|
|
|
23-03-2008, 11:45 PM | #29 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
|
أحسن النية..لوجه الله..
جعلت أتأمل أساليب تعامل بعض الأشخاص..وعشت معهم سنين..لا أذكر أني رأيت منهم ابتسامة..بل ولا حتى مجاملة بضحك على طرفه..أو تفاعل مع متحدث..كنت أظن أنهم نشئوا هكذا ولا يستطيعون غيره.. ثم تفاجأت برؤيتهم في مواطن معينة..ومع بعض الناس-من الأغنياء وأصحاب النفوذ تحديداً- يحسنون الضحك والتلطف..فأدركت أنهم ما يفعلون ذلك إلا لمصلحة..فيفوتهم بذلك أجر عظيم.. إذ إن المؤمن يتعبد لله تعالى بأخلاقه ومهارات تعامله..مع جميع الناس..لا لأجل منصب أو مال..ولا لأجل أن يمدحه الناس..ولا لأجل أن يزوج أو يسلف مالاً.. وإنما ليحبه الله ويحببه إلى خلقه..نعم..من اعتبر حسن الخلق عبادة..صار يتعامل بأحسن المهارات مع الغني والفقير..والمدير والفراش.. لو مررت يوماً بعامل مسكين يكنس الشارع..ومد يده إليك مصافحاً؟ ودخلت يوماً آخر على مسئول كبير فمد يده..هل هما متساويان؟ في احتفائك بهما..وتبسمك وبشاشتك؟ لا أدري!! أما رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فكانا عنده متساويان في الاحتفاء والنصح والشفقة..وما يدريك لعل من تزدريه وتتكبر عليه يكون عند الله خيراً من ملء الأرض من مثل الذي تكرمه وتقبل عليه.. قال –صلى الله عليه وسلم- (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القايمة أحاسنكم أخلاقاً) وقال للأشج بن عبد قيس: (إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله)..فما هما الخصلتان:قيام الليل! صيام النهار؟..استبشر الأشج رضي الله عنه وقال: ما هما يا رسول الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام(الحلم والأناءة).. وسئل –صلى الله عليه وسلم- عن البر؟..فقال: (البر حسن الخلق).. سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: (تقوى الله وحسن الخلق).. وقال –صلى الله عليه وسلم- : (أكمل المؤمنين إيماناً أحاسنهم أخلاقاً الموطؤون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف).. وقال –صلى الله عليه وسلم- : (ما شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق).. وقال –صلى الله عليه وسلم- : (إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار).. ومن حَسُنَ خلقه ربح في الدارين.. وإن شئت فانظر إلى أم سلمة رضي الله عنه ..وقد جلست مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فتذكرت الآخرة وما أعد الله فيها.. فقالت: يارسول الله..المرأة يكون لها زوجان في الدنيا..فإذا ما تت وماتا ودخلوا جميعاً إلى الجنة..فلمن تكون؟..فماذا قال؟ تكون لأطولهما قياماً؟ أم لأكثرهما صياماً أم لأوسعهما علماً؟ كلا.. وإنما قال: تكون لأحسنهما خلقاً..فعجبت أم سلمة ..فلما رأى دهشتها قال عليه الصلاة والسلام::ياااا أم سلمة..ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة.. نعم ذهب بخيري الدنيا والآخرة ..أما خير الدنيا فهو ما يكون له محبة في قلوب الخلق..وأما خير الآخرة فهو ما يكون له الأجر العظيم..ومهما أكثر الإنسان من الأعمال الصالحات .. فإنها قد تفسد عليه إذا كان سيء الخلق.. ذُكر للنبي –صلى الله عليه وسلم- حال امرأة..وذكر له أنها تصلي وتصوم وتتصدق وتفعل,,لكنها تؤذي جيرانها بلسانها ..