بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » كيف يتم الجمع بين آية (كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ) و (كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ )

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 31-12-2007, 05:36 PM   #1
وحيد المعنى
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
المشاركات: 7,209
كيف يتم الجمع بين آية (كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ) و (كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ )


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, الرحمن الرحيم, مالك يوم الدين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.


قال تعالى: ﴿ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ﴾( القارعة )
وقال في موضع آخر: ﴿ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ ﴾(القمر: 7)
فشبههم بالآية الأولى بالفراش المبثوث وفي الثانية بالجراد المنتشر ، فما وجه الاختلاف بينهما ؟

أما وجه تشبيه الناس بالفراش المتفرق هو في الكثرة والانتشار، والمجيء والذهاب على غير نظام، وكثرة الاكتظاظ على أرض المحشر ؛و الحيرة والاضطراب من هول ذلك اليوم لأن الفراش إذا ثار، لم يتَّجه لجهة واحدة؛ بل كل واحدة منها تذهب إلى غير جهة الأخرى كقوله تعالى : ( وتركنا بعضهم يموج في بعض) ....

و أما وجه تشبيههم بالجراد فقيل: الكثرة، والتتابع ووحدة الاتجاه .
وهذا مشاهد في أسراب الجراد فهي تتشابه مع الفراش في الكثرة لكن تختلف في أن أسراب الجراد تتجه لاتجاه واحد جميعها بينما الفراش المبثوث فيه الاضطراب والحيرة وعدم الانتظام .

..............فمتى يكونون هكذا ومتى يكونون كذلك ؟؟


أما في أول بعثتهم فيكونون للهول والرعب الذي يكونون فيه كالفراش المبثوث في حيرته واضطرابه قال الحق سبحانه : { إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلأَرْضُ زِلْزَالَهَا } * { وَأَخْرَجَتِ ٱلأَرْضُ أَثْقَالَهَا } * { وَقَالَ ٱلإِنسَانُ مَا لَهَا } فهو يتساءل من شدة حيرته وذهوله .......

لكن إذا سمعوا الداعي ....... ماذا يحصل ؟؟


قال الحق جل جلاله في سورة القمر : (( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ ، خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ ، مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ))
فتشبيهم بالجراد المنتشر في سورة القمر بعد سماعهم للداعي ( قيل انه اسرافيل ) أي يتجهون جميعهم الأولون والآخرون إليه........


فيزداد رعب الكافر كما قص الله علينا في سورة إبراهيم :" ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار. مهطعين مقنعي رؤوسهم، لا يرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء. ".

أي تبقى أبصارهم مفتوحة مبهوتة ، لا تتحرك الأجفان من الفزع والهلع، ولا تطرف العين من هول ما ترى، " مهطعين مقنعي رؤوسهم رؤوسهم، لا يرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء" أي مسرعين لا يلتفتون إلى شئ ممن حولهم، وقد رفعوا رؤوسهم في ذل وخشوع لا يطرفون بأعينهم من الخوف والجزع وقلوبهم خاوية خالية من كل خاطر من هول الموقف.

ما أعظم بلاغة القرآن وما أروع تصويره للمواقف حتى كأنك ترى المشهد ماثلاً أمامك



وصية اوصيكم بالاستماع إلى البومات الشيخ صالح المغامسي

بعنوان تأملات قرأنية
1-2-3

وفقنا الله وإياكم لكل خير



__________________

يــــارب يــــارب يــــارب
اشـفـي والـدتـي عـاجـلاً غـيـر آجـل


آخر من قام بالتعديل وحيد المعنى; بتاريخ 31-12-2007 الساعة 05:41 PM.
وحيد المعنى غير متصل  


 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:20 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)