بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقاليّ الليبيّ ! قضيّةٌ حائرة ؟!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 26-08-2011, 10:29 AM   #1
برق1
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: السعودية
المشاركات: 1,743
مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقاليّ الليبيّ ! قضيّةٌ حائرة ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

قال ذي العشرين عاما * :
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا * ويأتيك بالأخبار من لم تزوّدِ
ويأتيك بالأخبار من لم تبع له * بتاتا ولم تضرب له وقت موعدِ

مصطفى عبد الجليل , أحد رجال دولة القذافي ! وزير العدل الليبي – ولا عدل هناك - , شغل منصبه قرابة أربع سنين قبل الثورة .
تحول فجأة وطنيا مكافحا !
وُلِدت ثورة ليبيا وهو لا يزال وزيرا !
لم يكن لها قائد غير حماس الشباب وتداعيهم لها
كانت شرارتها يوم 13 \ 3 \ 1432 , ولم يمض غير بضعة أيام عليها حتى أعلن هذا الوزير انشقاقه وانضمامه للثورة ونيته تشكيل مجلس انتقالي برئاسته يدير المناطق المحررة ( وكان تحريرا سلميا )
بعد عشرة أيام من الثورة تشكّل هذا المجلس , ثم أسبوع واحد وتم تعيينه رئيسا له , ولا زال .

السؤال :

هل يحسن أن نصدّق دون تساؤلات أن وزيرا قذّافيا يدير جهازا يحكم بغير ما أنزل الله , لا ضلع له بالتمهيد للثورة قـُبـَيـْل بدايتها , وإنما تحوّل للثورة فـُجـاءة دون بوادر , نصدّق أن سيكون قائدا مأمونا لقيادة ثورة وطنية عربية ذات روح ( إسلامية ) ؟

من صنع الرّجل لهذا الدور ؟! ومن رتب معه هذا المشهد – استقالة وإعلان النية بتشكيل مجلس ومن ثم تشكيله ثم رئاسته - ؟
أهو صنع نفسه غيرة على وطنه ؟ فنعم ما صنع .

ربما صنعته أيدي المخابرات الغربية ودعمته سياسيا وماديا وسوّقته إعلاميا , كما صنعت من قبل بأفغانستان ( أحمد شاه مسعود ) ذاك الطاجيكي القومي الشجاع المحنك , صنعوه وسوّقوه إعلاميا زمن تلك الحرب الغابرة وخلعوا عليه لقب ( أسد بانشير ) , وهو أمر لم يفت على الحاذقين , فقد قالوا إن وراء هذا الثناء الإعلامي الغربي على هذا الرجل مكيدة , ثم قد بانت المكيدة يوم صار الحليف الأوفى لهم بعد التحرير من قبضة الروس , وأشد المحاربين لطالبان ذاك الزمان المجيد من سفر التاريخ.

أظن الجواب عند الليبيين المطلعين , فهم أدرى بالرجل وفكره وولائه وتاريخه – الذي يُمدح بنزاهته –
هذا الشعب الذي بذل دم أبنائه رغبة بالحرية وسعيا للخلاص - عجل الله لهم الخلاص وحكّم فيهم شرعه وملّك أمرهم من يقيم فيهم دينه -

قلت :

قد كان الغرب منذ انتهت حرب السوفيت في أفغانستان متخوفون من ثورة المارد العربي الإسلامي , وكانوا منقسمين - زمن أوج قوّتهم – بين مطالب بمهادنة الشعوب الإسلامية والرضى بمسايرتها لكسب أنصاف الحلول معها , وبين رافض غير البطش وخاصة الجمهوريون من الأمريكان , لكن الغول الأمريكي ما عاد غولا بل أضحى أسدا هرما هزيلا يلعق جراحة ولا يقدر على طرد فرائسه , فبات ينتظر حين الهلاك , وقدّر الله هذا مع ثورات العرب مما جعل أنصاف الحلول حلا جبريا لا مناص للحلف الصليبي منه - زادهم الله وهنا على وهن وجعلهم مغانم للمسلمين -
فأظن عبد الجليل مستمسَكا وفرجا لحلف الأطلسي الصليبي المنهك القوى , وغوثا لهم في وجه الطوفان العربي الهادر , فالعرب قد ثاروا ولا مجال للمواجهة , وثورتهم لو تُرِكت في حالها أتت بالخلافة واكتسحت بلاد العرب والمسلمين .
فليس للأطلسي - المريض الذي أنهكت القاعدة وطالبان اقتصاده عبر مواجهات أفغانستان والعراق والصومال وغيرها – ليس له غير المهادنة والقبول بالحل ((( الوسط ))) , والرضى الغربي على مضض بنوع من الحرية التي لا تعني حكم الإسلام الحق , بل إسلامًا مهجنًا أو ديموقراطية تضمن مشاركة كل القوى بفاعلية بغض النظر عن حجمها ورقمها .

دخلت أوروبا الصليبية عسكريا لمنع الحريّة في الجزائر ! ودخلت اليوم عسكريا لتحقيق الحريّة في ليبيا ! وما بين ليبيا والجزائر غير خط وهمي من الحدود , فما الذي تغيّر ؟
تغيّر أمران :
أحدهما :
أن الفائز أنذاك في انتخابات الجزائر هو من يمثل الإسلام الصافي ( جبهة الإنقاذ ) وأن من يمثل ثورة ليبيا وزير رضي وسيرضى أن يحكم الناس بالقانون الوضعي .
والثاني :
أن حلف الأطلسي زمن الجزائر كان في عنفوانه وقوته , أما اليوم , فلا يكاد يقوم لمعركة بعد ما أثخنته حروبٌ كان يأمل منها سيادة الأرض .

هذا بظني موجز أمر مصطفى عبد الجليل

ولئن كان ما ظننت حقا , فوا خـَشْيَتا أن يعلم الشعب الثائر غدا سوء ما أخفى الأطلسي فيثور على ثورته وتتفرّق كلمة وتدور دوّامة حرب أهلية كا هي حال الجزائر التي لم تخرج منها بعد .

هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه.


=======================================

* هو طرفة بن العبد , مات قتيلا عن 26 عاما , وكان قال البيتين قبله بزمن .
__________________
إذا قرأت توقيعي فقل :
لا إله إلا الله
هي خير ما يقال , وبها تكسب أجرا وتطمئن نفسا

***
في حياتي
سبرت الناس
فلقيت عند قلـّة معنى الوفاء
وقرأت في سلوك الكثيرين تعريف الدهاء
وامرأة وحدها , وحدها فقط , علّمتني معنى الثبات على المبدأ وبذل النفس له

آخر من قام بالتعديل برق1; بتاريخ 26-08-2011 الساعة 11:13 AM.
برق1 غير متصل  


 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:43 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)