|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
05-01-2010, 06:33 PM | #15 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2009
البلد: غـدآ الفــردوس الاعلى بااذن الله
المشاركات: 997
|
الايـه السابعـــــــــة
(( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ))
( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ) تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن) سورة الحديد آية 16{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ * اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} لما ذكر حال المؤمنين والمؤمنات والمنافقين والمنافقات في الدار الآخرة، كان ذلك مما يدعو القلوب إلى الخشوع لربها ، والاستكانة لعظمته، فعاتب الله المؤمنين [على عدم ذلك]، فقال: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} أي: ألم يجئ الوقت الذي تلين به قلوبهم وتخشع لذكر الله، الذي هو القرآن، وتنقاد لأوامره وزواجره، وما نزل من الحق الذي جاء به محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟ وهذا فيه الحث على الاجتهاد على خشوع القلب لله تعالى، ولما أنزله من الكتاب والحكمة، وأن يتذكر المؤمنون المواعظ الإلهية والأحكام الشرعية كل وقت، ويحاسبوا أنفسهم على ذلك، {وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ} أي: ولا يكونوا كالذين أنزل الله عليهم الكتاب الموجب لخشوع القلب والانقياد التام، ثم لم يدوموا عليه، ولا ثبتوا، بل طال عليهم الزمان واستمرت بهم الغفلة، فاضمحل إيمانهم وزال إيقانهم، {فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} فالقلوب تحتاج في كل وقت إلى أن تذكر بما أنزل له الله، وتناطق بالحكمة، ولا ينبغي الغفلة عن ذلك، فإن ذلك سبب لقسوة القلب وجمود العين. أسأل الله تعالى لي ولكن الإخلاص في القول والعمل آمين
__________________
((نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام ، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله)) آخر من قام بالتعديل المشتاقة لله; بتاريخ 05-01-2010 الساعة 06:59 PM. |
06-01-2010, 06:18 AM | #16 |
Guest
تاريخ التسجيل: May 2009
البلد: بريدة مقابل الأنوار الي قدام بيتنا
المشاركات: 1,475
|
تفسير سورة الإخلاص
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ -------------------------------------------------------------------------------- هذه السورة يسميها بعض العلماء: نسبَ الله -جل وعلا-، وقد جاء في حديث، حسنه بعض العلماء بمجموع طرقه، أن المشركين قالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم-: انسب لنا ربك وفي رواية: صف لنا ربك فأنزل الله -جل وعلا- هذه السورة. وهذه السورة تشتمل على توحيد الله -جل وعلا- في أسمائه وصفاته، ولهذا كان بعض العلماء يشرح قول النبي -صلى الله عليه وسلم- عن هذه السورة بأنها تعدل ثلث القرآن، يقول: إن القرآن أحكام، ووعد ووعيد، وتوحيد في الأسماء والصفات، وهذه السورة توحيد في الأسماء والصفات، إذن فهي ثلث القرآن. فأمر الله -جل وعلا- نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يقول