بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » @مشاهدات في بلاد البخاري (1)

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 19-07-2002, 06:17 PM   #2
عجيب1
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2002
المشاركات: 38
1- عالم جهلناه أرضاً وتاريخاً :
ربط الإسلام بين أتباعه برباط وثيق ، مبناه على التراحم والمحبة والتآلف "فمن كان مؤمناً وجبت موالاته من أي صنف كان ، ومن كان كافراً وجبت معاداته من أي صنف كان . قال تعالى : ((إنَّمَا ولِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا الَذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وهُمْ رَاكِعُونَ *ومَن يَتَوَلَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ والَّذِينَ آمَنُوا فَإنَّ حِــزْبَ اللَّهِ هُــمُ الـغَــالِـبُــونَ)) [ المائدة 55]"(1) .
قــال ابـن القـيـم : "الـمواساة للمؤمنين أنواع : مواساة بالمال ، ومواساة بالجاه ، ومواساة بالبدن بالخدمة، ومواساة بالنصيحة والإرشاد، ومواساة بالدعاء والاستغفار لهم ، ومواساة بالتوجع لهم . وعلى قدر الإيمان تكون هذه المواساة. فكلما ضعف الإيمان ضعفت المواساة ، وكلما قوي قويت. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعظم الناس مواساة لأصحابه بذلك كله ، فلأتباعه من المواساة بحسب اتباعهم له"(2) .
فحيثما كان هناك مسلم وجب على المسلمين أن يساعدوه وأن يذبوا عنه، ولــكـن الناظر في حالــة الـمسلمين اليوم يجد أن المستعمر قد نجح في زرع الفرقة بينهم ، ووضع شـعــارات وروابط أخــرى تسببت فـي تكـتـلات وطـنـية أو لغوية، أو غيرها ، حتى أصبح كثير من المسلمين لا يعنيه في قليل أو كثير ما يقع لإخــوانــه الذين في خارج قطره ، ويقول : مالي ولهم وما صلتي بأهل هذه البلاد أو تلك ! فأين نـحــن من قول الله تعالى : ((إنَّمَا المُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ)) [الحجرات 10] ، وقوله ((أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ)) [المائدة 54] ، وأين نحن من قول الله تعالى يصف أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ((أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ)) [الفتح 29] ، بل أين نحن من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : "المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً" وشبك بين أصابعه .
إن الكفار أمة واحدة يوالي بعضهم بعضاً ، وإن المؤمنين إذا لم يتحدوا ويوالي بعضهم بعضاً فسيحل الفساد الكبير والفتن العظيمة ، ((والَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وفَسَادٌ كَبِيرٌ)) [الأنفال 73] . لو نظرنا إلى حالتنا اليوم لوجدنا أننا لم نعط إخواننا حقهم بل - بالعبارة الصريحة - بخسناهم جميع حقوقهم، حـتـى فـي الأمـــور الشكلـية فلم تتسع صدورنا لهم ولا في الخرائط الجغرافية ، فقد وضعنا اسم المستعمر بدلاً من اسمهم ، وإن شئت فارجع إلى الخرائط الجغرافية الكبيرة أو الصغيرة فهل ستجد المدن الإسلامـيـة ، فـضلاً عن الدول الإسلامية في الاتحاد السوفييتي ؟ لا ، إنك ستجد بالخط العريض على تلك القارة (الاتحاد السوفييتي) أما مناطق المسلمين ، ودولهم ، وأراضيهم ، ومدنهم التاريخية التي ينتمي إليها الكثير من علمائنا فلا تجد لها ذكراً في الخرائط، ولقد تعبت كثيراً في الخرائط الجغرافية لعلي أحدد موقع مدينة بخارى، أو سمرقند ، أو نسـا، أو خوجند ، فلم أهتد لذلك ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الوصاية التي فرضت على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - في تعليمها وإعلامها .
وإذا كـان الكـثـيـر يجهل مواقع المسلمين هناك ؛ فما بالك بالتاريخ ؟! فالجهل به عام ، ولذا فإني سأذكر نبذة عن تاريخ وجغرافية هذه البلاد .
