بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الشيخ أسامة بن لادن ........

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 24-08-2002, 04:33 AM   #1
الجنرال
عـضـو
 
صورة الجنرال الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2001
المشاركات: 2,290
السلام عليكم

كمالة الموضوع

ولقد شاهد الملايين في العالم الرئيس الأمريكي ووزير الدفاع ورئيس الأركان يحرصون على ذكر أسامة بن لادن في خطبهم وأجوبتهم للصحافة من أجل تبرير الضربة. هذا التصوير وتلك الطريقة أعطت زخما قويا للمحسوبين على التيار الجهادي وخاصة أتباع ابن لادن ورفعت معنوياتهم وأشعرتهم كما لو كانوا قوة عظمى في مواجهة أمريكا، بل بدت تلك الضربات المستعجلة الخاطئة بمثابة دليل لهم على أنهم أفقدوا أمريكا صوابها فأصبحت تتخبط ولا تدري أين تضرب. أما بالنسبة للرأي العام العربي والإسلامي فالقصة ليست بعيدة، حيث يعيش الناس أزمة بطولة وأزمة تضحيات وهم في انتظار من يشبع الشعور بالانتقام والتحجيم لأمريكا وإرهابها كما أرهبت المسلمين وضايقتهم في فلسطين والعراق والجزيرة وأفريقيا وتركيا وأماكن أخرى، ولذلك فقد كان منظر المسؤولين الأمريكان وهم يعترفون من خلال تلك الضربات بارتباكهم وخوفهم من بن لادن، كان ذلك بمثابة إشباع لهذا الشعور ورفع شعبية بن لادن، خاصة أن ابن لادن ليس ممن يمكن أن يتهم بالعمالة مثل خصوم أمريكا المزعومين من حكام الدول العربية، فهذا الرمز الجديد تاريخه مختلف تماما عن تاريخ أولئك الزعماء أمثال القذافي وصدام، وإذا أعلن مواجهة أمريكا فلا يشك أحد في صدقية هذا الإعلان. وقد لوحظت هذه الآثار عمليا بعد الضربة حيث لم يعد من الحرج الأمني في كثير من البلاد العربية التصريح بالإعجاب بابن لادن وتأييده، أما في باكستان والمشرق الإسلامي فقد تجاوز الناس مجرد الإعجاب إلى اعتباره قائدا ومخلّصا للأمة الإسلامية من هيمنة الأمريكان، وخرجت المظاهرات بصوره المرفوعة هناك. مما ينبغي معرفته كذلك أن الذين عاشوا مع ابن لادن والمجاهدين العرب ومن تمكنوا من مقابلة ابن لادن حتى من غير المسلمين يثبتون حقيقة هامة وهي أن هذا الرجل والمنضوين للجماعات الجهادية يعتبرون الموت في حربهم مع أمريكا من أعظم الأماني، ولذلك فلا يمكن اعتبار هذه الضربات ذات أثر في تخويف أو إرهاب تلك الجماعات، فلقد عاشوا سنين طويلة تحت القصف الروسي والشيوعي وخاضوا معارك كثيرة وشرسة مع الروس وغيرهم إلى درجة أنهم أدمنوا على هذه الأصوات ويجدون صعوبة في النوم بدونها كما يصفهم أحد الذين رافقوهم. خاسر آخر في هذه المعمعة هو الحكومات العربية التي تعيش تحت كنف أمريكا، فلقد بدت هذه الحكومات حقيرة صغيرة بين قوتين عظميين أمريكا وبن لادن. وكأننا بتلك الحكومات عاشت حرجا شديداً أمام هذه الضربات الأمريكية فلا هم الذين أمكنهم تأييدها فيثبتوا العمالة المطلقة، ولا هم الذين أمكنهم استنكارها فيظهروا اعترافا غير مباشر بابن لادن. ولقد تبينت هذه المشاعر في الإعلام السعودي من خلال التجاهل الكامل من قبل التلفزيون والإذاعة والصحافة الداخلية في المملكة حيث أورد خبر