لهم: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يعني:أن الله -جل وعلا- أحد، لا يشاركه شيء من خلقه لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولا في أسمائه، ولا في أحكامه وتدبيره. فهو -جل وعلا- واحد لا مثيل له ولا نظير له -جل وعلا- فهو المتفرد بالألوهية فلا يستحق العبادة سواه، وهو المتفرد بالربوبية فلا يخلق ولا يبدل إلا هو -جل وعلا-، وهو -جل وعلا- الواحد في أسمائه وصفاته فلا أحد من خلقه يُشبهه. كما أنه -جل وعلا- لا يُشبه أحدا من خلقه، بل هو -جل وعلا- المتفرد بصفات الكمال، ونعوت الجلال والأسماء البالغة غاية الحسن والجمال. ثم قال -جل وعلا-: اللَّهُ الصَّمَدُ يعني: أنه -جل وعلا- السيد الذي قد كمُل سؤدده، وأنه الصمد الذي تصمد إليه الخلائق في حاجاتهم؛ لأن شريف القوم وسيدهم يلجأ إليه أهل قبيلته وأهل عشيرته في حوائجهم، والله -جل وعلا- هو الذي له السؤدد الكامل على خلقه. فلذلك الخلق أجمعون يصمدون إليه -جل وعلا- لحوائجهم، وكذلك -جل وعلا- لما كان الخلق يصمدون إليه ويلجئون إليه، وهو المتفرد بكمال السؤدد، كان -جل وعلا- هو الباقي؛ فخلقه يهلكون، وهو -جل وعلا- يبقى. وهذا ما يدور عليه معنى الصمد في تفاسير العلماء، وكلها حق، ثابتة لله -جل وعلا-، ويزيد بعضهم بأن الصمد هو الذي لا جوف له، بمعنى أنه لا يحتاج إلى طعام ولا إلى شراب، وهذا -أيضا- حق؛ كما قال الله -جل وعلا-: مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ . |
14-01-2010, 02:39 PM | #17 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2009
البلد: حيث يكون الهدوء
المشاركات: 226
|
{ وقفات تربوية }.. ~| فائدة .. [ إذا كان كلام العالم أولى بالإستماع من كلام الجاهل وكلام الوالدة الرحوم أحق بالإستماع من غيرها .. فالله تبارك وتعالى أعلم العلماء,وأرحم الرحماء, فكلامة أولى كلام بالإستماع والتدبر والفهم ].. _____,, ~| وقفة .. وفي قول الله تعالى "وَاْرْكَعُواْ مَعَ اْلرَّكِعِينَ" سورة البقرة آية(43) هذه الأية تدل على صلاة الجماعة.. وأن النبي صلاة ربي وسلامه عليه لم يترك صلاة الجماعة وهوه يقاتل فكيف إذا كان مع أهله وفي السلم.. _____,, وفي قوله "وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ اْلَّذِينَ اْعْتَدَوْاْ مِنكُمْ فِي اْلسَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَسِئَينَ" سورة البقرة آية(65).. يقول الشيخ ابن العثيمين رحمه الله: عوقب هؤلاء المتحايلين أنهم مسخوا قردة خاسئين والذنب الذي فعلوه أنهم فعلوا شئياً صورته صورة المباح ولكن حقيقته غير مباح .. فصورة القرد شبيهة بالآدمي , ولكنة ليس بآدمي.. {ومن هذا نأخذ أن الجزاء من جنس العمل}~ _____,, شكرا لكِ (مجاديف الأمل) وجعله الله في موازين حسناتك.. ود لقلبك الطيب..
__________________
[FLASH="http://dc09.arabsh.com/i/02072/pjpyafffy666.swf"]width=400 height=350 t=0[/FLASH] |
16-01-2010, 12:22 AM | #18 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2009
البلد: في أرض الله الواسعة..؟
المشاركات: 48
|
مــوضوع مفيد.. مشكور على الموضوع....
