|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
|
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
|
يتبـع . . بكر يتحدث .. .
( 5 ) فــي بـلــدٍ جـــائــع ! هـنـــاكـ كـنّــا . . في " النيجر " . . وفــي عــاصمتهــا تحديداً . . دخلنـا أحد المســاجد لأداء الصلاة ، وبـعــد أن انتهت الصلاة توجهنـــا إلى الإمــام . من المعتــاد أن يقــوم إمــام المسجــد باستضـافــة الغربــاء فـي منزلـه ، ورعــايتهمـ لحين رحيلهمـ . . سلمنــا عليه . . لم يحتفِ بنــا كثيراً . . بادرنــاه قائلين : - نحن غـربــاء ، أتينــا من الـ . . . قاطعنـا بسرعــة قائلاً : - عـفــواً ، أنــا لست إمـام هــذا المسجـد ! - لست الإمــام ؟! - نعم . - وأين هــو ؟ - إنــه ذاكـ الـرَّجــل الـجــالـس هـنـــاكـ . اتجهنــا نـاحيـة الـرَّجــل المـذكـور ، وعندمـا سلمنا عليه سألنـاه : - أنت الإمــام ، أليس كذلكـ ؟ - لا ، لست الإمــام . - عجبــاً . . أين الإمــام إذاً ؟ ! - الإمــام . . لـقــد . . لــقــد ســافــر الإمــام منذ مدّة طويلة ، ولا أظـنُّ أنـه سيعــود ! ! آه . . يكفي . . لقـد فهمنـا الآن كل شيء . . فالفقر المدقــع الذي يحيط بالـنَّـاس هـنـــا بالكـاد يسمــح لهمـ بإعـالة أطفالهمـ ، فكيف بإعـالـة الغـربــاء ؟ ! ! لـذا . . فهمـ يفضلون التخلُّـص من الـغـربــاء . . بأي وسيلة ! ! بالكــاد . . حصلنا على مسكن لنـــا . . في الحقيقة . . لم يكن مسكنــاً بالمعنى الحقيقي لكلمة ( مسكن ) ، لكـنّــه ضـمَّـنــا على أيَّــة حــال . . ! ! بـدأنـا بالعمل كـ ( حـمَّــالين ) في السُّّوق ، وبأجــرة زهيدة جدّاً ، بالكــاد توفـر لنــا مـا يـقـيــمـ صلبنــا في اليــوم ! كنــا نعمل يومياً ، ونقعــد يومين أو ثلاثــة عاجزين عن العمــل من شــدّة ما نعانيـه من التّـعـب . كان عملنا شـاقّــاً جـداً . . وحالتنا الماديّـة متردية إلى أبعــد الحـدود . . ! ولكن . . الحمد لله الذي لا يحمد على مكــروه سـواه . كنا واثقين بتوفيق الله عز وجل ، فالله عز وجل لن يخذلنا ونـحـن قد خرجنــا لطاعته سبحـانـه جلّ في عـلاه . وحــدث مـالم يكن متوقــعــاً أبــداً . . تعـرّفنــا هنـاكـ على رجلين من " السنغــال " ! نعم . . من بلدنــا . . تعـرّفنــا على بعضنـا . . وتــآلفنــا سريعـاً . . فـ [ الغريب للغريب نسيب ] . كـان صاحبـانـا يملكـان مغسلةً يعملان فيهـا ويقتاتان منهـا ، ولما علما بقصتنـا ، عرضــا علينــا شراء المغسلة منهمـا ، إذ أنهمـا ينويان العــودة إلى " السنغــال " . لكـ الحمد يا رب . . وافقنـا . . لكن . . من أيــن لنـا بالمــال ؟ دلـنَّــا هذان الرجلان على سنغالي آخــر يعمـل في العـاصمة . . وبالفعـل . . استدنَّــا منـه المبلغ المطلوب ، واشترينـا المغسلة من الرجلين ، على أن نعـيــد إلى الرَّجـل مالـه بمـا سنجنيـه من هذه المغسلــة . اشترينـا المغسلة بما يعادل تقريباً بالعملة السعودية المئتي ريال ، اشتريناها بكل أثـاثهـا . ومـا أثـاثـهـا ؟ ؟ لم تكـن المغسلة سـوى وعــاء دائري متوسط الحجم [ طست ] ، وحـديـدة يوضع عليها الجمـر ، تستخدم لكيِّ الملابـس ! وبـاشرنـا العمـل في المغسلة . كنـا نستيقـظ قبل الفجر ، ونبـدأ بغسيل الملابس حتى الظهـر ، وبعد الظهـر نبدأ بكيِّهـا حتى المغـرب ! وبعد المغـرب نسقـط متعبين قـد أرهقتنـا أعـمــال هـذه المغسلة . أدينـا الدين لصاحبه بحمد الله عز وجل بعد فترة من العمــل ، وأزحنـا هـمَّـاً كان يثقل كاهلينا . . أمضينـا في " النيجــر " مـدّةً تزيــد على الستة أشهر ، جمعنــا خلالها ما يعــادل الستَّ مئـة ريال تقريباً ، كــان هـذا المبلغ نتيجــة للعمــل الدؤوب والمستمر في تلكـ المغسلة . وكــان المبلغ المتوفر كـافيـاً لمواصلـة مسيرنــا ، ولـذا . . فقـد قـرَّرنـا الرَّحيــل ، وحددنـا لذلكـ موعــداً . بـدأت استعداداتنـا للرحيل . . كنَّــا نحترق شوقــاً في انتظــار تلكـ الساعــة التي سنكحـل فيهـا أعيننا برؤية بيت الله الحرام . . ولكـن . . حدث مالم يكـن في الحسبان . . . . . * * * * * |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|