الضربات مقتضبا دون أي إشارة لابن لادن. أما الصحافة السعودية في الخارج التي لا يمكن أن تتجاهل ابن لادن، فقد سمح لها بذكر ابن لادن بشرط أن لا يوصف بأنه سعودي. الطالبان من جهتهم شعروا بعد الانفجار الأول وقبل الضربة الأمريكية بحرج شديد ولكن الأمريكان أنقذوهم من الحرج من خلال الضربة الغبية خاصة وأن الضربتين تزامنت مع دخول الأفغان العرب الذين يتبع معظمهم ابن لادن مع الطالبان في معركتهم ضد دوستم في شمال أفغانستان وكان لهم دور كبير في القضاء الكامل على دوستم بعد أن كان الهجوم الأول من قبل الطالبان لوحدهم غير موفق. وخلال تلك الفترة حاول الأمريكان مرة أخرى التفاوض مع طالبان حول ابن لادن ورفض الملا عمر التفاوض معهم، وعندها اكتفوا بإرسال رسالة للملا عمر يشرحون فيها مطلبهم وهو حرص الولايات المتحدة على أمنها وأمن مواطنيها وأن ذلك هو سبب حديثهم مع طالبان، واكتفى ملا عمر بالرد عليهم بأنهم إن كانوا جادين في طلب الأمن لأنفسهم فليخرجوا من العالم الإسلامي وخاصة جزيرة العرب. هل كان لدى الأمريكان خيار آخر؟ نعم كان لديهم خيار أحكم بكثير، لكن الله سبحانه لم يحرفهم عنه فحسب بل أراد لهم أن يضخموا قضية ابن لادن تغطية لفضائح كلينتون. هذا الخيار الآخر الذي كان من الممكن أن يحاصر به ابن لادن والجماعات الجهادية ولم يهتد إليه الأمريكان هو الصبر والتحمل وتضخيم صورة الأبرياء الذين قتلوا في انفجاري كينيا وتنزانيا وخاصة المسلمون منهم وإظهار ابن لادن والجهاديين على شكل متعطشين للدماء نشاز بين المسلمين أنفسهم لا يهمهم حتى قتل أبناء جلدتهم من أبرياء المسلمين. ولربما كان هناك لدى الأمريكان فرصة للاستفادة القصوى من المؤسسات الدينية في مصر والمملكة لتشويه صورة هذه الجماعات من خلال ربطها بقتل العشرات من المسلمين الأبرياء فقط لأجل قتل بضعة أمريكان وإظهار تلك الجماعات كآخر من يلتزم الشرع. ولو صبر الأمريكان وتحملوا وقع الضربة ومضوا في ذلك الاتجاه لأصبح ابن لادن والجماعات الجهادية في وضع حرج مع الشعوب ومع الطالبان لأن ذلك العمل الذي يستطيع الأمريكان التشكيك في شرعيته إسلاميا من خلال المؤسسات المذكورة يقضي على جزء كبير من شعبية تلك الجماعات ويظهر أمريكا على أنها مظلومة ومتحامل عليها بغير وجه حق. لكن الذي حصل أن هذا الخيار قد حرم منه الأ مريكان إلى درجة لا يمكنهم التراجع واستعادته لأنهم مضوا بعيدا في تضخيم رد الفعل وتضخيم حجم ابن لادن وإثبات أنه أوجعهم وآذاهم. أمريكا تشن حملة على "أعوان بن لادن" في الأسابيع التي تلت حادثتي التفجير والرد الأمريكي شرعت أمريكا في حملة اعتقالات لبعض العرب والمسلمين بحجة علاقتهم بابن لادن. وكانت طريقة الإعلان التي صارت تستخدمها أمريكا تشبه طريقة بعض الدول العربية التي ما إن تعتقل أو تقتل "أمير جماعة" حتى يظهر "أمير جماعة" آخر وتعتقله أو تقتله ويتبين أن الأمراء في تلك الجماعات أكثر من الأفراد!!. هذا هو الأسلوب الذي استخدمته أمريكا في تحسين صورتها في تتبع شبكة ابن لادن المزعومة، فكل يوم يظهر علينا سكرتير خاص، ومدير أعمال، و"شخصية مركزية" في عمليات ابن لادن. وقد استثمرت الحكومة الأمريكية جهل الشعب الأمريكي، وضخمت القضية من أجل التعويض عن عجزها في حرب "الإرهاب" ومتابعة بن لادن.