لقد غزا المسلمون بلاد أذربيجان من هذه المنطقة في خلافة أمير المؤمنين عمر أبن الخطاب - رضي الله عنه - عـلـى يـد حذيـفـة بن اليمـان - رضي الله عنه - ، وفي سنة خمس وخمسين للهجرة عبر سعيد بن عثمان بن عفان - رضي الله عنهما - نـهـر جـيحـون إلى بخارى فصالحه أهلها ، ثم عبر إلى سمرقند فصالحه أهلها أيضاً ، ولكن لم تلبث إلا قليلاً حتى نقضت العهد بعد ذلك ، ولم تخضع هذه الديار للإسلام تماماً إلا في عهد الوليد بن عبد الملك ، على يد القائد الشجاع "قتيبة بن مسلم الباهلي" الذي أرسى قواعد الإسلام في بلاد ما وراء النهر ، ما بين سنتي سبع وثمانين وأربع وتسعين للهجرة . ومن ذلك التاريخ أصبحت تلك البقاع دياراً إسلامية خاضعة بأكملها لدين الله -عز وجل- .
وفي القرن السابع الهجري دخل التتار الإسلام ، فخضعت جميع مناطق ما يسمى اليوم بالاتحاد السوفييتي ، حتى موسكو نفسها قد بقيت في ظل الإسلام أكثر من قرنين . وبعد سقوط القسطنطينية في يد المسلمين تحول النصارى إلى روسيا ، فدخل الروس في النصرانية وأصـبـحـت معقلاً لهم ، ثم قاموا بشن حروب شرسة على المسلمين بقيادة إيفان الثالث ، سنة خمس وثمانين وثمانمائة للهجرة حتى سقطت موسكو ، ثم جاء حفيده إيفان الرهيب فقام بإبادة للمسلمين حتى أباد مدناً كاملة بأسرها ، ثم بدأ الروس النصارى يزحفون على آسيا الوسطى فسقطت "طاشقند" عاصمة أوزبكستان - حالياً - سنة 1282 هـ ، ثم سقطت سمرقند سنة 1290 هـ ، ثم سقطت بخارى بأيديهم سنة 1291 هـ ، ثم سقطت عشق أباد وبلاد التركمان .
ذاق الـمـسـلـمـون فـي تـلـك الفترة - تحت حكم القياصرة - أبشع ألوان الذل والاضطهاد والاحتقار والابتزاز لأموالـهـم ، ثـم قامت الثورة البلشفية الشيوعية سنة 1917 م ، فقام الشيوعيون بغزو بلاد المسلمين واحــدة تلو الأخرى حتى سيطروا على تلك البقاع كلها في أقل من عشرين عاماً .
ويقدر عدد سكان السوفييت بأكثر من 240 مليون نسمة ، معظمهم من النصارى أما نسبة المسلمين فقد اضطرب الكتاب عن النسب السكانية اضطراباً كبيراً، وذلك الاضطراب راجع إلى انتمائهم ، فمثلاً الأمم المتحدة والنصارى يرون أن نسبة المسلمـيـن لا تزيد عن 10% ، بينما المسلمون يرون أنهم يزيدون على 30% والوسط في ذلك - وهو الذي اتضح لكثير من زوار تلك البلاد - أن نسبة المسلمين تصل إلى 25% فالمسلمون ما بين 60-80 مليون نسمة . هذا العدد الهائل من المسلمين رزح تحت نير الشيوعية أكثر من سـبـعـيـن عـاماً ، وهم في عزلة تامة عن إخوانهم لا يعرفون عنهم شيئاً البتة ، بل إنهم في عداد المجهولـين ، أين نحن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو لأناس حبسوا في مكة - يعــدون عـلـى أصـابـع اليد الواحدة - ويَقنتُ لهم في صلاته سائلاً الله أن يفك أسرهم "اللهم أنج عياش بن ربيعة اللهم أنج الوليد بن الوليد" يتفقد النبي - صلى الله عليه وسلم - شخصاً أو شخصين فينص عليهم بالدعاء ، والذين أمامنا ليسوا ألفاً ولا ألفين بل ملايين لا نعرف عنهم شيئاً ، فضلاً عن أن ندعو لهم دعاء عاماً ، فضلاً عن أن نخصهم بالدعاء .
