( 4 ) ـ لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف :
أولاً : الكتاب له طبعات كثيرة ، وقد اطلعت على عددٍ منها ، فلم أجد أفضل من طبعة دار ابن كثير بتحقيق ياسين محمد السواس جزاه الله خيرا ، وهي التي يُـنصح بها ، وهناك طبعات أخرى أكثرها تجارية مليئة بالأخطاء والتصحيفات .
ثانياً :هذا الكتاب تحدث فيه الحافظ ابن رجب رحمه الله عن وظائف الشهور والأيام والمواسم من العبادات والخصائص والطاعات ، وافتتح الكتاب بمجلس في فضل التذكير بالله تعالى ومجالس الوعظ ، ثم ثنى بوظائف شهر الله المحرم فذكر ما جاء في فضله وصيامه وما جاء في يوم عاشوراء ، ثم ذكر شهر صفر فتحدث عن الطيرة والتوكل ، ثم انتقل إلى وظائف شهر ربيع الأول وتحدث عن مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاته ، ثم تحدث عن وظائف شهر رجب ، ولم يتعرض لربيع الآخر وجمادى الاولى وجمادى الآخرة لأنه لم يرد فيها شيء بخصوصها ، ففي رجب تحدث عن الأشهر الحرم والقتال فيها وصلاة الرغائب ونحو ذلك ، ثم انتقل إلى شعبان وذكر صيامه وليلة النصف من شعبان ، ثم دخل في وظائف رمضان شهر القرآن ، فأطال في هذا الشهر جداً وقد أفرد كلامه عن رمضان بكتاب مستقل وهو منتخب من كتابنا هذا ، ثم ذكر وظائف شوال وذي القعدة وذي الحجة .
ثم ذكر فصول السنة الشمسية فافتتحه بالربيع وثنى بالصيف وثلث بالشتاء ، ثم اختتم كتابه النفيس بمجلس في ذكر التوبة والحث عليها قبل الموت وختم العمر بها .
ثالثاً : في هذا الكتاب يظهر جلياً للقارئ مدى قدرة هذا العالم واكتسابه للكثير من العلوم المتنوعة ، ويظهر فيه الصبغة الوعظية التي ألبست لباس العلماء ، فكلامه في هذا الكتاب خاصة من القلب إلى القلب ، ووعظه مؤثر جداً فهو يمتلك أسلوباً خاصاً به يستطيع من خلاله أن يؤثر في القارئ وأن يهزه هزاً لما كان يدعم حديثه ومواعظه من آيات بينات في كتاب الله عزوجل ، ولم يغفل الأحاديث النبوية عن نبينا صلى الله عليه وسلم في كتابه هذا بل أكثر فيه من الأحاديث والآثار ويحكم عليها في أحيان كثيرة بالصحة والضعف ونحو ذلك ، وفي أحيان لا يذكر شيئاً بل يكتفي بتخريجه من المصادر الأصلية .
رابعاً : بمناسبة أننا في فصل الشتاء ، فأنصح من يقرأ هذه الكلمات أن يتصفح ويطلع على ما كتبه وسطره ابن رجب في كتابه هذا عن فصل الشتاء ، فقد ذكّـر ووعظ وأفاد وأجاد .
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية .
|