعرفنا ان للأب اتصال مع ابنه، الأب كان مريضا بالزهايمر، ولم نعرف ماذا نفعل اذ انه ينسى ماذا يحدث معه بعد نصف ساعة بسبب هذا المرض. جلبنا طبيبا وأدوية وجلسنا مع العجوز طوال يومين، وأخيرا لم نعرف ماذا نفعل، وأعدناه الى منزله". اليوم أنت لا تضرب الشخص الذي يخضع للتحقيق والعدوانية تظهر من خلال النفاذ لمجاله العاطفي حيث تصرخ عليه بطريقة فظة وأنت على مسافة سنتيمتر واحد من وجهه، احيانا أنت تستخدم اسلوب المحقق الطيب والمحقق الشرير". وحول أسلوب المحقق الصديق والمحقق العدوقال: من السهل ان تقول انك تعرف الطريقة، ولكن وضعية وظروف السجن تزعزع كل شيء. أنت تكون مقيدا ولم تتناول الطعام منذ عدة ايام، ولم يدعوك تنام ولا تعرف ماذا ينتظرك. في مرحلة ما قبل التحقيق توجد اساليب لزعزعة ثقة الانسان، ربطه بكرسي صغير في وضعية غير مريحة بدرجة كبيرة، اسماعه موسيقى تبعث على الجنوب.. بعد كل ذلك يكون الشخص متعطشا للملاطفة ونبرة الصوت الهادئة حتى وان قالوا له اننا نخدعه بذلك. ولكن احيانا يوجد اشخاص لا يضيرهم شيء وبامكانهم الجلوس على الكرسي الصغير عشر ساعات، هؤلاء يحبطوننا جدا. واذا كان المحقق معه من المناطق فهو يدرك ماذا يحدث. هم يعرفون ما هو مسموح وما هو ممنوع بالنسبة لنا. وحول المعتقلين الذين يعتقد انهم يمتلكون معلومات خطيرة ويميهم "قنبلة موقوتة" قال: هذه مسألة خطيرة، لدى الشخص الذي يخضع للتحقيق كل ما في العالم من وقت، واذا كان قد جهز كل شيء ولم يبق الا التنفيذ فأنت في مشكلة. في هذه الحالة تستخدم كل الحيل الممكنة حتى الهز والضرب وأنت تقوم بتكسيحه. ورغم ذلك لا تنجح الاساليب، كانت لي حادثة اعتقدنا فيها على وجه الخطأ ان شخصا ما هو قنبلة متكتكة موقوتة ولم يتضح الا بعد وقت ان لا علاقة له بالمسألة المحددة التي علمنا بها وان تبين لنا انه من النشطاء فعلا. من ناحية اخرى تطرق المجرم الى تاثير عنلهمالقذر على حياتهم الشخصية وقال : طريقة عمل المحققين تتسبب في قدر غير قليل من الضغوط والاحباطات، المحققون يقولون ان بيئة عملهم تؤثر على حياتهم الشخصية في احيان كثيرة. المحقق (ر) يدعي ان نسبة الطلاق عند أفراد "الشباك" عالية بدرجة غير عادية بالمقارنة مع المعدل السكاني. ويضيف "في احيان كثيرة تقوم بتفريغ احباطاتك على الاشخاص القريبين منك، تصرخ من دون سبب، تنرفز بسرعة أو تنغلق على نفسك" ويتابع "الجميع يشعرون بضغوط العمل ولكن عند الشباك لا يستطيع الانسان ان يشرك عائلته بما يمر به، واذا كانت الزوجة من النوع الذي يضغط لمعرفة ما يحدث يتسبب ذلك باثارة عصبيتك بصورة اكبر. ومن المتطرف جدا ايضا ان تدخل كل يوم للسجن لتلتقي مع اشخاص (قذرين) ومن ثم تعود الى بيتك". "في مرات عديدة يحدث ان تعود بصورة متأخرة وفكرك ما زال في التحقيق بعد ان لم تنجح في انتزاع شيء منه، وليست لديك رغبة في ممارسة الجنس. هذه مسألة ليست سهلة، تأثير العمل على شخصية المجرم يظهر في مجالات عديدة في الحياة العادية مثل استخدامه لوسائل وحيل التحقيق مع الاشخاص الذين يتعامل معهم دون ان يتمكن من الفصل بين عمله وحياته.وهنا ينتهي التقرير. وبناء على ما ورد فيه يمكن استخلاص بعض النتائج: - بالتاكيد ما ورد على لسان محققي الشباك الثلاثة لم يتطرق الا لجزء صغير من اساليب التحقيق وهي عامة ويختلف استخدامها حسب شخصية المعتقل وظروفه وخلفياته ومنها: 1- هل المعتقل صاحب تجربة اعتقالية سابقة؟ 