أما ابن لادن نفسه فقد بقي تلك الفترة تحت حماية الطالبان خوفا من عملية اغتيال أو خطف مفاجئة، وقد نفى الناطق الرسمي باسم الحركة وقتها إشاعة أن يكون ابن لادن تحت الإقامة الجبرية وأكد أنه يتمتع بحرية التنقل في كافة أنحاء أفغانستان. السعودية لم تيأس لم تتوقف محاولات الحكومة السعودية في الضغط على طالبان بتسليم ابن لادن ومن أجل ذلك لجأت الحكومة السعودية إلى آخر سهم في كنانتها وهو إرسال أكثر الأمراء السعوديين خبرة بأفغانستان تركي الفيصل. توجه تركي الفيصل بصحبة عبد الله التركي وزير الشؤون الإسلامية وسلمان العمري القائم بالأعمال السعودي في كابل. في قندهار قابل الوفد الملا عمر وطلب تسليم ابن لادن لأمريكا ودارت بين الوفد السعودي وبين الطالبان ملاسنة حادة قال فيها الملا عمر أنهم إذا كانوا يتحدثون باسم أمريكا فلا يلومونه إذا قال إنه يتحدث باسم بن لادن. وكانت عبارة ملا عمر هذه من باب الإحراج للوفد الذي طلب تسليم ابن لادن لأمريكا وإلا فإنه لم يكن موافقا مع ابن لادن في توجهاته الأخيرة. وفي اللقاء ادعى تركي الفيصل أنه قَدِمَ بناء على طلب من الملا عمر من أجل استلام بن لادن، فأنكر ملا عمر وجود هذا الوعد، بل انتقد شرعية مثل هذا الطلب أصلا، فاشتد النقاش بين الطرفين إلى درجة أن الملا عمر وجه كلاما خشنا للوفد السعودي تردد المترجم في ترجمته فنهره الملا عمر وأصر على ترجمته حرفيا. وقبل أن ينصرف تركي الفيصل طلب منه الملا عمر أن يصطحب معه القائم بالأعمال السعودي لأنه كذا وكذا! وبعد عودة تركي الفيصل إلى الرياض أرسل بطلب اعتذار من الملا عمر فرفض الملا عمر ورفض إعادة القائم بالأعمال السعودي فقرر السعوديون إبعاد القائم بالأعمال الأفغاني في الرياض. السعودية تطرد ممثل طالبان في نهاية سبتمبر من نفس العام قررت الحكومة السعودية طرد ممثل طالبان دون تبرير رسمي ولكن هذه الأسباب تبينت فيما بعد من خلال الطالبان أنفسهم وهو باختصار ما ذكر أعلاه من رفض الحركة كل المطالب السعودية بتسليم أسامة بن لادن أو تحجيم نشاطه أو تسليم غيره من "الأفغان العرب" الموجودين عند طالبان. من الناحية الرسمية لم يصدر شيء إلا تصريح يتيم خجول من مصدر مسؤول رفض ذكر اسمه حسب رواية وكالة الأنباء الفرنسية في حينها. فلتة لسان سعودية: انفجار الخبر من عمل بن لادن كان تصريح المسؤول سعودي المذكور لوكالة فرانس برس قد كان بمثابة زلة لسان بلعها المسؤول السعودي وعلم بعد ذلك أن ذلك المسؤول تعرض لتأديب على التسريب. كان التصريح يقول أن سبب طرد ممثل الطالبان هو عدم تعاونهم مع الحكومة السعودية في تسليم مطلوبين من بعض أتباع ابن لادن من المقيمين عند طالبان رغم وجود أدلة على تورطهم في حادث انفجار الخبر. وكانت هذه الزلة أول مرة تشير فيها جهة سعودية إلى أن المسؤولين عن انفجار الخبر من أتباع ابن لادن بينما كانت واستمرت تدعي أن المسؤولين عن الحادث شيعة. طرد سفير الطالبان هو الوضع الطبيعي