(يعني سيئة الخلق)..فقال –صلى الله عليه وسلم-: (هي في النار).. وقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- الأسوة الحسنة..في كل خلق حميد..كان أكرم الناس ..وأشجعهم..وأحلمهم..كان أشد حياء من العذراء في خدرها..كان أميناً صادقاً..يشهد له الكفار بذلك قبل المؤمنين..والفساق قبل الصالحين.. حتى قالت خديجة رضي الله عنها أول ما نزل عليه الوحي ..ولما رأت تغير حاله..فقالت: والله لا يخزيك الله أبداً.. (لماذا؟؟).. إنك لتصل الرحم..وتحمل الكل..وتكسب المعدوم..وتقري الضيف..وتعين على نوائب الحق ..وتصدق الحديث..وتؤدي الأمانة..بل أثنى الله عليه ثناء نتلوه إلى يوم القيامة..فقال: (وإنك لعلى خلق عظيم).. وكان –صلى الله عليه وسلم- خلقه القرآن..نعم خلقه القرآن..فإذا قرأ (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)..أحسن..نعم أحسن إلى الكبير والصغير ..والغني والفقير..إلى شرفاء الناس ووضعائهم..وكبارهم وصغارهم.. وإذا سمع قول الله: (فاعفوا واصفحوا)..عفا وصفح.. وإذا تلا: (وقولوا للناس حسناً)..تكلم بأحسن الكلام..فما دام أنه –صلى الله عليه وسلم- قدوتنا ..ومنهجه منهجنا.. تأمل حياته –صلى الله عليه وسلم- ..كيف كان تعامله مع الناس..كيف كان يعالج أخطاءهم..ويتحمل أذاهم..وكيف كان يتعب لراحتهم..وينصب لدعوتهم.. فيوماً تراه يسعى في حاجة مسكين..ويوماً يفصل خصومة بين المؤمنين..ويماً يدعو الكافرين..حتى كبرت سنه..ورق عظمه..ووصفت عائشة حاله فقالت:كان أكثر صلاة النبي –صلى الله عليه وسلم- بعدما كبر جاساً.. (لماذا؟؟).. بعدما حطمه الناس..نعم..حطمه الناس.. وإذا كانت النفوس كباراً***تعبت في مرادها الأجسام بل بلغ من حرصه صلى الله عليه وسلم- على الخلق الحسن..أنه كان يدعو الله فيقول: (اللهم كما أحسنت خَلْقي فأحسن خُلقي).. وكان يقول: (اللهم أهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت,وأصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت) فنحن نحتاج أن نقتدي به –صلى الله عليه وسلم- في أخلاقه..مع المسلمين لكسبهم ودعوتهم..ومع الكافرين ليعرفوا حقيقة الإسلام.. إشارة.. أحسن النية..لتكن مهارات تعاملك مع الآخرين عبادة تتقرب إلى الله.. |
24-03-2008, 09:24 PM | #30 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
|
|
24-03-2008, 09:26 PM | #31 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
|
أرجو من لم تخرج عنده الصور أو لم تكن عنده واضحة أن يخبرني بذلك,,
والله الموفق,, |
25-03-2008, 07:43 PM | #32 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 6,050
|
.
. . جـُـهــد ملمــوس مــا تقــوم بــه أخينــا [ صــافــي النيــة ] فجــزاكـ اللــه خيـــراً . . . |
25-03-2008, 07:49 PM | #33 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
|
واياك أخي المسفهل ,,
كل شكري ومودتي وامتناني لمرورك العطر,, دمت بخير.. |
27-03-2008, 07:31 AM | #34 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
|
|
27-03-2008, 11:13 AM | #35 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2008
البلد: بقلب حبــــي B
المشاركات: 1,456
|
اخـــــــي صافي النيه...
الكتاب رائـــــــع جدا,,, نقل موفق.. جعله الله في موازين حسناتك... تقبل مروري....
