|
|
|
![]() |
#1 |
Guest
تاريخ التسجيل: Nov 2007
البلد: أشهد إني بالمحبة واصل أعلى الرصيد ... واشهد ان الحب فيني ... ماتكفيه القصيدة
المشاركات: 1,130
|
كانوا يعظمونها محاضرة لفضيلة الشيخ صالح بن عبدالرحمن الخضيري
بسم الله الرحمن الرحيم
هذي محاضرة للشيخ صالح الخضيري لخصتها مكتوبة وللعلم بأنها مسجلة في شريط ويباع في التسجيلات الإسلامية إليكموها • الحمد لله حمداً كثيراً ، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً ، أحمده سبحانه نَوّر بصائر المؤمنين ، ووفقهم للقيام بمعالم الدين ، دعاهم إلى خير الأعمال فَلَبَوا مسرعين ، وانقادوا طائعين ، فجزاهم بما صبروا جنةَ وحريراً ، ونعيماً وفوزاً عظيماً . • وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحي القيوم ، له العظمةُ والكبرياء ، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً . • وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله ، وخليله وأمينه على وحيه ، صلىَّ عليه الله وملائكته والمؤمنون وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلّم تسليماً مزيداً . أمَّا بعد : • فيهون على العقلا فقْدُ شيءٍ من الدنيا ، لأن للدنيا عوضاً وبدلاً ، ولأنها زائلة مضمحلة والمرء راحلٌ عنها يوماً ما { مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ } (النحل: من الآية96) . لكن أن يَفْقِدَ الإنسانُ شيئاً من أمر آخرته التي إليها بهايتُه وبها مستقرُهُ فذلك خطب جسيم ، وأمر عظيم . • إخواني : أمرٌ فقدناه ووجده غيرنا ، وأضعناه وحافظ عليه أسلافنا ، وأهملناه واهتم به من هم حيرٌ منا . نعم لقد كانوا يُعَظِّمونها ويعتنون بها ، كما عظّم الله ورسوله شأنها . • أتدرون ـ يا رعاكم الله ـ ما هذه ؟ إنها الصلاة التي أضاعها كثيرٌ من المسلمين اليوم . • أحبتي : لن أُحدثكم عن فضل إقامة الصلاة وأنها أعظمُ أركان الإسلام بعد الشهادتين ، ولن أسهب في الحديث عن فرضية الصلاة وأنها كتبت على الأمة في السموات العلى بلا واسطة بين الرسول وبين رب العالمين ـ عز وجل . • ولن أطيل بذكر كفرِ تارك الصلاة حيث ثبتَ في الأحاديث الصحيحة عنه أن الصلاة أولُ ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة ، وأن بين الرجل وبين الكفر تركُ الصلاو ، والعهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر )) . • ولن أخوض في فضل الوضوء لها وآداب المشي إليها ، والخشوع فيها وثواب الجلوس في المسجد وصفة صلاة النبي وما يشرع بعد الصلاة من ورواتب وصلاةِ التطوع بأنواعها والجمعةِ وفضلها وما لها من خصائص مع أهمية ذلك . • إنما أردتُ الإشارة إلى شيءٍ من حياة من أرادوا الله والدار الآخرة ممن وصفهم الله بقوله { وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } (المؤمنون:9) وممن وصفوا بقوله : { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ } (المؤمنون : 1، 2) وممن وصفوا بقوله : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ . رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ } (النور:37) وفي قوله سبحانه : { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ } (التوبة:18) . فلعلَّ قلوباً تخشع ، وأنفُسَاً تراجع . • فتعالوا بنا لنرى تعظيمَ سلفنا الصالح لهذه الشعيرة ، وعنايتَهُم بهذه الفريضة . • فهذا رسول الله وخليله محمد بن عبدالله خاتمُ أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ـ كان ورده من الصلاة كلَّ يوم وليلة أكثرَ من أربعين ركعة منها الفرائض سبع عشرة ركعة . وثبت عنه الأحاديثُ الكثيرة في شأن الصلاة ، بل وهو يودّع الدنيا كان يوصي بالصلاة ، فعن أنس ـ ـ قال : كانت عامّةُ وصية رسول الله حين حضره الموت (( الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم )) حتى جعل يغرر بها صدره ولا يكاد يفيض بها لسانه )) [خرجه أحمد 3/117 وإسناده صحيح ورواه ابن ماجه صحيح ابن ماجة 2/109] . • وعن علي ـ ـ قال : كان آخر كلام النبي : (( الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم )) [ابن ماجة 2/109] • كان الحضور إلى المسجد للصلاة وتعظيمُ قدر هذه الفريضة تسيطر على اهتماماته حتى عند مماته . عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( ثَقُلَ رسول الله فقال : أصلى الناس ؟ قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله ، قال : (( ضعوا لي ماءً في المخضب )) قالت : ففعلنا فاغتسل فذهب لينوءَ فأغمي عليه ( أي أراد أن ينهض ) ثم أفاق فقال : (( أصلى الناس ؟ قلنا هم ينتظرونك يا رسول الله . فقال: (( ضعوا لي ماءً في المخضب )) قالت : ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوءَ ( أي لينهض ) فأغمي عليه . ثم أفاق فقال : (( أصلى الناس ؟ قلنا هم ينتظرونك يا رسول الله . فقال: (( ضعوا لي ماءً في المخضب )) ففعلنا فقعد فاغتسل ثم ذهب لينوءَ فأغمي عليه ثم آفاق فقال : (( أصلى الناس ؟ قلنا هم ينتظرونك يا رسول الله . قالت : والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي لصلاة العشاء الآخرة ، فأرسل إلى إبي بكر ليصلي بالناس ...[خ 687ـ مسلم 418] ثلاثُ مرات يعيد الاغتسال لعله ينشط للخروج إلى المسجد وكل مرةٍ يُغمى عليه فإذا أفاق سأل مباشرة ( أصلى الناس ) . • كل هذا الحرص منه دليلٌ على أهمية الصلاة وعظيم منزلتها عنده . • ولما طعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وهو يصلي صلاة الفجر حملوه إلى بيته فكان يغمى عليه فأرادوا أن ينبهوه فقالوا : إنكم لن تنبهوه بشيء مثل الصلاة ، فقالوا : يا أمير المؤمنين : الصلاة الصلاة . فقال نعم أما إنه لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ، فصلى وجرحه يسيل دماً . • من معالم تعظيمِ قدر الصلاة عند السلف حبُّ المسجد وطولُ المكث فيه وملازمتُهُ حيث ذكر النبيُ السبعة الذين يظلهم في ظله يوم لا ظلَّ إلا ظلّه : ومنهم ( ورجل قلبه معلق بالمساجد ) . • ولما ذكر مكفرات الذنوب عَدَّ منها الجلوس في المساجد بعد الصلوات ، يقول ابن رجب ـ رحمه الله : ( وإنما كان ملازمة المسجد مكفِّراً للذنوب لأن فيه مجاهدة النفس وكَفَّاً لها عن أهوائها فإنها لا تميلُ إلا إلى الإنتشار في الأرض لابتغاء الكسب أو لمجالسة الناس وحادثتهم أو للتنزه في الدور الأنيقة والمساكن الحسنة ومواطن النزه ونحو ذلك ، فمن حبس نفسه في المساجد على الطاعة فهو مرابط لها في سبيل الله مخالفٌ لهواها وذلك من أفضل أنواع الصبر والجهاد ) أ.