 |
|
|
|
|
|
||
| ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
10-05-2010, 10:41 PM
|
#1 |
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 402
|
صبراً ((( آل عرفج ))) !!
هكذا الدنيا نزولٌ وارتحال , وهكذا الدنيا طُبعت على كدرٍ وقد قيل :
طبعت على كدر وأنت تريدها ... صفواً من الأقذاء والأكدارِ ولقد قال الله قبلُ في كتابه : (( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{157} وفي الآية خبر من الله بأن الأمر كله له وهو المتصرف فيه فهو الذي يبتلي من شاء بما يشاء لايُسأل عن قدرٍ قدّره لمِ قدّره ؟ لأنه المالك الذي يهب ويمنع , ومن رحمته أن ذكر بعد سنة الابتلاء والنقص في الأنفس والثمرات حال الصابرين ومآلهم من الجزاء حين يسلموا لقضائه وقدره .... فإنا لله وإنا إليه راجعون ... مات أحمد بحادثٍ ولو لم يمت بحادثٍ لمات في فراشه أو بين أهله وصحبه , وهذا مصداق قوله تعالى (( الله يتوفى الأنفس )) و قوله صلى الله عليه وسلم : واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك .. فحين حان ساعة القدر نزل الامر من المولى لملائكته أن اقبضوا روح أحمد في حادث سيارة يوم كذا حين كذا , كله في كتابٍ لايغادر صغيرة ولاكبيرة .. هل يسأل الملك المتصرف الذي رزق الناس بالولد لمِ قبضت أرواحهم !؟ كلا بل هو الله الواحد القهار ... رحل أحمد ذلك الشاب الغض الطري اليافع , صاحب الابتسامة العذبة , والذي جمع الخُلق والدين في آن واحدٍ , لايزال جماعة مسجده_ الذي مافتيء يتلو فيه آيات الكتاب يرتلها بين جنابته_ يذكرونه بالطيب والخير والصدق والفضل ... شاب لم يعرف للخنى طريقاً , ولا للهو مسلكاً , عشق طريق الأنبياء والصحابة , فكان همه القرآن وصحبة الفضل والإحسان .. لم تُغرِه أو تَغُره الدنيا رغم أن المال ينسال بين يديه , ولم ترده عن بذل الخير والمسارعة فيه , لله دره من شابٍ نشأ في طاعة الله , وترعرع في أحضان بيت خير وعلمٍ وصلاحٍ ... أين الشباب اللاهثون خلف المغريات والمفاتن !؟ ليروا أمام أعينهم من أبناء جيلهم من سطر بعمله وخلقه وسيرته مثالاً يُحتذى وقدوة للشاب الصالح الذي صمد رغم الفتن التي تعمر الفضاء .. أم أحمد ... إن شاباً مثل أحمد لايبكى عليه بل هو شرف وفخر للجيل الناشيء , إن أحمد رحل وتحدث الناس كثيراً عنه فلم يذكروه إلا وألسنتهم تدعو له بالرحمة وتذكر مآثره وصلاحه وتقواه ... أم أحمد ... صبراً إن الصبر مرٌ لكنّ عاقبته حميدة ... أم أحمد ... نِعم الإبن الذي ربيتي , ونعم الإبن الذي ولدتِ , فأبشري له بخير فإنه عندَ ربٍ كريمٍ لايضيع عمل المحسنين ... أم أحمد ... ذهب أحمد وبقي ذكره , وهو الآن بين يدي ربه , ينتظر منا ومنكم الدعاء له والصدقة الجارية التي لاتنقطع ... وداعاً أحمد قلناها حين سكبنا دمعةً حرى عند شفير قبرك الذي حوى روحك وجسدك الطاهرة فسلام عليك حين رحلت , وسلام نرجوه أن يكون حين نلقاك في أعالي الجنان مع محمدٍ وصحبه الكرام ... كتبتها في رثاء الحبيب الغالي / أحمد بن عبدالرحمن العرفج . آخر من قام بالتعديل النفس المتحررة; بتاريخ 10-05-2010 الساعة 10:50 PM. |
|
| الإشارات المرجعية |
| أدوات الموضوع | |
| طريقة العرض | |
|
|
النمط الأحادي