|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2006
البلد: متغربه انا !!!
المشاركات: 558
|
بعد معركة غزة .. حماس إلى أين ؟؟
بعد معركة غزة .. حماس إلى أين ؟؟
عرض/ عبد الحق بوقلقول 2/6/1428 17/06/2007 من الأفضل في الحالة الفلسطينية الراهنة و بقصد فهم حقيقة ما يجري و ما هو متوقع، أن يعود المتابع إلى ما يكتبه رموز السياسة الأميركية في المنطقة كمارتن إنديك اليهودي المتصهين الذي شغل و لسنوات طويلة منصب سفير للولايات المتحدة في دول المنطقة ، بما فيها دولة الكيان الغاصب في الأراضي المحتلة قبل أن يصير حاليا مديرا لمركز 'سابان' التابع لمؤسسة بروكينغز البحثية، وقد كتب يقول في جريدة الواشنطن بوست : "...تطور الأحداث بهذه الطريقة سيحرر عباس للتركيز على الضفة الغربية، حيث يمكنه الاعتماد على قوات الدفاع الإسرائيلي لضرب التحديات المتوقعة من حماس، وعلى الأردن والولايات المتحدة المساهمة في تشكيل قوات الأمن. وعباس باعتباره رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية يمكنه التفاوض مع إسرائيل حول التخلي له عن الضفة الغربية. وإذا ما سيطر على المنطقة يمكنه التوصل إلى اتفاقية سلام مع إسرائيل تؤدي إلى تأسيس دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة في الضفة الغربية والضواحي العربية للقدس الشرقية" و في هذا القدر وضوح شديد على أن واشنطن تسعى فعلا إلى شطر القطاع عن الضفة فتجعل من هذه الأخيرة 'واحة' تتمتع بالدعم الاقتصادي والرضا السياسي في حين يستمر الحصار على الأول حتى يظهر أمام العالم كله أن من تسميهم الأدبيات الغربية الحالية 'الإسلاميين المتطرفين' لا يستطيعون تحقيق أي شيء و إنما هم وبال على من يثق فيهم ، و يمنحهم صوته كما فعل الناخب الفلسطيني خلال تشريعيات العام الماضي !! ذات الصحيفة أوردت في عددها لهذا الأحد في معرض حديثها عن لقاء الرئيس بوش بزعماء الطائفة اليهودية في أميركا، تقول: "لقد عرض بوش أمام قادة اليهود بعض الدلائل التي تشير إلى الكيفية التي سوف يتعامل بها مع الزيارة المقبلة لأولمرت إلى البيت الأبيض بعد يومين من غير أن يفوته التأكيد أمامهم، أنه يعتبر رئيس وزراء إسرائيل 'مفكرا إستراتيجيا' و أنه –أي بوش- يكن له احتراما كبيرا" ولم يعرج، و للغرابة هنا، على ذكر الرئيس أبي مازن رغم كل ما فعله هذا الأخير حتى الساعة و هو ما تنبهت له الواشنطن بوست حين واصلت تقول: "و البارحة فقط، التقى القنصل الأميركي العام في القدس مع الرئيس عباس ليعلمه أن الحظر الدولي على الأموال الفلسطينية سوف يرفع بمجرد الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة". هذا ما تؤكده النيويورك تايمز أيضا حيث أوردت في عددها هذا الصباح تقول: "في الوقت الذي ظهر فيه انفصال الأراضي الفلسطينية إلى قطاعين ، فإن إسرائيل والولايات المتحدة تبدوان متفقتين على كيفية التعامل مع القضية: دعم حركة فتح في الضفة الغربية و مواصلة حصار حركة حماس في غزة" و هذا يعني: "رغبة أميركا في أن تجعل من الضفة رمزا للإشراق و موطنا للرخاء و الاستقرار في المنطقة ، تحت إشراف فتح و رئيسها المعتدل أبي مازن في مقابل قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس المتطرفة". و على الرغم من أن هذه الصحيفة تستند إلى ما قاله لها خبراء السياسة في مؤسسة مشروع القرن الأميركي بما يفيد أن الرئيس عباس ربما: "لن يهنأ بالاستقرار كثيرا حينما يرضى بقبول تلقي الأموال واستمرار الجوع في غزة ، بمعنى أنه سيجد نفسه أكثر عزلة من قبل الشتات الفلسطيني والحكومات العربية أيضا بما فيها حكومة الرياض التي حاولت التوسط بقصد إيجاد توافق داخلي بين الفصائل" فإن هذه الصحيفة الكبرى تواصل معلقة: "لقد انبهرت واشنطن وتل أبيب من سرعة انهيار حركة فتح في غزة ، رغم المساعدات العسكرية و التغطية السياسية التي تلقتها من قبلهما" و لكنها تعلق