[دعبل نجد]

((وهل أتاك نبأ القوم إذ يمموا إلى الرياض . .))

إذا كان للهذر رسالة فهذه رسالتنا !!


(وهل أتاك نبأُ القوم إذ يمموا إلى الرياض قاصدين معرض الكتاب ليروا ما سمعوا وليأخذوا ما احتاجوا , تحدوهم همة النبلاء وعزم الأدباء , ساروا في الدلجة المعتمة وقد كانوا اتفقوا على المسير قبل الغروب ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا . .
أما عددهم فثلاثة . . كبيرهم جيش جرار وذئب مكار إقباله إدبار وإعلانه إسرار لا يتزعزع في أحلك المواقف ولا يحتار طير ليس كالأطيار ليس له ريش ولا منقار إن ثار كان كالإعصار وإن نام فأمره كبار لا ليله ليل ولا نهاره نهار ذلكم هو طير غيمار محب الأنصار ومتوعد الكفار وقائم النهار وقارض الأشعار . . فالبدار البدار . .
وأميرهم صاحب النمارق ورافع البيارق وصانع المآزق أستاذنا الواثق , أما ظاهره فحمل وديع وباطنه ليث شنيع حمل البيرق بقوة فأخوى الجيوب وملأ البطون وأتعب الشعب إتعابا شديدا , عطَّل الرأي وأعمل الهراوة حتى سالت تحت قدميه الدموع فما كل ولا مل , إن استشار سَخِرْ وإن ( عُوكِسَ ) زئر وإن قال أمر , يحب الخصام ويزعج النيام , نظامه نظام وسيره أمام والويل كل الويل لمن أعلن الخصام أو حرك الأقوام فذاك خارج عن النظام وحكمه الإعدام . . لا نفاهم ولا كلام . . والسلام .
وما أنا إلا عبد مأمور وسيف مشهور أمام كل من فكر أن يثور !! كذلك قيل لي حتى أُخْرَجَ من الظلمات إلى النور . . وعدٌ مشهور لا جنيف ولا بلفور !!
فيا لهذه الرحلة واحد أمير وواحد جلاد وواحد شعب . .و لكنه ليس كأي شعب ؟
وصلنا بحمد الله جائعين أما الشعب فنائم محموم والأمير قائم مهموم , في حمى الشعب وجوع الجلاد , همٌّ لا يعدله هم !!
وجهنا إلى مطعم هندي وطلب لنا مما لذ وطاب فجلبت الصحون وأكواب العصائر بين ماء وليمون فسد الرمق وأشبع الجياع . .
لمحته يرمقني بارتياب وقرأت في عينيه سؤال بلا جواب وأمور صعاب فإذا به قد حان وقت الحساب , فسبحان مسبب الأسباب وخالق الناس من تراب قومٌ يأكلون في وجبه ما يسد رمق أهل بلدة من بلاد أفريقيا فلله الحكمة البالغة وإليه المشتكىوليس بيدي من حيلة " وإلا لو صفت على جبن مالح وخبز خباز لشبعنا كما شبعنا " ولكن لله الحمد أولا وأخيرا . .

ذهبنا إلى مكان إقامتنا فنمنا نوما هنيئا لا نصب فيه ولا تعب لم نشكوا إلا من مكيف قد عطب إذا غططنا في النوم انطفأ كأنه موكل بأن لا ننام . . ولكننا نمنا رغما عنه بحيلة ومن لديه حيلة فليحتال كما قيل .

ثم ذهبنا إلى معرض الكتاب وتجولنا فيه حتى تعبنا وللحقيقة فإنني أول مرة أرى معرض كتاب فقد كنت أسمع عنه سابقا ولم أره وكنت أحمل صورة معينة في ذهني عن ذلك المعرض ولكن ليس من رأى كمن سمع وجدته أقل مما تصورته بكثير , هو معرض ضخم ولكنه أقل مما تصورته , ,

أخذت منه ما أعجبني وأخذ الإخوة منه ما أعجبهم وتركت مالم يعجبني وترك الإخوة مالم يعجبهم فأنا والإخوة لم نأخذ إلا ما عجبنا " يذكر أن هذا أسلوب طه حسين ")


فائق المودة . . .


ملاحظة : هذا الموضوع ساخر وليس كل ماذكر حقيقة مع بالغ اعتذاري لأخوي !!!