__________________
|
27-03-2008, 07:58 PM | #36 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
|
وياك اختي وبارك الله فيك على المرور العطر,,,,
دمت بخير.. |
28-03-2008, 04:22 AM | #37 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 188
|
|
28-03-2008, 04:59 AM | #38 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
|
اهلا بك عزيزي,,
اشكرك على هذا الاطراء الجميل وعلى مرورك الاجمل,,, دمت بخير.. |
28-03-2008, 06:41 AM | #39 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
|
كن لطيف عند أول لقاء.. انتشر في بعض أرياف مصر قديماً أن الرجل العروس قبيل ليلة عرسه يخبىء في غرفته قطاً..فإذا دخل بزوجته إلى مكان فراش الزوجية..حرك كرسياً ليخرج ذلك القط..فإذا خرج أقبل العروس يستعرض قواه أمام زوجته..وقبض على القط المسكين..ثم خنقه وعصره..حتى يموت بين يديه..!! أتدري لماذا ؟! لأجل أن يطبع صورة الرعب والهيبة منه في ذهن زوجته من أول لقاء.. وأذكر أني لما تخرجت من الجامعة..وتعينت معيداً في إحدى الكليات..أوصاني معلم قديم قائلاًُ:في أول محاضرة لك عند الطلاب..شُد عليهم..وانظر إليهم بعين حمراء!!حتى يخافوا منك وتفرض قوة شخصيتك من البداية.. تذكرت هذا..وأنا أكتب هذا الباب..فأيقنت أن الأمور المقررة عند جميع الناس أن اللقاء الأول في الغالب يطبع أكثر من 70% من الصورة عنك..وهي ما يسمى بالصورة الذهنية.. أذكر أن مجموعة من الضباط سافروا إلى أمريكا في دورة تدريبية..كانت الدورة في التعامل الوظيفي..في أول يوم..حضروا إلى القاعة مبكرين..جعلوا يتحدثون..ويتعارفون..دخل عليهم المدرس فجأة فسكتوا..فوقعت عين المدرس على طالب لا يزال مبتسماً.. فصرخ به:لماذا تضحك؟ قال:عذراً..ما ضحكت.. قال:بلى تضحك.. ثم جعل يؤنبه:أنت إنسان غير جاد..المفروض أن تعود لأهلك على أول رحلة طيران..لا أتشرف بتدريس مثلك.. والطالب المسكين قد تلون وجهه..وجعل ينظر إلى مدرسه..ويلتفت إلى زملائه..ويحاول حفظ ما تبقى من ماء وجهه.. ثم حدق المدرس فيه النظر عابساً وأشار إلى الباب وقال: اخرج..قام الطالب مضطرباً..وخرج.. نظر المدرس إلى بقية الطلاب وقال:أنا الدكتور فلان..سأدرسكم مادة كذا..ولكن قبل أن أبدأ الشرح..أريدكم أن تعبئوا هذه الاستمارة..دون كتابة الاسم..ثم وزع عليهم استمارة تقييم المدرس..فيها خمسة أسئلة: 1-ما رأيك بأخلاق مدرسك؟ 2-ما رأيك بطريقة شرحه؟ 3-هل يقبل الرأي الآخر؟ 4-ما مدى رغبتك في الدراسة لديه مرة أخرى؟ 5-هل تفرح بمقابلته خارج المعهد؟ كان أمام كل سؤال منها ..اختيارات:ممتاز..جيد..مقبول..ضعيف..عبأ الطلاب الاستمارة وأعادوها إليه..وضعها جانباً..وبدأ يشرح تأثير فن التعامل في الجو الوظيفي..ثم قال:أوه!..لماذا نحرم زميلكم من الاستفادة..فخرج إليه..وصافحه وابتسم له..وأدخله القاعة.. ثم قال: يبدو أني غضبت عليك قبل قليل من دون سبب حقيقي..لكني كنت أعاني من مشكلة خاصة..أدت بي أن أصب غضبي عليك..فأنا أعتذر إليك ..فأنت طالب حريص..يكفي في الدلالة على حرصك تركك لأهلك وولدك ومجيئك هنا.. أشكرك ..بل أشكركم جميعاً على حرصكم..ومن أعظم الشرف لي أن أدرس مثلكم..ثم تلطف معهم وضحك قليلاً..ثم أخذ مجموعة جديدة من الاستمارات وقال:ما دام أن زميلكم فاته تعبئة الاستمارة فما رأيكم أن تعبئوها كلكم من جديد..ووزع عليهم الأوراق,,فعبئوها وأعادوها إليه.. فأخرج الاستمارات التي عبئوها في البداية..وأخرج الأخيرة وجعل يقارن بينها..فإذا الخانة الخاصة بضعيف في التعبئة الأولى كلها مليئة..أما الثانية فليس فيها ضعيف ولا مقبول..أبداً..فضحك وقال لهم:كان ما رأيتم دليلاً عملياً على تأثير التعامل السيىء على بيئة العمل بين المدير وموظفيه..وما فعلته بزميلكم كان تمثيلاً أردت أن أجريه أمامكم ..لكن المسكين صار ضحية.. فانظروا كيف تغيرت نظرتكم بمجرد تغير تعاملي معكم..هذا من طبيعة الإنسان..فلا بد من مراعاته..خاصة مع من تلتقي بهم لمرة واحدة فقط.. كان المعلم الأول –صلى الله عليه وسلم- يأسر قلوب الناس من أول لقاء.. بعد فتح مكة..