بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » بنطلون ( طيحني ) .. يا حسافة على الشباب ..

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 14-05-2007, 01:20 AM   #11
قاضي المظالم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 30


قاتلَ اللهُ الموضةَ !! فكم أهلكَت من شبابِِنا ؟؟.. وكم أضاعت من فتياتِنا ؟؟!! ..


والله إنّي قد عجبتُ مثلك - جداً - عندما رأيتُ مثلَ هذا المنظرِ .. قبل سنةٍ تحديداً من الآن .. حيث خرجتُ أنا وبعضُ الإخوةِ من المسجدِ بعد صلاةِ الفجرِ .. إلى أحدِ المطاعمِ لكي نشتري فطوراً نسدُّ به جوعتَنا .. فوقفتُ أمام الجلساتِ العربيَّةِ المحليَّةِ .. فنظرتُ أمامي إلى الذين يأكلون .. فوجدتُ أحدَ الشبابِ وقد أعطاني ظهرَه جالساً مع أربعةٍ من زملائِهِ .. فلم أصدّق ما رأيت .. فهو يلبس نفس السروال الذي وصفت يا أخي العزيز أبا عبد العزيز .. كان يُظهرُ نصفَ مؤخرتِهِ بشكلٍ قبيحٍ .. وكأنَّما يدعوا النَّاسَ إلى النظرِ إليها .. أعوذ بالله من الخذلان .. فذكرتُ ذلك لصاحبي .. فقال: اذهب وانصحهُ علنَاً .. فذهبتُ إليه وكلَّمتُهُ .. قلتُ له : غطّ جسمَك فقد ظهرت عورتُك .. فالتفَتَ إليَّ مستحياً خجِلاً فرفعَ سروالَه .. فأكبرتُ فيه انقيادَه وانصياعَه وسماعَه للنصحِ .. إلاَّ أنني سألتُهُ عن سببِ لبسِهِ هذا السّروال .. فقال : إنَّ هذا هو الموضةُ عند الشبابِ اليومَ .. قلت : ماذا ؟ قال : يا خي موووووووضة ...!!!!

فأقول بلسان الحالِ :

إنَّ الموضةَ عبوديَّةٌ لغيرِ اللهِ ، كيفَ لا ؟ والموضةُ تجعلُ من الزّينةِ الماديَّةِ همَّ الإنسانِ الأكبرِ ، وشاغلَه الأوحد في الحياةِ ، فهو يلاحقُها ويتابعُها ، ويُلاحقُ كلَّ ما يُنشرُ عنها ، حتى يستغرقَ فيها استغراقاً كاملاً ، وتصرفهُ عن الغايةِ الأساسيَّةِ التي من أجلِها خُلِقَ - يعيشُ وهمُّهُ الثوبُ الفلانيُّ ، والشكلُ الفلانيُّ ، والملبسُ الفلانيُّ ، والأثاثُ الفلانيُّ ، وما شابهَ ، حتى ينصرفَ من كثرةِ تعلُّقِ القلبِ بتتبُّعِ ذلك عن الغايةِ التي خلقَه اللهُ لها - ويكادُ المقلِّدُ للموضةِ أن يتّخِذَ ممَّن قلَّدَهم أنداداً من دونِ اللهِ ؛ يحبُّهم كحبِّ اللهِ عزَّ وجَلَّ عند المسلمِ للهِ ، وسرعةُ استجابتِهِم لما يأمُرُ به - يعني تجد أنَّ المتبعَ للموضةِ والمقدِّسَ لها سائرٌ وراءَها ، كأنَّها إلهٌ - وتعالى الله - ، فالموضةُ عندهم اليوم تقتضي أموراً متعدَّدة لا ساحلَ لها .. فعلى النساءِ أن يرفعنَ الثيابَ إلى نصفِ الساقِ ، أو إلى الركبةِ ، بل إلى الفخِذِ عند البعضِ ، سمعاً وطاعةً ..