ولم يكن قرار الحكومة السعودية طرد ممثل طالبان غريبا بقدر ما كان اعترافهم السريع بطالبان مثيرا. ولربما كان الاعتراف الأول بالطالبان قائما على تقديرات خاطئة مفادها أن هذا الكيان الجديد يجب أن يُحتضن في النظام العالمي الجديد ويدخل كنف أمريكا، وليس هناك أفضل من المملكة لإدخاله بسبب ثقلها الروحي في العالم الإسلامي، وبسبب خبرتها ونفوذها في الجهاد الأفغاني في السابق. ولقد قررت الحكومة السعودية التعامل مع الطالبان بطريقة هي نسخة عن التعامل مع زعماء الأحزاب السابقين اعتقادا منهم أن الطالبان أفغان مثل الأحزاب السابقة والأسلوب الذي نجح مع الأحزاب سينجح معهم. ولذلك حاول حكام المملكة تجاهل قضية ابن لادن في البداية وتبرعوا بلا مقابل بالاعتراف كتفضل على الأفغان الذين سيحرصون على رد هذا الفضل "الكبير". ولقد تجاوزت الحكومة السعودية تلك الخطوة إلى دعوة زعماء الطالبان للحج والعمرة كضيوف رسميين على الدولة السعودية، وعرض على عدد من قيادييهم بعض المغريات التي تستهوي البشر، كما حاولت الحكومة السعودية استخدام النفوذ الديني بإرسال بعض العلماء أو رسائل من المشايخ للتأثير على مواقف طالبان. وكان كل أمل الحكومة السعودية أن يقبل الطالبان التعامل مع بقية العالم على أساس "باكستاني ـ سعودي"، أو على الأقل يقبلون بالمطالب الدنيا للحكومة السعودية بتسليم أو تحجيم بن لادن. أيا من ذلك لم يتحقق رغم تكرار المحاولات السعودية، لم ينقطع الأمل عند الحكومة السعودية وحاولوا التأثير من خلال بعض الشخصيات التي اعتبروها أجنحة مرنة في الطالبان لكن كانت النتيجة سلبية. ولذلك فقد تورط السعوديون فلا هم الذين احتووا طالبان ولا هم الذين سلموا من تهمة التعاون أو التعامل معهم بعد مواجهتهم لأمريكا، وكان لا بد من التخلص من هذه التهمة بعد أن أصبحت العلاقة مع الطالبان عديمة الجدوى فكان قرار الطرد، وعلى الأرجح فإن التوقيت كان له علاقة بزيارة الأمير عبد الله لواشنطن حيث صدر القرار قبل وصول الأمير عبد الله لواشنطن بيوم واحد، وكان القرار بمثابة تبرئة لساحة الحكومة السعودية من العلاقة مع طالبان الذين يؤوون العدو الأول لأمريكا: ابن لادن، ولم يكن من اللائق أن يحل الأمير عبد الله ضيفا على الأمريكان بينما تبقى بلاده راضية عن طالبان مصدر "الإرهاب". ابن لادن ينقذ كابل مرة أخرى

على مستوى ابن لادن و"الأفغان العرب" حصل تطور ظريف تزامن مع تلك الأحداث أدى إلى تقوية موقفهم عند الطالبان حيث تمكنوا من حماية إحدى جبهات كابل أمام أحمد شاه مسعود عند انشغال الطالبان بجبهات باميان حيث الشيعة والشمال حيث دوستم. وكان أحمد شاه مسعود الذي يعتبر قائدا ميدانيا محنكا قد لعب لعبة عسكرية ناجحة في استثمار خلو الجبهة من جنود طالبان. المجاهدون العرب كانوا خفيفي الحركة وكان لهم تجمع قريب من شمال كابل حيث الجبهة المواجهة لأحمد شاه مسعود. ولقد كان بلاء العرب في تلك المعركة لا يكاد يصدق حيث صمد في وجه مسعود ومنعه من دخول كابل حوالي خمسين من العرب فقط ولعل المتابعين للشأن الأفغاني لاحظوا أن مسعود منذ ذلك الحين بدأ يطلق التصريحات ضد ابن لادن بينما كان يتجاهله في الماضي .
