[صالح جزرة]

عن أنس بن مالك قال : إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير : « يا أبا عمير ، ما فعل النغير ؟ »
قال أبو عيسى ( أي الترمذي ) : « وفقه هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمازح وفيه أنه كنى غلاما صغيرا فقال له : يا أبا عمير . وفيه أنه لا بأس أن يعطى الصبي الطير ليلعب به . وإنما قال له النبي صلى الله عليه وسلم : » يا أبا عمير ، ما فعل النغير ؟ « لأنه كان له نغير يلعب به فمات ، فحزن الغلام عليه فمازحه النبي صلى الله عليه وسلم : » يا أبا عمير ، ما فعل النغير ؟ « »

أنس بن مالك ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي أم سليم يزورها ، فتتحفه بالشيء تصنعه له ، وأخ لي صغير يكنى : أبا عمير ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، فقال : « يا أم سليم ، ما لي أرى ابنك خاثر النفس ؟ » قالت : يا رسول الله ، ماتت صعوته التي كانت يلعب بها . فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « يا أبا عمير ما فعل النغير ؟ » رواه البيهقي في دلائل النبوة

عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل علينا-ولي أخ صغير يكنى: أبا عمير، وكان له نغير يلعب به، فمات - فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فرآه حزيناً. فقال: "ما شأنه؟ ". قيل له: مات نغره. فقال: " يا أبا عمير! ما فعل النغير" أخرجه البخاري في الأدب المفرد

النغير : تصغير نغر وهو طائر يشبه العصفور أحمر المنقار


وقال البخاري في صحيحه (عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِى هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا ، فَلَمْ تُطْعِمْهَا ، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خِشَاشِ الأَرْضِ »

فأقول :
الأحاديث السابقة توضح الطريقة الصحيحة للتعامل مع الحيوانات , والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يؤنب الصبي على موت طائره , بل لم يرِد أنه استفسر عن موته , ولم يأمر أهله بعدم إعطاءه طيراً آخر , بل إن تذكيره للصبي بذلك الطير بعد موته يدل على عكس ذلك .
أما حديث الهرة فارجو أن تلاحظي قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( فلم تطعمها ) , أي أنها لو أطعهمتها لم يلحقها إثم .

أما رؤيا والدتك ـ عجل الله بشفائها ـ فأرى أنه بسبب شعورها بالذنب لموت هذه الحيوانات مما جعل هذا الموضوع يشغل بالها , ومن المعروف أنه عند التفكير الدائم فإن اللاشعور يتحول للأحلام أثناء النوم .

وعلى هذا فرأيي أن تجلبوا لأخيكم الحيوانات , وتعلموه الطريقة الصحيحة لتربيتها , مع مراقبته في ذلك , وتقويم سلوكه .
فمصاحبة الحيوانات تورث عند الصغير اللطافة ..! وتحمل المسئولية , والإحساس بالغير والاهتمام به , وسعة البال , وإعمال العقل , وعدم الملل من الجو العام في البيت .
هذا ما لدي , والله أعلم .