[إيـماض]

بسم الله الرحمن الرحيم


هونا هونا يا فضيلة الشيخ .. ..

من خلال استعراض أحداث تمر في زحمة الحياة تستوقفك مشاهد أناس أوغلوا في التجهم وتقطيب الجبين يتقمصون شخصيات ليسوا منها في شيء فأتساءل لماذا هذه الصورة المشوهة ؟
أهو مرض ملازم ؟ أم إحساس بالنقص يورث تصرفات يرى فيها صاحبها سدا للخلة ؟ أم إعجاب بالنفس وتعال على الناس؟ أسئلة كثيرة تتبادر إلى الذهن ..
وأنا هنا أقصد تلك الشخصية المنغلقة لذلك الشيخ المهيب الذي لا يلتفت مطلقا ولا ينظر إلى الناس إلا بطرف عينه ..يتثاقل في رد السلام ، ويرى في الحديث مع الناس إسقاطا لهيبته ..
..يتكلف في شخصيته وفي حديثه ، ولا تكاد ترى على محياه طلاقة الوجه أو الابتسامة ولا حتى بوادرها بل هي في قاموسه من خوارم المروءة !!
لم كل هذا شيخنا الفاضل ؟
ألأنك قرأت بعضا من الكتب وحفظت بعض المتون فحسبت نفسك علامة زمانك وظننت أن الناس كلهم جهالا ؟ أم أن مظهرك وتمشيخك يملي عليك ذلك ؟ إن كنت كذلك فاعلم أن علمك لم يزدك إلا جهلا فالعلم لا يزيد المرء إلا تواضعا ، وتعاملك مع الآخرين بهذا الأسلوب لا يزيدك عندهم إلا بعدا ، ثم هو مناف للالتزام الذي تدعيه لأن الالتزام لا يزيدك إلا سماحة وطيبا..
شيخنا الفاضل .. حتى لو حفظت المتون ونلت العلوم فلتكن بسيطا مع الناس لا تتكلف غير سليقتك وطبيعتك .. لا تتكلف الهيبة ولا تتصنع المشيخة .. كن متواضعا مهما حفظت وعلمت .. لا تزدري أحدا ..
انظر إلى بعض العلماء كيف رفعهم الله وزادهم مكانة ورفعة ومحبة في قلوب الناس مع أن التواضع كان ديدنهم ، والبساطة كانت منهجهم ،والابتسامة لا تكاد تفارق محياهم فتعلم الناس من خلقهم قبل أن يتعلموا من علمهم فلست بأعلم منهم ولا بأتقى ولا أورع منهم ..
انظر إلى المعلم الأكبر وسيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم كيف كان تعامله مع جميع الناس تأتي الجارية الصغيرة وتأخذ بيده فداه أبي وأمي فيقف معها الوقت الطويل ليقضي حاجتها وغيرها من المواقف العجيبة التي تبين عظيم خلق النبي صلى الله عليه وسلم وبساطته المتناهية مع الناس .. ..

إذا كان هذا حال أفضل البشر وأتقاهم لربه فماذا عنك أيها المتمشيخ ؟!

[فوق الغمام]

[أبوعمر السحيم]

أخي الفاضل : الضرغام ..

ما أشرت إليه هو سلوك ظاهر عند بعض أهل العلم .. وإذا قرأت في سير بعض علماء السلف وجدت بعضهم يوصم بهذا التعامل .. من الجفاء عن الناس .. وشيء من الغلظة في التعامل .. ولديه شيء من الصدود عن الناس والبعد عنهم .. ونحو ذلك ..

ولكن الأمر على غير ما تذكر يا عزيزي !! فليس الأمر إعجاباً بالنفس .. ولا غروراً بالعلم .. ولا تعالياً على الخلق .. بل عذرهم في هذا واضح بيِّن .. فمنذ خروجه على الدنيا لا يقابل إلا محبراة وكاغداً .. ولا يشم إلا غبار الكتب .. ولا يذوق إلا معاناة تقليب المسائل وعرضها .. والتنقيب عنها وبيان راجحها ومرجوحها ونحوه .. فانكبابهم على الكتب والغوص اللذيذ في إعماقها أورثهم من هذا التعامل شيئاً كبيراً ..
لا سيما حينما يقرأ في الكتب التي تناقش الأقوال وتناظر بين المذاهب ومؤلفها صاحب لهجة قوية مع المخالف .. فإن هذا لابد أن يترك أثراً في نفس الطالب ..

وأدركنا كثيراً من شيوخنا الأفذاذ ممن لمسنا منهم شيئاً كبيراً من هذا .. وربما سلَّمت على أحدهم لا تريد إلا السلام .. فيقف مستغرباً قائلاً : وش تبي؟ وبلهجة شديدة نوعاً ما .. فننصرف ونحن لهم بالدعاء لاهجون ..

وخذها أيها الحبيب قاعدة مطردة في التعامل مع أهل العلم عموماً وخصوصاً .. جملة وتفصيلاً : لئن تخطئ في تكلف العذر خير من أن تخطئ في المسارعة بالتخطئة .. واتهم نفسك .. فلئن تخطيء في إنزالها منزلتها .. خير من أن تخطيء في رفعها فوق منزلتها ..

بارك الله فيك وفي قلمك .. وسدد خطاك ..

[بريداوية ام الهبال]

.
..
|...|
اخووي ضرغاام...||
كلمااااااااات من قد من ذهـــبـ...
اللهم لاغروووور..
|...|
..
.