2- انتمائه وطبيعة النشاط الوطني الذي يعمل به 3- معتقل منفرد او ضمن خلية او ضربة تشمل العديد من المعتقلين - يتم فرز محققي الشباك من قبل الجهاز بعد الانتهاء من المرور بدورات عامه وخاصة ويتم اختيار اولئك الذين يمتلكون بعض السمات المناسبة للعمل في هذا المجال. - من بين المواصفات التي يجب ان تكون موجودة لدى محققي الشباك او يجب تنميتها الشراسة والصرامة والقدرة على التظاهر بالعنف في محاولة لزرع الخوف في نفوس المعتقلين. - يصبح عمل المحقق جزء من الروتين اليومي ويحاول ان يتعود على ظروف العمل الخاصة والتي تكون في معظمها قذرة. - يقوم المحقق بدراسة ملف المعتقل جيدا قبل بدء التحقيق بداية من السيرة الذاتية حتى معلومات القضية المتوفرة او تقارير العملاء ويحاول ذكر بعض تفاصيل حياة المعتقل التي تمكن من جمعها كي يوهم المعتقل بمدى قوة وقدرة الشباك الوصول لأدق المعلومات - يحاول المحقق ان يرسم صورة حول شخصية المعتقل بداية من مظهرة الخارجي ثم من خلال الكلمات الاولى معه وذلك لتحديد مسار التحقيق وتعد اللحظات الاولى مهمه للمحقق كي يكسر مقاومة المعتقل ويزعزع ثقته بنفسه وان لم ينجح في ذلك فسوف تكون النتيجة عكسية وربما يترك ملف القضية لمحقق اخر. - يغير المحقق اساليب الاستجواب ونزع الاعترافات بشكل سريع في محاولة لتشويش ذهن المعتقل فينقلب مثلا فجأة من التظاهر باللطف الى الشراسة والعنف او العكس - في اوقات عديدة يكون المحقق محبط من النجاح في انتزاع اعترافات ولكنه يحاول اخفاء ذلك قدر الامكان - منذ بداية التحقيق يعتبر المحقق نفسه يخوض حرب ادمغة مع المعتقلين خصوصا اولئك الذين لديهم دراية بأساليب التحقيق وهو بذلك يكون اقرب الى الهزيمة لانه لا يملك دوافع الصمود مثل المعتقل. - يعترف المحققون بصعوبة التحقيق مع المعتقلين من الاتجاه الاسلامي ويرون ان دوافع الصمود لديهم اكبر وان اساليب التهديد بالقتل او التعذيب لا تحقق معهم نتائج عالية. - المحقق يتضايق من اجابات المعتقل المقتضبة ويحاول ان يستفيد من اولئك الذين يسترسلون بالاجابة كما ان الاجابات الغامضة تحير وتشوش تفكير المحقق - اذا استطاع المعتقل ان يقنع المحقق بانع ليس في كامل قواه العقلية وانه يعاني من امراض نفسية فان ذلك قد يكون احدى وسائل احباط المحقق من انتزاع اعترافات. - لازال المحققون يعتمدون اسلوب ( المحقق الصديق والمحقق العدو) ورغم قدم هذا الاسلوب الا انهم يعتمدون على الحالة النفسية للمعتقل تحت ضغوط التعذيب والشبح والحاجة للنوم او الراحة. - المحقق يستخدم كافة اساليب التحقيق ويعتمد بشكل كبير على العنيفة منها (التعذيب) في حال اعتقد ان المعتقل يملك معلومات خطيرة وعلى ضوئها قد تنفذ عملية ضد الكيان الصهيوني في أي لحظة وهم يطلقون على هذا المعتقل "القنبلة الموقوته" ويحاول ان يفكك هذه القنبلة قبل ان تنفجر. - المعتقل في النهاية (إنسان) له طاقة من التحمل ويعاني من الاحباط ومشاكله اليومية ومشاكل العمل ويسعى في النهاية لانجاز الملف في يده ومن الصعب عليه ان يستمر فترة اطول من اللازم في فتح ملف المعتقل دون الحصول على أي نتائج لذا فان توفرت الاراده فانه من الممكن جدا الانتصار عليه. كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية -حماس - http://www.qassam.net
__________________
|
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|