[المعتز بدينه]

بسم الله الرحمن الرحيم


إن المتأمل في واقع حياة المجتمع بأكمله من بيت وصديق وحميم يرى أن لغة العاطفة قد اندمست وزالت عن فئة ليست بالقلة ، فترى أن الجفاف المصطنع داخل البيت قد سيطر على أجواء المحبة فيما بين هذه الأسرة ..

شجب وعويل ، تحطيم وصراخ ، سب و عنف ..
كلمات نائية ، بعبارات صارخة ، وألفاظ زائفة ..

الكره والتقصير ، الرجف والكف , وإلى ما غير ذلك من أساليب وتعامل ..

أقول :
هكذا هي حياة أكثر أهل البيوت .....
فيا عجبا لواقعهم ، ويالشقاوة مقالهم ، فما أبئس حالهم ....

يانشئ الأمل ..
لم العيش في حيالك الألم ..
ولم الإنغراس مدلهمات الأمم ..
ولم الغوص في سواد الظلم ..
وأي ظلم ..؟؟!

لله درها .. منذ الصباح وهي في عمل .. إصلاح إفطار .. تجهيز أبناء .. تنظيف بيت .. صلاة الضحى ..
يالله !!
قد اقترب وقت الظهر وقد حان وقت الغداء .. بلحظة اتجهت إلى المطبخ لتجهز أغراض الغداء .. بدأت بالعمل .. حينها يدندن جهاز الهاتف طالبا مجيئها .. احتارت في رغبة نفسها أم بغداء أبنائها .. بلحظة دخل الإبن يُمطر سيلا من التذمر .. لم تأخر الغداء ؟ .. أنتم لاتريدون خدمتنا .. حينها كفكفت دمعها لأنها لا تريد حزن ابنها وزوجها ..

انتهى الغداء بحمد الله .. هي الآن تنتظر كلمات الشكر والدعاء .. حينها تفاجأت بمن يقول : لم الطبخ هكذا ؟ .. الملح قليل .. طريقة التقديم ليست جيدة .. وتظهر عدم السماحة .. يالله ما هذه الصواعق التي تواجهها هذي المكلومة .. ماهذه المآسي التي تواجهها هذه المظلومة ..

إذا فلنعترف أحبتي بواقعنا البئيس .. وبحالنا المر الضئيل ..

إن الجفاف العاطفي والذي تستقبله كثير من الأمهات والشابات داخل البيوت .. لهو السبب الوحيد الأمثل لديهم الذي جعل كثير من الفتيات يبحثن عن هذه العاطفة عند من لا يحسن التعامل الجيد والأمثل معها .. و الذين يصطادون في الماء العكر ..

إذ العاطفة غريزة لا بد أن تشبع عند الإبن والبنت والزوجة فيبدأ البحث عنها داخل أسوار البيت .. ولكن عجبا فقد لاقى من العنفوانية ما بدد حلمه وحلمها وجعله يطير مع أدراج الرياح وسحائب الأمطار ..

وبعكس منقطع النظير .. تعال وانظر إلى تعامله مع أصحابه .. فكلمات الحب والدلع تضايق أرجاء المكان ..

وبكل صراحة لو سألت نفسك : أيهما الأولى والأحق بهذه العاطفة الشباب أم الأهل ؟
حتى تعرف هذه الإجابة اقرأ ما قام به أسود الإسلام .. وضراغمة الأمة .. رجال حفظ الأعراض .. أبطالنا رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيقول أحدهم :
بعد توزيع عدد من الإستبانات على الفتيات اللاتي تورطنا بالمعاكسات والعلاقات مع الشباب فقد اتفقن جميع الفتيات أنهن يبحثن عن العاطفة وأن الجفاف العاطفي داخل البيوت هو سبب دخولهن في مغامرة المعاكسات .. وقد أبدين أسبابا أخرى ولكن المتفق لديهن هو هذا السبب ..

بعد كل هذا ما أروع مراجعة الحسابات في كيفية التعامل من كلا الأطراف الأب والأم والأخ والأخت ..ولولا الإطالة لذكرت صورا من الجانب المشرق الذي يجب أن يروج عبيره ويفوح زهره بيننا ..

كتبه : المعتز بدينه الجمعة 25/3/1430هـ 1:34ص