تمكن الإسلام..وبدأت الوفود تتسابق إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في المدينة..قدم وفد عبد القيس..على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فلما رآهم وهم على رحالهم قبل أن ينزلوا..بادرهم قائلاً:مرحباً بالقوم..غير خزايا..ولا ندامى.. فاستبشروا..وتوثبوا من رحالهم..وأقبلوا إليه يتسابقون للسلام عليه.. ثم قالوا: يا رسول الله..إن بيننا وبينك هذا الحي من المشركين من قبيلة مضر..وإنا لا نصل إليك إلا في الشهر الحرام..حين يقف القتال..فحدثنا بجميل الأمر..إن عملنا به دخلنا الجنة..وندعو به من وراءنا.. فقال –صلى الله عليه وسلم- :آمركم بأربع..وأنهاكم عن أربع..أمركم بالإيمان بالله..وهل تدرون ما الإيمان بالله؟ قالوا:الله ورسوله أعلم.. قال:شهادة أن لا إله إلا الله..وإقام الصلاة..وإيتاء الزكاة..وأن تعطوا الخمس من الغنائم..وأنهاكم عن أربع:عن نبيذ في الدباء ..والنقير والحنتم..والمزفت.. وفي موقف آخر ..كان –صلى الله عليه وسلم- مسافراً مع أصحابه ليلة..فساروا في ليلهم مسيراً طويلاً..حتى إذا كان آخر الليل نزلوا في طرف الطريق ليناموا..فغلبتهم أعينهم حتى طلعت الشمس وارتفعت..فكان أول من استيقظ من منامه أبو بكر..ثم استيقظ عمر.. فقعد أبو بكر عند رأسه –صلى الله عليه وسلم- فجعل يكبر ويرفع صوته..حتى استيقظ النبي –صلى الله ليه وسلم-..فنزل وصلى بهم الفجر..فلما انتهى من صلاته التفت فرأى رجلاً من القوم لم يصل معهم.. فقال:يا فلان..ما يمنعك أن تصلي معنا؟ قال:أصابتني جنابة..ولا ماء..فأمره –صلى الله عليه وسلم- أ يتيمم بالصعيد..ثم صلى..ثم أمر –صلى الله عليه وسلم أصحابه بالارتحال..وليس معهم ماء..فعطشوا عطشاً شديداً..ولم يقفوا على بئر ولا ماء.. قال عمران بن حصين:فينما نحن نسير فإذا نحن بامرأة على بعير..ومعها مزادتان (قربتان)..فقلنا لها:أين الماء؟! قالت:إنه لا ماء.. فقلنا:كم بين أهلك وبين الماء؟ قالت:يوم وليلة.. فقلنا:انطلقي إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.. قالت:وما رسول الله..!! فسقناها معنا طمعاً أن تدلنا على الماء..حتى أقبلنا بها إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- ..فسألها عن الماء..فحدثته بمثل الذي حدثتنا به..غير أنها شكت إليه أنها أم أيتام.. فتناول –صلى الله عليه وسلم- مزادتها..فسمى الله..ومسح عليها..ثم جعل –صلى الله عليه وسلم- يفرغ من قربتيها في آنيتنا..فشربنا عطشاً أربعين رجلاً..حتى روينا..وملأنا كل قربة معنا..ثم تركنا قربتيها ..وهما أكثر ما تكون امتلاءً.. ثم قال –صلى الله عليه وسلم- :هاتوا ما عندكم..أي طعام..فجمع لها من كسر الخبز والتمر..فقال لها: اذهبي بهذا معك لعيالك..واعلمي أنا لم نرزأك من مائك شيئاً..غير أن الله سقانا..ثم ركبت المرأة بعيرها..مستبشرة بما حصلت من طعام..حتى وصلت أهلها.. فقالت:أتيت أسحرَ الناس..أو هو نبي كما زعموا..فعجب قومها من قصتها مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم..فلم يمر عليهم زمن حتى أسلمت وأسلموا.. نعم ..أعجبت بتعامله وكرمه معها من أول لقاء.. وفي يوم أقبل رجل إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ..فسأله ملاً..فأعطاه النبي –صلى الله عليه وسلم- قطيعاً من غنم بين جبلين..فرجع الرجل إلى قومه..فقال:يا قوم..أسلموا فإن محمداً عطاء من لا يخاف الفاقة.. قال أنس:وقد كان الرجل يجيء إلى رسول الله –صلى الله عليه سلم- ما يريد إلا الدنيا..فما يمسي حتى يكون دينه أحب إليه..وأعز عليه..من الدنيا وما فيها.. اقتراح.. أول لقاء يطبع70% من الصورة عنك.. فعامل كل إنسان على أن هذا هو اللقاء الأول والأخير بينكما.. |
29-03-2008, 02:29 AM | #40 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
|
|
29-03-2008, 10:51 PM | #41 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2007
البلد: بين أحضان غرفتي الهادئة ..
