|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
18-09-2002, 04:03 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2002
المشاركات: 1,752
|
إعلان الحرب على الشعب العراقي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة بدا جورج بوش ضئيلا جدا في مقعده خلال اضطراري للجلوس في المنصة المطلة على قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما أدركت أن بوش الابن يهدد بشن حرب داخل البيت الذي بني أصلا للسلام. فبعد أن أنهى بوش الابن خطابه الذي كان بمثابة إعلان فعلي للحرب استذكرت قاعدة متوارثة دللت على أن الرئيس بوش جاد في إرسال دباباته لاجتياز نهر دجلة عندما قال إن الولايات المتحدة ليست لها أية مشكلة مع الشعب العراقي. فهذه العبارة لم ترد عبثا لان واضعي صياغة الخطاب يعرفون تماما معناها عندما ضمنوها في الخطاب، فقبل أن يبدأ الرئيس رونالد ريغان بقصف ليبيا عام 1985، أعلن أن أمريكا ليس لها أية مشكلة مع الشعب الليبي، وقبل قصف العراق عام 1991 ابلغ بوش الأب العالم بأن الولايات المتحدة ليس لها أية مشكلة مع الشعب العراقي، والعام الماضي قبل أن يشن حربه على طالبان والقاعدة أبلغنا بوش الابن بأنه ليس له أية مشكلة مع شعب أفغانستان..والآن أعيد تكرار هذه الوصفة النمطية الدالة على خطورة الموقف، فقد قال بوش في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: لا توجد أية مشكلة على الإطلاق مع الشعب العراقي. وربما كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة المكان المناسب لفهم مدى هوس إدارة بوش والى أين ستقودنا، وقبل يوم واحد فقط أبلغنا بوش بأن أمريكا احتفلت بإحياء ذكرى الهجمات التي جلبت الحزن لبلادي ولكنه لم يذكر اسم أسامة بن لادن ولو لمرة واحدة. وكان الاسم الذي قدمه لنا مجددا هو صدام حسين فقد استعمل اسم صدام سبع مرات في خطابه. ومرات ذكر فيها النظام العراقي. وعندما قال بوش لابد من وجود ديمقراطية أفغانية هز حامد قرضاي رأسه بعنف تأكيدا على موافقته.. ويجب أن توجد ديمقراطية في فلسطين وان هذا سوف يؤدي إلى إصلاحات في جميع أنحاء العالم الإسلامي أما حول أين ستكون تلك الإصلاحات هل هي في السعودية؟ في إيران؟ في الأردن؟ فان بوش لم يقل لنا. فغاية بوش مألوفة تماما وهي مهاجمة صدام حسين بالوسائل المعتادة والعبارات الشرطية والتزويرات التاريخية، فقد قال كلنا يعرف أن صدام حسين دكتاتور طائش وشديد القسوة وانه انتهك مرارا قرارات مجلس الأمن الدولي، وبالطبع لم يذكر بوش في خطابه أن إسرائيل انتهكت قراري مجلس الأمن الدولي 242 و338 اللذين يطلبان من إسرائيل إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية. وتحدث بوش عن عشرات الآلاف من خصوم صدام حسين الذين اعتقلوا أو سُجنوا أو أعدموا أو عذبوا. وان كل هذه الأعمال المرعبة ظلت غائبة عن العالم لان جهاز الدولة الشمولية تمكن من إخفائها. ولكن بوش لم يذكر للأسف أن كل هذه الأعمال المرعبة ارتكبت عندما كانت أمريكا تتمتع بعلاقات طيبة مع العراق قبل عام 1990 وعندما كانت البنتاغون ترسل معلومات استخبارية إلى صدام لمساعدته على قتل المزيد من الإيرانيين. وفي الواقع يقول لنا بوش أن جميع الخطايا التي اتهم بها العراقيين بدأت قبل العام الحاسم 1991 فقبل ذلك الوقت كان صدام ينتهك قرارات الأمم المتحدة في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة تقدم له المساعدة..وبالطبع لم يذكر بوش هذه الحقيقة في خطابه. ولم يذكر أي شي عن ضرب صدام لإيران بالغازات السامة، ولم يذكر أن نفس إيران هذه من المفترض أن تكون جزءا مما اسماه بـ محور الشر. وبعد ذلك لجأ بوش إلى التزويرات التي يستعملها المؤرخون عندما لا يستطيعون العثور على الدليل الذي يثبت مزاعمهم، فقد أعلن بوش انه لو لم تقع حرب الخليج عام 1991 لكان من المحتمل للعراق امتلاك سلاح نووي بحلول عام 1993 لان العراق يمتلك البنية التحتية الفيزيائية اللازمة لبناء سلاح نووي - وهذا ليس دليلا على أن العراق يقوم ببناء سلاح نووي - ثم قال لو أن العراق يمتلك مواد مشعة مخصبة مما لا يعني انه يمتلك تلك المواد فعلا - كما أن حديث بوش عن الرغبة الجامحة للعراق لامتلاك أسلحة نووية لا يعني أن بوش لديه إثبات على أن العراق يمتلك سلاحا نوويا. فإذا كان هذا الافتراض صحيحا فهل يعني انه يشكل دليلا ليبرر لأمريكا شن حرب على العراق؟ الأمم المتحدة التي وجه فيها الإمبراطور رسالته للمندوبين الجالسين أمامه - يمكنها أن تأخذ التزويرات أو ترفضها فإما أن تنضم لأمريكا في الحرب أو تنتهي مثل عصبة الأمم القديمة.. فصدقوا أو لا تصدقوا أن بوش ذكر عصبة الأمم ووصفها بعبارة هتلر بأنها كانت ورشة كلام دون أن يذكر أن الولايات المتحدة رفضت الانضمام لها. ولكن الكيفية التي سيسوق بها بوش حربه على أساس 11 سبتمبر كانت واضحة تماما من خلال قوله: إن خوفنا الأكبر هو من عثور الإرهابيين على طريقة مختصرة لتحقيق طموحاتهم عندما يقوم نظام متمرد بتزويدهم بالتكنولوجيا لقتل الناس بالجملة.. وهكذا أراد بوش أن يثبت أن أسامة بن لادن وصدام حسين نفس الشيء، ومن يدري فربما ستكون غدا إيران أو سوريا أو أية دولة أخرى، فالإمبراطور بوش في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتاز نفس النهر الذي اجتازه يوليوس قيصر. روبرت فيسك جريدة الوطن القطرية http://www.qal3ah.info:2323/article.php?sid=1068
__________________
[c] [/c] |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|