بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » | بُـــرَيْـــدَة وأهَـلُها | .. إلى أين مصيرها ؟!!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 02-12-2007, 07:23 PM   #1
قاهر الروس
عـضـو
 
صورة قاهر الروس الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
| بُـــرَيْـــدَة وأهَـلُها | .. إلى أين مصيرها ؟!!

.
.



بُريدة وأهلها .. إلى أين مصيرها ؟!!


لم تكن بريدة بالنسبة لي إلا كالشاعر حينما يهيم بقصيدته .. فتارة يتغنى بطبيعته .. وأحياناً يتغزل بحبيبته .. حُبي لها لم يكن من مراتع صبا قضيته فيها .. ولكنه حباً لها وللخير فيها .

أضاء كابتن الطائرة .. إشارة ربط الأحزمة .. فقد حان وقت الهبوط ..

دقائق قليلة .. جعلتنا على أرض بريدة .. من هُـنا بدأت تدب فيّا تخيّلات موحشة .. وكأني أشاهد أفلاماً مرعبة ..

فكم كنت أقرأ عنها ..
بأنها مدينة متخلفة ..
بأنها مدينة متشددة ..


جعلوا حُب الشرافة أساسيات منها .. والحسد قد أعمى قلوب أبنائها .. قطع تخيلاتي المشمئزة .. ركوبي مع من استقبلني ..

وبينما نحن نسير .. أخذت احتياطاتي .. فأخشى أن ألاقي ما قرأته وقيل لي .. فها أنا أمشي بين شوارع بريدة المذكورة .. وكأني أسير وحدي في غابة موحشة .. بين أشجارها الطويلة .. أنظر يمنة وتارة يسرهـ .. أخشى أن تهجم عليّ تلكـ الكائنات المفترسة .

وأنا في طريق العودة من المطار .. أنتظر بكل شغف رؤية أهل هذهـ المدينة .. فباعتقادي ومن خلال قراءتي تصورت أني سألاقي أشباحاً عيونهم من الشر مُحمرة ..

على أحر من الجمر .. أنتظر من سيوقفني في طريقي لكي ينظر إليّ من شرافته .. ومن سيُحطم زجاج سيارتي من حقدٍ دفين داخله .. بل وسأرى في كل شارع من شوارها فتاة ساقطة ..

لكني وصلت مكان إقامتي ولم أرى أحداً .. قلت في نفسي رُبما أنهم في سُبات

طلعت الشمس مُعلنة أن بدأ الصباح .. مع ساعات بداية الدوام المعهودة .. أخذت جولة لأستنشق شيئاً يسيراً من عبير وريحان بُريدة ..

حينما تقف عند الإشارة .. ترى هذا يحمل أبناءه قاصداً بهم المدرسة .. ثم تنظر شمالاً ترى هذا قد فتح المذكرة فالامتحان قد شرع له أبوابه .. ثم يأتي ويقف بجانبكـ شيخاً كبيراً .. قد حمل في حوض سيارته أغنامه .. كلً يسير على همه .. والحمد لله على هذهـ النعمة .

دخل الكل في مجاله فالطلاب خلف أسوار المدرسة .. والموظفون خلف أسوار إداراتهم ..

ذهبت لتناول شيئاً يسير من الإفطار .. في البداية كُنت خائفاً من سيصنعه لي أهو أحد هذهـ الكائنات الموحشة التي ترسبت في داخلي من كثرة قراءتي عنهم !!
ولكن توكلت على الله .. ووقفت بجانب أحد الكافتيريا .. وطلبت منه ما تشتهيه نفسي ..

خرجت من الكافتيريا إلى لا شيء سأذهب إليه .. فلا نية ولا جدول أبني عليه طيلة مكوثي في هذهـ المدينة .. وبينما أنا واقف عند أحد الإشارات .. وأضاءت لونها الأخضر أن انطلقوا .. كان الذي في المقدمة .. قد تعطلت به سيارته .. والناس بعضهم بلا مبالاة منهم كلٌ قد داس على منبه سيارته .. وهذا حال أغلب المجتمعات .. منهم من تجاوز هذا المسكين .. وهو مازال يدوس على منبه سيارته .. ومنهم من أخرج يدهـ من شدة حرارته .. ومنهم من سلكـ المسار الأيمن هروباً من هذهـ الإشارة .. فلا يتحمل أن يصبر مرة أخرى دقائق معدودة .. ولا يعلم أنه قد لبث في بطن أمه من الأشهر تسعة .

أتى شاب قد بدا عليه مظهر استقامته والتزامه .. تحدوهـ السكينة وتقوده حُسن أخلاقه .. ونزل بجانب هذا الرجل الذي قد تعطلت سيارته .. بنفسي أنا نزلت معه كوني أقف خلف هذا المسكين .. لعبنا بأسلاكها ولكنها أبت أن تتحرك من مكانها .. فاقترحنا عليه أن نضعها جانباً وأنا سأذهب به إلى ما يُريد .
بعد أن أزحنا السيارة عن وسط الطريق .. طلب مني أن أوصله إلى منزله .. فسمعاً وطاعة أيها الحبيب .. وبينما نحن نسير .. تبادلنا الحديث وما أن علم أني لستُ من هنا .. حتى ألح عليّ أن أحضر إليه لتناول العشاء .. نفسي لا تؤيد ذلكـ ولكن لا يردّ الكريم سوى اللئيم .
حضرنا وتناولنا ماكتبه الله لنا .. ثم ودعته فإلى اللقاء

في يومين .. وبين جنبات هذهـ المدينة أعادت لنفسي الطمأنينة .. فخيراً ما رأيتُ فيها .. وافتراءاً ما كُتب عنها .. فل ترفعوا أقلامكم عنها .. ومن يُريد الصلاح لها فليكف شرهـ عنها .. فلم يُسيء إليها سوى من يدّعون الصلاح لها .. ومن ينتسبون إليها .

إن ما لفت نظري فيهم حُب بساط العيش لديهم .. ولا كِبرَ يطغى عليهم .. متسامحين في ما بينهم .. متعاطفين على الغريب عندهم .

ولا يعرف قدر هذهـ المدينة .. سوى من حُرم منها .. طبتِ يا بريدة الخير


" الموضوع يعبر عن واقع بعض الشباب ليس من المهم أن يكون ينطبق على كاتبه "
أخيراً .. فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
عذراً .. فعذراً .. ثم عذراً على الإطالة وركاكة الأسلوب
دمتم في حفظ الرحمن ورعايته


.
.
__________________

إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!

يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!

آخر من قام بالتعديل قاهر الروس; بتاريخ 02-12-2007 الساعة 08:05 PM.
قاهر الروس غير متصل   الرد باقتباس


إضافة رد

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:14 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)