المشاركات: 2,148
|
شعرة معاوية!!
كان يدرس مادة الرياضيات لطلاب المرحلة الثانوية..السنة الأخيرة..كان يلاحظ على عدد منهم الإهمال وعدم المتابعة..فأراد أن يؤدبهم دخل عليهم يوماً..وأول ما استقر على كرسيه فاجأهم بقوله:كل واحد يضع كتابه جانباً ويخرج ورقة وقلم!! قالوا:لماذا يا أستاذ؟! قال:اختبار..اختبار مفاجىء.. بدأ الطلاب بنوع من التذمر ينفذون ما طلب..ويتهامسون باستياء..كان من بينهم طالب كبير الجسم صغير العقل.. مشاكس كثير المشاكل سريع الغضب متهور..صاح بأستاذه: يا أستاذ..لا نريد أن نختبر..نحن بالكاد نجيب ونحن مذاكرون..بالله كيف إذا كنا ما ذاكرنا؟!! قالها الطالب بنبرة حادة..ثار المدرس وهاج.. وقال:ليس على كيفك.. تختبر غصباً عنك..فاهم؟!إذا ما هو عاجبك اطلع برا !!! ثار الطالب..وصاح: أنت اللي تطلع برا..توجه المدرس إلى الطالب وهو يصيح ويردد:يا قليل الأدب..يا عديم التربية..يا..ويقترب أكثر وأكثر.. نهض الطالب واقفاً.. ثم ..كان ما كان مما لست أذكره فظن شراً, ولا تسأل عن الخبر!! وصل الأمر إلى إدارة المدرسة..عوقب الطالب بخصم درجتين وكتابة تعهد بالتزام الأدب.. أما المدرس فصار حديث القاصي والداني..وأصبح مضرب الأمثال..ومثار أحاديث الطلاب في كل المدرسة..يمشي في ممراتها ويسمع التعليقات والهمسات..حتى انتقل بعدها إلى مدرسه أخرى.. بينما مدرس آخر وقع له الموقف نفسه لكنه أحسن التصرف معه..دخل على طلابه..وفاجأهم بقوله:أخرج ورقة وقلماً..اختبار مفاجىء.. وكان من بينهم طالب كذاك الطالب..صاح:يا أستاذ!! ليس على كيفك.. كان المدرس جبلاً يحس يثقل الرجل التي تحاول أن تصعد عليه!!.. يفهم أن العصبي لا يقابل بعصبية..ابتسم ونظر إلى الطالب وقال:يعني يا خالد ما تدري أن تختبر؟ فقال-صارخاً-: لا.. فقال المدرس بكل هدوووء:خلاص..الذي ما يرد أن يختبر نتعامل معه بالنظام.. اكتبوا يا شباب:السؤال الأول:أوجد نتيجة هذه المعادلة:س+ص=ع+15..ومضى يسوق الأسئلة.. لم يصبر الطالب المشاكس وقال:أقول لك ما أريد أن أختبر..نظر إليه المدرس وابستم بهدوووء.. وقال:وهل ألزمتك أن تختبر..أنت رجل ومسئول عن تصرفاتك..لم يجد الطالب المشاكس ما يثير غضبه أكثر..فهدأ وأخرج ورقة وقلماً..وبدأ يكتب الأسئلة مع زملائه..ثم بعدها تمت محاسبته على سوء أدبه عن طريق إدارة المدرسة.. تذكرت هذه القصة الافتراضية وتذكرت المفارقة في القدرة على التعامل مع المواقف وأنا أتأمل في مهارات الناس على إذكاء النيران وإخمادها.. فالتعامل مع العصبي بعصبية يؤدي إلى تفجر الموقف واحتدام الخلاف..فمن الأمور المسَلمة عند العقلاء ..أن من يلاقي النار بالنار يزيدها شرراً واحتداماً.. وفي الجهة المقابلة تجد أحياناً أن من يقابل البرود-دائماً-ببرود..لا تستقيم له الأمور..فليكن رابطك مع الناس شعرة معازية.. فقد سئل معاوية رضي الله عنه كيف استطعت أن تحكم الناس أميراً عشرين سنة..ثم تحكمهم خليفة عشرين سنة؟فقال:جعلت بيني وبينهم شعرة..أحد طرفيها في يدي والآخر في أيديهم..فإذا شدوها من جهتهم أرخيت من جهتي حتى لا تنقطع..وإذا أرخوا من جهتهم شددت من جهتي.. صدق رضي الله عنه..ما أحكمه!! أظن من المسلمات في حياتنا أنه لا يمكن أن يهنأ بالعيش زوجان كلاهما عصبي غضوب..