ونحن فـي عـالـم التجهيل المضروب على المسلمين عامة في بلاد الله كلها لا نعلم أن عدد الجمهوريات والـدول التي أكـثـريتهـا إسلامية ، أو سابقاً كانت كلها إسلامية تزيد على أربع عشرة جمهورية ، ولو سألت واحدا منا ما هي ؟ فالمثقف يذكر لك واحدة أو اثنتين، لا أقول مدينة بل دولة كاملة .
كـمـا أن للمسلمـين وجوداً في البلاد النصرانية ، مثل روسيا وأوكرانيا وجورجيا وغيرها ، حتى قيل : إن نسبة المسلمين فيها تقدر بـ 10% .
وهناك غير الجمهوريات الست المشهورة جمهوريات تقع جنوب غرب جبال أورال، وهي بشكيريا وعاصمتها أوفا ، وتتاريا وعاصمتها قازان ، وقازان هذه كانت عاصمة القـطــاع الذهبي الذي خضعت له موسكو للحكم الإسلامي أكثر من قرنين ، وأدمورت ، وماريا ، وجوفاش ، وموردوف . أما شمال القوقاز فتقع فيه أربع جمهوريات إسلامية وهي : داغستان وعاصمتها محج قلعة، الشوشان والانقوش وعاصمتها غروزني،قبرديا، قارتشاي، وهم الشراكسة . وهناك جمهورية أذربجيان، وتـقــع وراء القوقاز بين بحر قزوين والبحر الأسود ، ويزيد سكانها على ستة ملايين ، يمثل الـمـسـلـمـون فيها سبعين بالمائة 70% ، ونسبة أهل السنة فيها تزيد على 20% ، وهذه نسبة طيبة وإن كــان الـرافـضــة يحاولون التقليل من هذه النسبة والتجهيل بأهل السنة في تلك البلاد .
أما من ناحية الموارد فإن الأقاليم الإسلامية تملك أعظم الثروات والموارد فيما يسمى سابقاً بالاتحاد السوفييتي ، فعلى سيبل المثال : فإن 50% من نفط الاتحاد السوفييتي يوجد في الأقـالـيـم الإسلامية ، كما يوجد فيها معادن اليورانيوم والفوسفات والرصاص والقصدير ، كما أن فيها ثروة كبيرة من القطن والصوف والحرير .
وقد كانت هذه الموارد كلها تسخر لخدمة الشيوعية،وتستغل لنشر الإلحاد وضرب المسلمين داخل البلاد وخارجها ، وما بلاد الأفغان عنا ببعيد .
ولـذا أبــدى الغـربيـون قلقهم إزاء استقلال الجمهوريات الإسلامية ، ،ويرى المحللون أن الغرب لن يتهاون أبداً إزاء القوة الكامنة في الجمهوريات الإسلامية ، فقد حذر ساسته من مخاطر ما أسموه القـنبلة الإسلامية في مواجهة القوميات الأخرى ، فجمهورية كزخستان مثلاً تعتبر الدولة الـثـالـثـة من حيث امتلاك الأسلحة النووية ، إذ أنها تأتي بعد روسيا مباشرة، واستقلالها يعني أن العالم الإسلامي قد تمكن بالفعل من امتلاك القنبلة النووية ، ولهذا ثارت مخاوف الغرب فأبدت ألمانيا مثلاً على لسان وزير خارجيتها بأن كزخـسـتان تمـلــك أسلحة نووية تفوق الأسلحة في كل من بريطانيا وفرنسا، وإن احـتـفـظـت بـهــذه الترسـانـة مـن الأسلحة النووية ستصبح بذلك أول دولة إسلامية نووية ولها القدرة على تطويرها .
عجيب1 غير متصل  
 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 12:03 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)