هـ [اختيار الأولى ص70 ] • وقد أوصى أبو الدرداء ـ رضي الله عنه ـ ابنه قائلاً يا بني ليكن المسجد بيتُكَ فإني سمعت رسول الله يقول : (( المساجد بيوت المتقين فمن كانت المساجد بيوته ضمن الله له بالرواح الرحمة والجواز على الصراط إلى الجنة ) رواه هناد في الزهد بسندٍ صحيح . • وكان زياد الصالح العابد . مولى ابن عباس يلازمُ مسجدَ رسول الله فسمعوه يوماً يعاتبُ نفسه وكأنها تطالبه بالخروج من المسجد فيقول لنفسه : ( أين تريدين أن تذهبي ؟ إلى أحسن من هذا المسجد تريدين أن تنظري دار فلان ودار فلان ) . • وثبت في صحيح مسلم أن النبي قال : (( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله : قال : إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذالكم الرباط )) . • وفي الصحيحين أن النبي قال : (( من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلاً من الجنة كلما غدا أو راح )) . • لقد كان السلف ومن اقتدى بهم يدركون ما للمسجد من مكانة وما في التردّد إليه من ثواب وما في الجلوس فيه من أجر فكان المسجد والصلاة ميزانٌ يوزن به الرجال ، فمن عمر المسجد بالدخول فيه وأقام الصلاة وحافظ عليها فخو الذي يؤمّل منه الخير ويُعَدُّ من الرجال { فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ } (التوبة: من الآية108) . { يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَال ..} (النور: من الآية37) ومن كلام بعض السلف : خصلتان إذا صلحا من العبد صلح دينه : صلاته ولسانه . وقال سليمان التيمي : ( إذا رأيت الرجل يتهاون بالتكبيرة الأولى فاغسل يدك منه ) . وقال ابن عمر رضي الله عنهما : ( ذا فقدنا الرجل في صلاة الفجر والعشاء أسأنا به الظن ) . وقال صحابي من أهل غزوة بدر ـ رضي الله عنه ـ لابنه : ( يا بني هل أدركت التكبيرة الأولى معنا ؟ قال : لا . قال : لما فاتك منها خيرٌ من مائة ناقة ) [صلاح الأمة 2/365] • وقال عدي بن حاتم رضي الله عنه : ( ما دخل وقت صلاة إلا وأنا مشتاقٌ إليها ، وما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء ) فالله المستعان على ما نعانيه من كسلٍ وتهاون بهذه الشعيرة o مآذنكم عَلَتْ في كل حيٍ ومسجدكم من العُبّاد خالي • أحبتي في الله : إنَّ مساجدنا اليوم لتشكوا ممن هجرها نهائياً وممن دخلها على عجل وهو يحمل في جيبه ( مبيدَ الخشوع ) وله طنين ورنين تلكم الجولاتُ التي جعلت القلوب تجولُ في أودية الدنيا حتى في المسجد والمصلي يناجي ربه . فمتى نفيق من غفلتنا يا مصلون ؟ أريتم لو دخل الإنسان على عظيم من عظماء الدنيا أيترك جواله مفتوحاً ! فكيف إذاً بملك الملوك وجبار السموات والأرض الذي بيده ملكوت كل شيء ؟ وكيف إذا كانت نغمة الجوال نغمةً موسيقية تصدح في أرجاء بيوت الله وبجوار بيت الله وأمام قبر رسول الله أو بجوار بيت الله الحرام ؟ أفلا يستحي من الله من يفعل هذا ؟ • لمّا سُئل الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ ما معنى وضع اليمين على الشمال في الصلاة ؟ قال : ذلٌ بين يدي عز ) . • لقد كان إمام الخاشعين وخاتم النبيين رسول الله محمد يصلي ولصدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء ، وكصوت القدر إذا غلا بالماء وهو القائل : (( جعلت قرةُ عيني في الصلاة )) [ حم ـ ن ] • وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه رجلاً رقيقاً إذا صلى أو قرأ القرآن بكر [ م ] • وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ القرآن ويبكي في الصلاة حتى يُسمعُ نشيجُهُ من وراء الصفوف . • وعن ابن المنكدر قال : ( لو رأيتَ ابن الزبير يصلي كأنه غُصن تصفُقُه الريح ، وحجر النمجنيق يقع هاهنا ـ أي حوله ـ . وقال عمرو بن دينار : كان ابن الزبير يصلي في الحجر والمنجنيق يصيب ثوبه فما يلتفت ) وذلك حينما حاربه الحجاج وحاصره . وقال مجاهد : ( كان ابن الزبير إذا قام يصلي كأنه عود وحَدّث أن أبا بكر الصديقِ كان كذلك . • وكان زين العابدين بن علي بن الحسين ـ رضي الله عنهم ـ ساجداً في بيته فوقع حريق فجعلوا يقولون : يا ابن رسول الله : النار فما رفع رأسه حتى أطفئت ، فقيل له في ذلك فقال : ألهتني عنها النار الأخرى ) [السير 4/490] وكان إذا قام إلى الصلاة أخذته رِعْدته فقيل له في ذلك فقال : أتدرون بين يدي مَنْ أقوم ؟ ومن أناجي ؟ وإذا توضأ اصفر لونه . • وقال أحمد بن سنان : ( رأيت وكيعاً إذا قام في الصلاة لم يتحرك منه شيء فلا يزول ولا يميلُ على رجلٍ دون الأخرى ) . • وصلّى مُعَلّى بن منصور يوماً فوقع على رأسه جمعٌ من الزنابير فما التفت إليها ولا قطع صلاته فلما أتمَّ الصلاة نظروا فإذا رأسه قد انتفخ . [ السير 10/368] • وكان الإمام البخاري صاحب الصحيح يصلي ذات يوم فلسعه الزنبور سبع عشرة مَرّة فلما قضى الصلاة قال : انظروا ما الذي آذاني في صلاتي ؟ فنظروا فإذا الزنبور قد ورّمه في سبعة عشر موضعاً ولم يقطع صلاته . [طبقات الحنابلة 1/276] • وقال أبو بكر الصِّبْغي : ما رأيت أحسنَ صلاةً من محمد بن نضر المروزي قَعَدَ الزنبور على جبهته فسال الدم على وجهه ولم يتحرّك ، وكانوا يتعجبون من حسن صلاته وخشوعه وهيئته للصلاة ، كان يضع ذَقْنه على صدره فينتصبُ كأنه خشبةٌ منصوبة . • ولا عجب فهذا الإمام محمد بن نصر هو الذي خطت يده مؤلَّفه المشهور [ تعظيم قدر الصلاة ] فرحمه الله رحمة واسعة . • أحبتي في الله : عندما سُئل كثير بن عبيد الحمصي عن سبب عدم سهوه في الصلاة قط وٌد أمَّ أهلَ حمص ستين سنة . قال : ما دخلتُ من باب المسجد قطُّ وفي نفسي غير الله . • فسلام على هذه النفوس المطمئنة ، التي طلبت الجنة ، واتّبعت السنة ، نهوا أنفسهم عن الهوى وروّضوها على الفضائل وألزموها التقوى ففازوا بسعادة الآخرة والأولى . • إنهم بشرٌ مثلنا ولكن الله يَمُنُّ على من يشاء من عباده ، لقد صبروا على طاعة الله قليلاً فاستراحوا طويلاً فهنيئاً لهم يوم يقال لهم { كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ } (الحاقة:24) . • لمَّا سُئل حاتَم الأصم ـ رحمه الله ـ عن صلاته قال : إذا حانت الصلاة أسبغتُ الوضوء وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه فأقعدُ فيه حتى تجتمع جوارحي ثم أقومُ إلى صلاتي وأجعل الكعبة بين حاجبي والصرطَ تحت قدمي والجنةَ عن يميني والنارَ عن شمالي وملكَ الموت ورائي ، وأظنها آخرُ صلاتي ثم أقوم بين الرجاء والخوف وأكبر تكبيراً بتحقيق ، وأقرأ قراءة بترتيل ، وأركع ركوعاً بتواضع وأسجد سجوداً بتخشع وأقعد على الورك الأيسر وأفرش ظهر قدمها وأنصب القدم اليمنى على الإبهام وأتبعها الإخلاص ثم لا أدري أقبلت مني أم لا ؟ • هكذا صلاة المودعين الخائفين الراجين { أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ }(المؤمنون:61) . وهم مع ذلك قلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون . • وهذه وصية بكر المزني تنادي بالحرص على الصلاة وإتمامها على وجهها الصحيح إذ قال : إذا أردتَ أن تنفَعَكَ صلاتُك فقل لا أصلي غيرها . • ورغم تلك العناية بالصلاة وشدة المحافظة عليها فإن عثمان بن أبي دهرش قال : ما صليت صلاة قط إلا استغفرت الله تعالى من تقصيري فيها . • إن من تعظيم شأن الصلاة الحرص على أدائها مع الجماعة في المساجدبالنسبة للرجال فقد مَرَّ بنا كيف اهتمام رسول الله بصلاة الجماعة في مسجده حتى في مرضه الذي توفي فيه . • وهو الذي قال كما في الصحيحن : (( لقد هممت أن آمر بالصلاة ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار )) . • وفي الصحيح أن ابن أم مكتوم وهو رجل أعمى سأل النبي فقال : يا رسول الله : إنه ليس لي قائدٌ يقودني إلى المسجد ، فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي فقال : (( هل تسمع النداء بالصلاة )) فقال : نعم . قال : (( فأجب )) . [ م 653ـ ن ـ ] . • وعند ابن ماجة وابن حبان والحاكم بإسنادٍ صحيح أن النبي قال : (( من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر )) . [ صححه ابن حجر وأحمد شاكر والألباني انظر أربح البضاعة في صلاة الجماعة نبيل البصاره ص50ـ51 ] • وفي صحيح مسلم من طريق أبي الأحوص عن عبدالله بن مسعود قال : لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه أو مريضٌ ، إن كان المريض ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة . وقال : إن رسول الله عَلّمنا سُننَ الهدى ، وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فييه )) . [ 654 ] • وفي يوم من الأيام خرج عمر بن الخطاب إلى صلاة الفجر فلما قضى الصلاة أقبل على الناس ثم قال : ما بال أقوامٍ يتخلفون فيتخلّف بتخلفهم آخرون والله لقد هممتُ أن أرسل إليهم فيجأ في أعناقهم ثم يقال : (( اشهدوا الصلاة )) أي يضرب في أعناقهم . [ كنز العمال 8/252 ] . • وروى ابن أبي شيبة أن عمر فقد رجلاً في صلاة الفجر فأرسل إليه فجاء فقال : أين كنت . قال : كنت مريضاً ولولا أن رسولك أتاني لما خرجتُ ، فقال عمر : إن كنتَ خارجاً إلى أحد فاخرج إلى الصلاة . • أَفيبقى بعد ذلك جَدَلّ في وجوب صلاة الجماعة في المسجد . • لما تزوج الصحابي الحارث بن حسان خرج لصلاة الفجر فسئل عن ذلك فقال : والله إن امرأةً تمنعني من صلاة الفجر مع الجماعة لا مرأةُ سوء . • يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ : (( ومن تأمّل السنة حق التأمل تبين له أن فعلها في المساجد فرض على الأعيان إلا لعارض يجوز معه ترك الجمعة والجماعة ، فترك حضور المسجد لغير عذر كترك أصل الجماعة لغير عذر ، وبهذا تتفق جميع الأحاديث والآثار ، ولما مات رسول الله وبلغ أهلَ مكة موته خطبهم سهيل بن عمر ـ وكان عتاب بن أسيد واليه على مكة قد اختفى خوفاً منهم فأخرجه سهيل وثبّت أهلَ مكة على الإسلام فخطبهم بعد ذلك عَتّب وقال : يا أهل مكة والله لا يبلغني أن أحداً منكم تخلّف عن الصلاة في المسجد في الجماعة إلا ضربت عنقه وشكر له أصحاب رسول الله هذا الصنيع وزاد رفعةً في أعينهم ، فالذي ندين الله به أنه لا يجوز لأحد التخلفَ عن الجماعة في المسجد إلا من عذر ) انتهى كلامه . • إن المتأمل لأحوال الصحابة