[المـــــارد]

.
.
.
العاطفة سيرت عقولنا بعضاً من الوقت)) للعقلاء فقط؟؟


[align=justify]سأحكي لكم حكاية عن هذا الأمر كما حكاها وأوردها أخي الذي يخبرني عن ذلك الزمن والذي كان حاضراً و كان يتقلب بين فصول الإحداث
حدث بعد حدث والتي تسيرهم بذلك الأقدار لايعقلون من أمرهم شي
وكنت أنا وقتها أبن الثامنة لا أعقل من أمري شي .نعم ، نعم أحسنت إني أبن الواحدة والعشرين في هذا الوقت
ومع ذلك فإن عقلي هو من يسيرني هكذا أعتقد
يقول أخي بعد أن إتكأ على الاريكة التي وضعتها له بنفسي
يقول كنت تلك اليلة مع جمهور الشباب وكان أمامنا داعية يتكلم كلام طربت له الأسماع
فقام شاب من الشباب قال إن قوات الطواري يحيطون بالمكان من كل الطرق والإتجاهات
ومن كل حدب وصوب
فكان الداعية مسترسل بكلامة فما إن سمع الكلام نادى يخاطب بذلك قوات الطواري فيقول والله لا أخاف على الشباب منكم بل أخاف عليكم من
الشباب
فدوى التكبير وعمّ أرجاء المكان كأنهم بذلك حرروا القدس
فخرج الشباب ملثمين يحملون العصي والحجارة ليواجهوا بذلك قوات مدججة بأحدث الأسلحة القاتلة
(إنها العواطف عندما تسير العقول) [/CENTER]



الحمد لله والصلاة على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد

إن العاطفة زرعت في الإنسان ، فلايوجد شخص بلا عاطفة
كذلك لو توسعنا في هذه العاطفة لوجدنا أن ذلك الحيوان الذي يحن على وليده تسيره بلاشك العاطفة
فأستطيع أن أقول لايوجد مخلوق تدب فيه الروح وتكون العاطفة قد دبت بتلك الروح
لكن حتى تحصل تلك الفائدة التي أنشدها وأرمي إليها سأتكلم عن عاطفة النفس البشرية
فأقول إن الجيوش مثلاً
لا يمكن أن تسير
إلا إذا جيشت عواطف الجند
فبالنظر إلى جيش هتلر كمثال
كثير من أولائك الجنود الذين يقبعون تحت راية هذا القائد قد سيرت عواطفهم ولم تسير عقولهم
فقد كانت تلك الخطابات النارية التي يطلقها زعيمهم النازي
فبين الفينة والأخرى لاتخاطب عقولهم بل تخاطب عواطفهم
وأراد بذلك أن يؤجج تلك العواطف لتغطي
غشاء عقولهم
لذلك لم يدم النصر عدا برهة من الزمن
لذا نقول لانريد لتلك العواطف الهوجاء أن تغطي عقولنا بل نريد لعقولنا أن تسير عواطفنا حتى لانحرق ما زرعناه بأعوام بلحظات
بسيطة نندم عليه أشد الندم ثم بعدها لايكون لنا إلا أن نخوض بقاموس ( لو )
فمتى ماسيرت العواطف وإن شئت فقل متى ماأطرت على كتاب الله وسنة نبيه ثم بالنظر بعين المصلحة والمفسدة فحينها ستكون النتائج رائعة وموفقه
فبعض من يتكلم عن الشباب وعن بعض تجاوزاتهم تجده يخوض تلقائيا عن عواطفهم وبتسيرها لهم
فتجده يضيع وقته بتقليل شأنهم تارة وتقليل دورهم تارة أخرى
وياليته وفر وقته بتوجيه تلك العواطف وتنازله عن بعض تلك الأطروحات ليسايرهم بعضاً من الوقت
ثم ليأطر تلك العواطف على كتاب الله وسنة نبيه
ولاشك أن هؤلاء الشباب قد أستطاعو أن يسير عواطف كثيرا من الدعاة في وقت مضى
كما ذكرت بالحكاية السابقة
بذلك الزمن الذي يطلق عليه أزمة المشائخ
او كما يحلوا للشباب أن يسمونه
أزمة الصحوة وإن شأت فقل نكست الصحوة لاتغضب مني
لتعلم صدق الكلام أعطني فائدة واحدة فقط من تلك الأحداث إنه الجرأه التي لاتعجب الكثيرين