ثم بعدَ هذا .. على النساءِ أن يكشفنَ شيئاً ولو قليلاًَ من أعلى الصَّدرِ ، ثم تزيد الفتحاتُ ويزيد الحجمُ المكشوفُ ، سمعاً وطاعةً ، على البنتِ التي تريدُ اللّحاقَ بركبِ الموضةِ أن تلبسَ ما يجسِّدُ عورتها المغلَّظةَ من البنطالِ وغيرِهِ ، سمعاً وطاعةً ، على المرأةِ أن تقصَّ شعرها بطريقةٍ تجعلُ من يراها يُشبِّهها بالرجالِ ، سمعاً وطاعةً ، تجدُ أمرَ الموضةِ معظَّم ، والمتّبعُ يقدِّسُ حتى يصيرَ من قلَّده ، أو من يضعُ له ذلك ندَّاً لله تعالى - وسرعة استجابتِهِ لما يأمُرُ به ، يقول الله تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ للهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا } ، الذين كانوا يضعون الموضات، ويضعون النظم ، ويضعون الأسباب ، { مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً } ، يعني لو نرجع مرة أخرى إلى هذه الدنيا فلن نمشي وراء الـ(طيحني) أو (الميني جب) ، ولا وراء البنطال ، ولا القزع ، أوحلقَ الرجالِ كرؤوسِ الحميرِ ، لا هذا ولا ذاك ، ولن يُعلِّقَ الشبابُ السّلاسلَ في صدورهم ، ولن يلبسوا البنطالَ الضيَّقَ ، ولا الذي يجر إزاره ، كلهم يتمنَّى لو رجع ، { وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ } ، نعوذ باللهِ من الخذلانِ .

ومما يدلُّ على أنَّ متبعَ الموضةِ عَبَدَ غيرَ اللهِ أدلَّةٌ طافحةٌ من السنَّةِ النبويَّةِ ، كقولِهِ صلى الله عليه وسلم : (( تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ تَعِسَ ، عَبْدُ الدِّرْهَمِ ، تَعِسَ عَبْدُ الْقَطِيفَةِ ، تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيلَةِ ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ )) ، وفي رواية : (( تَعِسَ وَانْتَكَسَ ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ )) ، يعني : لو أصابته شوكةٌ لا يستطيعُ الخلاصَ منها ، لأنه لا يقومُ من تعاسةٍ إلاَّ إلى تعاسةٍ ، تعِسَ وانتكَسَ ، يعني تعِسَ ، ثمَّ إذا قامَ انتكَسَ في التعاسةِ ، كما تقول : فلانٌ انتكَسَ في المرضِ ، يعني عادَ إليه مرَّةً ثانيةً ، تعِسَ وانتكَسَ ، دعاءٌ عليه بدوامِ التعاسةِ ، لماذا ؟ لأنه انتهَجَ ما لا يجرُّ إلى الخيرِ ..

يقول الصنعانيُّ في (سبل السلام) : " تعس أي هلك ، الهلاك أي العقاب والسقوط والشر والبعد والانحطاط ، والقطيفة الثوب الذي خمل ، ولذلك في رواية (الخميلة) ، ويراد به الثياب بصفة عامة ، وأراد بعبد الدينار والدرهم من استعبدته الدنيا بطلبها وصار كالعبد تتصرف فيه تصرف المالك لينالها وينغمس في شهواتها ، وذِكْرُ الدينار والقطيفة مجرد مثال ، وإلا فكل من استعبدته الدنيا في أي أمر ، وشغلته عن أمر الله تعالى ، وجعل رضاه وسخطه متعلقا بنيل ما يريد أو عدم نيله ، فهو عبد لهذا الشيء ، ولذلك يخشى أن يصل بهذا ، أن يصل به إلى الكفر الأكبر ، نعوذ بالله من ذلك ، يخشى عليه أن يصل به إلى ترك الأوامر الشرعية وبغضها " .

فمن الناسِ من يستعبدُهُ حبُّ الإماراتِ ، ومنهم من يستعبده حبُّ الصورِ ، ومنهم من يستعبدُهُ حبُّ الأطيانِ والأملاكِ ، واعلم أنَّ المذمومَ كل ما يُبْعِدُ العبدَ عن اللهِ عزَّ وجلَّ ويَشْغَله عن واجبِ طاعتِهِ وعبادتِهِ ، لا ما يعينه على الأعمالِ الصالحةِ ، فإنه غير مذمومٍ ، وقد يتعيَّنُ طلبُهُ ويجبُ عليه تحصيلُهُ ..


قاضي المظالم غير متصل  
 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 01:22 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)