وتابعيهم يدرك عظم المكانة لهذ الفريضة . • جاء أن عمر بن الخطاب خرج إلى حائطٍ له ثم رجع وقد صَلّى الناس العصر فقال : حائطي صدقة على المساكين ) . • ويذكر نافع أن ابن عمر كان إذا فاتته العشاء مع الجماعة أحيا بقية ليلته وأعتق رقبة وصام يوماً . • وفي كتب التراجم من أخبار السلف أن أحمد بن أبي الحواري كان إذا فاتته صلاة الجماعة بكى . • وقال حاتم الأصم : فاتتني صلاة الجماعة فعزاني أبو إسحاق وحده ولو مات لي ولد لعزاني أكثر من عشرة آلاف لأن مصيبة الدين عند الناس أهون من مصيبة الدنيا . • وفي تاريخ واسط : كان أبو الليث الطرسوي يُعزّى فقيل ما سأنه قالوا : فاتته صلاة الجماعة ) . • وكان سليمان الأعمش المحدث ـ رحمه الله ـ محافظاً على الصف الأول بل كان قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى . • وقال محمد التميمي ( ابن سماعة ) مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوم ماتت أمي . • قال سعيد بن المسيب : ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة وما نظرت في قفا . • وقال كبير قضاة الشام سليمان المقدسي ـ رحمه الله ـ وقد قارب التسعين من العمر : لم أصل الفريضة قط منفرداً إلا مرتين وكأني لم أصلهما قط ) . • وكان المحدّث الثقة بشر بن الحسن يلّقب بالصّفّي لأنه كان يلزم الصف الأول في مسجد البصرة خمسين سنة ) . • وقال ابن معين : كان المحدث الثقة إبراهيم بن ميمون : إذا رفع المطرقة فسمع النداء لم يَرُدَّها ) . • وكانوا يجعلون الصلاة مقياساً لصلاح الرجل . قال يونس بن عبيد : ( خصلتان إذا صلحتا من العبد صلح ما سواهما : صلاته ولسانه ) . • وقال إبراهيم التيمي : ( إذا رأيت الرجل يتهاون بالتكبيرة الأولى فاغسل يدك منه ) . • بل وصل الحال أنه ربما عرّض الواحد منهم حياته للخطر إذا أخّرت الصلاة عن وقتها . • فقد أنكر عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ على الحجاج بن يوسف ـ الظالم المشهور ـ تأخره عن الصلاة ومعلوم ما في هذا الإنكار من المخاطر فالحجاج سفاك لا يبالي بالدماء . • ذكر ابن عبد البر أن الحجاج خطب فأخر الصلاة وأطال الخطبة فقام ابن عمر إليه وقال : إن الشمس لا تنتظرك فقال : لقد هممتُ أن اضرب الذي فيه عيناك . فقال ابن عمر : إن تفعل فإنك سفيه مُسَلّط ) . • بل حتى وهم معذورون عند الله في التخلّف عن الجماعة يحرصون على أدائها في المسجد كما مَرَّ عن ابن مسعود . وكان أبو عبدالرحمن السلمي يُحمل وهو مريض إلى المسجد )) . • وكان الربيع بن خُثيم ـ رحمه الله ـ : بعد ما سقط شقه من الفالج أي الشلل يهادى بين رجلين إلى مسجد قومه ، فقيل له : قد رخص الله لك فلو صليت في بيتك فقال : هو كما تقولون ولكني سمعته ينادي : حي على الفلاح فمن سمع منكم : حي على الفلاح فليجبه ولو زحفاً ولو حبواً . • واستمع إلى العجب من تعلّقهم ببيوت الله . هذا عامر بن عبد الله بن الزبير : سمع المؤذن لصلاة المغرب وهو في سكرات الموت فقال لأولاده : احملوني إلى المسجد فقال : إنك مريض معذور . فقال : احملوني اسمع منادي الله . |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
Guest
تاريخ التسجيل: Nov 2007
البلد: أشهد إني بالمحبة واصل أعلى الرصيد ... واشهد ان الحب فيني ... ماتكفيه القصيدة
المشاركات: 1,130
|
>>>>>>....