وحصل تطور آخر على مستوى المجاهدين العرب هو انضمام جنسيات أخرى غير عربية من الباكستانيين وبنجلاديش وطاجيكستان وأوزبكستان ودول أخرى ومعظمهم أو كلهم تقريبا يشعر بتبعية لابن لادن. الصحافة السعودية تقلب مع الحكومة ما إن صدر القرار السعودي بقطع العلاقة الدبلوماسية مع طالبان حتى انقلبت الصحافة السعودية على الطالبان وفتحت قاموسها على طريقة الإعلام العربي الثوري في الستينات. وبقدرة قادر تحول من كانوا يوصفون من قبل نفس الصحافة في فترة الرضا بأنهم طلبة علم يطبقون الشريعة، تحولوا إلى مرتزقة وقطاع طرق وتجار مخدرات ومراكز للإرهاب الدولي والتخلف الحضاري. صحف أخرى لم تهتم بهذا الجانب بقدر ما اهتمت بقضية ابن لادن وأبرزت طالبان كجماعة نفعية تحمي ابن لادن اليوم لمصالح مؤقتة وتبيعه غدا، وزعمت جريدة الشرق الأوسط حينها أن ملا عمر قد حنث بيمينه وسوف يسلم ابن لادن والقضية قضية وقت. الطالبان يعدمون جاسوسا من قبل السعودية توقعات جريدة الشرق الأوسط كانت خائبة إلى درجة أن طالبان فاجأوا العالم بإعدام شخص محسوب على السعودية جاء مكلفا من أحد الأمراء كما تقول مصادر طالبان لقتل بن لادن. قبضت طالبان بالتعاون مع مجموعة ابن لادن على عدد من المرتزقة بينهم أشخاص من بلد ابن لادن يخططون لعمليات تخريب في أفغانستان ويخططون كذلك لاغتيال ابن لادن حسب رواية الطالبان. ومن بين المعتقلين أفغان وباكستانيين وعرب إضافة إلى أشخاص من بلد بن لادن. وتبين من خلال التحقيق معهم أنهم أرسلوا من قبل الأمير الذي يحمل ملف أفغانستان وباكستان. والدة ابن لادن تُحشر في اللعبة رغم فشل زيارة تركي الفيصل لم ييأس السعوديون وقرروا استخدام وسيلة أخرى ليس لها علاقة بالطالبان وهي الضغط مباشرة على بن لادن. كانت والدة ابن لادن ممنوعة من السفر وحرمت من زيارته عندما كان في السودان وكانت الحكومة السعودية تعلم أنه في أشد الشوق إليها فعمدت إلى ترتيب زيارة خاصة لوالدته بطيارة خاصة تقلها إلى قندهار من أجل الضغط عليه وابتزازه بها. وفعلا نقلت والدة أسامة مع زوجها الذي كان من عائلة العطاس وهي عائلة حضرمية معروفة. وصلت الأم وقابل أسامة والدته فعلا بعد أن لم يرها سنين ولا غرابة أن كان اللقاء عاطفيا رقيقا لكن ابن لادن كان واضحا تماما أن قضاياه ليست مطروحة للنقاش رغم الابتزاز. وعادت الوالدة المكلومة بعد أن كحلت عينها برؤية ابنها أسامة لكن لم تحقق لمن أرسلها مع زوجها أي مطلب. الغيبة!! ظهر ابن لادن مرة أخرى فجأة في بداية عام 1999 في بعض الجرائد الأمريكية ومحطتي تلفاز مما تسبب في إعادة الحرج على الطالبان. وكانت أجوبة وتعليقات بن لادن تدل على أن لا تغيير في الموقف. بعد ذلك وبعد أن أيس الأمريكان والسعوديون من استجابة الطالبان للضغوط الدبلوماسية تقرر استخدام كل الوسائل الممكنة مما حدا بالطالبان إلى اتخاذ قرار بعزل ابن لادن عن العالم وذلك لتحقيق هدفين الأول حمايته والثاني منعه من إدخالهم في حرج جديد هم في غنى عنه خاصة أنهم غير متفقين مع ابن