بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » إيصال أفكارنا .. لماذا هو هكذا ؟!!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 06-12-2005, 01:57 PM   #1
النادم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 434
إيصال أفكارنا .. لماذا هو هكذا ؟!!

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

جميلٌ أن يضع الشخص له منهجًا في حياته ، يحدد من خلاله أهدافَهُ وطُرُقَهُ ووسائلَهُ .

وجميلٌ أن يثبت على منهجه ، ويبتعد عن تذبذب المنهج ، واضطراب الفكر ، إلا إن تبيَّن له أن الحق خلاف ما هو عليه ، فالأجمل أن يسير إلى التي هي أحسن .

ومن الحسن أيضًا ، أن يطرح بين الفينة والأخرى بعضَ الأفكار التي يرى أنَّ من الجيد مناقشتَها والحوارَ حولها ، لعل أحدًا ينتفع بها ، ويقتنع ، ويتبنى .

ومهما اختلفت الأفكار ، وتباينت وجهات النظر ، فإن ذلك محتملٌ ما دام في حدود شرع الله ، ولم يتعدَّ حرمات الله ، والأصل في المتلقي تقبُّل ما يعارض نَظَرَهُ من أفكارٍ ، تقبُّلَ مناقشةٍ وحوارٍ ومراجعةٍ ، لا تقبُّل تسليمٍ وتأييدٍ هكذا بلا نظرٍ .

وإيصال الأفكار ، وطرحُها ، ونقلُها إلى الآخرين ، ينبغي أن يكون بأساليب جميلة ، وبحكمةٍ ، وموعظةٍ حسنةٍ ، وجدالٍ بالتي هي أحسن ، مهما كان المخالف - في نظرنا - مخطئًا ، ومهما كان خطؤه - المحتمل - كبيرًا .

فإن من صفات المؤمنين الذين يحبهم الله ، ويحبون الله : { أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ } ، وهذا أكيد ، إذ إنهم مستجيبون لأمر الله تعالى : { وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ } .

ومهما كان من خلاف ، فإن الخلاف المشروع لا يوجب الشقاق ، روى البخاري عن ابن مسعودٍ - رضي الله عنه - قال : سمعت رجلاً قرأ آيةً ، وسمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها ، فجئت به النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فعرفت في وجهه الكراهية ، وقال : "كلاكما محسن ، ولا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا" .

وليُعلم تمام العلم ، أن ذلك لا ينافي الغيرة على محارم الله ، والشدة إذا انتهكت حدود الله ، بل إن الشدة إذًا تصبح واجبة ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يغضب لذلك ، ويحمر وجهه ، ويرتفع صوته - صلوات الله وسلامه عليه - .

قال الله تعالى في شأن الكفار والمنافقين : { وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ } ، وقال في شأن الكفار المحاربين : { وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً } ، فالتعامل الصحيح مع مثل تلك الأخطاء العظيمة التي لا تحتمل ، هو الشدة والإنكار البليغ .

وبهذا يظهر أن الرفق والحكمة والأسلوب الحسن = هو الأصل ، وأن الشدة والتغليظ إنما هو في حالات خاصة تستوجب ذلك، وذلك بيِّنٌ من أننا علَّقنا الشدة على أمرٍ ، بينما أطلقنا السهولة والسماحة .

وإذا نظرنا إلى مجتمعنا ، وأمعنَّا وأنعمنا النظر في طريقة البعض في تصحيح الخطأ ، وجدنا أنهم خالفوا تلك القاعدة المهمة ، فجعلوا الأصل الغلظة ، مهما كان الخطأ يسيرًا ، ومهما كان المخطئ متأوِّلاً ، أو مقلِّدًا ، أو مؤتَمِرًا .

ولا أدري ، هل يعلم أولئك أن الحق - الذي يرون أنه معهم - سيُحارَب ويُنتقد ، وأن تلك الغلظة والشدة ستُنفّر الناس عنهم وعما معهم ، خاصَّة من توجَّه إليه ذلك العنف وتلك الغلظة .

أرى أن التعنيف والتغليظ في الكلام والرد على المخالف الذي يُحتمل الاختلاف معه ، فضلاً عن تخريب ما عنده باليد = أرى أن ذلك من الإفلاس والعجز عن مقارعة الحجة بالحجة .

ما دعاني إلى كتابة هذه الكلمات هو ما حدث لي ضحى هذا اليوم ، حيث زرت مكتبةً من المكتبات ، وبعد سلامي على البائع فيها ، سارع بالهمس في أذني - بحرقةٍ رأيتُها في عينيه - : "أبو عبد الله .. جانا واحد إرهابي (!) وقطّع وخرّب الكتب اللي عندنا .. اللي تتكلم عن الإرهاب .. هل هكذا إنكار المنكر ؟!!" .

قلت : هبهُ منكرًا ، فما هكذا إيصال أفكارنا !

النادم
ظهر الثلاثاء
4/11/1426
__________________

كثرت ذنوبي ، فلذا أنا نادم .
أسأل الله أن يتوبَ عليَّ ، ويهديَني سبيل الرشاد .
وما أملي إلا ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم ﴾ .

أبو عبد الله
النادم غير متصل  


 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 01:13 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)