بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » زاد سعر النفط أو انخفض , فهو منشار على حلوقنا

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 21-06-2008, 11:14 PM   #1
برق1
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
زاد سعر النفط أو انخفض , فهو منشار على حلوقنا

ماذا جنى المواطن السعودي من ارتفاع سعر النفط ستة أضعاف ما كان عليه قبل ست سنوات ؟
أؤخر جواب السؤال إلى آخر هذا الحديث المقتضب .

مع اشتداد حمأة اجتماعات اللاعبين الكبار في مجال الطاقة هذه الأيام
والطاقة اليوم هي النفط دون منازع
فحق لنا نحن الشعوب الخليجية الذين أكرمنا الله بالنشأة على أرض النفط .. أن نعلم أين نحن في الملعب .
هم يجتمعون اليوم لكبح سعر النفط الذي وصل 140 دولارا رغم وفرة العرض !
والذي ( عبث ) فيه الأمريكيون وعملاؤهم الضعاف بأمل تمويل الحروب الظالمة على إخواننا المسلمين .

ربما كانوا يعلمون وقت العبث أن لذلك آثار مدمرة

لكنهم كانوا ظنوها حربا قصيرة الأمد , لا تظهر الأثار المدمرة عالميا على ارتفاع سعره خلال مدتها القصيرة .
لقد أتخموا بالثروة موازنات (( الحكومات )) النفطية , ومنها أمريكا التي باعت حتى مخزونها الاحتياطي من الفط مستغلة غلاء سعره , وكذلك ودول حلف الأطلسي والشركات المرتبطة بها , وكذا شركات النفط

أما باقي حكومات العالم وشركاتها فلا يسكتها عن هذا العبث إلا أمور هي :
1- كون دول كثيرة هي منتجة للنفط مستفيدة من ارتفاع سعره
2- ضعف باقي دول العالم عن مواجهة المقاصد الأمريكية سواء سياسيا أو عسكريا
3- دول حلف الأطلسي كانت متضررة منذ البداية , لكنهم عوّضوها بالاتفاقات العسكرية والمدنية في دول الخليج والعراق , زيادة على أن أوروبا هي الأم النصرانية لأمريكا , فولاؤهم للعقيدة يحدوهم عند مواجهة العدو ( المسلم ) مهما اختلفوا من قبل .

فكيف واجهت الحكومات غير النفطية ذلك القفز المطرد لسعر النفط ؟

واجهته بإجراء واحد فعّال مؤقتا , ومهلك على المدى البعيد , إنه رفع سعر الصادرات بأمرين :
توجيه المنتجين المحليين لزيادة سعر الصادرات
مضاعفة الضرائب الحكومية على هذه الصادرات
وبذلك يتحقق للمواطن المنتج دخل إضافي يواجه به ارتفاع الوقود والطاقة عليه , وكذا ارتفاع أسعار السلع الأخرى
ويتحقق للحكومة دخل إضافي يعين على استمرار مشاريع التنمية مع ارتفاع الأسعار


لكن أمد الحرب طال
ومخزون الأمريكيين الاحتاطي من النفط قد تدنى نتيجة بيعه استغلالا للسعر الحالي .
وبان الأثر الخطر لعبث الصبيان بسعر النفط
وبدأت بوادر انجراف الشعوب إلى الفقر , والمجاعات , و معه بدأ التململ الشعبي في كل دول العالم يتجلى بعدة صور .

ليس خافيا أن أكثر الشعوب مواجهة لشبح الكوارث هي الشعوب الخليجية , بل الشعب السعودي خاصة
إن موازنات الحكومات الخليجية قد أتخمت أموالا إلى حد التجشؤ المستمر

فماذا جنت شعوبها ؟
إننا نرى تحسنا في مجال الخدمات لم يصل إلى الحد المرتضى قياسا بدخول الموازنات في الوقت الراهن .
وفي المقابل جنينا ارتفاعا جنونيا في أسعار السلع الضرورية , وصل في بعض السلع إلى ستة أضعافه متماشيا مع قفزات سعر النفط !
إن المصير الخطير هو مصير هذه الشعوب المغلوبة التي لم تملك حتى الآن غذاءها ولا لباسها ولا علاجها ولا مركبها , ولا حتى أدوات بناء مساكنها !
فهي الشعوب الوحيدة في العالم , التي ظلت مهمشة مبعدة عن المنافسة طوال عشرات العقود , فلا صناعات ثقيلة , ولا تقنية أساسية , ولا زراعة تفي بعشر الحاجة المحلية , ولا قيادات سياسية أو عسكرية قوية تكفل لها أن يسمع العالم كلمة حكوماتها

قد أُجبـِـرَت على أن تكون شعوبا ( مستهلكة ) فقط , وحرموها من أن تكون شعوبا منتجة .
حرموها بخطط قذرة من أن تستغل نعمة النفط ووفرة المال لتكون من أضخم دول العالم تصنيعا مدنيا وعسكريا