جــزاكِ الله خيراً .. واثابك الله.. ووفقكِ لمــا يحبه ويرضاه.. تقبل تحياتي المريدسية ستي |
16-01-2010, 05:14 PM | #19 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2009
البلد: غـدآ الفــردوس الاعلى بااذن الله
المشاركات: 997
|
تفسير سورة الزلزله
تفسير سورة الزلزلة
بسم الله الرحمن الرحيم : إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ -------------------------------------------------------------------------------- هذه سورة الزلزلة جاء في حديثين أن قراءتها في ليلة تعدل قراءة نصف القرآن، وهذان الحديثان ننبه عليهما، وأنهما حديثان ضعيفان، لا يصحان عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها، لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال ذلك. ولكن هذه سورة قد ذكر الله -جل وعلا- فيها ما يكون يوم القيامة، أو ذكر فيها شيئا مما يكون يوم القيامة، فقال جل وعلا: إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا يعني: أن الأرض يوم القيامة ترجف وتضطرب اضطرابًا شديدًا. الله -جل وعلا- خلق هذه الأرض، وأسكنها وجعلها مستقرة، فإذا جاء يوم القيامة فإن هذه الأرض تضطرب وترجف رجفًا شديدًا، وتميد بأهلها كما قال الله -جل وعلا-: إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا وقد تقدم بيان ذلك. وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا يعني: أن الأرض تُخْرِج ما فيها من الأموات، كما قال الله -جل وعلا-: وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ وتقدم بيان ذلك. وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا يعني: أن الإنسان إذا شاهد أهوال يوم القيامة، ورأى هذه الأرض ترجف رجفًا شديدًا، قد أخرجت ما في باطنها يقول مندهشًا: ما لها، أي شيء حدث لها؟ وهذا كما يحصل إذا حصل اضطراب في شيء من المخلوقات بسرعة، فإن الإنسان يتعجب من ذلك ويندهش ويقول: لماذا حدث؟ أو لأي شيء حدث هذا ؟
__________________
((نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام ، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله)) |
16-01-2010, 06:19 PM | #20 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2008
البلد: (( مدينة بــريدهـ ))
المشاركات: 503
|
قول الله تعالى :
( ظهر الفساد في البر و البحر ,,, الآية )) نلاحظ في هذه الأيام تكثر الفتن و الفساد و المشاكل و العياذ بالله
__________________
كل شي مع التكرار ممل الا الصلاة تزيدك راحهہ ♡ ----------------------------- |
17-01-2010, 03:12 PM | #21 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2009
البلد: [][][]جزر الكناري[][][] البشره:[][][] حـنـطـي[] [][]
المشاركات: 1,977
|
شكرا على الطرح النافع
|
21-01-2010, 08:09 PM | #22 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2010
البلد: السعودية
المشاركات: 8
|
بارك الله بك
|
23-01-2010, 02:10 AM | #23 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2009
البلد: غـدآ الفــردوس الاعلى بااذن الله
المشاركات: 997
|
اتمنى ان الموضوع لايتوقف علي وان جميع الاعضاء ياخذو الاجر بكتابه تفسير ايات الله
لي عودة بعد الانتهاء من الامتحنات الله يوفقني وينجحني
__________________
((نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام ، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله)) |
24-01-2010, 02:46 PM | #24 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 97
|
وعليكمـ السلامـ
موضوع ممتاز جداجدا جزاك الله خيرا على حرصك هذا |
26-01-2010, 02:59 PM | #25 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2009
البلد: القصيم
المشاركات: 78
|