هنا: "يبدو الرئيس عباس ومعه حركة فتح حاليا مستعدان لقبول حل وسط بالدخول في تسوية سلمية مع الإسرائيليين ، للوصول إلى تثبيت السلام في الضفة ريثما تستقر الأوضاع في القطاع" !! معنى "استقرار الأوضاع في القطاع" هذا تكفلت أسبوعية الصانداي تايمز اللندنية بشرحه ، حيث كتبت تحت عنوان بارز في عددها لهذا الأسبوع: "إسرائيل تخطط لمهاجمة غزة" من بين أهم ما جاء فيه: "يبدو أن أول مهمة سوف يبدأ بها وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد إيهود باراك هي التخطيط لمهاجمة قطاع غزة الذي سيطرت عليه مؤخرا حركة حماس" ثم تضيف هذه الأسبوعية التي هي ملحق يصدر كل أحد عن جريدة التايمز قائلة: "على حسب أحد المسئولين هناك فإن إسرائيل تزمع الاعتماد على استدعاء أزيد من عشرين ألف جندي لأجل التمكن من تدمير القوة العسكرية لحركة حماس خلال أيام قليلة" و لكيلا يجري الربط هنا بين ما وعد به أولمرت في حربه على لبنان صيف العام الماضي ، حينما وعد بتحقيق الشيء ذاته في ذات الآجال، فإن باراك الذي وصفته الجريدة أنه "رجل عسكري محنك"،كان قد طلب فور تعيينه موافاته بالخطط المعدة التي تشمل توجيه ضربات جوية بواسطة مقاتلات إف 16 وطائرات ذات توجيه عن بعد ، قبل أن تختم بقولها: "لقد أطلعنا أحد المقربين من باراك أن إسرائيل لن تسمح بتواجد 'حماستان' على حدودها بمعنى أن جدوى الهجوم في حد ذاته ليس مطروحا و إنما السؤال يتمحور فقط حول: متى و كيف يتم البدء في تنفيذ ذلك؟" فالإسرائيليون و شركاؤهم في العملية السياسية من الشرق و الغرب يعتبرون ما جرى في غزة "انقلابا ضد الشرعية" من غير أن ينتبهوا إلى أن حماس أيضا تملك شرعية الصناديق هي الأخرى إلى درجة دفعت الصحفي البريطاني المخضرم و المتخصص في قضايا الشرق الأوسط روبرت فيسك إلى أن يكتب في جريدة الأندبندنت ، متسائلا و ساخرا في آن معا: "كيف يمكننا حاليا التعامل مع انقلاب قادته حكومة منتخَبة؟" الوضع في فلسطين كان أيضا أهم ما شغل أسبوعية الأوبزرفر الملحقة بجريدة الغارديان، حيث يمكننا أن نقرأ في عدد هذا الأسبوع: "بالنسبة إلى سكان غزة فإن عناصر فتح هناك لم يكونوا في الواقع إلا أفراد عصابات إجرامية وهذا ما ظهر جليا خلال المواجهات بحر الأسبوع الماضي ، إذ في الوقت الذي كان رجال حماس يقاتلون بشراسة ودونما التفكير حتى في زيارة منازلهم طيلة أربعة أيام متتالية، لم يكن مقاتلو فتح إلا موظفون مهتمون بتلك المائة وعشرين جنيها أو حتى علب السجائر التي كان يمنحهم إياها محمد دحلان" ثم تواصل: "رغم أن عددا من المعلقين سارع إلى وصف غزة الحالية بأنها صارت 'حماستان' أو 'جمهورية غزة الإسلامية' إلا أن هذا لا ينفي أنها تعيش أمانا أفضل ، ثم إن سكان القطاع أصلا هم من الناحية الدينية أكثر محافظة و التزاما من سكان الضفة الغربية". الصانداي تلغراف – ملحق الأحد لصحيفة الديلي تلغراف - لم تفوت المناسبة هي أيضا و كتبت تقول: "أعلمنا أحد مسئولي المخابرات الفلسطينية في رام الله أن استيلاء حماس على قطاع غزة جاء بعد أوامر مباشرة لهذا الفصيل من إيران تحضيرا لمواجهة أشمل متوقعة خلال فصل الصيف الجاري" ثم تضيف على لسان هذا العقيد الذي قالت إنه أحد الذين تمكنوا من النجاة بجلدهم من غزة قوله: "لا شك عندي أن حماس أعدت لهذه المعركة منذ شهور طويلة ، وأن عناصرها تدربوا في كل من إيران ، سورية و لبنان" و من غير أن يثبت صحة كلامه ، ربما لقناعته أنه لن يتمكن من شرح كيفية دخول وخروج هؤلاء 'الحمساويين' الذين لا يتمتعون بحرية حركة كتلك التي يحظى بها هو ومن هم على شاكلته، أضاف معلقا: "كنت قد حذرت الرئيس عباس قبل مدة طويلة من هذا ، وأعلمته أن حماس هي بصدد التحضير لحرب فعلية ضد إسرائيل" و لكم أن تلحظوا هنا أن الرجل لا يعتبر إسرائيل عدوا، بل صديقا يتوجب عدم التفكير في محاربته أصلا ، بل و حتى التنبيه إلى الأخطار التي قد تلحق به !! أما في فرنسا فلقد اهتمت الصحف الصادرة هناك بالشأن المحلي خصوصا و أن البلاد تعيش اليوم الأحد الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية التي يبدو أن اليمين بقيادة الرئيس الجديد نيكولا ساركوزي يتوجه إلى تأكيد فوزه ، و الاستحواذ على الغالبية المريحة من مقاعد الجمعية الوطنية هناك ، بشكل يتيح له تمرير كل القوانين و المشاريع التي وعد بها أيام حملته الانتخابية قبل أزيد من شهرين من الآن. و لكن هذا الحدث على أهميته محليا لم يمنع هذه الصحف من الاهتمام بالشأن الفلسطيني حيث كتبت الجريدة اليمينية لوفيغارو تحت عنوان لافت هو: "التهديد الإيراني يقترب من إسرائيل" "مع تواجد عناصر حزب الله في جنوب لبنان و أفراد حماس في قطاع غزة، يتزايد قلق الإسرائيليين من تنامي النفوذ الإيراني بالمنطقة" ثم تواصل: "بالنسبة إلى إسرائيل فإن تمكن حماس من الوضع في غزة ، واستيلاءها على القطاع يعني نصرا جديدا تضيفه طهران إلى رصيدها. أو مثلما علق أحد المحللين على إحدى القنوات هناك: إسرائيل تعيش بين ناري حزب الله شمالا و حماس جنوبا" قبل أن تضيف في هذه المقالة التي كتبها مراسلها من القدس مارك هنري: "لقد أظهرت التطورات أن مقاتلي حماس تعلموا نفس كيفية القتال التي يتميز بها أفراد حزب الله ، وهذا ما يؤكد صحة الأخبار التي تحدثت عن تلقي الحمساويين خلال الشهور الماضية تدريبات مباشرة من قبل حرس الثورة الإيراني"!! في مقابل ذلك، رأى كاتب افتتاحية جريدة لوموند أن: "حماس ربما لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يلحق بعناصرها والمتعاطفين معها في الضفة الغربية ، بعد أن هاجم عشرات المسلحين من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح مكاتب و مقرات حماس في الضفة الغربية" إلا أن ذات الجريدة في مقابل ذلك أيضا، أوردت تحليلا في غاية الاتزان كتبه مراسل الجريدة من القدس، ميشال ريشار وصف فيه ما وقع في غزة أنه نتيجة منطقية لشهور طويلة من النفاق الغربي و سياسة المراوحة في تقديم الدعم لحكومة الوحدة رغم أن كل الظروف، وفقا لذات الكاتب، كانت تسمح بتلافي وقوع ما جرى الآن قبل أن يختتم معلقا: "إنه و في الوقت الذي لما تزل الضفة محتلة حيث تستمر حركة بناء و توسع المستوطنات، يظل الفلسطينيون محاصرين داخل مناطق ضيقة ، بحيث لم يتبقى لهم من الضفة الغربية إلا نحو 55 بالمائة بشكل يجعل الحديث عن إقامة دولة فلسطينية وهمًا ، في حين أن السلطة التي نتجت عن اتفاقات أوسلو، باتت بلا قيمة و فقدت تأثيرها ، حيث يكفي هنا مثلا الاستشهاد بالسرعة التي انهارت بها القوات الموالية لعباس في غزة حينما "كنسهم" أفراد حماس" ! أما جريدة ليبراسيون اليسارية فلقد حاورت على صفحاتها الباحث لدى المركز الفرنسي للبحث العلمي و المتخصص في الشأن الفلسطيني، جون فرانسوا لوغران الذي جزم لها أنه: "لم يكن ضروريا اللجوء إلى حل الحكومة" معللا ذلك بقوله: "لقد اختار محمود عباس مرة أخرى، القرار غير الصائب ، فحينما حل حكومة الوحدة الوطنية فهو بهذا الشكل يكون قد قرر معارضة الدخول في أي حوار مع حركة حماس" و لكن هذا المحلل الذي اعترف بأن عباس إنما فعل ذلك بالاعتماد على مساندة الغرب و العرب له، لم يشأ التعليق ختاما أن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة بهذا القرار الارتجالي، قد وضع فلسطين كلها فوق صفيح ساخن ، لأن أميركا وإسرائيل اللتين وعدتاه بأنهما سوف تحولان الضفة الغربية إلى واحة غناء ليستا صادقتين بالضرورة ، بدليل أنهما قالتا الشيء ذاته عن العراق قبل أزيد من أربع سنوات من الآن فهل ليس من حقنا حاليا أن نطلب من الرئيس عباس أن يبحث عن المعنى الحقيقي لكلمة 'واحة' في العرف الأميركي و الصهيوني ، إذ أنها قطعا لا تعني ما نفهمه نحن الشرقيون منها بكل تأكيد!!
__________________
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|