[زكريا]

أسأل الله أن يحفظه وأن يكفيه شر من أراده بشر

[زكريا]

عن جريدة السبيل الاردنية:

شهادات حية على لسان أهل معان

المواطنون الذين التقتهم السبيل في جولتها اجمعوا على رواية واحدة وتحدثوا بلسان واحد وفندوا الرواية الحكومية التي اسهبت بالحديث عن عصابة اشرار وتجار مخدرات اعتادوا ترويع المواطنين وفرض سطوتهم عليهم وهو ما نفاه اهل معان جملة وتفصيلاً.

يقول احدهم وهو موظف في احدى الجامعات القريبة: «الرواية الحكومية عن احداث معان غير صحيحة وهناك تجار مخدرات ومجرمون معروفون في معان يعيثون فسادا ويصولون فيها ويجولون دون رادع» ويضيف: «انا اعرف ابو سياف منذ عشر سنوات ولم اسمع انه قام بأي فعل مشين».

في معان لا احد يعترف بوجود جماعة تابعة لابي سياف كما قالت وسائل الاعلام فالامر ببساطة كما يقول احد القاطنين بقرب مسجد ابو بكر الصديق الذي تحول في الاحداث الى معتقل « ابو سياف انسان بسيط كل ما كان يقوم به القاء الخطب والدروس في المسجد».

أحد المعانيين قال لـ«السبيل»: « تم تفتيش كل البيوت تقريباً بحثاً عن الاسلحة وهو ما دفع البعض للاعلان بسخرية ان معان مستعدة لفتح ابوابها لفرق التفتيش الدولية».

وفي اتجاه اخر لا يخفي المعانيون حنقهم وغضبهم من الاعلام الرسمي وتغطيته التي يصفونها بـ«المنحازة» للاحداث. وهنا يقول احد المواطنين: «ما كتب عن معان ظلم لها، وما ورد على لسان بعض الكتاب افتراء» فيما يؤكد اخر ان اهالي معان بصدد مقاطعة الصحف ووسائل الاعلام التي صورت مدينتهم على انها وكر لتجار المخدرات والمجرمين والخارجين على القانون. وهو ما حدا ببعض الذين تداعوا لاجتماع عشائري عقب الاحداث الى تكذيب ما ورد في بعض وسائل الاعلام المحلية.

لكن المعانيين كما يقول محمد الذي اعتقل على خلفية الاحداث وتم اطلاق سراحه «استنهضوا روح القبيلة واستعانوا بها عندما وجدوا الظلم والاذى يلحق بابنائهم دونما سبب» اما الحديث عن وجود ترسانة من الأسلحة غير الشرعية بيد مجموعة ابي سياف فهو ما يضحك اهل معان الذين اعتاد صغارهم قبل كبارهم حمل السلاح.

وثمة قناعة لدى اغلب اهل معان بان الحملة الحكومية على مدينتهم لها أغراض سياسية وتحمل في طياتها الكثير من الرسائل المستعجلة لمدينة طالما شكا منها المسؤولون كما يقولون. احد هذه الرسائل برأي شقيق ابي سياف الاصغر هو منع ايصال السلاح للمجاهدين في فلسطين عبر عصري ابو درويش وشقيقه خميس.

وهي القضية التي يركز عليها المعانيون في حديثهم ويعتقدون انها السبب الرئيسي للاحداث بدليل ان الحملة دخلت اسبوعها الثالث تقريباً دون ان تحقق أهدافها المعلنة في القبض على ابي سياف.

المعانيون وتحديداً المطلعون على بواطن الامور استغربوا وتفاجأوا من حجم القوة التي استخدمت للقبض على عدة افراد وهو ما دفع احد الجيران الذي يقطن قريباً من بيت خميس ابو درويش الذي احترق بالكامل للتساؤل عن الحاجة التي دعت الحكومة لارسال مروحياتها العسكرية لقصف بعض المنازل.

اهالي معان وفي جولة «السبيل» وجهوا الاسئلة اكثر مما اعطوا اجابات، ومن هذه الاسئلة ما طرحه احد اقارب عصري وخميس ابو درويش بقوله: « لماذا سكتت الحكومة عن جرائم هذه العصابة كل هذا الوقت اذا كان ما تدعيه صحيحاً؟ ولماذا وفر اهل معان الحماية لأبو سياف وجماعته اذا كانوا بالفعل يمارسون التضييق والارهاب عليهم؟»

الاهالي الذين التقتهم السبيل نفوا ان يكون ابو سياف من تنظيم التكفير والهجرة او ان يكون سعى بالفعل لمواجهة قوات الامن وبدأ باطلاق الرصاص عليهم. وكل ما حصل بحسب احد شهود العيان من الصبية الذين تابعوا الاحداث بتفاصيلها « ان ابو سياف واصدقاءه رفضوا تسليم انفسهم لانهم لم يعيدوا يطيقون اعتقالهم واهانتهم بسبب وبدون سبب».