موضوع رائع
جزاك الله خير .. ربي يوفقك |
27-01-2010, 08:37 PM | #26 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2009
البلد: غـدآ الفــردوس الاعلى بااذن الله
المشاركات: 997
|
(بسم الله الرحمن الرحيم)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اتبع هداه ,أمابعد: قال الشيخ ربيع حفظه الله تعالى عند قوله تعالى: ﴿ وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ()وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ )[لقمان17-18]. الصعر هو الميل؛ لا تتكبر على الناس؛ عندما يكلمك أحد تدير خدّك هكذا؛ هذا من الكبر يكلمك أحد فتعرض عنه وتلتفت هكذا وأنت شامخ؛ لا هشاشة ولا انبساط؛ يعني مستكبر ومتعالٍ ! فهذا نهي عن الكبر، ومن آثاره أن يلوي عنقه هكذا؛ يصعر خده للناس يعني يلويه هكذا .من الصعر وهو مرض يصيب الإبل فتلتوي أعناقها . فهذا زجر عن الكبر، فعليك بالتواضع؛ التواضع لله رب العالمين، والتواضع لعباد الله المؤمنين، تعامل مع الناس بالأخلاق الطيبة، والكبر مذموم جدا ويدفع كثيرا من الناس إلى الكفر بالله! يستكبر فلا يستمع للرسل ولا يسمع لآيات الله ﴿ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ (لقمان 7) . فالكبر من أكبر الدوافع إلى الكفر بالله ورفض ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام و ( الكِبْرُ بطر الحق وغَمْطُ الناس )"1" وردّ الحق؛ يعني سواء رد الحق بما في ذلك التوحيد أو أي حق من الحقوق يأتيك فلا تخضع له وترفضه وتحتقر من يأتيك به؛ تغمط الذي يأتيك به وترد الحق الذي عنده . ولا يجوز الكبر بأي حال من الأحوال؛ خلق ذميم ويبغضه الله ( الكبرياء رِدائي والعظمة إِزاري فَمن نازعني واحدًا منهما قَذفتُه في النار)([2]) وفي رواية ( الكبرياء ردائي فمن نازعني في ردائي قصمته ) يعني يهلكه ويقطع دابره، فلا تستكبر و ( لا يدخل الجنة مَنْ كان في قَلبه مِثقال ذَرَّة مِن كِبْر)([3]) . حارب نفسك من الكبر؛ خلق خبيث يدفع إلى الكفر وإلى احتقار الناس وإلى رد الحق. لهذا؛ هذا الحكيم وصى ابنه أن لا يصعِّر خده للناس؛ أن لا يتكبر على الناس؛ يكلمك أحد وأنت شامخ معرض عنه، تواضع؛ أنت إنسان مسكين، ضعيف، خُلِقت من تراب، خُلِقت من منِّيٍ قذر وتتغوط وتزور الحمام مرات كل يوم، كيف تتكبر ؟! كيف تتكبر على الناس وأنت هذا حالك، من أنت ؟! ثم لو تصيبك شوكة تبكي منها كيف تتكبر على الناس ؟! فيجب على الإنسان أن يهين نفسه إذا تكبرت وشمخت ويذكِّرها بحقارتها ودناءتها، وأن من أحقر الناس المستكبرون -والله أنا في نفسي- ما أحتقر إلا المستكبرين والكذابين، والله أرى أضعف الناس فأقول هذا أحسن مني، وأرى المتكبر مهما كان من أي طبقة والله من أتفه الناس وأحقر الناس عندي؛ لا أحقر من المتكبر ولا يتكبر إلا من دناءة وانحطاط خلقي ونفسي . ( وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ لا تختل ولا تفخر هذا من آثار الكبر؛ المشي المَرِح والبطر والأشر والاختيال، ﴿ إن الله لا يُـحِبُّ كُل مُختال فَخُور ﴾ يفتخر على الناس بنسبه، بجاهه، بماله، بسلطانه، بعلمه، بأي شيء يختال على الناس ويفتخر عليهم ؟! الله يبغض هذا الخلق؛ خلق بغيض، خلق دنيء، يبغض الله أهله ويحتقرهم ويزدريهم ويعاقبهم أشد العقوبة على هذا الخلق؛ إذا ما أحبك الله فما معناه ؟! معناه أنك عدوٌّ لله إذا ما أحبك الله، وأنت على كبر واختيال وافتخار وتطاول على الناس بأي شيء من الأشياء التي تفتخر بها ﴿ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً ﴾ (الإسراء 37 ) . من أنـــت؟ حتى لو بلغت الجبال طولا لا يجوز لك أن تتكبر، وحتى إذا خرقت الأرض إلى الأرض السابعة لا يجوز لك أن تتكبر؛ لأنك مخلوق مسكين، ومن حق الله عليك أن تتواضع، والله فرض عليك التواضع وحرم عليك الكبر؛ لأن الإسلام يحارب الأخلاق الرذيلة أشد الحرب؛ كل الأخلاق الرذيلة يحاربها الإسلام؛ الفحش والكذب والخيانة والغش والكبر ؛كل الأخلاق هذه يحاربها الإسلام حربا شديدة، فيجب أن ننبذها وأن نربّي الناس على ضدها من الأخلاق الطيبة التي يحبها الله تبارك وتعالى ويرضاها ويحب أن نتخلق بها، وحسن الخلق من أثقل الأعمال في الميزان يوم القيامة، وأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، والرسول بعث متمما بمكارم الأخلاق؛ الأخلاق موجودة عند الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، منها الحياء ومما أثر عنهم ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت )"4" الحياء خلق كبير -يا إخوة - الحياء خلق عظيم وشعبة من شعب الإيمان، وصاحب الحياء يحجزه الحياء من أن يرتكب معصية الله؛ يحجزه الحياء من أن يقع في الأخلاق الدنيئة؛ الحياء خلق نبيل وخلق عظيم لابد أن يتخلق به الإنسان؛ فإنه من أعظم الروادع للإنسان أن يرتكب معصية أو يقع في خلق دنيء، لهذا قال الأنبياء كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ( إنَّ مِما أَدركَ الناس مِن كلام النبوة الأولى إذا لم تَستحِ فاصنع ما شِئتَ )، الذي يقع في الشرك لا يستحي من الله، المبتدع لا يستحي من الله ولا يحترم هذه الشريعة التي شرعها الرسول عليه الصلاة والسلام، والفاسق عنده خلق دنيء وفيه عدم الحياء من الله. فالحياء لا بد منه -يا إخوان- ولابد من نبذ الأخلاق الرديئة، تعلموا هذه الأشياء وطبقوها في حياتكم -بارك الله فيكم- وأذكر حديث وفد عبد القيس : جاء وفد عبد القيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونزلوا قريبًا من البقيع ووضعوا رواحلهم هناك ومشوا فورا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وبقي الأشج؛ تأخر ولبس أحسن ثيابه وجاء يمشي في سكينة وسلم على النبي عليه الصلاة والسلام، قال له: ( إِنَّ فِيكَ خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا الله: الْحِلْمُ وَالأَنَـاةُ ) يقابل الحلم والأناة: الطيش والسفاهة فحذار حذار مما ينافي هذين الخلقيين، فقال: يا رسول الله : أخلقين تخلقت بهما ؟ أم خلقين جبلت عليهما ؟ فقال: ( بل خُلقان جُبِلْتَ عليهما) فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله تعالى "5" الله يُحب الحلم والأناة ويبغض العجلة والطيش وما ينافي هذين الخلقيين فاحرصوا على التخلق بهذين الخلقيين الذين يحبهما الله . احفظوا هذا الحديث ( إِنَّ فِيكَ خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا الله: الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ ) والإنسان إذا كان يفقد مثل هذه الأمور العظيمة يربي نفسه عليها، ( من يَسْتَعِفَّ يُعِفَّهُ الله وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ الله وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله وَلَنْ تُعْطَوْا عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ من الصَّبْرِ) "6" ربِّ نفسك على الصبر وعلى الحلم وعلى الحكمة وعلى الأخلاق العالية . بجهادك لنفسك تتحول هذه إلى ملكات إن شاء الله والحديث يشير إلى هذا (أخلقين تخلقت بهما) يعني قد ينشأ الحلم والأناة عن التخلق وتربية النفس على الأخلاق الكريمة، فالنفس قابلة للتربية على الخير وعلى الشر ،إن ربيتها على الشر نمت عليه وألفته وصار من طباعها -والعياذ بالله- وإن ربيتها على الأخلاق الكريمة تطبعت بها وصارت جزءً من حياتها وصارت ملكة لصاحبها . فاحفظوا هذه الوصايا: التوحيد ومحاربة الشرك وإقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخلاق الفاضلة العالية؛ محاربة الكبر والفخر والخيلاء وما شاكل ذلك، وتعلموا الحلم والأناة وكل هذه الأخلاق، ادرسوها من كتاب الله ومن سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام فإن هذه الأخلاق جانب مهم من جوانب الإسلام ومن صميم الدعوة السلفية، بها تنتشر دعوتكم ويرفع الله مكانتكم عند الناس، وبخلافها توضع هذه الدعوة وتشوه أمام الناس. فأحسنوا الدعوة إلى الله تبارك وتعالى ﴿ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ (النحل 125) لا تجادل حتى الكافرين إلا بالأخلاق الطيبة وبالتي هي أحسن؛ لا سب، ولا شتم، لا احتقار، ولا ازدراء، ولا طعن، ولا صياح، ولا صخب، ولا شيء. ﴿ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ . ﴿ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ ﴾ أي لا تسرع، ﴿ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ﴾ يعني لا ترفع صوتك إلا بقدر الحاجة . وقال له: ﴿ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ إذا رفعت صوتك بغير حاجة؛ تدعو إلى رفع الصوت وبمقدار ومقياس دقيق في رفع الصوت فأنت تشبه الحمار، وأخذ العلماء من هذا أنه لا يجوز رفع الصوت؛ لأن الله شبهك بأخس الحيوانات، و ( ليس لنا مثل السوء ) "7" فلا ترفع صوتك إلا بقدر الحاجة؛ إذا كان عندك واحد أو اثنين وأنت تصيح وترفع صوتك ماذا تريد ؟! هذا يشبه صوت الحمير؛ فالصوت يكون على قدر الحاجة . والمشي كذلك؛ تمشي معتدلا متوسطا، يعني القصد الوسط؛ لا تمشي مشية المتماوتين ولا تسرع سرعة الطائشين توسط في المشي واعتدل وهي مشية عباد الله المؤمنين ﴿ وَعِبَادُ الرحمن الذين يَمْشُونَ على الأرض هَوْنًا وإذا خَاطَبَهُم الجاهلونَ قَالوا سَلاَمًا ﴾ إذا خاطبهم الناس بالسفاهات يقولون كلاما محترما الذي فيه السلام وفيه المسالمة وفيه دفع السيئة بالتي هي أحسن . نسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح والأخلاق الطيبة الجميلة التي يحبها الله تبارك وتعالى، وأرجو -يا إخوة- أن نعي هذه الدروس الطيبة؛ ما الفائدة من حضور هذه الدروس يوميا ثم لا نعمل، ونعطي صورة سيئة عن دعوتنا ما الفائدة ؟! فأسأل الله أن يجعلنا وإيّاكم من أهل العلم والعمل والأخلاق النبيلة إن ربنا سميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
__________________
((نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام ، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله)) |
27-01-2010, 11:15 PM | #27 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2010
البلد: القصيم
المشاركات: 20
|
بارك الله فيك على هالموضوع الجميل
|
28-01-2010, 03:27 AM | #28 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2009
البلد: ≈ إِذَا اشْتَكَى مُسْلِمٌ فِي الهِنْدِ أَرََّّقَنِي * وَإِنْ بَكَى مُسْلِمٌ فِي الصِّينِ أَبْكَانِي * وَ أَيْنَمَا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ فِي بَلَدٍ * عَدَدْتُ ذَاكَ الْحِمَى مِنْ صُلْبِ أَوْطَانِي≈
المشاركات: 525
|
~
باركـ الله فيك حبيبتي مجاديف الأمل ونفع بكـ .. لكن عندي ملاحظه بسيطه ؛ وهي ان يكتب في هذا المتصفح وقفات وتأملات في الآيات..يعني ما يكون تفسير بحت .. ويُستفاد من أشرطة الشيخ المغامسي حفظه الله و جوال تدبر وكتاب قطاف الأفانين وغيرها... هذي فائده من كتاب تدبر وفعلآ واقعيه وهي من الشيخ محمد الحمد : * انظر الى قوله تعالى في سورة يوسف عن النسوه "فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ " وقول الملك ليوسف " فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَومَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِين " .. فيه أن النساء يروقهن حسن المظهر وأما الرجال فيروقهم جمال المنطق والمخبر،وتلك من طبيعة التي خلقها الله تعالى في النفوس.. ~
__________________
. |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|