كما لا يمكن أن تطول علاقة صاحبين كلاهما كذلك.. أذكر أني ألقيت محاضرة في أحد السجون..وكان قدري أن تكون المحاضرة في العتبر الخاص بمرتكبي جرائم القتل.. لما انتهيت من محاضرتي..تفرقوا إلى مهاجعهم وأقبل إلي أحدهم شاكراً..وعرفني بنفسه وأنه المسئول عن الأنشطة الثقافية في العنبر.. سألته عن سبب ارتكاب جريمة القتل عند أكثر هؤلاء..فقال:الغضب..الغضب ..والله يا شيخ إن بعضهم قتل لأجل حفنة ريالات تخاصم عليها مع عامل في بقالة أو محطة وقود..تذكرت عندها قول النبي –صلى الله عليه وسلم- : (ليس الشديد بالصرعة..إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) نعم ليس البطل هو قوي البدن الذي ما يصار أحداً إلا غلبه..لا..فلو كان هذا هو مقياس البطولة لأصبحت الحيوانات والوحوش أفخر من الآدميين..إنما البطل هو العاقل الذي يعرف كيف يتعامل مع المواقف بمهارة..يتعامل..مع زوجته..أولاده..مديره..زملائه..دون أن يفقدهم.. وفي الحديث: لا يقضي القاضي وهو غضبان..وأمر –صلى الله عليه وسلم- بتدريب النفس على الحلم:إنما الحلم بالتحلم.. نعم بالتحلم ..يعني عند كظم الغضب في المرة الأولى ستتعب100% ولكن في الثانية ستتعب90% ثم في الثالثة إذا كظمت غضبك ستتعب80% وهكذا حتى تتدرب ويصبح الحلم والهدوء عندك طبيعة.. ومن طرائف قصص الغضب أني ذهبت يوماً لمدينة أملج (300ك جنوب جدة) لإلقاء محاضرة..كان من بين الحاضرين شاب سريع الغضب ثائر الأعصاب جداً.. هذا الشاب سافر مرة بسيارته ولم يكن مستعجلاً فكان يمشي ببطء.. كان وراءه سيارة مسرعة تريده أن يفسح لها الطريق..وهو يزداد بطئاً ويشير لهم بيده أن خفظوا السرعة..ضاق صاحب السيارة الأخرى بصاحبنا ذرعاً..وتعداه بسرعة وانحرف عليه بسيارته مؤدباً..ثم مضى ..ولم يصب أحدهم بضرر.. ثارت أعصاب صاحبنا-وهي تثور على أقل من ذلك بكثير- فزاد سرعة سيارته..وأخذ يصرخ ويزمجر..ويشير لهم بأضواء السيارة مراراً حتى توقفوا.. فألقى غترته جانباً..وتناول قطعة حديد-هي في الأصل مفك لفتح براغي العجلات عند الحاجة-.. ونزل من السيارة متوجهاً إليهم ..والغضب باد عليه وقطعة الحديد في يده..فإذا بالسيارة المقابلة ينزل منها ثلاثة شباب قد ضاقت ملابسهم بعضلاتهم..وتباعدت أيديهم عن جنوبهم من عرض أكتافهم.. أقبلوا يركضون بانفعال إلى صاحبنا.. وقد رأوه تهيأ للقتال!! فلما رآهم انتفض..وغض بريقه..وهم ينظرون إليه وإلى ما في يده.. فلما لاحظ أنهم يحدون النظر إلى قطعة الحديد.. رفعها برفق وقال: عفواً..أردت أن أنبهكم إلى أن هذه سقطت منكم..!! فتناولها أحدهم بانفعال..وولوا إلى سيارتهم..وهو يشير بيده إليهم مودعاً..!! معادلة.. عصبي+عصبي = انفجار |
30-03-2008, 05:19 PM | #42 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2006
البلد: حيث القلوب الرحيمة
المشاركات: 3,252
|
موضوع أكثر من رااااااااااااائع
لكن أحب أن أسأل : ما هو ضابط تقسيم الحلقات هنا ؟ هل هو على حسب قراءتك أم مواقف تستطيع ربط المعلومات بينهما ؟ كل الشكر
__________________
اقتباس من توقيع أبو رازان |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|