جماعة ابي سياف التي حاولت الحكومة وصفها بالتنظيم يؤكد اهالي معان انها لم تطلق حتى مجرد بيان او منشور واحد يؤكد.

وبخلاف ما كتب في الصحافة من اصدار ابو سياف لفتاوى متشددة تحرم بعضها العمل في وظيفة حكومية او قبول رواتب ومساعدات مالية من الحكومة، وتحريم الاستماع لخطب دينية يلقيها وعاظ وأئمة يتبعون وزارة الأوقاف، لم يؤكد احدد ممن التقيناهم هذه الاحاديث.

في شوارع المدينة

بداية الجولة كانت في شارع القدس بوسط المدينة وهناك لوحظت الاليات العسكرية وسيارات الشرطة التي تجوب الاحياء ومنه كانت الوجهة الى حي ابو بكر الصديق الذي شهد مواجهات بالاسلحة بين الاجهزة الامنية ومجموعة ابي سياف.

وفي احد شوارع الحي بدا واضحاً حجم الضرر الذي لحق بثلاثة دواوين تعود لعشيرة ال خطاب بعد اقتحامها وهي ديوان قباعة وديوان الخوالدة وديوان الشلبي وعلى بعد امتار كان مسجد ابو بكر الصديق الذي تحول بشهادة الاهالي الى معتقل لكل من القي القبض عليه.

الرصاص «الطائش» الذي اخترق جدران المنازل كان في كل مكان تقريبا وحجم الفوضى اكبر من الوصف، وفي اخر الحي اطل منزل والد ابو سياف وقد ملأته الثقوب بفعل الرصاص.

في منزل والد ابي سياف حيث دارت بعض المواجهات انتشر الحطام والزجاج وكان حجم الخراب كبيراً والغريب ان البيوت القريبة التي هجرها اهلها بعد الاحداث لم تسلم من الضرر.

فيما اشار احد اشقاء ابي سياف باصبعه الى ساحة ترابية احتمى بها بعض افراد ابي سياف من الرصاص والمطاردة.

وعلى بعد منزلين فقط تكرر مشهد الرصاص الذي اخترق الجدران في منزل شقيق اخر لابي سياف لم يسلم هو الاخر بمبرر انه تم كشف الاسلحة بداخل احدى ساحاته الخلفية.

واتجهنا الى حي آخر داخل المدينة وهو حي « الطور» ومن قبيل الدعابة يطلق عليه المعانيون «طورا بورا» مثلما اطلقوا على خميس ابو درويش لقب «الملا خميس».

منزل خميس او «الملا خميس» ومنزل والده وشقيقه عصري تحولا الى رماد بعد ان تم احراقهما بالكامل بما فيه، من محتويات، وفي ساحة المنزل شاهدنا «تراكتور» زراعياً تم حرقه ولم يسلم هو الآخر وكان احد اصدقاء ابو درويش وضعه لديه كأمانة.

الرصاص « الطائش» عموماً لم يوفر شيئاً فطال الحجر والمركبات ومنها سيارة كانت تقف في احد الشوارع.

جولة «السبيل» امتدت لمعظم الاحياء والشوارع التي شهدت الاحداث وبمجرد قيامنا بتصوير أي شيء كان المواطنون يلتفون حولنا وكل منهم يريد ان يسرد حقيقة ما جرى في معان.

اما الاستياء والغضب فقد كان بادياً على وجوه اهل المدينة الذين تناولوا طعام افطارهم وهم لم يستفيقوا بعد من هول ما اصاب مدينتهم.

في احد البيوت المعانية المعروفة بالكرم وطيب الاخلاق تناولنا طعام الافطار وتجاذبنا الحديث. وبحسب أحد الأشخاص فان احد ضحايا الاحداث موظف في جامعة حكومية قريبة توفي بالرصاص وهو يقطف الزيتون داخل ساحة منزله.

اهالي معان الذين توجهوا بعد الافطار لاداء صلاة العشاء والتراويح على اصوات وهدير المجنزرات والاليات يعتبرون ما حصل لمدينتهم جرحاً غائراً لن يندمل بسهولة، ووجهاء المدينة لا يعلقون امالاً على أي حوار مع الحكومة، ويقولون إنه منذ 20 سنة تقريباً والمدينة تنام وتصحو على الفقر والبطالة واتهامات المغرضين بعدم الولاء للوطن.

[الطيــــر]

الله مع المحسنين .......


والسلام

[فـارس القبيلـة]

جزاك الله خير

[العمدة]

حسبنا الله على الظلمة

[جـــيــ2002ـــدا]

تسلم واللة

[الكاسر]

جزاك الله خير الجزاء

[مدحت شوقي بريده]

شكرا زكريا ...

الأمه فيها ابطال ...

ولكن اين النصير لهم بعد الله ...

[الطاروق]

الله يجزاك خير

[زكريا]

مدحت شوقي


الكاسر


جـــيــ2002ـــدا


العمدة

الطير

على نياته

تقبل الله لكم مادعوتم به وجزاكم الله خيرا.