|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عضو متميّز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
البلد: - بين نجران وبريدة -
المشاركات: 182
|
نعمة الفشل ؟
ليس بالضرورةِ أن يكون الإخفاقُ والفشلُ وجهانِ لعُملةٍ واحدةٍ , وأنَّ المعاني الجميلة من تجربة الفشل تكون في إرشيف الذاكرة والنسيان دوماً ؛ لأن الحياة المليئة بالمعطيات الإيجابية بالتتبع والإستقراء نجدُ بأنَّ مفتاح بابها الأمامي ؛ كان من صيرورة الفشل في يوم من الأيام طارئا عليها , فكان العزمُ والتخطيطُ الناجح - بعد توفيق الله – مقاوماً لمثل هذه النوازل , فهو الفيصل وسيِّد الموقف في تلك المرحلة . فليس عَيبْاً أن يعترف المرءُ بفشله ومحاولاته المتكررة في الحياة, ليجعل لنفسه وذاته علامة فارقة في الحياة, ومن هنا كانت حروفي - هذه - في نعمة الفشل وصدى الإخفاق ؛ صرخة لبعض مواقفي الشخصية, والتي كانت - بتوفيق الله - هي المحرك الأول للإتجاه العلمي والفكري في شخصيتي , لرؤية البوصلة وتحديد المسار, ولذلك فإني لا أدّعي الكمال فيها من تجربتي القصيرة , فإليكم بعضا منها: فشلتُ أن أكون شاعرا , يسوق الكلمات في أحضان الخيال , وإن كنت أكتب الشعر في مرحلة متقدمة من عمري , عاشقا لمن يتنغم به في صوته وأحاسيسه , فتركته في المرحلة الثانوية ؛ إذ لا أجد فيه ناقة ولا جمل فكان الفشل الغائب حاضرا , ورأيت الإنسحاب عندئذٍ خير مَغْنم . وفشلتُ - أيضا - أن أكون لاعبا , يعرف طريق الكرة للشباك , بعد سلسلة طويلة من الصولات والجولات في مدينتي , حتى وصل بي الحال إلى الإنضمام إلى عضوية نادٍ رياضي لكرة القدم كلاعب – هاوي - ثلاث سنوات– تقريبا– ,فضلاً عن تمثيل المنتخب التعليمي لمدينتي آنذاك , فوجدت أن الفشل هو خير لي، وأن أغيب عن حياة الأندية الرياضية هروبا لمكان أجدُ فيه كياني ! وفشلتُ - أيضا - في إرضاء الجميع ممّن أعرف – فضلا – عن مساعدتهم، والسعي في حاجياتهم ,ولكني وجدت أن الفشل خير لي، فإرضاء الجميع مُحالٌ، وذلك لتعدد الطباع ,وتباين أصحابها ؛ إلاّ مع وجود التوازن في القول بــ : ( نعم ) أو ( لا ) بأدبٍ لا يعارضه الشرع .! وفشلتُ – أيضا – عندما قبلت الناس في إبداء آرائهم المختلفة في شتى الأفكار والمشاريع الخاصة والعامة , حتى توقفت تلك المشاريع خوفا من بلبلة الناس , فرأيت الفشل في التردد , فجعلت الوجهة في السير قُدما إلى مايرضي الله , وهو مايحفزني للوصول إلى الهدف المنشود ؛ فوجدتُ أنَّ عملي – بفضل الله - نال القريب والبعيد! وفشلتُ – أيضا - عندما قبلت الركون لما أنا عليه من حياة مُعتادةٍ حتى رأيتُ الذلَّ مُطلاِّ برأسه , وكأنّه من الصعب جدا أن يُغيّر الإنسان فشله , فاستعنتُ بالله – أولاً وآخراً - ثمّ أكملتُ التعليم الجامعي مُضيَّا , حتى وصلت اليوم – بفضل الله – عند رقْمِ هذه الأسرار ؛ لمرحلة الدراسات العليا ( درجة الماجستير ) , ولسان حالي : لأن أزَجّيَ عند العُرْي بالْخَلَقِ * وأجتَزي من كثير المالِ بالعُلَقِ . خيرٌ وأكرمُ لي من أن أرى مِنَناً * معقودةً للئامِ الناسِ في عُنقي . إني وإن قَصَّرَتْ عن هِمَّتي جِدَتي * وكان ماليَ لا يقْوى على خلقي . لَتاركٌ كُلَّ أمرٍ كان يُلزمني * عاراً ويُشرِعُني في المنهل الرَّنَقِ . أخيرا وفي هذا المقام : لن أصغي لأحد من الناس الذين تميزوا بالتثبيط والنكسة الفكرية اتجاه النجاح , والسير خلف صفٍّ واحد ينشد الرقي والتقدم للإنسانية مالم يخالف الشرع الإسلامي , ولن أتتلمذ على نصيحة خالية من الصدق , بأنّ الفشل الحياتي ؛ علامة سوداء في عيون الناس , ولذلك جعلت توقيعي الخاص ممن أعرفهم : الحياة عندي هي ( نعمة الفشل ) فاقرؤا جميل ذكرياتكم , لتعرفوا كيف وصلتم لهذه الأقلام والكتابة , لولا الله , ثمَّ نعمة الفشل . التوقيع : علي بن مسفر لسلوم اليامي ، أبوسارة . الأحد الموافق : 11 / 11 / 1432هـ . القصيم – بريـدة |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|