كانت تلك الأجواء متوترة تأذن بإنفجار قريب لايعلم من الضحية
(وكان يقال لسعد أهرب لقد قبض على أخيك سعيد !)
كان بعض الدعاة المخلصين المحترقين بأمر الأمة يطربك بتلك الخطابات الصارمة الجريئة في أن واحد
الشباب حولهم يأججون مشاعرهم وعواطفهم
كانت كثير من تلك الخطابات مشحونة بكثير من العواطف الجمهورية
ولاشك أن تلك الأحداث ما أريد بها إلا نصرة الأمة لكن ماهكذا تورد الأبل
إن العاطفة لترتاح بنتائج العاجلة وحب التغيير حتى لوكان هذا التغيير يصحبه الجرئة بالطرح وبالكلمة
وكانت بعض من تلك الإطروحات
الجريئة
موجهه لبعض المؤسسات الحكومية
فانشغلو بالمهم عن الأهم
الا وهو تأصيل الشباب التأصيل العلمي
ولاكن يتبادر إلى الذهن سؤال يطرح نفسه من سير عواطف العلماء هم الشباب انفسهم لاكن لم يتمعنو اولائك بهذا البيت
إحذر السلطان وخشاء بطشه لاتخاصم من إذا قال فعل
فاؤدع العلماء بالمعتقلات
كما أودع الشباب معهم بتلك السجون
وبعد سنوات يخرج الدعاء
أكثر إستقراء لفقه الواقع
وغلبوا جانب الأهم على المهم
فأصبحو منارات يهتدا بهم واصبحو اكثر رزانة بخطاباتهم وأعظم تفائل بنصر الأمة على ماتواجهه من محن وبلايا فنظروا نظرة أمل عن
قريب ستتحقق بإذن الله
وأما الشباب فخرجو بثلاث أصناف لا رابع لهم
منهم من إنقلب واظهر العداوة المباشرة لأولائك الدعاة
ومنهم من أنشغل بالمال والتجارة بدهاء منقطع النظير
ونفر منهم مازال حول أولائك الدعاة
إنهم الشباب حينما يفقدوا التأصيل العلمي فتكثر بذلك توجهاتهم
وتتقلب بذلك أرائهم فيصبحوا مذبذبين بين ذلك
وبلاشك لقد خسرنا بتلك الأحداث عدة خسارات من أهمها وأعظمها
أولائك الشباب الذي ضاعت أعمارهم بالدوران بحلقة مفرغة
ومن تلك الخسائر
أستحياء بعض الدعاء في هذا الوقت بنطق رأيه الذي يراه فتجده يقول بعضهم على استحياء وتخوف ومع ذلك يلتفت ذات اليمين وذات الشمال
لينظر هل سمع أحد؟
فمن تغير باليد إلى عجز بالسان
فتقوقع على أضعف الإيمان إنه الإنكار بالقلب
سؤال أخر يطرح نفسه
لو وجد في ذلك الوقت من يقول لك من شأن تلك الأفعال وشأني تلك الخطابات
هل سيلتزم الصمت
سؤال مع التحية إلى من يأججوا عواطف شبابنا في هذا الوقت شعروا بذلك أم لم يشعروا
فأقول للدعاة بشروا ولاتنفروا
ويسروا ولا تعسروا
فلن أقول لو فعل هذا ماحدث هذا
فلا أريد أن افتتح مرة أخرى معجم ( لو )
لا أقول إلا لعله خير أريد بنا .
وأسأل الله التوفيق

..:: بــــــــلا شــك تعجبني وجـــهة النظر المجـــردة من المجــــاملة
كما يعجبني أيضاً إبداء تلك النظرة بعد إطلاعك على الموضوع ::..

[فــــــــادي]

لله درك أخي الحبيب ...

كلام جميل ،، وغالباً العاطفة هي التي تتحكم في إتجاهاتنا ومسيرتنا ..

بانتظار مواضيعك وكتاباتك الشيقة ..
جزاك الله خير

[بريماكس]

قرأت جزء يسيراً من المقاله لأني على عجلة من أمري .
لكن أود الإستفسار عن أدوات إستكشاف أن من أمامي (عاقل أم عاطفي)
هل هناك معادلة معينة لتطبيقها على المعطيات التي أمتلكها لأخرج بنتيجة واضحة .؟

[المعتز بدينه]

وكما ذكرت فكثيرا من الشباب تجد أن عاطفته وحماسه قد يزود عن حده فيخرج بعد ذلك بنتائج عكسية جدا .
كثيرا مانحتاج أن نضبط العواطف حتى لا تكون علينا عواصف .
العاطفة كما ذكرت - حفظك الله - من أجلها قد تخالف آيات ربك وسنة نبيك . العاطفة والحماس ماأجملهما إذا كانتا معا بضبط لوتيرتهما التي قد تكون حساسة .
فلقد كنت أنموذجا خيرا في ذلك فقد عرفتك بحماسك أن لايميل إلى الهوى المتبع الذي قد يخالف كتاب ربك وسنة نبيك ومن يحكم بهما من الحكام وغيرهم .

فأشكرك أخي المارد وبنتظار موضوعك القادم (( هذا ماشاهدت في مديرية المباحث ))

دمتم وعين الرحمن تكلئكم

[المـــــارد]

أشكر كل من رد ومن أبدى ملاحظاته