لستُ بصدد الحديث عن تلك القصور الفاخرة أو المنازل الجديدة بألوانها الزاهية ..
فلا الحديث عنها شيّق ولا الرحلة ستكون معها ماتعة ..
.
.
إبراهيم .. والذي لم يتجاوز سن السابعة بعد .. حفظ سورة الفلق مع مدرس الحلقة في مسجد ذلك الحي القديم و ذهب مسرعاً لمنزلهم الذي لم تلوّث (البويه) أيّاً من جدرانه منذ لحظة بنائه ليخبر والدته الأرملة و لكي يحظى بذلك الريال الممزقة أطرافه كهدية منها مقابل إجتهاده في حفظ القرآن وتلاوته ..
أما والدته تلك .. فلا تعرف للضمان الإجتماعي طريق ولا لذوي النفوذ سبيل .. إلا طريق خالقها عز وجل و الذي منحها قوة وعزيمة لا توجد في ألف رجل ..
دخلهم اليومي يكفيهم لسد حاجتهم حتى غدهم و الذي لا يعرفون حتى ملامحه .. لكن ما يؤمنون به دوماً .. أن الشمس تشرق كل صباح على كل بقعة ولن يستطيع أحد حرمانهم منها ..!