وها هي شعوب الخليج - والسعودي خاصة - تتجرع أولى و( أخف ) مرارات وأد الشخصية المنتجة , غلاء في الأسعار
ارتفاع نسبة الفقراء
سبحان الله !
شعوب تجني من ارتفاع سعر أكبرصادراتها وأهم سلعة عالمية ( النفط ) فقرا ومجاعة ؟!
قد كان بيدها أن تكون أوفر الشعوب حظا , لو أنها سلكت طريق الإنتاج والتصنيع في عقود الخيرات الماضية .
كان هذا سيمكنها – بإذن الله – من توفير دخل أعلى من ارتفاع سعر النفط , وارتفاع أسعار صناعاتها وكل إنتاجها .
لكنها لم تفعل , بل قبلت الوصاية القاتلة عليها .

وليت هذه المرارة تكون الأخيرة , بل بعدها ما أخشى أن يكون أمرّ وأنكى !
فالعابثون بسعر النفط قد واجهوا اليوم الحقيقة المرة , حقيقة أن الحرب طالت , وبدأ الأثر المدمر لـ( رفع ) قيمة البرميل يطفو ويتفاقم , مشيرا إلى حال مقبلة مفزعة من المجاعات والتمرد الشعبي والانفلات الأمني في كل دول العالم ... إلى غير هذا

هم اليوم في اجتماعات متواصلة لعلاج الأمر
لكن .... ! من يعلّق الجرس ؟
وهل تضمن ( حفنة ) من المجتمعين تزامن انخفاض أسعار السلع مع انخفاض سعر النفط ؟
الأمر صعب , والجشع غالب , وفقدان الثقة بين القادة طاغ , والعاقل لا يجعل من نفسه وشعبه ضحية لمجازفة لا يضمن تحقق نتائجها عالميا .
ولهذا
فالنتيجة المتوقعة , والتي أخشى أن تكون العلقم الآخر الذي يتجرعه المواطن السعودي , أن خالتنا ( أمريكا ) وحدها ستقرر فرك خشوم حكوماتنا , لتخفض سعر النفط ( جبرا ) لحماية أمريكا من الانفجار الشعبي , ولضخ نفط رخيص في آبار الاحتياط من جديد .
ولا بأس عند الخالة أن تتحمل شعوب الخليج العذاب , مقابل إعادة ملء آبارها بنفط رخيص , ووقف تدهور الحال الاقتصادية للشعب الأمريكي وشعوب حلف الأطلسي التي بدأت تتململ بغضب .
ولتبق بعدها دول الخليج في مهب الريح تنتظر رحمة الدول المصدرة إليها الغذاء والدواء والملبس والمركب ... لتنظر لها بعين الشفقة فتخفض ضرائب الصادرات , وتوجه صانعيها وزارعيها لخفض قيمة الصادر .

إن دول الخليج ( غير السعودية ) عالجت الورم بمسكّن وقتي للألم , هو الزيادة الكبيرة للرواتب , متناسية أن أكثر الناس غير موظفين .
لكن هذا حل مؤقت لا يلبث أن يبطل بعجز تلك الحكومات عن دفع الرواتب الضخمة مع انخفاض سعر النفط , أو نضوب آباره الخليجية والذي توقع الخبراء أن يكون خلال ثلاثة عقود – لو قدّر الله تعالى -

إن قراءة فاحصة للأزمة تفيد أن قيمة البرميل لن تعود إلى سعره القديم ( 20 – 25 ) دولارا , لكونه سعر غير مجز , بل هو سعر جبري قررته الحكومة الأمريكية لدول الخليج .
لكن انخفاض السعر نصف رسمه الحالي يجر معه الويلات لدول الخليج التي لن تعود قادرة على مواجهة أسعار الواردات بتصدير مكافئ يحفظ التوازن التجاري , وبالتالي ستتخبط بأزمات اقتصادية وديون ترمي بثقلها على المواطن والخدمات المقدمة له , ومن ثم تؤدي إلى زيادة ظالمة للضرائب المفروضة على المواطنين , الذين لا يكادون يجدون ما يكفل توفير حاجاتهم اليومية
لا قدر الله ذلك , وجعل من دونه أمرا إلهيا يحفظ لنا عيشنا الكريم , في وقت تتخلى فيه حكوماتنا عن واجبها تجاه شعوبها مع أدنى أزمة كما جربنا في الأزمة السابقة .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله
هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا

***
في حياتي
سبرت الناس
فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء
وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء
وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له

آخر من قام بالتعديل برق1; بتاريخ 21-06-2008 الساعة 11:18 PM.
برق1 غير متصل  


 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 12:58 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)