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بــريــدة
المشاركات: 2,969
|
.
جزاك الله خير .. ![]() الليـ الأبيض ـث .
__________________
|
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2007
البلد: في البريدستية
المشاركات: 309
|
كلمات رائعة جدا
لابـد مـن سمـــاع الشريط شـكــــــرا لــــك أخـــي * أبوحسان * .....................موزع كوم.....................
__________________
قـوانــيـــنــــــــــي تـحــددهـــــــــا شريـعــتــــــــــي . . . . . . .
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2007
البلد: "بآريـس آلقصـيم"
المشاركات: 1,677
|
ابدااااااع
جزاكـ الله خير سلام |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
Guest
تاريخ التسجيل: Nov 2007
البلد: أشهد إني بالمحبة واصل أعلى الرصيد ... واشهد ان الحب فيني ... ماتكفيه القصيدة
المشاركات: 1,130
|
مشكورين اخواني على الزيارة ترقبوا حصري على منتديات بريدة ستي خطبة الشيخ صالح الخضيري ( الشباب ... علو همة وأمل أمة )
|
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
Guest
تاريخ التسجيل: Nov 2007
البلد: أشهد إني بالمحبة واصل أعلى الرصيد ... واشهد ان الحب فيني ... ماتكفيه القصيدة
المشاركات: 1,130
|
مشكورين اخواني على الزيارة
ترقبوا حصري على منتديات بريدة ستي خطبة الشيخ صالح الخضيري ( الشباب ... علو همة وأمل أمة ) |
![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 124
|
الف شكر ابو حسان على المحاضرة القيمة .
|
![]() |
![]() |
![]() |
#9 | |||||||||||||||||||||||
Guest
تاريخ التسجيل: Nov 2007
البلد: أشهد إني بالمحبة واصل أعلى الرصيد ... واشهد ان الحب فيني ... ماتكفيه القصيدة
المشاركات: 1,130
|
العفوو عزيزي |
|||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
#10 | |||||||||||||||||||||||
Guest
تاريخ التسجيل: Nov 2007
البلد: أشهد إني بالمحبة واصل أعلى الرصيد ... واشهد ان الحب فيني ... ماتكفيه القصيدة
المشاركات: 1,130
|
وايك يامبدع |
|||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
#11 | |||||||||||||||||||||||
Guest
تاريخ التسجيل: Nov 2007
البلد: أشهد إني بالمحبة واصل أعلى الرصيد ... واشهد ان الحب فيني ... ماتكفيه القصيدة
المشاركات: 1,130
|
امين وايااك |
|||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
#12 | |||||||||||||||||||||||
Guest
تاريخ التسجيل: Nov 2007
البلد: أشهد إني بالمحبة واصل أعلى الرصيد ... واشهد ان الحب فيني ... ماتكفيه القصيدة
المشاركات: 1,130
|
العفووو مشكور على مروركـ |
|||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
#13 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 24
|
مشكور اخوي على هل مشاركه
|
![]() |
![]() |
![]() |
#14 | |||||||||||||||||||||||
Guest
تاريخ التسجيل: Nov 2007
البلد: أشهد إني بالمحبة واصل أعلى الرصيد ... واشهد ان الحب فيني ... ماتكفيه القصيدة
المشاركات: 1,130
|
العفووووووو مشكوور على مروركـ |
|||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|