لادن بخصوص الفتوى الأخيرة. وبقي ابن لادن معزولا للحماية إلى هذه اللحظة. وخلال هذه الفترة ترددت أنباء عن مغادرته أفغانستان لم تثبت. أما برنامج قناة الجزيرة الوثائقي عن ابن لادن الذي عرض في بدايات صيف 1999 فقد تم تصوير المقابلة مع ابن لادن التي كانت جزءا من البرنامج في نفس الفترة السابقة وهي نهاية 1998. إعلان الحصار على الطالبان كما اشتهر وأعلن قررت أمريكا استثمار نفوذها على مجلس الأمن لفرض حصار على طالبان إلى أن تسلم بن لادن. كانت إجازة مجلس الأمن للقرار دليلا على أن كيان المجلس مستعد لتنفيذ أوامر أمريكية بطريقة مخجلة ولا نريد أن نعلق كثيرا لأن مجرد انصياع العالم لأمريكا في قضية مثل هذه هو تجسيد لوضع العالم في الوقت الحاضر. المهم أن أمريكا وغيرها لم تفهم أن طالبان لا ينفع معهم هذا الأسلوب وأنهم ليس من الوارد أن يسلموا بن لادن. الوضع الحالي لا يزال أسامة بن لادن في مكان خاص لحمايته مع عدد لا بأس به من الاخوة العرب ولم يحصل تطور ذو بال يغير وضعه ولا تزال علاقته مع طالبان على حالها من جهة احترام وتقدير وحماية ومن جهة أخرى تحفظ على أعماله الأخيرة. كذلك لم يطرأ أي تغير على علاقاته مع الجهات الأخرى. أسئلة وأجوبة: المحور الأول: لماذا تبنت أمريكا مواجهة ابن لادن رسميا ومن قبل أكبر رأس فيها وهو كلينتون؟ المحور الثاني: لماذا حظي ابن لادن بكل تلك الشعبية العارمة بين عامة المسلمين ؟ المحور الثالث: لماذا يعلق آل سعود على ابن لادن بهذا الأسلوب؟ قضية ما أسميته بالإجماع العالمي على وصف ابن لادن بالإرهاب -ولعلك تقصد الحكومات والأطراف السياسية- هذه فرع عن الموقف الأمريكي ولا تحتاج إلى تحليل خاص بها. بالنسبة للمحور الأول هناك ملاحظة هامة جدا وهي أن الأمريكان رغم اهتمامهم القديم بابن لادن من جهة المخابرات ألا أن الاهتمام السياسي والإعلامي لم يظهر إلا بعد إعلان الجبهة الإسلامية العالمية. فابن لادن لم يطرأ عليه جديد بخصوص التضحية والجهاد خلال السنتين الماضيتين فالرجل كان ذا تضحية وبذل منذ أن عرف أفغانستان. لاحظ كذلك أنه لم يبدأ بمعاداة أمريكا علنا بعد إعلان الجبهة الإسلامية العالمية سنة 1998 حين أبدت الإدارة الأمريكية ومن ثم الإعلام الأمريكي اهتماما غير عادي به، بل انه سبق أن أصدر بيان الجهاد لإخراج القوات الأمريكية وغيرها من القوات غير المسلمة من جزيرة العرب سنة 1996 ولم يحظ ذلك إلا باهتمام محدود جدا بل يؤكد بعض المتابعين لقضية ابن لادن أن الأمريكان ربما حاولوا تفادي الرد على ذلك الإعلان تجنبا لإعطائه الضجة الإعلامية التي كانت ستشهره. لاحظ كذلك أنه رغم ربط اسمه بانفجار الرياض والخبر فإنه لم تبد السلطات الأمريكية أي حرص يذكر لإثبات ذلك مقارنة بمحاولتها ربطه بانفجاري كينيا وتنزانيا، ونفس الملاحظة السابقة تنطبق هنا حيث حرص الأمريكان في تلك المرحلة التقليل من شأن أي دور لابن لادن في انفجاري الرياض والخبر مقابل التأكيد والقطع والتضخيم لدور ابن لادن في انفجاري كينيا