أنا وأنت والمواقع الإباحية !!!!!!!!
رأيته وقد شحب لونه واسود وجهه .. يتجرّع الغصص .. ينادي في جوف الصمت .. بل كأنما هو يكتب بحبره الأسود على عباب البحر ، حزنا وكمدا ، ضيقا وحرجا .
فشكى لي القصة المؤلمة ، التي تتكرر كل يوم .. حكاها لي بآهات مجروح وأنّات في صدر مكلوم .
قال : كنت إذا رأيت فتاة مرّت أمامي غضضت الطرف عنها ، لا أريد أن أرى شيئا من مفاتنها ، خوفا من الله ورجاء لما أعده لعباده المتقين.
واليوم بعد أن ركبت موجة الإنترنت .. أصبحتُ كرة من الشهوة الملتهبة تتدحرج بين المواقع الإباحية ، تمضي عليّ الساعات تلو الساعات و تعقبها أيام وليالي بل سنوات ، وأنا آمل أن أظفر بصورة فاضحة !!
رأيت قنوات الشهوات أمامي مفتوحة ، وجميع منافذ الفاحشة لعينيّ مسموحة ، و كان كلب الشهوة ينبح في أعماقي ، لقد أصبحت عبدا لغير الله ، لقد أصبحت أسيرا لوثن الصورة هي همّي وهي مبلغ آمالي !
ألا كيف النجاة وكيف الفكاك ؟
ألا كيف أفلت من أسر هذي الشباك ؟
قلت : اقرأ كتاب الله ، وتدبّر معانيه ، أسبل الدمعة ، واسأل الله أن يعتقك من رق عبودية الصور ، وأن يحبب إليك الإيمان وأن يزينه في قلبك .
فتوكل على الله ، وأقبل على الله ، فبهذا وحده ، تدكّ عروش الفتنة ، وتحطّم أركانها ، وتزلزل كيانها ، وعليك بالرفقة الصالحة واشتغل بالعلم والتحصيل والذكر والعبادة ، وحاول أن لا تبقى مع الجهاز في الغرفة وحدك ، وإن آنست من نفسك ضعفا وإقبالا على الفتنة فا خرج خارج البيت وولّ إغراءات الفاحشة ظهرك ، ومن سمع بالدجال فلينأ عنه !
وأبشر .. فإن هذه الإنترنت أصبحت طريقا إلى الدعوة ، وسبيلا إلى قلوب بعدت عن الحق وتنكبت صراطه ، فكما كان الشريط الإسلامي أقوى وسائل الدعوة في فترة مضت ، فهيا لنعمل سويا حتى تكون الإنترنت سلاح لا يرد وسيف لا يكسر في أيدي الدعاة إلى الله في مشارق الأرض ومغاربها .
__________________
قال صلى الله عليه وسلم : لا تزال طائفة من هذه الأمة يقاتلون على الحق .
|