بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » أحدثكم عن الحجّاج

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 27-08-2008, 07:50 AM   #1
الكامل
عـضـو
 
صورة الكامل الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 319
أحدثكم عن الحجّاج

وقع بين يدي كتاب لطيف -يزعم مؤلفه أنه أكبر ما صُنّف عن الحجّاج ، فيه طرائف مجموعة ، وكلمات منتخبة ، للحجّاج بن يوسف الثقفي ، ولقد اخترتُ لكم من تلك المواقف ما فيها أدب وفصاحة وعظة.

التعريف به:
هو الحجاج بن يوسف بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن مالك بن كع بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف ، أبو محمد الثقفي ، وُلد بالطائف سنة 40 هـ . أحد البلغاء والخطباء المصاقع ، كان لساناً فصيحاً ، آية في البلاغة وفصاحة اللسان ، وقوّة الحجة ، وكان داهية ، وقائداً بارعاً ، وفي سيفه رهق ، وكان كثير القتل لأدنى شبهة.
نشأ حافظاً للقرآن الكريم ، معظماً له ، معظماً لأهله ، يكرّم أهل القرآن ويجزل لهم العطاء ، قال أبو عمرو بن العلاء -شيخ القرآء : ما رأيتُ أفصح من الحجّاج والحسن البصري. وقال عنه الشعبي : يتكلم بكلام ما سبقه إليه أحد.
وقال الأصمعيّ : أربعة لم يلحنوا في جدّ ولا هزل ، الشعبيّ ، وعبدالملك بن مروان ، والحجاج بن يوسف ، وابن القريّة.
عمل الحجّاج بشرطة عبدالملك أولاً ، ثم قـُلّد أمر العسكر ، ثم ولاه عبدالملك العراق ، ففتح فتوحات هائلة ، ووصلت خيوله إلى قريب من بلاد الصّين.
ذُكر عنه أخبار كثيرة لا تصح ، سببها ظلمه ، وكثرة ما سفك من الدماء ، وقتله كثيراً من صلحاء وعلماء التابعين. ومما يدل على أن كثيراً مما يُروى عن الحجّاج ليس صحيحاً ما قاله الحافظ الذهبي -رحمه الله في سير أعلام النبلاء (4\332) بعد أن ذكر قصة قتل الحجاج لسعيد بن جبير : هذه حكاية منكرة ، غير صحيحة ، رواها أبو نعيم.
ورُوي في تفسير ابن كثير (1\7) أنه كان يقرأ في كل ليلة ربع القرآن. وله توحيد في الجملة وأمره إلى الله . مات سنة 95 هـ ، ولم يُخلف إلا ثلاثمائة درهماً.



-1-

خطب الحجّاج يوماً فقال : أيها الناس ! الصبر على محارم الله أيسر على عذابه.
فقام إليه رجل فقال له : ويحك يا حجّاج ، ما أصفق وجهك ، وأقلّ حياءك ، تفعل ما تفعل وتقول مثل هذا الكلام ! ، خبتَ وضل سعيك.
فقال للحرس : خذوه . فلما فرغ من خطبته ، قال له : ما الذي جرأك عليّ؟
فقال الرجل : ويحجك يا حجاّج ، أنت تجترئ على الله ولا أجترئ عليك ، ومن أنت حتى لا أجترئ عليك ، وأنت تجترئ على رب العالمين. فقال : خلو سبيله.

[موارد الظمآن 2\120]



-2-

وقف شقيق بن سليك على الحجّاج ، فقال : أصلح الله الأمير ، أعرني سمعك ، واغضض عني بصرك ، واكفف عني شرك ،
وإن سمعتَ خطأ فدونك والعقوبة ، فقال الحجّاج : هات.
قال : عصى عاصٍ من عرض العشيرة ، فحُلق على اسمي ، وهدم منزلي ، وحُرمتُ من عطائي.
قال الحجّاج : أما سمعت قول الشاعر :
جانيك من يجنى عليك وقد * * تعدى الصحاحَ مبارك الجرب
فلربّ مأخوذ بذنب عشيرة * * ونجا المقارف صاحب الذنب
قال : أصلح الله الأمير ، سمعتُ الله -عز وجل- يقول غير ذلك. قال الحجّاج : وما سمعته يقول ؟
قال شقيق : قال الله تعالى : (قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ).
فقال الحجّاج ليزيد بن مسلم : أمسك لهذا عن اسمه ، ورتّب له عطاءه وابنِ له منزله ، وأمر منادياً ينادي : صدق الله وكذب الشاعر.

[العقد الفريد 5\15]



يتبع.
الكامل غير متصل  


 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:02 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)