وتنـزانيا. يبدو لي أن سبب التحول في الموقف الأمريكي من التجاهل التام لبيان سنة 1996 إلى الاهتمام الانفجاري سنة 1998 يعود إلى إدراك الأمريكان للفرق بين الدعوة إلى إخراج قوات محتلة كافرة من جزيرة العرب المحرمة على الكفار وبين الدعوة إلى قتل الأمريكان في كل مكان وزمان. فالأمريكان يدركون أن الدعوة الأولى دعوة مليئة بالحجة والإقناع وهي فضلا عن كونها مرتكزة على تعاليم شرعية وتلاقي قبولا عظيما عند المسلمين لمن يدعوا إلى إخراج الكفار الغزاة من أقدس بلاد المسلمين، فضلا عن ذلك فهي دعوة مقبولة تماما من قبل غير المسلمين بما فيهم الرأي العام الأمريكي، ذلك لأن مطلب إخراج قوات محتلة من بلد محتل مطلب مشروع ومبرر ويلقى صدى عند قوى التحرر والمطالبة بإعطاء الشعوب حقوقها وهي قضية محرجة جدا للحكومة الأمريكية التي تزعم أنها تدعم حق الشعوب في تقرير مصيرها. ويوازي ذلك عمليتي الرياض والخبر ففي تلك العمليتين -اللتان لدى الأمريكان معلومات عن دور لابن لادن فيها- كان الهدف هو القوات الأمريكية داخل جزيرة العرب، فالمستهدف هو قوات عسكرية والمبرر هو وجودها على شكل قوات محتلة في أراض مقدسة. أما الدعوة الثانية أو الإعلان الثاني المتمثل في إعلان الجبهة الإسلامية العالمية فقد كان مختلفا، لأنه دعوة إلى قتل الأمريكان مدنيين كانوا أو عسكريين، ليس في جزيرة العرب فحسب بل في كل مكان. والأمريكان يدركون أن هذا الكلام من الصعب أن يحظى بأي تعاطف في الرأي العام الأمريكي فضلا عن أنه لن يحظ بنفس القبول الذي لقيه البيان الأول لدى المسلمين وذلك لأنه لا يستند إلى حجة شرعية مقنعة توازي الحجة الشرعية في البيان الأول. ثم جاء انفجاري كينيا وتنزانيا ليثبتا محتوى بيان الجبهة -أو هكذا وضعه الأمريكان- فالمستهدف هنا ليس قوات أمريكية بل بضعة أمريكان وليمت معهم من يمت من الضحايا حتى لو كانوا أبرياء بل حتى لو كانوا مسلمين ولا مانع أن يقتل المئات مادام هناك ضحايا أمريكان. والميدان هنا ليس الأراضي المقدسة ولا حتى أمريكا نفسها وبذلك يمكن تجريد ابن لادن من التعاطف الإسلامي والعالمي من خلال إظهاره كشخص متعطش للدماء بلا مبرر ديني ولا منطق سياسي مقبول. من هنا جاء الحماس الأمريكي لمواجهة ابن لادن بعد قضية إعلان الجبهة والانفجارين لكن هذا الحماس الأمريكي تزامن بقدر الله مع قضية فضيحة كلينتون مع لوينسكي مما أدى إلى تخبط مضحك في السياسة الأمريكية تبعه رد الفعل الإسلامي وهو ما نناقشه في المحور الثاني. المحور الثاني: وهو لماذا حظي ابن لادن بكل تلك الشعبية العارمة بين عامة المسلمين؟ هذه القضية فرع عن الأولى. في نظري فإن أهم عامل في ذلك لم يكن بيانات ابن لادن ولا تفجيري كينيا وتنـزانيا ولا تفجيرات الرياض والخبر. العامل الرئيسي -والله أعلم- هو ردة الفعل الأمريكية المتمثلة في ضرب أفغانستان والسودان وتصريح كلينتون بأنه اتخذ قرار الضرب ردا على ابن لادن. من أجل تصور هذه النتيجة ينبغي فهم العقلية الإسلامية الحالية التي تشعر بعداء أمريكا بسبب مواقفها ضد المسلمين وفي المقابل ترى انبطاح حكام المسلمين لأمريكا واستعدادهم لتنفيذ خططها وبرامجها، ولهذا فهم متعطشون ومتلهفون وبقوة لمن يقف بوجه أمريكا ويثبت أنه أوجعها، وأي إثبات بأن ابن لادن أوجع أمريكا وشفى صدور المسلمين أكثر من أن يقف كلينتون بنفسه ويردد اسم ابن لادن ثلاث مرات وهو يعلن عن ضرب السودان وأفغانستان كرد على ابن لادن وينفجر بعدها الإعلام الأمريكي وتبعا له الإعلام العالمي والعربي بوصف الحرب الدائرة بين ابن لادن وأمريكا. وأنني أعتقد -وأرجو أن لا يساء فهمي- أنه لو لم تعمد أمريكا إلى الرد بهذه الصورة لربما لم يتحول ابن لادن إلى ذلك البطل الأسطوري، بل إنه لو تمهلت أمريكا وحاولت استغلال الثغرات الشرعية في بيان الجبهة العالمية مستعينة بمن ترشحهم الحكومة السعودية والمصرية من علماء السلطة وركزت على الدماء والأشلاء في كينيا وتنزانيا حيث قتل عدد كبير من المسلمين، لو عملت ذلك لم يحصل ما حصل من الشعبية لابن لادن والله أعلم، ولعل الله أراد أن يربك الأمريكان حين قدر أن يتورط رئيسهم بتلك الفضيحة فانقلبت المعادلة بالكامل. المحور الثالث: وهو لماذا يعلق آل سعود على ابن لادن بهذا الأسلوب؟ وكما قلنا فهو فرع عن المحور الأول كذلك، آل سعود لم يتبرأوا من ابن لادن لأنه "إرهابي"، بل تبرأوا منه لأنه اشتهر وأصبح أعظم منهم شأنا، فالإرهابيون "السعوديون" كثيرون ومع ذلك لم يتبرأ آل سعود إلا من ابن لادن. والسبب له علاقة بتركيبة آل سعود النفسية أكثر من علاقته بابن لادن فآل سعود لا يريدون لأحد ينتمي للبلد المسمى باسمهم أن يكون أعظم شأنا منهم. وعادة ما يتعامل آل سعود مع هذه المشكلة بتحجيم الشخص الذي كبر حجمه مثل ما عملوا مع القصيبي وعايض القرني وسلمان العودة وسفر الحوالي، أما ابن لادن فليس لهم سبيل لتحجيمه لأنه بعيد عن نفوذهم وكان الحل الوحيد هو نزع صفة الانتماء للمملكة، ولذلك كانت رائحة الانزعاج من شهرة ابن لادن والتألق من علو شأنه تفوح من التعبير والأسلوب الذي استخدمه الأمير نايف والأمير سلطان في التعليق على قضية ابن لادن. وقياسا على هذه القاعدة لن أستغرب إذا صدر أمر بسحب جنسية الخطاب الذي يجاهد في الشيشان إذا استمرت شهرته في التنامي وانتظروا تصريحات لنايف عن الخطاب تشبه بتصريحاته عن ابن لادن. __________________________

يقول كاتب الموضوع المنقول مقاله هنا أن مصادره كما يلي :
المصادر هي إما معلومات مباشرة شخصية بمعنى معايشة مباشرة. أو رواية من عدد كبير ممن عايش ابن لادن مباشرة من علماء أو مرافقين أو أتباع أو حتى من عائلة بن لان. أو بيانات الشيخ باسمه أو باسم الهيئات أو الجهات التي ارتبط بها. أو المقالات التي صدرت عنه بالصحافة باللغتين العربية والإنجليزية. أو تسجيلات لمقابلات تلفيزيونية لعدة محطات مثل CNN وABC وغيرهما. شبكة عزف الرصاص
الجنرال غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 12:37 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)