[بندر 1430]

كغيري من محبي السفر والترحال .. قمت بزيارة بعض الأماكن الجميلة في العالم و التقطت صوراً تذكارية هناك لأحتفظ بها ذكرى أعود لها كلما إشتقت لتلك اللحظات ..

أدهشتني مناظر الغابات و الأنهار و الأودية والجبال و حتى تنوّع ألوان السماء في أماكن متفرقة من الكرة الأرضية ..

إلا أنه وعلى الرغم مما تحمله تلك الأماكن من جمال .. كان لمشهد واحد وقعه وتأثيره الأقوى على جميع أنحاء جسدي و وجداني ..

لقد كان مشهداً لشاب في إحدى الدول وضعت له القيود وهو في طريقه للمحاكمة بتهمة أجهلها ولم أهتم لمعرفتها ..

لقد كان ذلك الشاب رافعاً رأسه للسماء ينظر إلى الطير و يبتسم ابتسامة جميلة .. كأنه أراد أن يقول لمن وضع له القيود .. قيّدت جسدي ولكنّك لم تقيّد روحي عن التحليق..!

لم أستطع أخذ صورة ضوئية له .. لكن عقلي و قلبي استطاعا أن يفعلا ذلك بكل سهولة ..

لقد أدركت حينها بأنه لن يستطيع أحد وضع القيود لي في أماكن كثيرة من كياني ..

لن يستطيع أحد منعي من حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلّم ..

لن يستطيع أحد منعي من حب الناس ..

لن يستطيع أحد منعي من التفكير والتأمل و التحليق عالياً مع الطيور ..

لن يستطيع أحد منعي من التعبير عن مكنونات الخاطر .. حتى لو كان ذلك لنفسي ..!

لن يستطيع أحد منعي من كتابة ما أريد كتابته .. حتى لو لم أملك قلماً و ورقة .. لأني اعتدت

الكتابة بحبر القلوب ..

لدي أحلام جميلة و نظرة تفاؤل للمستقبل لا يستطيع أحد أن يسلبها منّي .. لأنني بدأت أحققها على

أرض الواقع و بين هذه السطور ..
.
.

تحياتي لمن حلّق عالياً فوق السحاب..!